قال الجنرال والخبير العسكري المتقاعد إسحاق بريك إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي الذين أسماهم بـ "القباطنة الثلاثة" سيتم إلقاؤهم في مزبلة التاريخ بعد انتهاء الحرب في قطاع غزة، محذرا من أنهم "يريدون مواصلة القتال بلا نهاية وبأي ثمن حتى لو أدى إلى خسائر فادحة وتدمير البلاد".

وفي مقال له بصحيفة "معاريف" اليوم، قال الجنرال الإسرائيلي الذي قاد لواء المدرعات ويصفه الإسرائيليون بـ"نبي الغضب" بسبب توقعه لهجمات مكثفة تشنها المقاومة الفلسطينية مثل تلك التي جرت في 7 أكتوبر/تشرين الأول "لقد مر وقت طويل منذ أن عادت قواتنا وهاجمت مرارا وتكرارا تلك الأماكن التي تم احتلالها من قبل في قطاع غزة بسبب نقص القوات، الأمر الذي لا يسمح لنا بالبقاء لفترة طويلة في هذه الأراضي."

قادة فاشلون

واتقد بريك أداء دور الجيش الإسرائيلي في الميدان، قائلا "في كل يوم يمر، يُقتل مقاتلونا وهم يدخلون المنازل المحاصرة دون انضباط عملياتي، دون إجراءات أساسية، دون تعلم الدروس، دون سيطرة ومراقبة من كبار القادة، دون إجراء تمارين أساسية قبل دخول المبنى (مثل إطلاق قذيفة دبابة أو مدفعية، وإرسال طائرة بدون طيار أو كلب بوليسي للتحقق من الهيكل). يدخلون في حالة عمياء تماما، كما هو الحال في لعبة الروليت الروسية القاتلة، ويقتلون بالعبوات الناسفة بسبب المجازفة المتعمدة من قادتهم، وبالتالي تبقى حياتهم على كف عفريت".

ووصف الجنرال المتقاعد ما يجري بـ"الجنون الذي لا يمكن قبوله"، مشيرا إلى أن ذلك "ما هو إلا غيض من فيض مقارنة بالحرب الإقليمية التي تنتظرنا على الباب، والتي تشكل تهديدا وجوديا حقيقيا لإسرائيل، إذ ونحن غير مستعدين تمامًا (!). نفس "القباطنة" الذين جلبوا علينا أكبر كارثة في تاريخ إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يواصلون حربنا، ولا يهتمون بدروس الحرب، ولا بإعداد الجيش والمؤخرة لحرب إقليمية شاملة".

ووصف بريك نتنياهو وغالانت وهاليفي بأنهم "قادة فاشلون"، وأنهم "يدركون أنه عندما تنتهي الحرب، سيفقدون وظائفهم وشرفهم وسيتم إلقاؤهم في مزبلة التاريخ. ولهذا السبب يريدون مواصلة القتال بلا نهاية وبأي ثمن حتى لو أدى إلى خسائر فادحة وتدمير البلاد".

وواصل الجنرال الإسرائيلي هجومه اللاذع على قادة إسرائيل، وقال "سؤال المليون دولار: أين الناس؟ لماذا لا يوقف الإسرائيليون هذه المجموعة من الجنون ويرسلهم إلى منازلهم؟"، مشيرا إلى أن "الحرب لم تحقق أي هدف"، وأن "حماس لم تهزم، والمختطفون الأحياء لم يعودوا إلى بيوتهم. نتنياهو لا يتخذ في الحقيقة قرارات تشجع إسرائيل على الرسو في الملاذ الآمن. القرار الوحيد الذي اتخذه هو "الانهيار الكامل لحماس" وعدم وقف القتال – وهذا وحده يكفي لانهيار الدولة".

