حريق المنقف.. السلطات الكويتية تعد بالمحاسبة بعد سقوط 49 قتيلا
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
الكويت- استيقظ سكان الكويت، الأربعاء، على أخبار وفاة 49 شخصا جرّاء اندلاع حريق هائل في إحدى عمارات السكن الاستثماري بمنطقة "المنقف" التابعة لمحافظة الأحمدي جنوب البلاد، وتستأجرها إحدى الشركات لإيواء عمالها.
وأدى اشتعال النار في مطبخ بالطابق الأرضي من العمارة -المكونة من 6 طوابق- إلى امتداد الدخان والنيران إلى الطوابق العليا، ومحاصرة السكان فيها رغم محاولات الهروب إلى السطح لكن دون فائدة لأن بابه كان مقفلا.
ووجّه أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، المسؤولين بالمتابعة الفورية للوقوف على أسباب اندلاع هذا الحريق ومحاسبة المسؤولين عن حدوثه، "حتى لا يتكرر مثل هذا الحادث المؤسف مستقبلا".
وقال مدير إدارة تحقيقات الحوادث في قوة الإطفاء العام العقيد سيد حسن موسوي، إن بلاغا ورد إلى غرفة العمليات والتحكم التابعة لقوة الإطفاء العام في تمام الساعة 4:23 فجرا، وتم -على الفور- توجيه 5 فرق إطفاء للتعامل مع الحادث من مناطق (المنقف، الفحيحيل، ميناء عبد الله، القرين، تحقيقات الحوادث).
وأضاف للجزيرة نت، أنه عند الوصول إلى موقع الحادث في تمام الساعة 4:28 فجرا، تبين أن الحريق وقع في عمارة للسكن الاستثماري تتكون من طابق أرضي و6 أدوار يضم كل واحد 4 شقق، ويقطنها نحو 195 شخصا.
ووفق العقيد موسوي، فإن بداية اندلاع الحريق كانت في الدور الأرضي، "بسبب وجود بعض المخالفات، حيث اندلع الحريق في غرفة مشيدة، وامتد إلى بقية الأدوار".
وبعد المعاينة من قوة الإطفاء العام، تم العثور على أكثر من 25 أسطوانة غاز للطبخ من "البروبين" (نوع قابل للاشتعال بسرعة)، وهو ما أدى إلى توسع الحريق بسرعة، وفق مدير إدارة التحقيقات.
وأوضح أن الضحايا لم يتمكنوا من الهرب بسبب إغلاق الدور الأرضي، ونتيجة صعود الدخان السام إلى الأدوار العليا ومحاصرة سكان العمارة في الداخل.
كما أن معظمهم كانوا نائمين على الأسرّة أو الأرض، وتم العثور على بعض الأشخاص على سلالم الطوارئ، ولأن باب سطح العمارة كان مقفلا -وعند نزولهم إلى الأدوار الأرضية- لم يتمكنوا من الهروب.
ولا تزال الجهات المختصة تحقق في سبب اندلاع الحريق، ولكن لا توجد أي شبهة جنائية حتى اللحظة وفق موسوي، الذي أشار إلى أن أي مخالفة لاشتراطات الإطفاء والبلدية تؤدي إلى نتائج كارثية ومأساوية.
مشاهد مفزعةوروى شاهد عيان من سكان العمارة المجاورة لموقع الحريق، أنه رأى مشاهد مفزعة وسط صيحات الأشخاص الذين حُوصروا داخل العمارة بسبب الحريق الذي اندلع في الدور الأرضي في مطبخ مشترك لعمال الشركة المستأجرة للمبنى.
وقال للجزيرة نت "علمتُ بوقوع الحريق من صوت سيارات الإطفاء والشرطة التي حضرت في وقت مبكر، حاولنا تقديم المساعدة وتمكنتُ مع أحد جيراني -من الجالية الهندية- من إنقاذ 3 أشخاص عن طريق سلّم متحرك من خلف العمارة التي أسكن فيها".
وأضاف أن بعض الأشخاص الذين نجوا، ألقوا بأنفسهم من الطابقين الثالث والرابع، لكنهم كانوا قد اتخذوا احتياطاتهم ولفوا أنفسهم ببطانيات.
وقال شاهد عيان آخر للجزيرة نت إن الحريق اندلع بسرعة هائلة حتى أن إحدى السيارات احترقت من النيران الخارجة من داخل العمارة، وأوضح أن الأدوار الأولى هي الأكثر تضررا، وأنهم كانوا يسمعون صراخ الناس داخل الطوابق الأخرى، وأن سيارات الإطفاء جاءت بسرعة لإخماد الحريق.
وتفقد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والداخلية الشيخ فهد يوسف الصباح، موقع الحريق في منطقة المنقف، حيث تمت عملية المكافحة والسيطرة عليه وتم إنقاذ عدد كبير من سكان العمارة كانوا محتجزين داخلها.
وكلّف الشيخ فهد يوسف الصباح الجهات المسؤولة باتخاذ الإجراءات اللازمة ومحاسبة المتسببين في الحادث، وأعطى مهلة، حتى صباح الخميس، لأصحاب العقارات المخالفة لإزالتها، إضافة إلى التحفظ على صاحب العقار الذي شهد الحريق للتحقيق في أي تقصير أو إهمال.
