اختار العديد من الإسرائيليين الهروب من الحرب الطاحنة التي تخوضها البلاد بقطاع غزة، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس".

وطبقا لتقرير مطول للصحيفة الإسرائيلية ذات الميول اليسارية، فإن هؤلاء اختاروا الانتقال إلى تايلاند، حيث وجدوا فيها موطنا جديدا بعد الحرب.

واشترى العديد منهم عقارات في الدولة الواقعة بجنوب شرق آسيا، التي يرون فيها موطنهم الجديد بعيدا عن إسرائيل.

البعض من الإسرائيليين باع ممتلكاته وقصدوا "كو فانجان"، وهي جزيرة استوائية صغيرة ذات رمال بيضاء تبعد 600 كيلومتر جنوب العاصمة بانكوك.

وبحسب الصحيفة، فإن الأرقام الدقيقة لعدد الإسرائيليين الذين يعيشون في تايلاند منذ أشهر "غير متاحة"، لكنها نقلت تقديرات غير رسمية تفيد بوجود أكثر من 1000 مواطن إسرائيلي في جزيرة "كو فانجان" وحدها.

"لسنا خجولين"

وتحدثت الصحيفة مع عدد من الإسرائيليين الذين اختاروا الانتقال إلى تايلاند بصفة نهائية، لكن هؤلاء اختاروا عدم الكشف عن هويتهم الحقيقة.

يقول أحدهم: "نحن لسنا خجولين من أي شيء ولا نخاف مما سيقولونه (الناس)، لكن الأمر أفضل بهذه الطريقة".

والتقت "هآرتس" بـ "دانيال" (اسم مستعار)، وهو مواطن إسرائيلي كان يعيش بمنزل في كيبوتس "زيكيم"، جنوبي إسرائيل، بالقرب من حدود غزة. 

كان دانيال موجودا في منزل والديه بالكيبوتس عندما تحدثت معه الصحيفة الإسرائيلية، إذ رجع في زيارة لمدة 10 أيام لبيع ممتلكات الأسرة، قبل العودة لمقر إقامتهم الجديد في جزيرة "كو فانجان".

يقول دانيال إنه يعيش حاليا في الجزيرة الاستوائية بعد أن استأجروا منزلا هناك، مضيفا: "لم أعمل حتى الآن. بمجرد أن قررنا البقاء في كو فانجان، بدأنا في البحث عن أرض لشرائها".

ويضيف: "الخطة هي بناء منزل ثم اتخاذ قرار ما إذا كنا نريد بيعه أو العيش فيه". ومع ذلك، تبين أن القانون التايلاندي يحظر على الأجانب شراء الأراضي في البلاد، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس".

وخدم دانيال في الجيش الإسرائيلي كمظلي في لواء "نحال"، قبل أن يعود إلى "زيكيم" ويعمل في العديد من شركات البناء. وتم إجلاؤه بعد السابع من أكتوبر مع زوجته و3 أطفال،- تتراوح أعمارهم بين عامين و7 أعوام، إلى كيبوتس "سدوت يام" إلى الشمال.

ويتابع حديثه: "دخلنا البلاد بتأشيرة سياحية ويمكننا البقاء لمدة 90 يوما، ثم يتعين علينا الذهاب إلى ميانمار (بورما) لمدة يوم والعودة. لقد فعلنا ذلك مرة واحدة. التحقت زوجتي بمدرسة لغات. إنها تتعلم اللغة التايلاندية وحصلت على تأشيرة طالب".

ويشير إلى: "ما زلت لا أملك تصريح عمل، إنها عملية طويلة وآمل أن أحصل عليه في أغسطس. وبمجرد حصولنا على التأشيرة، يمكننا البقاء في تايلاند بشكل مستمر لمدة عام كامل".