ممارسات هتلر

وهنا يستدل بريك بكلمات البروفيسور يتسحاق أديجيس، الخبير العالمي في الإدارة والسلوك التنظيمي، ويقدم المشورة للمنظمات الكبيرة والمديرين ورؤساء الحكومات، والذي قال إن "هناك ظاهرة صعبة للغاية واجهها عندما قدم المشورة والتحقيق مع العديد من مديري الشركات الكبرى وكبار رجال الأعمال ورؤساء الحكومات. وتسمى هذه الظاهرة "مشعلات النار"، وهم القادة الذين يتولون السيطرة على منظمة أو دولة، ولا يسمحون نفسيا بأن يفقدوا السيطرة".

وحسب هذا الخبير، فإن هؤلاء القادة "على استعداد لفعل كل شيء حتى لا يفقدوا سيطرتهم – للكذب وتبييض وحتى تدمير ما بنوه أو المنظمة أو الدولة التي يتولون مسؤوليتها إذا شعروا أنهم سيفقدون سيطرتهم. بالنسبة لهم، إن لم يكن أنا، فلا أحد. بالنسبة لهم، لا معنى لاستمرار الدولة أو المنظمة التي يسيطرون عليها في الوجود بدونهم. وهم النوع الذي لا يهتم إلا باستمرار سيطرته، وفقدان السيطرة يعمي أبصارهم عن رؤية الواقع من حولهم".

وقال إن البروفيسور أديجيس أعطى مثالا على أنه في نهاية الحرب العالمية الثانية، أمر أدولف هتلر بتدمير ألمانيا عندما أدرك أنها خسرت الحرب، ولن يتمكن من الاستمرار للسيطرة عليها.

وأوضح أن "هتلر كان يرى أن ألمانيا لا تستحق الوجود بعد خسارة الحرب. بمعنى آخر، إذا لم يتمكن هتلر من الاستمرار في الحكم، فإن ألمانيا لا تستحق العيش والوجود، أي – إذا كنت هنا فكل شيء هنا، وإذا لم أكن هنا – فمن هنا؟".

ويضيف الجنرال الإسرائيلي المتقاعد نقلا عن البروفيسور نفسه أن "نتنياهو عانى من نفس الاضطراب الذي يسمى الكمال، هو كل شيء أو لا شيء. وأنه مستعد لخسارة إسرائيل إذا فقد السيطرة عليها، ويقودنا إلى هدم البيت الثالث (يقصد إسرائيل)".
وهنا يختم بريك مقاله بالقول إن "الحل الوحيد الذي سيجعل من الممكن إنقاذ البلاد هو الإزالة الفورية للثلاثة الذين يدمروننا ويدمروننا: بيبي وغالانت وهاليفي وقضاتهم وأصدقائهم".

وتابع "هناك حاجة ملحة لتشكيل فريق جديد على المستوى السياسي وعلى المستوى العسكري يقبل الصفقة التي اقترحها بايدن: وقف الأعمال العدائية، وإطلاق سراح الأسرى بالاتفاق، واستعادة جيش الدفاع الإسرائيلي واستعداده للمعركة، الحرب الإقليمية، استعادة اقتصاد إسرائيل وعلاقاتها الدولية وعودة النازحين إلى ديارهم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

تقرير: الجنرال فاليري زالوجني قد يتفوق على زيلينسكي لو أجريت انتخابات فمن هو؟

تصاعد الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الأسبوع، بعد أن وصف ترامب زيلينسكي بـ"الديكتاتور" وحثّ أوكرانيا على إجراء انتخابات، مما أثار تكهنات بشأن الشخصية التي قد تخلف الرئيس الأوكراني في المستقبل.

اعلان

وقد كشفت مجلة "ذي إيكونوميست" أنها حصلت على نتائج استطلاع داخلي تشير إلى أن الجنرال فاليري زالوجني، الذي لعب دورًا رئيسيًا في الحرب ضد روسيا، سيتفوق على زيلينسكي في حال إجراء انتخابات خلال الحرب.

من هو فاليري زالوجني؟

تولى زالوجني قيادة القوات المسلحة الأوكرانية بين عامي 2021 و2024، ويشغل حاليًا منصب سفير أوكرانيا لدى المملكة المتحدة. وقد أُقيل من منصبه العسكري في 8 شباط/فبراير 2024، ليحل محله الجنرال أولكسندر سيرسكي.

