دخلوا السجن صبية.. أبناء مقاتلي تنظيم الدولة في المعتقلات بسبب آبائهم
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
يقبع المئات من أبناء عناصر تنظيم الدولة في السجون شمال شرقي سوريا حيث قدموا إلى المنطقة مع آبائهم وهم صبية ليجدوا أنفسهم في الزنازين بعد العمليات العسكرية التي قادها التحالف الدولي ضد التنظيم بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية.
ويوجد في سجن بانوراما الذي يدار بتمويل من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة شمال شرق سوريا، ما يقدر بنحو 600 فتى وشاب من أبناء عناصر التنظيم الذين تم أسرهم في عام 2019، محتجزين وهم صبية، وفقا لمنظمة العفو الدولية.
وذكر تقرير لشبكة "سي إن إن" الإخبارية، أن جرى جلب العديد من هؤلاء الذكور إلى سوريا، دون أي خطأ من جانبهم، من قبل آبائهم للعيش تحت حكم تنظيم. والآن بلغوا سن الرشد في السجن. ولا يعرف الكثيرون سبب احتجازهم أو ماذا سيحدث لهم.
ونقل التقرير عن ابن لأحد عناصر تنظيم الدولة، يدعى ستيفان أوترلو (19 عاما)، قوله إنه وصل إلى السجن لأول مرة عندما كان في الرابعة عشرة من عمره حيث أجبر على الجلوس على كرسي بلاستيكي تحت ضوء فلورسنت بارد واستجوبه ضباط أمريكيون.
وأضاف أن لديه عما يعيش في الولايات المتحدة لكنه لا يتذكر أين. ويشتبه في أنهم فقدوا الاهتمام عندما أدركوا أنه ليس أمريكيًا، بل من سورينام، وهي مستعمرة هولندية صغيرة سابقة في أمريكا الجنوبية، وفقا للتقرير.
وتابع قائلا: "لا أعرف شيئا عن الأشخاص الكبار. ولكن إذا كنت تتحدث عن الأطفال، وإذا كنت تريد معرفة الحقيقة، فنحن لا نعرف حتى سبب معاقبتنا دائما. إنها مثل خمس سنوات في هذا السجن... لا نعرف حتى ما فعلناه. لقد كنا في السجن بسبب والدينا".
وأوضح تقرير الشبكة الأمريكية، أن الأمم المتحدة حذرت من قبل من الأزمات الإنسانية والقانونية التي يواجهها أطفال مقاتلي تنظيم الدولة، المحتجزين في المخيمات ومراكز الاحتجاز في شمال شرق سوريا منذ سنوات، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك سوى القليل من الإجماع حول ما يجب القيام به معهم.
والآن، وبينما تدق الولايات المتحدة ناقوس الخطر بأن الجماعة المسلحة تحاول إعادة تأسيس نفسها وشن هجمات على الغرب، فإنها تجدد الجهود لإعادة المقاتلين وأسرهم إلى وطنهم لمواجهة العدالة في الداخل، حسب التقرير.
وفقًا لمنظمة العفو الدولية، فإن ما يقدر بنحو 30 ألف طفل محتجزين حاليا فيما لا يقل عن 27 مركز احتجاز ومعسكرين للاعتقال في شمال شرق سوريا يمثلون أعلى تركيز للأطفال المحتجزين تعسفيا والمحرومين من حريتهم في أي مكان في العالم.
وذكرت شبكة "سي إن إن" التي دخلت إلى معسكرات الاعتقال الخاصة بعناصر تنظيم الدولة المشتبه بهم وأفراد أسرهم شمال شرقي سوريا بعدما حصلت على إذن نادر من قوات سوريا الديمقراطية، أن هناك ما يزيد على 40 ألف شخص في مخيم الهول الذي يعد معسكر اعتقال مترامي الأطراف مليء بالخيام الباهتة والأسلاك الشائكة الصدئة.
يضم الملحق شديد الحراسة حوالي 6700 امرأة وطفل لهم صلات بمقاتلي تنظيم الدولة من أكثر من 60 دولة، والذين تم اجتياحهم وإلقائهم في مخيم الهول عندما حاصرت قوات سوريا الديمقراطية التنظيم وهزمته أخيرًا في معقله الأخير، الباغوز في شرق سوريا. عام 2019. وأكثر من نصف سكان المخيم من الأطفال، غالبيتهم دون سن 12 عاماً.