وعن الإسرائيليين الموجودين في الجزيرة، أشار إلى أن هناك 400 عائلة تعيش في كو فانجان معظمهما لديهم أطفال، مردفا: "نقابل الإسرائيليين في كل مكان ... روضة الأطفال والسوبر ماركت وفي المقهى".

ويقول إنه لولا أحداث السابع من أكتوبر، لم يكن يخطر بباله إطلاقا الانتقال للعيش في تايلاند، لا سيما أنهم استثمروا في منزل جديد بكيبوتس زيكيم قبل 3 أشهر.

وشهد شهر أبريل الماضي، رقما قياسيا من أعداد السياح الإسرائيليين في تايلاند، إذ بلغ عددهم 24243 سائحا. ومثل هذا ارتفاعا بنسبة 36 بالمئة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. 

وخلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، دخل 73173 إسرائيليا تايلاند، وفقا لبيانات هيئة السياحة في تايلاند.

وفي سؤال بشأن انزعاجه من أي سؤال أخلاقي عندما غادر إسرائيل في زمن الحرب، يجيب دانيال: "لا يزعجني السؤال(..) بعد السابع من أكتوبر، لا أشعر أنني مضطر للتواجد في إسرائيل لإثبات أنها وطني. لا توجد أسباب للقتال من أجل الوطن هنا. إذا أتيحت لي الفرصة لمنح عائلتي الأمان والمضي قدما، فلا يوجد سبب يمنعني من القيام بذلك".

"مددنا لعام آخر"

ووصلت دانا (اسم مستعار) من تل أبيب إلى كو فانجان في أغسطس الماضي مع شريكها وابنها. وفي مقابلة هاتفية، قدمت صورة مختلفة "أقل وردية" للجزيرة وسكانها الإسرائيليين. 

وتقول دانا إن كو فانجان أغلى بنسبة 30 بالمئة من المناطق الأخرى في تايلاند، واصفة المدارس في الجزيرة بأنها "مشروعات تجارية بحتة". 

وتوضح أن "المعلمين سياح وليسوا معلمين"، مشيرة إلى أنه عندما يصل الأطفال إلى سن المدرسة الثانوية، يعود معظم الإسرائيليين إلى ديارهم في إسرائيل.

ميخال (اسم مستعار)، التي نشأت في تل أبي، كانت تعيش في كيبوتس شمالي إسرائيل، اشتكت أيضا من مسألة المدارس بالنسبة لأطفالها.

وكانت ميخال سافرت من إسرائيل إلى تايلاند يوم العاشر من أكتوبر 2023 في رحلة مخطط لها مسبقا.

وتقيم حاليا هي وعائلتها بمنطقة "باي"، وهي مدينة صغيرة بمقاطعة "ماي هونغ سون" شمالي تايلاند، حيث استأجروا منزلا هناك.

وتقول ميخال إن المدينة امتلأت في أكتوبر الماضي بالعائلات الإسرائيلية. وتقدّر أن هناك العشرات منهم يعيشون بـ"باي" إلى الآن.

وتضيف: "كنا نعلم مسبقا أننا سنحاول العمل (عن بعد) أثناء سفرنا لتغيير الروتين وطريقة الحياة. في البداية، قلنا إننا سنذهب لمدة عام، لكننا مددنا الآن لمدة عام آخر على الأقل".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی تایلاند من أکتوبر

إقرأ أيضاً:

بوريل: إسرائيل تُعد لأكبرِ عملية تطهير منذ الحرب العالمية

تناولت صحف ومواقع عالمية في تغطياتها تداعيات العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وخصت إحداها الممثل الأعلى السابق للاتحاد الأوروبي بمقال ينتقد فيه إسرائيل وينتقد دعم أوروبا لها، بالإضافة إلى دعوات من إسرائيل لإنهاء الحرب وإجراء انتخابات في إسرائيل.