قبل إقالته، شهدت العلاقة بين زالوجني وزيلينسكي توترا متزايدا، حيث أفادت تقارير بأنهما كانا على خلاف بشأن الاستراتيجيات العسكرية ومسألة التعبئة الجماهيرية، وفقًا لما نقلته شبكة "سي إن إن".

يقوم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتكريم القائد العام السابق للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني في كييف، أوكرانيا، 9 فبراير 2024. Ukrainian Presidential Press Office via AP

كما أن تزايد شعبية زالوجني، سواء بين أفراد الجيش أو في أوساط الشعب، عزّز التكهنات بشأن إمكانية تحوله إلى منافس سياسي محتمل لزيلينسكي، وفقًا لتقارير إعلامية أوكرانية وروسية.

وفي تحليل نشرته "مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي" عقب إقالة زالوجني، وصف الباحث في الشؤون الأوكرانية كونستانتين سكوركين القرار بأنه "المرة الأولى التي يتحدى فيها زيلينسكي الرأي العام بوضوح"، وقال إن هذه الخطوة ربما أبعدت عنه الناخبين الذين يعتبرون زالوجني قائدًا عسكريًا بارزًا ورمزًا للجيش الأوكراني.

كما أشار سكوركين إلى أن استطلاعات الرأي أظهرت أن 72 بالمئة من الأوكرانيين، وهي نسبة مماثلة لتلك التي دعمت زيلينسكي سابقًا، كانت غير راضية على إقالة زالوجني.

هل سيدخل زالوجني المعترك السياسي؟

لم يعلن رئيس الأركان السابق رسميًا عن نيته الترشح لأي منصب سياسي، لكنه لم يستبعد ذلك تمامًا. وعند سؤاله عن إمكانية مشاركته في الانتخابات الرئاسية الأوكرانية المقبلة، وصف السؤال بأنه "غير مناسب"، لكنه لمّح إلى أنه قد يقرر لاحقًا موقفه من دخول الساحة السياسية.

وقال زالوجني للصحفيين، وفقًا لما نقلته صحيفة "سترانا" الأوكرانية، إن "الظروف المناسبة ستأتي، وعندها، بصفتي مسؤولًا حكوميًا، سأكون قادرًا على الإجابة عن مثل هذه الأسئلة".

القائد العام السابق للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني يحضر فعالية تذكارية بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للحرب بين روسيا وأوكرانيا، 24 فبراير 2023.AP/Ukrainian Presidential Press Office

وبحسب الاستطلاع الذي حصلت عليه "ذي إيكونوميست"، فإن زيلينسكي لا يزال السياسي الأكثر شعبية في أوكرانيا، لكنه سيخسر أمام زالوجني إذا أجريت انتخابات، حيث سيحصل الأخير على 65 بالمئة من الأصوات مقابل 30 بالمئة لزيلينسكي.

ترامب يدعو إلى الانتخابات في زمن الحرب

في منشور عبر حسابه في منصة "تروث سوشيال"، وصف ترامب زيلينسكي بأنه "كوميدي متواضع النجاح" واتهمه بـ"رفض إجراء انتخابات".

وقال ترامب: "ديكتاتور بلا انتخابات، من الأفضل لزيلينسكي أن يتحرك بسرعة وإلا فلن يكون لديه بلد". وأضاف: "في هذه الأثناء، نحن نحقق نجاحًا في التفاوض على إنهاء الحرب مع روسيا، وهو أمر يعترف الجميع بأنه لا يستطيع تحقيقه سوى ترامب وإدارته".

وكان ترامب يردد بذلك ادعاءات تتماشى مع خطاب الكرملين، حيث دأبت موسكو على التشكيك في شرعية الحكومة الأوكرانية، مدعية أن زيلينسكي رئيس غير شرعي بسبب تعليق الانتخابات الرئاسية، رغم أن الأحكام العرفية السارية في أوكرانيا تمنع إجراء الانتخابات خلال الحرب لدواعٍ أمنية.

