تائهون بالصحراء ينامون بين الأفاعي ويهتفون "حياة السود مهمة".. قصص مهاجرين رُحلوا من تونس إلى ليبيا
تاريخ النشر: 5th, August 2023 GMT
في المنطقة الحدودية بين ليبيا وتونس سُمح لوسائل الإعلام بالوصول إلى مجموعة من المهاجرين الذين قالوا إن السبل تقطعت بهم منذ حوالي شهر ويعانون من نقص في الغذاء والماء.احتج المهاجرون أمام الكاميرات رافعين لافتات كتب عليها "لا طعام ولا ماء ولا مأوى" كما رددوا هتاف "حياة السود مهمة".
يستمر وصول مئات المهاجرين الأفارقة إلى ليبيا يومياً في ظل درجات حرارة ملتهبة، بعد بدء تنفيذ عمليات طرد جماعي للمهاجرين الموجودين في تونس منذ أوائل شهر تموز/ يوليو وفقاً لما تقوله الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية.
في المنطقة الحدودية بين ليبيا وتونس وتحديداً في منشأة لحرس الحدود الليبية، سُمح لوسائل الإعلام بالوصول إلى مجموعة من المهاجرين الذين قالوا إن السبل تقطعت بهم منذ حوالي شهر ويعانون من نقص في الغذاء والماء.
احتج المهاجرون أمام كاميرات الصحافة رافعين لافتات كتب عليها "لا طعام ولا ماء ولا مأوى" كما رددوا هتاف "حياة السود مهمة".
يأمل مبارك آدم محمد، وهو مهاجر من السودان، أن تجد المنظمات الدولية حلاً طارئاً لوضعهم.
مهاجرون رحلوا من تونس إلى الحدود مع ليبياAP Photo/Yousef Muradفي الأسبوعين الماضيين، قال حرس الحدود الليبيون إنهم أنقذوا مئات المهاجرين الذين نقلتهم السلطات التونسية إلى الحدود، على بعد 150 كيلومتراً جنوب غرب طرابلس.
في رأس جدير، يقيم في المخيم حتى اللحظة 350 مهاجراً، بينهم 65 طفلاً و 12 امرأة حامل.
طُرد مئات المهاجرين الأفارقة من صفاقس في وسط شرق تونس -التي تعتبر نقطة الانطلاق الرئيسية للهجرة غير النظامية إلى أوروبا- في أعقاب اشتباكات أودت بحياة مواطن تونسي في أوائل شهر تموز/ يوليو.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الشرطة التونسية "طردت" ما لا يقل عن 1200 مهاجر أفريقي وتركتهم على الحدود مع ليبيا شرقاً والجزائر غرباً.
ووفقاً لمنظمات إنسانية في ليبيا، لقي 17 شخصاً على الأقل حتفهم في الصحراء بين ليبيا وتونس في الأسابيع الثلاثة الماضية.
وفي الوقت الذي اعترف فيه وزير الداخلية التونسي كامل الفقي بأن مجموعات صغيرة من المهاجرين من جنوب الصحراء يعاد إرسالها إلى المناطق الحدودية الصحراوية مع ليبيا والجزائر أثناء محاولة دخول البلاد، إلا أنه وصف حديث الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية والمهاجرين أنفسهم عن سوء المعاملة بـ"المزاعم الكاذبة"، وقال الوزير لوكالة أسوشيتد برس يوم الأربعاء إنه في الوقت الذي لا تنتهج فيه تونس الطرد الـ"جماعي" للمهاجرين، فإن المجموعات الصغيرة التي تحاول دخول تونس تُعاد إلى المنطقة المقفرة الصحراوية العازلة بين البلدين.
ولطالما تحدث المهاجرون عن حالات الابتزاز والتعذيب والاغتصاب والاعتداء الجنسي في مراكز الاحتجاز الليبية.
قصة باتو وعائلته.. مثال صارخيقول باتو بصوت خافت، وهو يتأمل على شاشة هاتفه المحمول صورة له مع زوجته وابنته وعلى وجوههم ابتسامة، "هذه المرة الأخيرة التي كنا فيها نحن الثلاثة سعداء".