وبعيداً عن التداعيات القانونية لاحتجازهم التعسفي ولأجل غير مسمى، هناك مخاطر أمنية واضحة أيضاً. وقال الجنرال إريك كوريلا، رئيس القيادة المركزية للجيش الأمريكي، في بيان بعد إحدى زياراته لمخيم الهول عام 2022، إن المعسكر كان "قنبلة موقوتة".
وأضاف: "هذا المكان هو أرض خصبة للجيل القادم من داعش.. هؤلاء الشباب عرضة للتطرف نظرا لنوعية حياتهم السيئة للغاية."
وفي حديثه لشبكة "سي إن إن"، قال أحد كبار المسؤولين الحكوميين الأمريكيين بصراحة أكبر: "يريد تنظيم الدولة إبقاء الجميع هناك مخلصين ومستعدين".
وبحسب المسؤول، يتم كل شهر تهريب عشرات الصبية الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاما من مخيم الهول إلى معسكرات تدريب تنظيم الدولة. خلال المداهمات الأمنية الدورية لمخيم الهول، يقول مسؤولو قوات سوريا الديمقراطية إنهم يعثرون بشكل روتيني على مقاطع فيديو للتدريب على الهواتف المحمولة، إلى جانب أدلة مروعة على عمليات القتل خارج نطاق القضاء على يد أنصار التنظيم، وفقا للتقرير.
يؤخذون من أمهاتهم في الليل
وكحل مؤقت، أدخلت قوات سوريا الديمقراطية سياسة رسمية تفصل الأولاد الذين يبلغون من العمر 14 عاما عن أمهاتهم، وتضعهم في منشأتين مخصصتين تسميهما مراكز "إعادة التأهيل".
التقت شبكة "سي إن إن" بأطفال لا تتجاوز أعمارهم 11 عامًا في أحد المراكز، مما يشير إلى أن مسؤولي المعسكر يتجاوزون تلك السياسة. زعمت إحدى النساء في مخيم الهول أن ابنها البالغ من العمر 10 سنوات اعتقل لمحاولته الهروب من المخيم، وأن الأولاد غالبًا ما يتم أخذهم بعيدًا في سن 12 عامًا.
وتقول قوات سوريا الديمقراطية، إن هذه السياسة ضرورية لمنع الأولاد من التطرف من قبل أمهاتهم ولمنع الجيل القادم من مقاتلي تنظيم من الولادة في المخيمات. ويشيرون إلى أن عدد الولادات الـ 60 شهرياً المسجلة في مخيم الهول هو دليل على أن الأولاد الصغار قد تم تزويجهم بالفعل.
لكن هذه السياسة تشكل انتهاكا مطلقا للقانون الدولي، وفقا لمقرر الأمم المتحدة الخاص السابق المعني بمكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان، فيونوالا ني أولاين.
ونقل التقرير عن ني أولاين، قوله إن "ذلك يقودنا إلى منطقة جريمة حرب.. لا توجد إجراءات قانونية لتبرير ذلك... يجب أن يكون لديك إجراء قضائي وأخذ الطفل من الأم هو الملاذ الأخير، بعد أن تجرب كل شيء آخر. وهي ليست الملاذ الأخير ولا هي عملية قانونية، إنها بشكل عام عملية عنيفة وتعسفية إلى حد ما".
وأضاف: "لا أحد يجادل في أن الوضع في مخيم الهول دون المستوى الأمثل، وخطير، وغير مناسب للأطفال، مع تعرضهم للعنف الهيكلي والمباشر، لكنه أيضًا لا يتحمل المسؤولية عن وجود تلك المخيمات".
وشدد التقرير على أن الفرص الثانية يكاد يكون من المستحيل الحصول عليها. بالنسبة للمحتجزين، يُطلب منهم التوبة، ونادرا ما يُمنح العفو. ولكن عندما يحدث ذلك، فإنه يكون في مخيم الروج، الذي يعد أصغر بكثير وأكثر قابلية للإدارة من مخيم الهول، وهو المكان الذي يتم فيه نقل المعتقلين الدوليين قبل إعادتهم إلى وطنهم.
