يمانيون/ صنعاء

بطرق متعددة تعرض القطاع الزراعي والحيواني في اليمن لاستهداف ممنهج من قبل العدو الأمريكي طيلة السنوات الماضية للحيلولة دون نهوض هذا القطاع الحيوي وأداء دوره في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الإنتاج الزراعي والحيواني.
ويتضح من خلال اعترافات أعضاء الخلية التجسسية التي نشرتها الأجهزة الأمنية، حجم المؤامرات التي تعرض لها القطاع الزراعي منذ ثمانينيات القرن الماضي، وما كانت تقوم به سفارة واشنطن بصنعاء بالتنسيق مع وزارة الزراعة الأمريكية ووكالة الاستخبارات من تحركات لإفشال أي توجه نحو الإنتاج الزراعي والنهوض به.


يعد الجاسوس عامر عبدالمجيد الأغبري واحداً من أهم الأشخاص الذين جندتهم الاستخبارات الأمريكية للعمل لصالحها، وأوكلت إليهم الكثير من المهام لتدمير القطاع الزراعي في اليمن.
بدأ الأغبري العمل كخبير محلي في مشروع تحسين البستنة التابع للوكالة الأمريكية للتنمية عام 1987م، وتعرف على مدير المشروع أحمد العسكري وهو أحد ضباط المخابرات الأمريكية، وعمل بعد ذلك تحت إشراف مباشر من خبير الفاكهة وضابط المخابرات الأمريكية “ريموند ويل” على استهداف القطاع الزراعي عبر العديد من المشاريع.
وبحسب اعترافات الجاسوس الأغبري عرض عليه نائب مدير الوكالة الأمريكية “رودي فيجل” العمل مع المخابرات الأمريكية في مجال الفاكهة لنقل معظم الآفات والمبيدات الحشرية ذات السمية العالية إلى مختلف المحافظات فوافق على ذلك وقام بذلك الدور حتى العام 1990م.
في العام 1995م انتقل الجاسوس عامر الأغبري على العمل بمشروع تحسين الغابات التابع للحكومة السويسرية الذي نفذته منظمة “الفاو” بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية حيث تم التنسيق لإعاقة الزراعة في المحافظات المستهدفة “حجة والمحويت وتعز والحديدة” وذلك من خلال نشر الآفات والأشجار التي تعمل على تقليص التربة، ونقل ونشر الآفات الزراعية الخطيرة بتلك المحافظات.
وفي 1996م عمل الجاسوس الأغبري ضمن المشروع الوطني لاستغلال موارد البيئة التابع للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، والذي عمل من خلاله على اتلاف التربة وكسر الحواجز المائية وكان لها بالغ الأثر في تقليص التربة وتقليص الإنتاج الزراعي في اليمن.
وبعد انتهاء المشروع انتقل إلى العمل لدى البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ضمن مشروع تنمية المجتمعات المحلية، وعمل من خلاله في خمس محافظات من ضمنها المحويت والحديدة وعدن وحضرموت على نشر الأمراض الحيوانية التي كان لها تأثير كبير على الإنتاج الحيواني، إلى جانب استهداف المزارع ومختلف أنواع النحل في المحافظات المستهدفة.
وبين عامي 2009م – 2010م عمل الجاسوس الأغبري أخصائي تسويق زراعي في السفارة الأمريكية، وكان يعمل بالتنسيق مع وزارة الزراعة الأمريكية على محاربة التسويق الزراعي، واستهداف الإنتاج المحلي من المحاصيل الزراعية عبر سلسلة أنشطة استهدفت عمليات ما بعد الحصاد.
كما شملت تلك الأنشطة والمهام التدميرية الترويج للمنتجات الأمريكية والتنسيق مع التجار والمستوردين من أجل إغراق السوق المحلية بمنتجات أمريكية واستقطاب التجار والمسؤولين لتسهيل عملية الاستيراد، بما يكفل استمرار اعتماد البلد على الاستيراد بشكل كلي لكل احتياجاته الغذائية من المنتجات الزراعية وفي مقدمتها الحبوب.
إلى جانب ذلك عمل الأغبري خلال الفترة 2009-2021م على تنفيذ التوجيهات الأمريكية لاستهداف وتدمير القطاع الزراعي، خاصة خلال 2017م – و2018م اللذين شهدا بداية النهضة الزراعية في البلد نتيجة الاهتمام الذي أولته القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى بهذا القطاع ليسهم في تحقيق الأمن الغذائي وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي.
اعترف الجاسوس الاغبري أنه عمل خلال هذه الفترة على رفع المعلومات حول اهتمامات وتوجهات البلد فيما يتعلق بالزراعة، ورصد مستوى التوسع في زراعة القمح، والعمل على إعداد الخطط التدميرية مع المخابرات الأمريكية لمحاربة توجه اليمن نحو الزراعة، والعمل على إغراق الأسواق بالمنتجات الأجنبية لضرب الإنتاج المحلي.
ووفقاً لاعترافات عضو الخلية الجاسوسية هشام الوزير فإن الأغبري يُعد من أهم الأشخاص الذين عملوا خلال الثمانينيات والتسعينيات على تدمير الزراعة في اليمن بالتنسيق مع الأمريكيين والإسرائيليين.
وأفاد بأن الجاسوس الأغبري ساهم بشكل كبير في محاربة المحاصيل الزراعية المهمة التي توفر الدخل لليمن مثل اللوز والفرسك والبرتقال وغيرها، وكان ينشر الآفات الزراعية بشكل مباشر بالتنسيق مع مسؤولين فاسدين في وزارة الزراعة، ولديه شبكات فساد مالية يقوم من خلالها بتحقيق هذه الأهداف.
وبحسب اعترافات أعضاء الخلية التجسسية، عمل الجانب الأمريكي بشكل ممنهج على استهداف القطاع الزراعي من خلال إنتاج وإكثار الآفات الزراعية مخبرياً، ومن ثم نشرها في المناطق الزراعية، إلى جانب تدمير البذور واستبدالها بمستوردة مهجنة ساهمت في ضرب القدرة الإنتاجية للمزارعين، وجعلت المزارع مرتهناً لشركات إنتاج البذور خارج اليمن.
كما شملت المؤامرات الأمريكية العمل على تدمير التربة عبر أسمدة وسموم وزعت مجاناً للمزارعين، وإفراغ المؤسسات البحثية من مضمونها، وتعطيل دورها عبر حرف مسارها لصالح بحوث تخدم التوجه الأمريكي، بالإضافة إلى نشر الأوبئة في الثروة الحيوانية عبر لقاحات مجانية تسببت لاحقاً في نفوق أعداد كبيرة من الحيوانات. # العدو الإسرائيلي#العدو الأمريكيً#اليمن#شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية‎#صنعاءالأجهزة الأمنية