بعد بضعة أشهر من التقاط الصورة العائلية، حطمت صورة أخرى حياة باتو، المهاجر الكاميروني في ليبيا، واسمه الحقيقي مبينغي نيمبيلو كريبن. فقد عرض عليه صديق صورة مروعة لجثتي زوجته العاجية فاتي دوسو (30 عاما) وابنتهما ماري (6 سنوات) ممدّدتين في الرمال بعد أن انفصل عنهما خلال رحلة عبر الصحراء بين تونس وليبيا.
حدث ذلك في 19 تموز/يوليو.
بعد سبع سنوات في ليبيا كسب خلالها رزقه من مهنة الدهانة، قرر باتو مغادرة مدينة زوارة (120 كم غرب طرابلس) إلى تونس مع فاتي وماري. لكنهم لم يتمكنوا من عبور المركز الحدودي لافتقارهم إلى وثائق قانونية.
المهاجر باتوفيديو أ ف بعلى عكس الآلاف الذين يسعون للهجرة بصورة غير قانونيّة إلى أوروبا، لم يشأ باتو وعائلته عبور البحر الأبيض المتوسط من الساحل التونسي إلى إيطاليا.
كانت أولوية الوالدين إلحاق ماري بمدرسة "تعلم اللغة الفرنسية" لأن الطفلة "منذ ولادتها لم تذهب إلى المدرسة أبداً"، كما يقول والدها لوكالة فرانس برس في إحدى ضواحي طرابلس، مشيراً إلى أن مهاجرين أفارقة آخرين قالوا له إن ذلك ممكن في تونس.
تم اعتراضهم لأول مرة في 13 تموز/يوليو في مدينة بن قردان الحدودية التونسية، وأُعيدوا إلى الصحراء الليبية تحت أشعة الشمس الحارقة، لكنهم توجهوا مجدداً ليلاً إلى تونس.
في الصباح الباكر، التقى باتو وفاتي وماري امرأة وطلبوا منها الماء بعد أربع وعشرين ساعة من العطش، فأشارت لهم إلى المسجد، لكن بعد خمس دقائق، ظهرت الشرطة التونسية مجدّداً.
مقتل 18 شخصا في تحطم حافلة كانت تقل مواطنين ومهاجرين في المكسيك واعتقال السائقأطباء بلا حدود: فرنسا ترحِّل المهاجرين وتستخدم معهم العنف والمعاملة المهينة وغير الإنسانيةفي نيويورك.. لماذا ينام المهاجرون في العراء؟نُقلت الأسرة الصغيرة إلى مركز للشرطة حيث وجدوا "عشرات آخرين من دول جنوب الصحراء اعترضتهم الشرطة"، بحسب باتو. يضيف باتو: "ضربونا وفتشونا، جلسنا على الرمال تحت الشمس"، قبل أن يُنقلوا إلى مركز آخر "حيث ضربونا قائلين إنهم سيعيدوننا إلى ليبيا"، مشيراً إلى أنه رأى مجموعة أخرى من "حوالى ثلاثين شخصاً من جنوب الصحراء"، يتابع: "أخذوا هواتفنا التي كسروها أمامنا ووثائق هوياتنا"، ثم نُقل مع عائلته والأفارقة الآخرين إلى الحدود في شاحنة، ويضيف: "تركونا قرب خندق قائلين إن علينا العبور والذهاب مباشرة إلى ليبيا. وهددونا بالسلاح. في الصحراء "أصابني الإعياء. سرنا لأربعة أيام، دون أن نأكل أو نشرب. انهرت. كنا الثلاثة نبكي. طلبت مني زوجتي أن أحاول النهوض والمتابعة".
تمكن باتو من إقناع فاتي بمواصلة السير "لمحاولة إنقاذ الطفلة على الأقل"، مضيفاً: "شعرت أن الأمر انتهى بالنسبة لي. طلبت من زوجتي أن تغادر وتتركني".
مر أكثر من أسبوعين، لكن الألم بقي لا يحتمل بالنسبة لباتو.
انتشرت الصورة المروعة لجثتي فاتي وماري حول العالم، في وقت كانت منظمات إنسانية والأمم المتحدة تستنكر "طرد مهاجرين" إلى الحدود مع ليبيا والجزائر، رغم النفي الشديد من السلطات التونسية.
غير أن قصة باتو مختلفة، فهو ليس من بين مئات الأفارقة الذين كانوا موجودين في تونس وطردوا من مدينة صفاقس الساحلية. الواقع أن عائلة باتو كانت في المكان الخطأ في الوقت الخطأ.
