محمد فودة يكتب: عمرو دياب.. ستظل فى الصورة "حدوتة أسطورة"
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
الهجوم يزيده قوة وصلابة ولا عزاء لأعداء النجاح
واقعة "صفعة الشاب" حدث عفوى وغير مقصود ولا يستحق كل هذا الجدل
آيادٍ خبيثة تتعمد تشويه أكبر رمز غنائى مصرى فى العالم العربى
"السوشيال ميديا" تحاكم المشاهير على تصرفاتهم التلقائية والزج بهم فى معارك وهمية
عمرو دياب 30 سنة نجومية وصاحب إنجاز تاريخى فى الأغنية العربية
"قاهر الزمن" سيظل نجما استثنائيا متربعا على عرش الأغنية العربية والصدارة فى ساحة الطرب
حملات تشويه الرموز مرفوضة.
تابعت عن قرب حالة الانفلات غير المسبوق فى مواقع السوشيال ميديا التى هاجمت بضراوة النجم الهضبة عمرو دياب، بعد انتشار مقطع فيديو يظهر به شاب يدعى سعد أسامة، وهو يحاول التقاط صورة مع الهضبة عمرو دياب، ولقد رأيت ما فعله الشاب، حيث أمسك بملابس النجم وهو يغنى، وضغط على خاصره بشكل مفاجئ، الأمر الذى أثار غضب الفنان الكبير، فاضطر لازاحة يده وصفعه بشكل عفوى ودون قصد وكأنه رد فعل طبيعى لما صنعه هذا الشاب وإقدامه على فعل شىء غير محمودة عواقبه، خاصة أن الفنان مندمج فى أغانيه، وما لبث حتى تحول الأمر إلى ثورة على الفيسبوك بين مؤيد ومعارض، وهو ما يؤكد أننا شعب طيب تحركه العواطف، ويتأثر بالمشاعر والأحاسيس التى تكون فى الغالب وليدة اللحظة.
ومع تقديرى الكامل للشاب المعجب ومحاولة التقاطه صورة مع نجم كبير يحبه، فإننا لابد أن نلتمس العذر لعمرو دياب، فهو لا يقصد بأى حال من الأحوال جرح مشاعر الشاب، أو تعنيفه أو صفعه، وإنما ما حدث هو لحظة عفوية تصرف فيها النجم بعفويته خاصة مع التزاحم الشديد من حوله أثناء غنائه، وهو يريد الانسجام مع ما يقدمه من فن، كما أن الفنان وأقصد هنا أى فنان يتحمل مسؤلية عمله كاملة ويحاول أن ينجح فيما يقدمه أمام الجمهور، بدون تعطيل من أحد، وينبغى علينا أن نحترم هذه الرغبة ونضعها فى عين الاعتبار قبل إصدار الأحكام الظالمة، وتنصيب المحاكم من رواد السوشيال ميديا.
والمفارقة العجيبة أن هذا الشاب، تبين أنه دائم الحضور فى الحفلات والأفراح والمناسبات العامة التى يتواجد فيها الفنانون كى يلتقط معهم صورا للذكرى، كما أن هذا الشاب لا تربطه أى علاقة بأصحاب الأفراح التى يتواجد بها، لكنه يريد أن يلتقط الصور فقط لإسعاد أقاربه وعائلته الذين يقطنون بالأقصر فقط لا غير، وللحق فإن الهجوم الشرس الذى يتعرض له قاهر الزمن عمرو دياب وهذا الانتقاد غير المسبوق الذى تعج به صفحات مواقع التواصل الاجتماعى شيء غريب حقاً ولا يمكن قبوله بأى حال من الأحوال، خاصة أن التصرفات الخاصة والجوانب الشخصية حق أصيل من حقوق الإنسان وليس معنى أن يكون الشخص مشهوراً أو نجماً كبيراً له جمهوره ومحبوه أن يتم استباحة حياته وأوقات عمله، الأمر الذى ليس له معنى سوى أنه نوع من محاولات ركوب الترند على حساب اسم نجم كبير.
وهنا أتساءل: هل فنان كبير بحجم ومكانة وقيمة وقامة عمرو دياب يستحق كل هذا التجاوز على السوشيال ميديا؟ كنت أتمنى أن ينتظر رواد مواقع التواصل الاجتماعى إلى أن يتحدث أحد بعين الحقيقة ويوضح حقيقة ما حدث، خاصة أن هذا التصرف خرج بشكل عفوى وتلقائى ليس أكثر.
وحسنا ما فعله النجم الأسطورى عمرو دياب فقد قام بتحرير محضر ضد هذا الشخص، وقد حرر محاميه محضراً فى قسم شرطة التجمع الأول، ضد شخص لقيامه بقرصه ومضايقته، فى حفل زفاف ابنة المنتج محمد السعدى، خصوصا أن الشاب صاحب الواقعة لم تتم دعوته من جانب أىٍ من أهل العروسين، فضلا عن أنه لا يعمل بالفندق الذى أقيم فيه الحفل، وأيضا هذا الشاب التقط نحو 5 فيديوهات وصور "سليفى" مع الفنان عمرو دياب، بدون أى مشكلات أو اعتراضات، بل قوبل بترحيب كبير من الهضبة الذى التقط عدد كبير من المعجبين العديد من الصور معه.