في أوائل شهر أيار/ مايو، غادرت الأمريكية براندي سلمان البالغة من العمر 50 عاما وأطفالها التسعة، الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و26 عاما، بالإضافة إلى ابنين صغيرين لرجل من مينيسوتا، الروج، بواحدة من أكبر عمليات الترحيل إلى الولايات المتحدة حتى الآن، وفقا للتقرير.
ولا يزال هناك ما يقرب من عشرة أميركيين في الروج، وفقاً لمسؤولين أميركيين، الذين يسعون إلى إعادتهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية تنظيم الدولة سوريا التحالف الدولي سوريا امريكا تنظيم الدولة التحالف الدولي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات سوریا الدیمقراطیة الولایات المتحدة فی مخیم الهول تنظیم الدولة شرق سوریا شمال شرق سی إن إن
إقرأ أيضاً:
في مقدمتهم أبناء غزة.. الأطفال يواجهون أزمات صحية مزمنة بسبب سوء التغذية
من المرجح أن تتراجع حدة الأزمة الغذائية التي يواجهها سكان قطاع غزة، ولا سيما الأطفال، مع زيادة تدفق المساعدات إلى القطاع منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، ولكن حتى بعد ذلك قد يؤثر الجوع الذي عانوا منه على صحتهم لسنوات طويلة.
ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة الصادرة في 22 يناير/كانون الثاني، يحتاج أكثر من 60 ألف طفل في غزة إلى العلاج من سوء التغذية الحاد في 2025. وقد توفي بعض الأطفال بالفعل وتتفاوت التقديرات بشأن عددهم.
ومع ذلك، يواجه الناجون القادرون على الحصول على مستويات كافية من التغذية تهديدا يتمثل في مشاكل صحية مزمنة مرتبطة بسوء التغذية لدى الأطفال. ويمثل ذلك الاحتمال مصدر قلق عالمي يتعين مواجهته بصورة عاجلة.
وكانت للمجاعة وأزمات الغذاء الحادة تداعيات هائلة على السكان في شتى أنحاء العالم النامي على مدى العام الماضي، من هاييتي إلى أفغانستان إلى السودان والعديد من الدول الأفريقية الأخرى، إلى جانب غزة.
ويعيش نحو 131 مليون طفل -ما يقرب من 40 مليون منهم دون سن الخامسة- في مناطق تعاني من أزمات غذائية حادة في مختلف أنحاء العالم، وفقا لتقديرات أوردتها رويترز حصريا نقلا عن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
إعلانوقال صندوق الأمم المتحدة للسكان إن نحو 4.7 ملايين امرأة حامل يعشن في تلك المناطق. وتستند تقديرات الأمم المتحدة إلى أحدث البيانات من البلدان التي كان من الممكن إجراء التقييمات فيها.
ويمكن للأزمات الصحية المزمنة الناجمة عن سوء التغذية لدى الأطفال أن تتسبب في تداعيات كبيرة، وفقا لعلماء وخبراء تغذية ومسؤولين في منظمات إنسانية. وقد لا يصل الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد إلى إمكاناتهم المعرفية أو البدنية الكاملة، وفقا لدراسات متعددة تتبعت الناجين من نقص الغذاء في الماضي.
وأظهرت دراسات أخرى أن سوء التغذية في مرحلة الطفولة، وحتى لدى الأجنة، يمكن أن يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع الثاني وغيرها من الأمراض غير المعدية في وقت لاحق.
وقال أستاذ التغذية بكلية لندن للصحة العامة وطب المناطق الحارة ماركو كيراك "يركز الناس، وهم محقون في ذلك، على الجوانب القصيرة الأجل لسوء التغذية.. ولكن ما يغفلونه هو أن الضرر الواقع لن يتوقف فجأة عندما تنتهي الحالة الطارئة".
وأظهرت دراسات أن بعض آثار الجوع الشديد يمكن التخفيف من حدّتها إذا تمكن الطفل لاحقا من الحصول على تغذية جيدة. ولكنّ هناك شكوكا حول صحة هذا الأمر؛ ففي العديد من البلدان التي تحدث فيها أزمات غذائية، يستمر الفقر والحرب والصراعات الأهلية مدة طويلة بعد انقضاء الأزمة، وذلك يحدّ من قدرة الأطفال على الحصول على الغذاء والرعاية الصحية الكافية.
