منال أبو العلا "المرأة الحديدية" أيقونة سعودية
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
رحلة كفاح ومثابرة وعمل شاق، حولت درة سعودية نفيسة، تحمل عبق التاريخ وأصالة الرمال، الى مثل خارق للعادة قهرت الإعاقة وخالفت التوقعات، واجتازت المحيطات فى رحلة علاج مريرة التهمت الأخضر واليابس فى حياتها، لتظهر معادن الناس وتعلن احتجاجها، لتتحول الى أيقونة سعودية مثالية يحتذي بها كل من ضل السبيل،كأنها نبراس يهتدي إليه ليعود إلى حياته السالفة.
فمن أسفل السجون الأمريكية المبطنة تحت الأرض في مستشفى الامراض العقلية تعالت صرخاتها، ليسمعها الأقرباء عبر الأثير.
كان الخوف من انتحارها هاجس يؤرق الأطباء، فوسط عشرات العمليات الجراحية تخلي الأهل والاصدقاء، فقد كان الأمر السامي لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، رفيقها فى درب رحلة العلاج باهظة التكاليف بالولايات المتحدة الأمريكية، والتى سافرت اليها بعد أن تعرضت لحادث أليم أدي الى تهشم قدمها المعاقة تمامًا،فبعد العمليات الجراحية الخاطئة ، كادت أن تقضى باقي حياتها قعيدة على كرسى متحرك، وقد عانت المدربة منال ابو العلا الأمرين ،فلم تلبث أن تتحرر من حياة التنمر لتصطدم بجدار الاكتئاب ، وسط صيحات الاطباء التى تنادي بإنتهاء الأمل فى العلاج ،بل الحياة نفسها.
نقطة تحول
صح المثل القائل أن لا أحد يستطيع أن يمسح دموعك سوى يديك، فوسط حالة من الضياع، ظهر بريق انتفاضة الأمل فى قلب المدربة منال أبو العلا،والذي تحول إلى شرارة تسري فى عروقها، لتضغط على عظام قدمها المصاب لكي تتحمل التمارين الرياضية المستحيلة، فمن بين حالات الصراخ والاغماء التى انتابتها، تمكنت هذه البطلة أو المرأة الحديدية كما يطلق عليها الكثيرين ،من اجتياز حائط اليأس والانفتاح على حياة نظيفة بدون عقاقير أو أدوية، بل استمرت فى سبر أعماق الرياضة، لتستعيد حياتها وجمالها وأنوثتها، وتمكنت بالمثابرة والجهد والاجتهاد من الحصول على 20 شهادة متخصصة فى العلوم الرياضية، وتحولت إلى نجمة ساطعة تضىء سماء الكثير ممن فقدوا الأمل فى استعادة حياتهم، أنها منال أبو العلا "المرأة الحديدية السعودية".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المرأة الحديدية
إقرأ أيضاً:
"سناء جميل: 95 عامًا من الإبداع والجَدَل... أيقونة الفن المصري التي لا تنسى"
تحل اليوم الذكرى الـ 95 لميلاد الفنانة الراحلة سناء جميل (27 أبريل 1930 - 2002)، واحدة من أبرز رموز الفن المصري التي تركت بصمة واضحة على الساحة الفنية على مدار خمسة عقود. تمتعت بمسيرة فنية غنية ومتنوعة بين السينما والمسرح والتليفزيون، لتظل واحدة من الأيقونات التي ارتبط اسمها بالإبداع والجَدل على حد سواء.
وُلدت سناء جميل في مركز ملوي بمحافظة المنيا، حيث نشأت في أسرة انتقلت إلى القاهرة، حيث درست في مدرسة فرنسية حتى المرحلة الثانوية. رغم التحديات التي واجهتها، قررت الانضمام إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، مما أدى إلى قطع علاقتها بأفراد عائلتها. لم تكن تلك العقبات لتوقفها عن تحقيق حلمها في الفن، فانطلقت في عالم المسرح عبر فرقة "فتوح نشاطي"، قبل أن تتألق في السينما.
على مدار مسيرتها، قدّمت سناء جميل نحو 65 عملًا فنيًا، حيث تنقلت بين الأدوار الكوميدية والدرامية، لكن انطلاقتها الحقيقية كانت عام 1960 من خلال فيلم "بداية ونهاية"، عندما حلت بديلًا عن فاتن حمامة في دور "نفيسة"، المقتبس عن رواية نجيب محفوظ. من ثم توالت نجاحاتها عبر أفلام مثل "الزوجة الثانية" و"إضحك الصورة تطلع حلوة"، وكذلك في مسلسل "الراية البيضا" عام 1988، حيث جسدت شخصية "فضة المعداوي" الطامعة في الثراء.
ورغم إنجازاتها، كانت حياة سناء جميل مليئة بالتحديات، ومن بينها معاناتها الصحية التي انتهت بوفاتها عام 2002 عن عمر يناهز 72 عامًا، إثر صراع طويل مع مرض سرطان الرئة. ومع ذلك، فإن وفاتها أثارت جدلًا آخر بعد أن أرجأ زوجها دفن جثمانها لمدة ثلاثة أيام في انتظار حضور أسرتها، قبل أن يتم دفنها في غيابهم.
وبذلك، تظل سناء جميل واحدة من الأسماء التي لا تُنسى في ذاكرة الفن المصري، حيث يجتمع في سيرتها الفنية الإبداع والجَدل، مما يجعلها نموذجًا فريدًا لمفاهيم الفن والنجاح في مصر.