نيويورك تايمز: أوضاع الفلسطينيين في الضفة بلغت الحضيض
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
على الرغم من دخول الحرب في قطاع غزة شهرها التاسع، لا يزال الفلسطينيون في الضفة الغربية الذين يرزحون تحت نير الاحتلال الإسرائيلي، يواجهون قيودا ثقيلة وصعوبات اقتصادية جمة ووجودا عسكريا متزايدا، ويخشى البعض أن تصبح هذه المستجدات وضعا عاديا.
وجاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، التي تقول إن الحياة اليومية في جميع أنحاء الضفة، التي كانت مكبلة بالقيود أصلا قبل هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ازدادت تعقيدا بسبب عوامل لا تعد ولا تحصى.
وتضيف أن من بين هذه العوامل المداهمات والاعتقالات المنتظمة، التي تقوم بها القوات الإسرائيلية، وتزايد جرأة المستوطنين، والقيود التي أعاقت الاقتصاد، مثل إلغاء تصاريح العمل في إسرائيل، وزيادة نقاط التفتيش الداخلية وحواجز الطرق، مما أدى إلى تعقيد الحركة في كافة المناطق الفلسطينية.
وذكر التقرير أن مراسلة الصحيفة سارة كير قابلت اثنين من الفلسطينيين في الضفة الغربية لمعرفة مدى تأثر السكان بهذه المستجدات، أحد هؤلاء يدعى ليث عبد المعطي (29 عاما)، وهو مرشد سياحي محلي وسائق تاكسي، يقضي جل أيامه في الانتظار عند نقطة التفتيش الرئيسية من القدس إلى بيت لحم، على أمل أن يجذب الركاب.
ويعتمد اقتصاد مدينة بيت لحم -إلى حد كبير- على السياحة، حيث يصل إليها السياح لزيارة مواقع مثل كنيسة المهد، مسقط رأس السيد المسيح عليه السلام.
7 أشهر دون دخلوقال عبد المعطي وسائقون آخرون إنهم ما عادوا يحصلون على القدر نفسه من الأجر الذي كانوا يكسبونه قبل اندلاع الحرب على قطاع غزة.
ولا يعرف عبد المعطي إلى متى سيطيق الناس هذا الوضع، مضيفا أنه قد يجني أحيانا 20 أو 40 شيكلا (حوالي 5 إلى 11 دولارا أميركيا) من العمل في سيارة الأجرة الخاصة به، لكن بعض الناس لم يكسبوا شيكلا واحدا منذ 7 أشهر، حسب وصفه.
وفي تل الرميدة الواقعة غرب البلدة القديمة في مدينة الخليل، تعيش وجدان زيادة (56 عاما)، وهي أرملة مع أبنائها، في رعب.
وتل الرميدة تقع ضمن نطاق المنطقة "هـ 2" (H 2)، التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، ومحاطة بنقاط تفتيش، وهي موقع مستوطنة إسرائيلية يقطن فيها أشخاص "عنيفون وعدوانيون"، وقد ظلت تشهد توترات متصاعدة منذ عقود.
وقالت زيادة إن ابنها فارس (20 عاما) كاد أن يفقد إحدى عينيه بعد هجوم شنه مستوطن في عام 2022، لكن العائلة لم تتقدم بشكوى جنائية إلى السلطات الإسرائيلية، لأنها لا تثق كثيرا بعدالة القضاء الإسرائيلي.
غير أن نيويورك تايمز تقول إن زيادة مصممة، في الوقت الراهن، على البقاء والحفاظ على منزلها من استيلاء المستوطنين عليه. ونقلت عنها القول "لن نغادر.. هذه أرضنا وسنبقى هنا.. سنعيش ونموت في معاناة".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تحقيق صحفي: إسرائيل تطور أداة جديدة لتضييق الخناق على الفلسطينيين
كشف تحقيق أجرته مجلة "+972" الإلكترونية الإسرائيلية بالتعاون مع منصة "لوكال كول" العبرية وصحيفة غارديان البريطانية، أن الجيش الإسرائيلي يعكف على تطوير أداة ذكاء اصطناعي جديدة شبيهة بتطبيق شات جي بي تي، وتدريبها على ملايين المحادثات العربية التي تحصل عليها من خلال مراقبة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
وتُعرف الأداة الجديدة التي يجري تطويرها تحت رعاية الوحدة 8200 -وهي فرقة النخبة في الحرب الإلكترونية داخل شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية- باسم نموذج اللغة الكبيرة "إل إل إم" (LLM)، وهو برنامج تعلم آلي قادر على تحليل المعلومات وتوليد النصوص وترجمتها والتنبؤ بها وتلخيصها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: إسرائيل بنت مصنعا للذكاء الاصطناعي وأطلقت له العنان في غزةlist 2 of 2الموت القادم من الغمام.. كيف سهّلت شركات التخزين السحابي قتل الغزيين؟end of listويغذَّى النموذج الجديد، الذي يعمل الجيش الإسرائيلي على تطويره، بكميات هائلة من المعلومات الاستخباراتية التي يتم جمعها عن الحياة اليومية للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال.
