ما زال الهجوم الذي شنته المقاومة على جنود الاحتلال في مدينة رفح قبل أيام، عبر تفخيخ منزل اختبأ فيه جنود الاحتلال، وأسفر عن مقتل عدد منهم، يترك ردود فعله السلبية في الشارع الإسرائيلي، حتى أن أحدهم وصف الهجوم بأنه يحكي القصة الإشكالية الكاملة لدولة الاحتلال بشكل عام، والجيش والمؤسسة الأمنية بشكل خاص، ويثبت أنه يجب التحقيق فيه، ومن قبله هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر من قبل لجنة تحقيق حكومية.



آفي اشكنازي محرر الشئون العسكرية بصحيفة معاريف، كشف أن "هجوم الشابورة في رفح أسفر عن مقتل ضابط وثلاثة جنود، وأصيب سبعة جنود آخرون، خمسة منهم جراحهم خطيرة، والأصل أن مثل هذه الخسائر الباهظة كان ينبغي لها أن تشعل الضوء الأحمر لأعضاء الكنيست الـ120، وأن يتوقفوا للحظة حدادا على القتلى، قبل أن يمرروا قانون التهرب من الجيش في قراءته الأولى".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الهجوم الدامي يروي القصة الكاملة للإشكالية لدولة الاحتلال وجيشها ومؤسستها الأمنية بشكل خاص، ومن خلاله يجب التحقيق في الهجوم، وما سبقه من هجوم أكتوبر من قبل لجنة تحقيق حكومية، بحيث يكون عملها قصيراً ومركّزاً وهادفاً، والأهم في كل توصياتها المفترضة قيام النخبة العسكرية والحكومية برمتها بالاستقالة فورا، وبعد رفع المصالح الحزبية والسياسية لكل طرف، يمكن للجنة أن تغوص في التحقيق في حجم الأزمة دون ضغوط سياسية، ودون إملاءات الجيش وقادته".

وأشار إلى أن "مثل هذه اللجنة المطلوبة يجب عليها فحص التهديدات التي تواجه دولة الاحتلال، ورسم خريطة لها، وتحديدها حسب الأهمية من الأعلى إلى الأدنى، وفحص هيكل السلطة والصلاحيات في الجيش، وفحص مستويات القيادة، وطرق العمل بين الفروع والأجهزة الأمنية، وأجهزة الحكم والمستوى السياسي، ومن خلال هذه التوصيات يمكن البدء بإعادة بناء الجيش ومجتمع الاستخبارات، بما فيها أمان والشاباك والموساد، وصولا لإعادة بناء المجتمع الإسرائيلي، دون أن يعني ذلك أن الأمر سيبدأ وينتهي بالتعليم".

وأكد أن "حرب غزة الحالية بينت لنا أنه سيكون مطلوبا من الجيش أن يغير وجهه، وبعد نتائج لجنة التحقيق، سيكون من الممكن تحديد حجمه، كم عدد الأسراب المطلوبة، وألوية الدبابات، وكتائب الهندسة، وألوية المشاة، وما هو نطاق تعزيز القدرات البحرية، وأكثر من ذلك، عندها فقط سيكون من الممكن فهم عدد الجنود الذي يفتقر إليه الجيش بالفعل اليوم، لأنه بسبب استنزاف قواته، وتعدد التهديدات والمهام، يحتاج الجيش للمزيد من القوات والجنود".


وكشف أن "جيش الاحتلال سيحتاج كتيبتين إضافيتين من الهندسة القتالية، وثالثة للدفاع الجوي، والمزيد من أسراب طائرات الهليكوبتر الهجومية، والمزيد من المقاتلين في ألوية المشاة، ولواء دبابات إضافي واحد على الأقل بشكل منتظم، وعدد قليل آخر في الاحتياط، وهذه قائمة جزئية غير نهائية".