وإحقاقا للحق فأنا أكتب مدافعاً عن عمرو دياب، لأنه نجم كبير بحق، هو الذى تصدى بمفرده للحملات الممنهجة التى كانت تستهدف فى المقام الأول تهميش الأغنية المصرية وسرقة ريادتنا فى هذا المجال، فيكفى أن الهضبة استطاع وعن جدارة أن يكون حائط الصد المنيع لتهميش الأغنية، وبفضل موهبته وذكائه الفطرى استطاع أن يرسخ أقدامه أكثر وأكثر وأن يظل فى الصدارة، وعمرو دياب ومنذ بداياته الأولى اعتمد فى مشواره على عدة أمور، منها أنه لا يخضع لقالب معين، قبل كل ألبوم غنائى يقوم بإعداده يعتزل الناس من أجل دراسة ما يحدث فى العالم الخارجى من تطور الموسيقى خاصة فى التوزيع الموسيقى وما يترتب عليه من استخدام آلات موسيقية تواكب هذا التطور لكى يتفاعل مع الأحداث، لذلك فهو لا يعتمد على ملحن أو مؤلف معين مهما كانت شهرته، بل إنه قد يعتمد على مجموعة من الشباب الهاوى طالما أنهم لديهم الجديد، وما ساعد عمرو على ذلك هو انفتاحه الخارجى ونشأته فى بورسعيد تلك المدينة المفتوحة على العالم بحكم أنها أحد أكبر الموانى المصرية لذلك فهى تتعامل مع ثقافات مختلفة، فمن يستمع إلى عمرو دياب لا يستطيع أن يتمالك نفسه ويتحكم فى مشاعره دون أن يذوب عشقاً مع نغماته وأن يستعيد ذكريات غالية مرت به أو أن يعيش حالة خاصة من الحب والمشاعر والأحاسيس، بما يؤكد للجميع أنه فنان موهوب بمعنى الكلمة كما أنه يمتلك بالفعل مقومات العالمية التى استطاع أن يترك فيها بصمة واضحة وضوح الشمس ضارباً بذلك القدوة والمثل للفنان الملتزم المخلص لفنه، هذا من ناحية ومؤكداً من ناحية أخرى أنه فنان كبير يستحق كل التقدير، فهو صاحب الأغانى الراقية التى كانت ولاتزال وستظل تمثل خط الدفاع الأول فى مواجهة هذه الموجة الشاذة من الإسفاف والانحطاط الفنى الذى أفسد الذوق العام وألقى بساحة الغناء خلال السنوات الأخيرة فى الوحل، وهى الموجة الغنائية المعروفة إعلاميا بأغانى المهرجانات التى تمثل خطراً حقيقياً على الغناء والطرب الأصيل.
وسيظل عمرو دياب دائماً فى "القمة" وسيظل دائما وأبداً فناناً كبيراً صاحب تاريخ طويل ومشوار جدير بالاحترام مع الأغنية وهو ما يجعله فى تقديرى يستحق وعن جدارة أن يصبح أيقونة وأسطورة الغناء وأن يظل أيضاً النجم الأوحد الجدير بالتقدير والحب والاحترام، فعمرو دياب من المطربين القلائل الذين يحترمون أذواق جمهورهم المتفاوتة بل يسعى جاهداً لإرضاء هذا الجمهور الذى هو فى حقيقة الأمر يمثل مختلف الأجيال وهو ما دفعه إلى الحرص على تقديم ألوان وأشكال مختلفة من الأغنيات فحقق شهرة كبيرة ليس فى مصر فقط بل فى العالم أيضاً.فأصبح وعن جدارة يمثل حالة خاصة جداً نسجها لنفسه بنفسه فحينما قدم منذ عدة سنوات أغنيته الشهيرة «أنا مهما كبرت صغير» كأنه كان يعبر من خلالها عن شخصيته الحقيقية وعن حرصه على أن يظل كبيراً فى ساحة الغناء ولكن بروح شبابية فتلك الأغنية تتناسب بالفعل مع شخصيته وملامح وجهه فحينما تراه وجها لوجه وتتحدث إليه فإنه يبدو كأنه ما زال شابًا صغيرًا فى قمة تألقه وحيويته بابتسامته الصافية النقية وأعتقد أن لياقته البدنية كانت أحد أهم أسباب هذا التألق ، فهو منذ بداياته ظل حريصًا -كل الحرص- على التغيير المستمر فى الأغنيات التى يقدمها لجمهوره مع التركيز على إضافة كل ما هو جديد إلى الموسيقى والأغانى والكليبات التى يقدمها مما كان له عظيم الأثر فى أن تسهم هذه الصفات وبشكل كبير فى تأهيله للحصول على جوائز عالمية من قبل منها على سبيل المثال «ميوزيك أوورد» المصنفة فى مقدمة الجوائز العالمية التى لا يحصل عليها إلا المطرب المجدد أو صاحب البصمة المتميزة فى مجال الموسيقى والغناء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السوشیال میدیا عمرو دیاب هذا الشاب
إقرأ أيضاً:
بريئة ومدانة!