كما أصدر مدير عام بلدية الكويت سعود الدبوس، قرارات عاجلة بإيقاف نائب المدير العام لشؤون محافظة حولي والأحمدي، ومدير فرع بلدية الأحمدي بالتكليف، ومدير إدارة التدقيق والمتابعة والهندسية، ورئيس قسم إزالة المخالفات بالأحمدي، عن العمل، وبتكليف نظرائهم بالأفرع الأخرى بالقيام بعملهم إلى حين الانتهاء من التحقيق بملابسات الفاجعة الأليمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الدور الأرضی
إقرأ أيضاً:
المدينة أصبحت مدمرة.. 13 قتيلا جراء الأمطار الغزيرة في الأرجنتين
لقي 13 شخصا على الأقل حتفهم في الأرجنتين نتيجة أمطار غزيرة هطلت منذ صباح الجمعة على مدينة باهيا بلانكا الساحلية الواقعة على بعد 600 كيلومتر جنوب غرب بينوس آيرس.
وجرى التعرف على أحد عشر من القتلى الثلاثة عشر. ولم يستبعد المجلس البلدي وجود وفيات أخرى في هذه المدينة البالغ عدد سكانها 350 ألف نسمة.
أخبار متعلقة ألسنة لهب ودخان أسود.. حرائق الغابات تجتاح "لونج آيلاند" في نيويوركتحذيرات صحية.. تسرب وقود قبالة جزيرة سياحية في بورتوريكو .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } أمطار غزيرة في الأرجنتين - أ ف ب مدينة مدمرةوفي مقابلة مع إذاعة محلية، قالت وزيرة الأمن القومي باتريسيا بولريتش إن باهيا بلانكا "مدينة مدمرة" وإن البحث جارٍ عن فتاتين صغيرتين "جرفتهما المياه".
وذكرت الصحافة الأرجنتينية أنهما شقيقتان تبلغان من العمر سنة وأربع سنوات.
وكان العمل لا يزال جاريا بعد ظهر السبت لإجلاء نحو 850 شخصا وفقا لمجلس المدينة. وبحسب السلطات، تساقط على المنطقة 400 ملم من الأمطار في ثماني ساعات، أي ما يعادل ما يتساقط عادةً في خلال سنة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; }العاصفة الأكبروقال وزير الأمن في مقاطعة بوينوس آيرس، خافيير ألونسو إن "هذا أمر غير مسبوق". وأضاف: "تعود العاصفة الأكبر في باهيا بلانكا إلى العام 1930، مع 175 ملم (من المتساقطات)".
وأفرجت الحكومة عن 10 مليارات بيزو (8,6 ملايين يورو) على شكل مساعدات طارئة.التغير المناخيوقالت أندريا دوفورغ، الخبيرة في الإدارة البيئية، أن "هذا مثال واضح على التغير المناخي" الذي "يبرز من خلال الظواهر الجوية المتطرفة التي تحدث فيها حالات مثل هطول الأمطار الغزيرة وما شابه ذلك، والتي تتجلى في هذه الحالة أيضا في فيضانات غير مسبوقة في بعض المناطق".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; }
وأضافت دوفورغ، وهي أيضا مديرة السياسات البيئية لمدينة إيتوزاينغو القريبة من العاصمة الأرجنتينية، لوكالة فرانس برس: "ليس لدينا خيار سوى إعداد المدن وتثقيف المواطنين وإنشاء أنظمة إنذار مبكر فعالة والتصرف وفقا لذلك".الكارثة المناخيةمن جهته قال الطبيب إدواردو سيمينارا لقناة "سي 5 إن" التلفزيونية من عيادته التي اجتاحتها الفيضانات "لسوء الحظ، لم يتبقّ شيء".
وشددت البلدية على أنه "لا يمكننا استبعاد احتمال وجود عدد أكبر من الضحايا نظرا إلى حجم الكارثة المناخية".الأمطار الغزيرةوبحلول منتصف نهار الجمعة، أفادت البلدية بأن "جزءا كبيرا من المدينة كان تحت المياه" بعد "سبع ساعات من الأمطار الغزيرة المتواصلة" التي انحسرت بحلول الظهر.
وقال رئيس بلدية باهيا بلانكا، فيديريكو سوسبييليس، في رسالة فيديو على موقع إكس إن "الأمطار قد توقفت"، لكن طرقا مغمورة بالمياه لا تعوق وصول الناس إلى أجزاء مختلفة من المدينة. وأشار إلى أن الكهرباء قُطِعت عن المدينة "لأسباب أمنية".عمليات الإنقاذوأظهرت لقطات تلفزيونية ممرضات وطاقما طبيا يجلون، بمساعدة الجيش، الأطفال الرضع من وحدة حديثي الولادة في مستشفى خوسيه بينا، أكبر مستشفيات المدينة.
وألغت بلدية باهيا بلانكا كل الأنشطة في المدينة الجمعة ودعت السكان إلى البقاء في منازلهم حتى إشعار آخر، وسمحت "بالتحرك بالآليات الثقيلة حصرا"، استعدادا لعمليات الإنقاذ.
وأغلِق مطار باهيا بلانكا حتى إشعار آخر.أحداث مناخية قاسيةوأجرت قناة "إل إن+" مقابلة مع إحدى سكان باهيا بلانكا من على متن شاحنة لجأت إليها مع أطفالها عندما شاهدت المياه تتصاعد في الشارع ثم في منزلها.
وقالت فلافيت فييرا روميرو "وضعنا الكلاب على السطح، لكنّ الأطفال في الشاحنة وقد بقينا في داخلها. لا يزال هناك حوالى متر من المياه، ونحن في انتظار أن تنخفض المياه حتى نتمكن من الذهاب إلى مكان أكثر أمانا". وأضافت: "صعد الجيران جميعا إلى أسطح المنازل".
وسبق أن شهدت المدينة أحداثا مناخية قاسية. ففي نهاية عام 2023، أدت عاصفة عنيفة مصحوبة بأمطار غزيرة ورياح تصل سرعتها إلى 150 كلم/ساعة إلى مقتل ثلاثة عشر شخصا عندما انهار سقف أحد النوادي الرياضية.