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المخابرات الأمریکیة القطاع الزراعی بالتنسیق مع فی الیمن من خلال

إقرأ أيضاً:

السلامة الغذائية تطلق برنامجاً شاملاً للكشف المبكر عن الأمراض والآفات الزراعية

أطلقت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية برنامجاً شاملاً لتعزيز الكشف المبكِّر عن الأمراض النباتية والآفات الزراعية، في إطار خطة التنمية الزراعية المستدامة في إمارة أبوظبي وبرنامج الأمن الحيوي الذي يعتمد نهج «الصحة الواحدة» لتحقيق التكامل بين صحة الإنسان والحيوان والنبات والبيئة.

يهدف البرنامج إلى حماية القطاع الزراعي من الأمراض والآفات التي تهدِّد المحاصيل، ما يضمن استدامة القطاع الزراعي والأمن الغذائي.

ويرتكز البرنامج على ثلاثة محاور رئيسية. المحور الأول هو تطوير قدرات الكوادر العاملة في المجال من خلال برامج تدريبية مكثَّفة لتمكين الكوادر الفنية من تشخيص الأمراض النباتية بدقة، والكشف المبكِّر عن الآفات الزراعية، ما يُسهم في تعزيز الإجراءات الوقائية وضمان سلامة المحاصيل. وتتضمَّن هذه البرامج التدريبية استخدام تقنيات حديثة، منها تقنيات التسلسل الجيني للكشف عن مسبّبات الأمراض النباتية من الفيروسات والفطريات والبكتيريا والفايتوبلازما، إلى جانب تعزيز المعارف في مجالات المسوحات الوبائية وطرق العزل والتعرُّف على مسبّبات الأمراض. وتركِّز البرامج التدريبية على أساليب تطبيق أفضل تدابير الوقاية والمراقبة والسيطرة، وتتضمَّن تنفيذ تدريبات ميدانية متخصِّصة لتعزيز مهارات التعرُّف على الأعراض النباتية المرتبطة بالأمراض، ودعم قدرات المشاركين على تطبيق استراتيجيات المكافحة الفعّالة، مع تطوير مهارات متقدِّمة تُمكِّن العاملين من التعامل بكفاءة مع تحديات الأمن الحيوي من خلال تعزيز قدراتهم على مراقبة الأمراض وتشخيصها، وتقييم المخاطر التي يحتمل أن تؤثِّر في القطاع الزراعي وسلامة النُّظم البيئية.