احترامى للدستور يمنعنى من أن أقول عن ثورة 25 يناير ما تستحقه بعد أن أوصلتنا إلى قيام فصيل إرهابى بالقفز إلى سدة الحكم، ودلدل رجليه حتى كاد أن يسقط البلاد فى جحيم من التخلف والتقهقر وصولا إلى عصور الجاهلية.
هذا الفصيل لا يؤمن بفكرة الوطن ولا يغير على الأرض ولا يعتبرها كما نعتبرها نحن العرض الذى نموت دون قيام غازٍ بامتطائه. قالوها بصراحة على لسان كبيرهم «طظ فى مصر» والوطن حفنة تراب. قد تكون ثورة 25 يناير التى أوشكت ذكراها الرابعة عشرة تفوح فى الأركان بريئة من خطط الخرفان، ولكنهم ركبوها، امتطوها، خطفوها، قضوا على براءتها ولوّثوا سمعتها، ومرغوها فى التراب، وطغوا، وكذبوا، ونكصوا، وخانوا العهود والوعود، ومارسوا الدجل والتدليس، واستغلوا حاجة الناس، ووصلوا إلى السلطة التى كانوا يراودونها سرا، أما جهرا فهم جماعة دينية، وأخفوا أنهم تنظيم عصابى مسلح، عملاء لأجهزة أجنبية ساعدتهم فى الوصول إلى الحكم لإسقاط مصر مقابل منح الجماعة قطعة أرض يقيمون عليها إمارة دينية يمارسون فيها خزعبلاتهم وطقوسهم التى تعود إلى القرون الوسطى.
فى السلطة، مارس الإخوان كل ما هو حرام، أو محرم، أو مجرم، داسوا على الدستور، وعلى كل القوانين، من أجل تطبيق قانونهم الذى يقوم على السمع والطاعة، علم وينفذ، لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم، لا أناقش! من يطبق قانون الجماعة هو من العشيرة والقبيلة، ومن يعص لهم أمرا فهو خارج حدود الرعاية والحماية.
تقييم ثورة 25 يناير، البعض قال إنها ثورة، والبعض اعتبرها عورة، والجميع اتفق على إزالة آثارها عن طريق ثورة الكرامة فى 30 يونيو التى أسقطت حكم المرشد وحاكمت قيادات الجماعة بعد أن حاولوا حرق البلد وجاهروا بالعداء لرجال القوات المسلحة والشرطة، ولمؤسسات الدولة، تحول الإخوان بعد إسقاط حكمهم إلى الإرهاب، لم يكونوا مصدقين أن ما جنوه فى عام، سوف تذروه الرياح فى يوم واحد وهو يوم 30 يونيو، أصر الشعب على أن 25 يناير سيظل كما هو عيدا للشرطة المصرية التى وقفت فى وجه الاحتلال البريطانى فى معركة الإسماعيلية، وتلقى الجنود البواسل نيران المدافع البريطانية فى صدورهم، وسقط منهم الشهداء، ولكن لم يسقط إيمانهم بكرامة الوطن، وانتصرت إرادة الأبطال كما انتصرت فى الدفاع عن البلد عندما انكشف أمر الإخوان الذين ناصبوا العداء لرجال الجيش والشرطة ليثنوهم عن الدفاع عن الأمن وعن المواطنين. تحمل جهاز الأمن عنف جماعة الإخوان، وتحمل مسئولياته عندما تحولوا عن أمن المواطن وتأمين ممتلكاته، وعلى طريقة يموت الزمار ولسانه بيلعب مازال لسان الإخوان يلعب ويحرض ضد المصريين، يريدون هدم الوحدة الوطنية وضرب الاقتصاد القوى وتهديد السلام الاجتماعى عن طريق نشر الشائعات، وواجب المصريين حتى يستمر البناء لإقامة الجمهورية الجديدة هو الوقوف صفاً واحداً خلف القيادة السياسية، وعدم تصديق الشائعات التى يطلقها أهل الشر لأن الهدف منها الإحباط ووضع الشعب فى مواجهة مع الحكومة، ورفع درجة الوعى مطلوب فى المرحلة الحالية لأنه يجعل كيد أهله الشر فى تضليل، ومطلوب أيضا أخذ العظة من الجزء الثانى من ثورة 25 يناير عندما خرج الإخوان من تحت الأرض لزرع الفتنة والانقضاض على الثورة البريئة، وعلى طريقة العيار الذى لا يصيب يدوش فإننا ما زلنا نحاسب على فواتير أخطاء ثورة 25 يناير.