إسرائيل تتبنى اغتيال القيادي في "حزب الله" أبو طالب
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
أعلنت إسرائيل، الأربعاء، مسؤوليتها عن اغتيال القيادي بـ"حزب الله" طالب سامي عبد الله "الحاج أبو طالب"، في غارة جوية على بلدة جْوَيّا جنوب لبنان، مساء الثلاثاء.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان وصل الأناضول نسخة منه: "شنّ الجيش أمس (الثلاثاء) غارة جوية استهدفت مقر قيادة لحزب الله في منطقة جويا".
وادعى أنه "أُديرت منه (المقر) اعتداءات لحزب الله انطلاقا من منطقة جنوب - شرق لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية".
وأضاف أنه تم خلال الغارة القضاء على سامي طالب عبد الله، قائد "وحدة نصر" التابعة لـ"حزب الله".
وأردف أن عبد الله كان أحد أبرز قادة الحزب جنوب لبنان، و"على مدار سنوات خطط وأشرف ونفذ اعتداءات عديدة ضد مواطني إسرائيل"، وفق قوله.
كما تم في الغارة "القضاء على 3 عناصر آخرين من حزب الله كانوا برفقته"، حسب البيان.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتبنى فيه إسرائيل اغتيال قادة في "حزب الله" منذ بدء المواجهات في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ولا تقلّ أهمية سامي عبدالله عن القيادي وسام الطويل، الذي اغتالته إسرائيل في يناير/ كانون الثاني الماضي، إذ نشر الإعلام الحربي التابع للحزب صورة تجمعهما بلباس عسكري، وأخرى تجمعه مع قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني الراحل قاسم سليمان.
ووصفت صحيفة "معاريف" العبرية، الأربعاء، اغتيال عبد الله بأنه "الأكثر دراماتيكية وأهمية للجيش الإسرائيلي في لبنان منذ بداية الحرب"، وادعت أن "كبار المسؤولين الذين وافقوا على اغتياله كانوا يعرفون أنه سيؤدي إلى إطلاق مئات الصواريخ".
وردا على الاغتيال، أطلق الحزب على إسرائيل الأربعاء نحو 170 صاروخا، وهو أكبر هجوم منذ بدء المواجهات في 8 أكوبر، وفق رصد مراسل الأناضول.
وبلغت أكبر دفعة صواريخ أُطلقت من لبنان باتجاه إسرائيل في مارس/ آذار الماضي، 100 صاروخ، ردا على استهداف مناطق لبنانية، أبرزها مدينة بعلبك (شرق وتبعد نحو 100 كلم عن الحدود مع إسرائيل).
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ لبنانية في الجنوب.
ومنذ 8 أكتوبر، تتبادل فصائل فلسطينية ولبنانية في لبنان بينها "حزب الله" مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتقول الفصائل في لبنان إنها تتضامن مع غزة، التي تتعرض منذ 7 أكتوبر لحرب إسرائيلية خلفت قرابة 122 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود وسط مجاعة قاتلة ودمار هائل.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: حزب الله عبد الله
إقرأ أيضاً:
هدنة إسرائيل وحزب الله تترنح... من المستفيد؟!
يوماً تلو الآخر تزداد الأوضاع سخونة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وسط شكوك بشأن إمكانية صمود هدنة هشة أنهت حرباً استمرت أكثر من 14 شهرا بين إسرائيل وحزب الله.
وللمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، تطلق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، التي لم تتأخر هي الأخرى في الرد بقصف استهدف عدة مناطق في جنوب لبنان في المرة الأولى، ووصل إلى العاصمة بيروت في المرة الثانية.
Israel Orders Residents in Neighborhood Near Beirut to Evacuate - The command for people to leave parts of the suburbs south of the Lebanese capital where Hezbollah holds sway is the first since a cease-fire went into effect in November. via @nytimes:https://t.co/hKesWCETRZ
— ???????? Viking Resistance HQ ???????? (@VikingFBR) March 28, 2025 اتفاق هشوهذه هي المرة الأولى منذ دخول وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة حيز التنفيذ في نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، التي يشن فيها الجيش الإسرائيلي غارات جوية على الضواحي الجنوبية لبيروت، فيما اعتبرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية "نهاية لأشهر من الهدوء المتوتر في العاصمة اللبنانية" تثير مخاوف من تصعيد جديد.
وكما هو الحال مع واقعة السبت الماضي، نفى حزب الله اللبناني مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل، واعتبرها "جزءً من محاولة مشبوهة لاختلاق الذرائع لاستمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان"، قائلاً إنه "يحترم" اتفاق وقف إطلاق النار.