تضييق خناقووفق مجلة "+972" اليسارية الإسرائيلية، فإن النموذج الجديد كان لا يزال في طور التدريب في النصف الثاني من العام الماضي، ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كان قد نشر أو كيف سيستخدمه الجيش بالضبط.
ونسبت إلى 3 مصادر أمنية إسرائيلية أن الفائدة الأساسية التي سيجنيها الجيش من هذه الأداة الجديدة تتمثل في قدرتها على المعالجة السريعة لكم هائل من مواد المراقبة من أجل الإجابة عن أسئلة تتعلق بأفراد بعينهم.
إعلانوبالنظر إلى الكيفية التي يستخدم بها الجيش بالفعل نماذج لغوية أصغر، يبدو أن من شأن نموذج اللغة الكبير الجديد أن يزيد من توسيع نطاق تجريم إسرائيل واعتقال الفلسطينيين.
وأوضح مصدر استخباراتي ظل يتابع عن كثب تطوير الجيش الإسرائيلي للنماذج اللغوية في السنوات الأخيرة أن الذكاء الاصطناعي يضخم القوة، فهو "يسمح بتنفيذ عمليات باستخدام بيانات عدد أكبر -بكثير- من الأشخاص، مما يتيح السيطرة على السكان، ولا يتعلق الأمر فقط بمنع وقوع حوادث إطلاق نار".
مليارات الكلماتوأضاف "يمكنني تتبع نشطاء حقوق الإنسان، ومراقبة أعمال البناء التي يقوم بها الفلسطينيون في المنطقة "ج" (في الضفة الغربية). ولدي المزيد من الأدوات لمعرفة ما يفعله كل شخص في الضفة الغربية. وعندما يكون لديك الكثير من البيانات، يمكنك توجيهها نحو أي غرض تختاره".
وكشف التحقيق المشترك، الذي أوردت مجلة "+972" بعض تفاصيله في هذا التقرير، أنه بعد هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، استعانت السلطات في تطوير النماذج اللغوية بمواطنين إسرائيليين من ذوي الخبرة كانوا يعملون في شركات التكنولوجيا العملاقة مثل غوغل وميتا ومايكروسوفت.
ونقلت المجلة عن أحد المصادر أن روبوت الدردشة الآلي الخاص بالوحدة 8200 جرى تدريبه على 100 مليار كلمة باللغة العربية تم الحصول على بعضها من خلال مراقبة واسعة النطاق للفلسطينيين الخاضعين للاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يحذر الخبراء من أنه يشكل انتهاكا خطيرا لحقوق الفلسطينيين.
مختبروأعرب نديم ناشف، مدير ومؤسس المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي، عن مخاوفه قائلا إن الفلسطينيين أصبحوا مادة في مختبر إسرائيل لتطوير هذه التقنيات واستخدام الذكاء الاصطناعي كسلاح، "وكل ذلك بغرض الحفاظ على نظام فصل عنصري واحتلال تُستخدم فيه هذه التقنيات للهيمنة على شعب والتحكم في حياته".
إعلانوذكرت المجلة أن مصادر استخباراتية إسرائيلية أكدت لها أن المشكلة الأكثر إلحاحا في الضفة الغربية لا تكمن بالضرورة في دقة هذه النماذج، بل النطاق الواسع للاعتقالات التي تتيحها.
وزادت تلك المصادر قائلة إن قوائم المشتبه بهم من الفلسطينيين تتزايد باطراد، حيث تجمع كميات هائلة من المعلومات بشكل مستمر ومعالجتها بسرعة باستخدام الذكاء الاصطناعي.