نجا باتو بفضل سودانيين قدّما له الماء، فيما ماتت فاتي وماري عطشاً في الصحراء.
المصادر الإضافية • أ ب
المصدر: euronews
كلمات دلالية: منظمة الأمم المتحدة ليبيا صحراء الهجرة غير الشرعية تونس مهاجرون الحرب الروسية الأوكرانية روسيا فرنسا الصين أزمة المناخ فلاديمير بوتين ضحايا النيجر البحر الأسود وسائل التواصل الاجتماعي الحرب الروسية الأوكرانية روسيا فرنسا الصين أزمة المناخ فلاديمير بوتين إلى الحدود إلى لیبیا مع لیبیا
إقرأ أيضاً:
لماذا اختارت هاريس هارفارد السوداء لتمضية ليلة الانتخابات؟
تُعد جامعة هاورد، حيث تقضي المرشحة الرئاسية الديمقراطية كامالا هاريس ليلة الانتخابات الثلاثاء، مؤسسة رئيسية لتعليم الطلاب السود في الولايات المتحدة، والتحقت بها هاريس في ثمانينيات القرن الماضي.
وتحتل جامعة هاورد، التي تلقب بـ"هارفارد السوداء" والتي مقرها في العاصمة واشنطن، مكانة أساسية في مسيرة نائبة الرئيس الأميركي، وغالبا ما تزورها منذ تخرجها عام 1986.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بين ترامب وهاريس.. كيف تؤثر أميركا على اقتصاد إسرائيل؟list 2 of 2هاريس تغازل المسيحيين والعرب في ختام حملتهاend of listوعام 2019، قالت هاريس من هذه الجامعة عندما كانت مرشحة للانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الديمقراطي عام 2020 "إن جامعة هاورد من أهم جوانب حياتي.. هنا بدأ كل شيء". ومن ثم، فإن وجود هاريس -التي قد تنتخب أول رئيسة سوداء للبلاد غدا الثلاثاء- في هذه الجامعة يحمل كثيرا من الرموز.
أسس الكونغرس الأميركي هذه الجامعة الخاصة عام 1867، بعد وقت قصير من نهاية الحرب الأهلية التي أنهت العبودية في كل أنحاء البلاد. وتحمل الجامعة اسم أوليفر هاورد، وهو جنرال شمالي انخرط إلى حد كبير في تنظيم تعليم العبيد السابقين.
ومنذ تأسيسها، باتت جامعة هاورد الأكثر شهرة بين 100 مؤسسة معروفة تاريخيا بكونها جامعات للسود، وباتت تستقبل غالبية كبيرة من الطلاب السود ومن أقليات أخرى.
وتضم جامعة هاورد نحو 11 ألف طالب، ومباني ضخمة من الطوب الأحمر والأعمدة البيضاء، تنتشر حول حديقة مركزية كبيرة، وفقا لتقاليد بناء الجامعات الأميركية.
وقصدت هاريس هذا المكان منتصف أغسطس/آب لتتابع تدريبا استعدادا لمناظرتها ضد دونالد ترامب، وقالت لبعض الطلاب "في يوم من الأيام قد تصبحون مرشحين لرئاسة الولايات المتحدة".
وخرّجت جامعة هاورد شخصيات عظيمة، مثل الكاتبة الحائزة على جائزة نوبل توني موريسون، وثورغود مارشال المحامي الكبير لحركة الحقوق المدنية في خمسينيات القرن الماضي الذي بات أول أميركي من أصل أفريقي يتم تعيينه في المحكمة العليا.
وألهم هذا الرجل كامالا هاريس التي قررت أن تتخصص في مجال المحاماة في جامعة هاورد على غراره، بدءا من عام 1982.
وخلال فترة دراستها في الجامعة، انتسبت هاريس إلى ناد للنقاش، وشاركت في احتجاجات ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، كما شاركت في احتلال أحد مباني الحرم الجامعي في أثناء حركة طلابية.
وانضمت هاريس أيضا إلى جمعية نسائية هي "ألفا كابا ألفا" التي تأسست عام 1908 في هاورد، وتضم عشرات آلاف النساء السود من كل أنحاء البلاد، وتشكل شبكة اعتمدت عليها المرشحة الديمقراطية في حملتها الانتخابية.