"QNB" يتوقع مواصلة الفيدرالي الأمريكي سياسات التشديد النقدي لكبح التضخم
تاريخ النشر: 5th, August 2023 GMT
توقع بنك قطر الوطني "QNB" أن يتجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) إلى مزيد من رفع أسعار الفائدة خلال العام 2023، وأن يواصل سياسات التشديد النقدي لكبح التضخم.
ويرى البنك في تقريره الأسبوعي أنه من السابق لأوانه إعلان الفيدرالي الأمريكي الانتصار في معركته ضد ارتفاع التضخم، رغم الجولات الجريئة لرفع أسعار الفائدة حتى الآن، والمكاسب الكبيرة على صعيد اعتدال مستويات التضخم.
ورجح التقرير أن تساهم قيود الطاقة الإنتاجية والرياح المعاكسة المرتبطة بالسلع وتسارع أداء الاقتصاد الأمريكي في تغيير اتجاه التضخم على المدى القصير أو المتوسط.
وقال: ظل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يسعى إلى عكس نهجه طويل الأمد المتمثل في تطبيق سياسة نقدية ميسرة للغاية منذ مارس 2022، عندما أجبره الارتفاع الكاسح في معدلات التضخم على زيادة أسعار الفائدة لأول مرة منذ أكثر من 3 سنوات، وشكل ذلك بداية واحدة من أكبر دورات التشديد النقدي المفاجئة في تاريخ الولايات المتحدة.
ولفت التقرير إلى أنه بعد توقف قصير الأمد في جولات رفع أسعار الفائدة في أعقاب اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في يونيو الماضي، قرر /الاحتياطي الفيدرالي/ رفع أسعار الفائدة مرة أخرى في آخر اجتماع له أواخر الشهر الماضي، بمقدار 25 نقطة أساس، وتعد هذه الزيادة الحادية عشرة حتى الآن في هذه الدورة، بما في ذلك الزيادات الكبيرة بواقع 75 نقطة أساس في النصف الثاني من 2022، إذ بلغت قيمة هذه الزيادات 525 نقطة أساس ليستقر سعر الفائدة الأساسي على الأموال الفيدرالية عند 5.25-5.5 بالمئة، وهو أعلى مستوى له منذ 20 عاما.
وأشار إلى أن /الفيدرالي الأمريكي/ ظل يعدل وتيرة دورة التشديد منذ ديسمبر 2022، مع زيادات أكثر اعتدالا بأسعار الفائدة، ورغم التوقف المؤقت في يونيو الماضي، لا تزال حالة عدم اليقين قائمة، ولا يزال هناك نقاش حول ما إذا كان البنك المركزي الأمريكي مستعدا لتخفيف وتيرة رفع أسعار الفائدة، أو التوقف لفترة أطول عن زيادتها أو حتى تغيير سياسة أسعار الفائدة عاجلا وليس آجلا في مطلع 2024.
وذكر التقرير أن بيانات التضخم الأخيرة جاءت أدنى مما كان متوقعا، مما يشير إلى تحول سريع باتجاه النسبة الرسمية المستهدفة من قبل /الاحتياطي الفيدرالي/ والتي تبلغ 2 بالمئة نتيجة تغيير أسعار الفائدة، حيث بلغ مؤشر أسعار المستهلك الرئيسي ذروته عند 9.1 بالمئة في يونيو 2022، قبل أن يتراجع إلى 3 بالمئة.
وتطرق التقرير إلى توقعات الأسواق بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي قد أنهى دورة رفع الأسعار وأن عملية تخفيض أسعار الفائدة ينبغي أن تبدأ في الربع الأول من عام 2024 وأن تستمر على مدار العام، لكن جيروم باول رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي، كان أكثر حذرا، معتبرا أن القرارات المستقبلية يجب أن تعتمد أكثر على "البيانات".
ورغم التقدم السريع في خفض التضخم خلال الأشهر القليلة الماضية، توقع التقرير الأسبوعي أن يميل /الاحتياطي الفيدرالي/ إلى التشديد وسط حالة من عدم اليقين، وذلك لـ3 أسباب، أولا، لا يزال الاقتصاد الأمريكي يعاني بشكل كبير من فرط النشاط، إذ يشير معدل استخدام الطاقة الإنتاجية، الذي يتم قياسه مع الأخذ في الاعتبار حالة سوق العمل بالإضافة إلى تراخي القطاع الصناعي، إلى أن قيود الطاقة الإنتاجية لا تزال قائمة، أي يوجد حاليا طلب أعلى على العمالة مقارنة بعدد العاملين المتاحين، في حين أن النشاط الصناعي يتجاوز اتجاهه طويل الأجل.