ورجح الممثل الأعلى السابق للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، أن يكون الهدف مما تفعله إسرائيل حاليا في غزة هو تهيئة الظروف لتنفيذ أكبرِ عملية تطهير عرقي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وفي مقال له نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية، أعرب بوريل عن أسفه لعدم نجاحه في إقناع السلطات في الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على إسرائيل بالطريقة نفسها التي فُرضت على روسيا. كما حذر من أن "دعم أوروبا غير المشروط لإسرائيل يهدد بتواطئنا في جرائم ضد الإنسانية".

ومن جهته، دعا الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) عميحاي أيالون مَن سماهم أصدقاء إسرائيل الحقيقيين في الخارج من حكومات وجاليات يهودية، إلى حشد جهودهم للمساعدة على إنهاء الحرب على غزة.

وأضاف أيالون في مقال بصحيفة "غارديان" البريطانية أن "رهائننا في غزة تُركوا لصالح أيدولوجية حكومة متطرفة، ومن طرف رئيس وزراء يسعى جاهدا للتشبث بالسلطة لمصالحه الشخصية".

إعلان

وقال إن 70% من الإسرائيليين يعتقدون ضرورة إنهاء الحرب بشكل شامل مقابل إعادة الأسرى وإجراء انتخابات في أقرب وقت ممكن لاستبدال هذه الحكومة.

ومن جهة أخرى، وصفت صحيفةُ "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية المعركة التي قُـتل فيها جنديان إسرائيليان الأسبوع الماضي في الشجاعية شمال قطاع غزة بأنها الأصعب منذ استئناف الحرب.

سيطرة عالية

وكشفت الصحيفة نقلا عن شهود أن مقاتلين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) توجهوا نحو الجنود واحدا تلو الآخرِ في قلب الشجاعية، واستمر القتال ساعتين. كما نقلت شهادات تقول إن حماس أعدت بشكل جيد ومحكم لهذه المعركة التي كشفت -حسب الصحيفة- عن مستوى الإدارة والسيطرة العالية لدى الحركة، رغم إعلان الجيش مرة تلو أخرى اغتيال قادة كتيبة الشجاعية.

وبشأن اليمن، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤولي دفاع أميركيين أن "حاملة الطائرات ترومان (التي سقطت في البحر) كانت تستدير بقوة لتتمركز بشكل أفضل ضد تهديد صواريخ أنصار الله (الحوثيين) وطائراتهم المسيّرة، عندما سقطت الطائرة في الماء"، وأضافت الصحيفة أنه " يُعتقد أن هذه المناورة كانت عاملا مساهما في فقدان الطائرة، ولكنها ليست بالضرورة السبب الوحيد لسقوطها في البحر".

وكان المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، أعلن الاثنين المنصرم أن قواتهم ردّت على "مجازر العدوان الأميركي" من خلال استهداف حاملة الطائرات "ترومان" وقطعها الحربية في البحر الأحمر.

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: إسرائيل تخوض حرب جنرالات ضد أطفال غزة وتؤزم وضع سوريا
  • صحف عالمية: إسرائيل تعمل منذ استئناف الحرب على تغيير وجه غزة
  • وسط خلاف خلاف بين نتنياهو وزامير.. إسرائيل تستعد لتوسيع الحرب في غزة
  • غضب في إسرائيل بشأن تصريحات نتنياهو عن أهداف حرب غزة
  • هل إسرائيل في مأزق إستراتيجي؟ محللون يجيبون
  • هرتسوغ: (إسرائيل) على شفا انفجار داخلي بسبب الانقسام .. والشاباك فشل في 7 أكتوبر
  • هل نجح الفيتناميون الذين فروا إلى أميركا في التعايش؟
  • إسرائيل تحصي خسائرها منذ 7 أكتوبر وأكبرها بصفوف النخبة والضباط
  • تكاثر الاضطرابات النفسية في إسرائيل بفعل الحرب
  • بوريل: إسرائيل تُعد لأكبرِ عملية تطهير منذ الحرب العالمية