ويبدو لافتاً حجم التغيير الذي تركه هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر على الإسرائيليين، وما تلاه من حرب غزة، وآخرها هجوم الشابورة في رفح، وعدد الخسائر البشرية الباهظة في جيش الاحتلال، مقابل ما ينتهجه قادتهم السياسيون، بغض النظر عن أي جانب من الخريطة الحزبية، من ألاعيب سياسية وحزبية، مما يزيد من تفسّخ المجتمع الإسرائيلي، وافتقاده للمزيد من الجسور الواصلة بين أشلائه الممزقة، وإلا فسيكون مصير جنود الاحتلال في المستقبل أن يستلقوا جميعا على نقالة القتلى والجرحى.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية رفح التحقيق دولة الاحتلال تحقيق رفح دولة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التحقیق فی

إقرأ أيضاً:

لتعويض النقص بـ«جنود الاحتياط».. الجيش الإسرائيلي ينفّذ استراتيجيات «غير مسبوقة»

كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، “أن هناك أزمة متفاقمة تواجه الجيش الإسرائيلي في تجنيد قوات الاحتياط، ما دفعه إلى تبنّي إجراءات استثنائية وغير تقليدية لسد العجز”.

وذكر التقرير الإسرائيلي أن “الجيش الإسرائيلي يواجه أزمة حقيقية مع تآكل معنويات قواته، إذ أشار ضباط خدموا في غزة إلى استنزاف واضح بين الجنود بعد أكثر من 200 يوم من القتال، كما دعا التقرير القيادة العسكرية إلى مراجعة محادثات الجنود على مجموعات “واتسآب”، التي تعكس تنامي مشاعر الإحباط، ما قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الأداء العسكري في المستقبل”.

وبحسب الصحيفة، “على الرغم من أن نسبة الاستجابة للاستدعاء بلغت 90% في بداية الحرب على قطاع غزة، إلا أنها انخفضت تدريجيا إلى 70%، مع توقعات بتراجعها إلى 50% قريبًا، ما أثار مخاوف القيادة العسكرية حول استمرارية الجيش في ظل استمرار الصراع”.

وأرجع التقرير هذا التراجع “إلى غياب الروابط القوية بين الجنود، إذ يتم تجنيد أفراد جدد باستمرار دون تحقيق الانسجام المطلوب داخل الوحدات”.

ووفقا لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، “لتعويض النقص، لجأ الجيش الإسرائيلي إلى الإعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثل “فيسبوك” (أنشطة شركة “ميتا”، التي تضم شبكتي التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”إنستغرام”) للترويج لوظائف قتالية في غزة ولبنان، إلى جانب تقديم عروض مرنة غير مسبوقة تتجاوز شروط القبول المعتادة”.

وبحسب الصحيفة، “من بين الخطوات المثيرة للجدل، تقديم حوافز مالية، مثل رواتب للطهاة وعمال الصيانة، وعروض تدريب مكثفة لقيادة الدبابات أو تشغيل الطائرات المسيّرة في غضون أسبوع فقط. كما استخدم الجيش أساليب دعائية عاطفية، أبرزها إعلانات تحفّز الشعور بالذنب، مثل صورة لجنود في شوارع فلسطينية مرفقة بتعليق: “إخوتكم يقاتلون، فهل ستبقون جالسين؟” لحث المواطنين على التطوع”.

مقالات مشابهة

  • لتعويض النقص بـ«جنود الاحتياط».. الجيش الإسرائيلي ينفّذ استراتيجيات «غير مسبوقة»
  • نتنياهو يقدم شكوى إلى الشرطة ضد رئيس الشاباك السابق نداف أرجمان
  • حماس تعقب على تقرير لجنة التحقيق الأممية بشأن الحرب على غزة
  • ما علاقة هاكر مصري بمجموعات القراصنة المتهمة في هجوم إكس؟
  • عاجل| لجنة التحقيق الأممية: الجيش الإسرائيلي استخدم وسائل عنف وأعمال إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني
  • هآرتس تكشف عن تعرض شقيقين فلسطينيين لاعتداء جنسي من جنود إسرائيليين
  • هجوم دموي على قطار في باكستان.. مقتل 50 رهينة وإنقاذ 190 راكبا
  • ذوو أسرى إسرائيليين يلجؤون للمحكمة لإلغاء قطع الكهرباء عن غزة
  • بالفيديو: 3 إصابات إثر قصف من دبابات إسرائيلية على مخيم الشابورة برفح
  • الاحتلال يبني موقعين عسكريين على جبل الشيخ في سوريا