وقد تم تعليق الانتخابات في أوكرانيا في شباط/فبراير 2022 عقب فرض الأحكام العرفية ردًا على الغزو الروسي واسع النطاق.

Relatedقلق أوروبي من المحادثات الأمريكية-الروسية في الرياض.. ما أسبابه؟مصائب واشنطن.. مكاسب لأنقرة: إنفلونزا الطيور تدرّ على تركيا 26 مليون دولار!مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا: "نحن في مرحلة وقف النزيف" بعد انسحاب واشنطن

من جانبه، زعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن زيلينسكي قد فقد شرعيته كرئيس، مدعيًا أنه لم يعد يمتلك الحق في توقيع أي اتفاقيات سلام محتملة، نظرًا لعدم إجراء انتخابات رئاسية حديثة في أوكرانيا.

وفي الأول من شباط/فبراير، قال كيث كيلوغ، المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون أوكرانيا وروسيا، إن واشنطن تريد من كييف تنظيم انتخابات بحلول نهاية العام، مشيرًا إلى أن "معظم الدول الديمقراطية تجري انتخابات حتى في أوقات الحرب".

اعلان

وأضاف كيلوغ: "أعتقد أن ذلك سيكون مفيدًا للديمقراطية، فميزة الديمقراطية الراسخة هي أن يكون هناك أكثر من مرشح واحد".

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات جديدة على روسيا وسط تحركات ترامب للتفاوض بشأن أوكرانيا ترامب يحمل أوكرانيا مسؤولية الحرب التي دمرت أراضيها ويدعو لإجراء انتخابات نظام "غريف هوك": سلاح جديد قد يساعد أوكرانيا على التصدي للهجمات الروسية فولوديمير زيلينسكيدونالد ترامبانتخاباتروسياأوكرانياالولايات المتحدة الأمريكيةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNext في تطور مفاجئ: إسرائيل تتحدث عن "جثة مجهولة" ضمن صفقة تبادل مع حماس! يعرض الآنNext تصعيد دموي في السودان: أكثر من 200 قتيل في هجوم لقوات الدعم السريع خلال ثلاثة أيام يعرض الآنNext روبيو: لقاء بوتين وترامب مرهون بتقدم المحادثات حول أوكرانيا يعرض الآنNext "يوروبول" يحذر: تصاعد المجتمعات الإلكترونية العنيفة التي تستهدف الأطفال يعرض الآنNext فانس: الهجرة غير الشرعية تهدد الغرب.. والسلام في أوكرانيا "على الطاولة" اعلانالاكثر قراءة تفجير 3 حافلات بواسطة عبوات ناسفة قرب تل أبيب وإسرائيل تقول إن مصدر العبوات جاء من الضفة الغربية عاجل. مقتل امرأتين بعملية طعن في جمهورية التشيك نتنياهو أمام اختبار آخر.. ماذا لو ثبت أن الرهائن قد قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي كما تقول حماس؟ حب وجنس في فيلم" لوف" شاهد.. دونالد ترامب يحاول مجددا الإمساك بيد زوجته ولكنها ترفض اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبغزةأسرىحركة حماسإسرائيلروسياأوكرانياالاتحاد الأوروبيشرطةفن معاصرواشنطنالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: إسرائيل أدخلت دبابات إلى الضفة الغربية لأول مرة منذ عقود
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: حماس أذلت “إسرائيل” عسكريا وأفشلت قطار التطبيع 
  • مَن هو الأسير الإسرائيلي الذي قبَّل رأس جنود حماس؟.. «المظروف» لم يكن هدية
  • أبرز الإقالات التي أجراها ترامب منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة
  • جنرال إسرائيلي: الصور الأسبوعية القادمة من غزة دليل على فشلنا الكامل
  • 5 معلومات عن المرشح لرئاسة هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجديد
  • ترامب يقيل رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية
  • ترامب يعلن ترشيح اللفتنانت جنرال دان كين لمنصب رئيس هيئة الأركان المشتركة
  • تقرير: الجنرال فاليري زالوجني قد يتفوق على زيلينسكي لو أجريت انتخابات فمن هو؟