ويعزِّز برنامج الكشف المبكِّر عن الأمراض النباتية والآفات الزراعية جاهزية الكوادر للاستجابة السريعة للأزمات البيئية والزراعية، ما يدعم جهود تعزيز الأمن الغذائي على مستوى الإمارة والدولة. ويعمل البرنامج أيضاً على إعداد الدراسات المتخصِّصة ونشرها، وبناء قاعدة بيانات شاملة توثِّق الأمراض النباتية في الإمارة، ما يدعم البحث العلمي في مجال الصحة النباتية ويحسِّن استراتيجيات الاستجابة السريعة، ويعزِّز مرونة القطاع الزراعي في مواجهة التحديات المستقبلية.

أمّا المحور الثاني فيركِّز على تنفيذ برامج مسحية للأمراض النباتية، وإجراء مسوحات ميدانية تُسهم في تطوير خطط الطوارئ للتعامل مع الآفات والأمراض ذات الأولوية.

أخبار ذات صلة «الفاو» تتعاون مع حكومة دبي لتعزيز السلامة الغذائية اختبار جديد يتنبأ بالزهايمر قبل ظهور الأعراض

ويركِّز المحور الثالث على مراجعة التشريعات والأنظمة لتحديث الإطار التشريعي، بهدف ضمان مواكبته للاحتياجات الناشئة وتحقيق أفضل المعايير في مواجهة التحديات الزراعية في محور الأمن الحيوي.

وقالت أسماء عبدي محمد، مدير إدارة شؤون الأمن الحيوي في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية: «منظومة الأمن الحيوي ركيزة أساسية لاستدامة القطاع الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي. وهي توفِّر إطاراً شاملاً للتصدي للتهديدات البيئية والصحية التي تواجه القطاع بشقّيه النباتي والحيواني، وتُسهم في حماية الموارد الطبيعية من الآفات والأوبئة، وضمان سلامة المنتجات الزراعية والحفاظ على التنوُّع البيولوجي».

وأضافت: «إنَّ برنامج تشخيص الأمراض النباتية والآفات الزراعية يُعَدُّ ركيزة أساسية لحماية القطاع الزراعي النباتي، ويُسهم في تقليل الخسائر الاقتصادية الناتجة عن تفشّي الأمراض والآفات، إضافةً إلى دعم استدامة الإنتاج الزراعي من خلال تعزيز قدرات المزارعين على تطبيق أفضل الممارسات الوقائية. ويُعَدُّ البرنامج خطوة متقدِّمة في تعزيز الإنتاج الزراعي المحلي، وزيادة تنافسيته في الأسواق المحلية».

وأوضحت أنَّ الهيئة تعزِّز منظومة الأمن الحيوي لأنها أولوية استراتيجية، من خلال تنفيذ برامج فعّالة لمكافحة الآفات الزراعية والأمراض الحيوانية، مع تقديم برامج توعية شاملة للمزارعين والعاملين في القطاع عن أفضل الأساليب الوقائية وطرق المكافحة السليمة، ويشمل ذلك المكافحة الحيوية والميكانيكية والفيزيائية. وأصدرت الهيئة مجموعة من الأدلة الإرشادية لزيادة الوعي الزراعي وترسيخ مفاهيم الاستدامة.

وطوَّرت الهيئة مؤشراً متكاملاً لتقييم الأمن الحيوي النباتي والحيواني، في إطار التعاون المشترك مع الجهات الحكومية والخاصة المحلية والدولية، بهدف تقوية منظومة الأمن الحيوي من خلال تقييم المخاطر وتوفير حلول مبتكرة تواكب أفضل الممارسات العالمية.

المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • الإدارة الأمريكية تتوعد الحوثيين ولندن تكشف عن خطة لمنع تهريب الأسلحة وحماية السواحل اليمنية ضمن شراكة دولية.. عاجل
  • “برنامج إعمار اليمن” يسهم في رفع كفاءة التعليم العالي باليمن
  • أمير الجوف يطّلع على التقرير الختامي لمهرجانات المنطقة الزراعية وأعمال منتدى الجوف الزراعي الدولي 2024
  • وزير الزراعة بحث مع السفيرة الأميركية في الاستراتيجية الزراعية
  • السلامة الغذائية تطلق برنامجاً شاملاً للكشف المبكر عن الأمراض والآفات الزراعية
  • الصادرات الزراعية المصرية تتجاوز 10.6 مليار دولار
  • «الاتحاد للماء» تعزز استدامة القطاع الزراعي
  • 4 مارس خلال 9 أعوام.. 40 شهيداً وجريحاً في 6 جرائم العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته على اليمن
  • 6 فرص استثمارية في البريمي على مساحة 29.6 فدانًا لتعزيز نمو القطاع الزراعي
  • وزير الزراعة يبحث مع منظمة ميرسي كور مشكلات القطاع الزراعي