وقالت مسؤولة التغذية في منظمة "إنقاذ الطفولة" هانا ستيفنسون إن ذلك يصعّب الحصول على بيانات دقيقة عن عدد المتضررين في الأمدين القصير والبعيد، ولكن "كلما زادت حدة سوء التغذية التي يعاني منها الطفل كان من الصعب التعافي". وأضافت أن طول فترة سوء التغذية أيضا من العوامل الحاسمة.
إعلانوأكدت ستيفنسون وخبراء آخرون أنه في حين أن كل طفل يعاني من سوء التغذية يمثل مأساة، فإن المجاعات وغيرها من أزمات الغذاء يمكن أن تلحق ضررا دائما بالمجتمع عموما بسبب احتمال وجود جيل كامل يعاني من عجز جسدي ومعرفي.
كذلك فإن الطفل الذي يعاني من سوء تغذية مزمن، أو لديه إعاقة، يكون في كثير من الأحيان أكثر عرضة للتأثيرات القصيرة والطويلة الأمد لأزمة الغذاء، كما يقول الطبيب في هيئة الخدمات الصحية البريطانية أمير كيرولس.
أنواع الضرروفي ظل أزمة غذاء، يكون الأطفال أكثر عرضة للإصابة بسوء التغذية والموت جوعا أو بسبب الأمراض المعدية التي تكون أكثر فتكا بالذين أضعفهم الجوع. ويقول علماء إن الأطفال أيضا أكثر عرضة من البالغين لمشاكل صحية طويلة الأمد نتيجة فترة من سوء التغذية الشديد، لأن أجسادهم وأدمغتهم تكون في طور النمو.
وهناك 4 أنواع مختلفة من سوء التغذية، كما حددتها منظمة الصحة العالمية. وقد تظهر جميع هذه الأنواع أثناء مجاعة أو أي أزمة غذائية حادة أخرى، وتترك آثارا دائمة، كما قد توجد مجتمعة في طفل واحد:
الهزال:يحدث هذا حين يكون وزن الطفل منخفضا بالنسبة لطوله، وغالبا ما يشير إلى المرور بمرحلة من الجوع الشديد مؤخرا وفقدان الوزن. وهي حالة طبية طارئة، ويستطيع 90% من الأطفال التعافي سريعا إذا حصلوا على العلاج.
التقزم:يحدث حين يكون طول الطفل أقصر من المعدل المناسب لعمره، وعادة ما يُنظر إليه على أنه مؤشر عام على سوء التغذية المزمن، مما يعرض الطفل لاحتمال عدم بلوغ كامل إمكاناته البدنية أو المعرفية. وينقسم خبراء التغذية حول مدى قدرة الأطفال على التعافي من التقزم إذا تلقوا لاحقا التغذية الكافية.
نقص الوزن:حين يكون وزن الطفل أقل من الوزن الطبيعي بالنسبة لعمره. وقد يصاب الطفل الناقص الوزن بالتقزم أو الهزال أو كليهما.
نقص المغذيات الدقيقة:تصف منظمة الصحة العالمية هذا أحيانا بأنه "الجوع الخفي"، ويحدث هذا النوع من سوء التغذية حين يفتقر النظام الغذائي للطفل إلى فيتامينات ومعادن وعناصر غذائية أساسية أخرى ضرورية للنمو الصحي.
إعلانونقص اليود هو السبب الرئيسي في الإعاقة الذهنية في مرحلة الطفولة على مستوى العالم. وقد يتسبب نقص فيتامين "أ" في فقدان البصر. وتقول منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إن نقص الحديد يؤثر أيضا على نمو المخ. وقد يتعذر إصلاح الضرر إذا لم يتمكن الطفل من الحصول سريعا على العناصر الغذائية اللازمة.
قبل الولادة
أظهرت مجموعة كبيرة من الأبحاث أن الأطفال الذين كانوا أجنة أثناء أزمة جوع معرضون أيضا لخطر الإصابة بأضرار طويلة الأمد.
وأظهر الباحثون أن سوء التغذية في الرحم يؤدي إلى ارتفاع معدلات السمنة والفصام في وقت لاحق.
ووجد الباحثون في مراجعة ممنهجة لعشرات الدراسات ارتباطا قويا بين التعرض لسوء تغذية حاد في مرحلة الطفولة وارتفاع خطر الإصابة في وقت لاحق ببعض الأمراض غير المعدية، مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.