ورأى التقرير أن هذه الظروف قد تؤدي إلى زيادات سريعة في الأسعار في حالة تعافي أسعار السلع أو تسارع الاستهلاك المحلي، وعليه من غير المرجح أن يخفض /الاحتياطي الفيدرالي/ أسعار الفائدة أو التوقف عن رفعها لفترة طويلة جدا إلى أن يتراجع سوق العمل بشكل أكبر وتزداد الطاقة الفائضة بالقطاع الصناعي، مما يوفر حاجزا للاقتصاد لامتصاص الصدمات دون التعرض لمخاطر تسارع التضخم.
وفيما يتعلق بالسبب الثاني، رجح البنك أن تؤدي الرياح الدافعة الناتجة عن أسعار السلع الأساسية إلى السيطرة على التضخم خلال الأشهر المقبلة، بعد انخفاضها بنسبة 22 بالمئة من ذروتها في مايو 2022، حيث بدأت أسعار السلع الأساسية تستقر ويتوقع أن تتعافى أكثر، سيما مع انخفاض المخزونات وتراجع دورة التصنيع العالمية، وعليه يمكن أن يساهم التصعيد المحتمل للنزاع الروسي- الأوكراني في مزيد من الارتفاع في أسعار السلع، بما في ذلك الطاقة والحبوب، وبالتالي زيادة قيود الطاقة الإنتاجية، مما يؤدي إلى تسارع التضخم.
من جهة أخرى، أشار التقرير إلى أن الاقتصاد الأمريكي أثبت أنه أكثر مرونة مما كان يتوقع في السابق، ومن شأن أي مفاجآت إيجابية أخرى في النمو أن تضع حدا أدنى للتضخم، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 2.4 بالمئة في الربع الثاني، وهو أعلى بكثير من معظم تقديرات النمو، كما ارتفع مؤشر النشاط عالي التردد الخاص ببنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة، مما يشير إلى أن زخم النمو ظل قويا مع اقتراب الربع الثالث، ويتضح ذلك في تقرير الناتج المحلي الإجمالي الصادر عن البنك، والذي يشير إلى نمو قوي بنسبة 3.5 بالمئة هذا الربع.
وخلص التقرير إلى أنه من المرجح أن تضيف هذه القوة الأساسية مزيدا من الضغط على بنك الاحتياطي الفيدرالي لكي يميل إلى التشديد، نظرا لحاجته إلى الحفاظ على التضخم عند النسبة المستهدفة البالغة 2 بالمئة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر الاحتیاطی الفیدرالی الفیدرالی الأمریکی رفع أسعار الفائدة التقریر إلى أسعار السلع إلى أن
إقرأ أيضاً:
الذهب يستقر مع تركيز المستثمرين على اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي
سنغافورة-رويترز
استقر الذهب اليوم الثلاثاء مع تركيز المستثمرين على اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لمعرفة ما إذا كان لسياسات الرئيس دونالد ترامب تأثير على آرائه.
واستقر الذهب في المعاملات الفورية عند 2738.90 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0230 بتوقيت جرينتش. وانخفضت أسعار المعدن الأصفر بأكثر من واحد بالمئة أمس الاثنين بعد أن تسبب نموذج ذكاء اصطناعي صيني منخفض التكلفة في موجة بيع في السوق الأوسع.
وارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.2 بالمئة إلى 2743.10 دولار.
ومن المتوقع أن يترك صناع السياسات في مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة دون تغيير غدا الأربعاء، لكن ترامب قد يعقد المهمة بعد أن قال الأسبوع الماضي إنه يريد من البنك المركزي خفض تكاليف الاقتراض.
وإذا أبقى البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة دون تغيير، فسوف يكون هذا أول توقف في دورة خفض أسعار الفائدة التي بدأت في سبتمبر أيلول الماضي.
وقال تيم ووترر كبير محللي السوق لدى كيه.سي.إم تريد "إذا ترك (رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي) جيروم باول الباب مفتوحا قليلا أمام خفض محتمل لأسعار الفائدة في الأشهر المقبلة، فقد يضغط هذا على عوائد سندات الخزانة ويقدم مساعدة للذهب".
وأضاف أن مستوى 2800 دولار يشكل هدفا قابلا للتحقيق بالنسبة للذهب على المدى القريب.
ويميل المعدن الأصفر الذي لا يدر عائدا إلى أن يكون استثمارا مفضلا في ظل أسعار الفائدة المنخفضة.
من ناحية أخرى، أظهرت بيانات أمس الاثنين تراجع صافي واردات الصين من الذهب عبر هونج كونج 84 بالمئة في ديسمبر كانون الأول على أساس شهري، ليهبط إلى أدنى مستوياته منذ أبريل نيسان 2022.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.4 بالمئة إلى 30.07 دولار للأوقية. وانخفض البلاديوم 0.4 بالمئة أيضا إلى 957 دولارا، كما نزل البلاتين 0.4 بالمئة إلى 943.35 دولار.