ومن جهته، قال الجيش اللبناني إنه يحقق فيما جرى لمعرفة الجهة التي تقف وراء ذلك، لتثار العديد من التساؤلات بشأن المستفيد من وراء إعادة التوتر إلى هذه الجبهة وما إذا كان هناك من يسعى إلى توريط الدولة اللبنانية.
ووفقاً لخبراء، فإن حزب الله، الذي يكافح للتعافي من الصراع المدمر مع إسرائيل، ليست لديه رغبة كبيرة في المخاطرة بإشعال الصراع من جديد، حسبما نقلت "نيويورك تايمز"، التي ألقت الضوء على احتفاظ جماعات فلسطينية مسلحة، مثل حماس، بوجود كبير في لبنان، وعملها في الغالب من مخيمات اللاجئين هناك منذ عقود.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه خلال الحرب على غزة، أطلقت هذه الجماعات صواريخ من لبنان على شمال إسرائيل بشكل متقطع من لبنان.
واستدعت الصحيفة مشهد انخراط حزب الله في الحرب تضامناً مع غزة بعد الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول) 2023 والذي بدأ بإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة على المواقع الإسرائيلية وتصاعد إلى حرب شاملة واجتياح بري إسرائيلي قبل أن يتفق الطرفان على وقف إطلاق النار.
ووصفت "الصحيفة" هذا الصراع بأنه الأعنف والأكثر دموية في لبنان منذ الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاماً في البلاد والتي انتهت عام 1990.
Israel carried out its first major airstrike on Beirut's southern suburbs in months, retaliating for an earlier rocket launch from Lebanon in the most serious test of a shaky-ceasefire deal agreed in November https://t.co/wFUrfcRJKb pic.twitter.com/AHa7QEcF4c
— Reuters (@Reuters) March 28, 2025 انتهاك الاتفاقوركز موقع "المونتيور" الإخباري على كون استهداف إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة هو الأول من نوعه منذ إبرام الهدنة، مشيراً إلى مواصلة إسرائيل شن الغارات الجوية المميتة في كثير من الأحيان على جنوب وشرق لبنان منذ وقف إطلاق النار، بدعوى استهداف مواقع عسكرية لحزب الله تنتهك الاتفاق.
ولم تختلف مبررات إسرائيل هذه المرة، فقالت إن هجومها استهدف "موقعاً تستخدمه الوحدة الجوية (127) التابعة لحزب الله لتخزين الطائرات بدون طيار في منطقة الضاحية" التي تعتبر معقلاً رئيسياً لحزب الله في جنوب بيروت، والتي قصفتها إسرائيل بكثافة خلال حربها مع الحزب العام الماضي، بحسب الموقع.
وبعد توجيه إسرائيل إنذار شديد اللهجة للحكومة اللبنانية، محملة إياها مسؤولية ضبط الأمن وفرض تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار "وإلا سنفرضه نحن"، أمر رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، قوات الأمن في بلاده بسرعة ضبط المسؤولين عن إطلاق الصواريخ، واصفاً ذلك بأنه أمر "غير مسؤول" ويشكل تهديداً "لاستقرار لبنان وأمنه".
ويرى مراقبون أن تطورات الساعات الأخيرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية تعيد إلى الواجهة قضية شائكة بالنسبة للحكومة اللبنانية، وهي السلاح الخارج عن القانون وكيفية معالجة هذه المعضلة التي لطالما شددت حكومة بيروت على موقفها منها، وهو حصر السلاح بيد الدولة، حتى لا تكون رهينة افتعال أي إشكالات، تعرض أمن الدولة للخطر والتهديدات.
كما تحمل تلك التطورات في طياتها الكثير من المخاطر التي تحدق بالمنطقة في ظل تشابك المواقف واستئناف إسرائيل حربها على قطاع غزة، والغموض الذي يكتنف مصير الرهائن الذين تحتجزهم الحركات المسلحة الفلسطينية في القطاع.
وتتزامن هذه المستجدات والتساؤلات بشأن الجهة التي تقف وراء إطلاق الصواريخ على إسرائيل من لبنان، مع تطورات لافتة تمثلت في تزايد الضغوط على حركة حماس للخروج من المشهد، والتي لم تقف عند حد كونها مواقف دولية بهدف التوصل إلى وقف دائم للحرب في غزة، بل تعدت ذلك إلى موقف شعبي نادر تجسد في خروج مظاهرات في القطاع تطالب بذلك كسبيل لإنهاء الحرب التي راح ضحيتها أكثر من 50 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى والمفقودين.