جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-23@03:57:35 GMT

العالم الحر..!

تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT

العالم الحر..!

 

د. صالح الفهدي

تمنطق أنتوني بلينكن وزير خارجية أمريكا جيتاره في إحدى حانات العاصمة الأوكرانية كييف، وقال: العالم الحر يقف معكم فاطمئنوا، بعدها انخرط في عزف أُغنية"Rockin' in the Free World" وهي عبارة عن نشيد لموسيقى الروك عُزفت قبل سقوط جدار برلين!!

لقد رأينا العالم الحر بأوسعِ حدقة لأعيننا، ولكننا رأيناهُ مختلفاً عمَّا رآه بلينكن أو رئيسه بايدن، رأينا العالم الحر وهو يقمع التظاهرات التي اجتاحت أشهر الجامعات الغربية لطلبة مسالمين، وهم يندِّدون بالإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني في أبشع صورها، وأشنع وسائلها، حيث تقازمت أمامها سرديات غرف الغاز الهتلرية التي يتباكى عليها الصهاينة.

رأينا العالم الحر كيف يتعامل مع الجيل الغربي الذي خيِّم في حرم الجامعات احتجاجاً على استثماراتها مع الكيان الصهيوني، مطالبين بقطعِ هذه الاستثمارات، وإنهاء التعاقدات، وقد شاهدنا كيف تتصرف أمريكا (الديمقراطية) التي ترفع شعار (حقوق الإنسان) مع هؤلاء الطلبة والأستاذة الجامعيين العزَّل بالضرب، والركل، والدهس، والتقييد، والسحل، معبِّرة عن أوضح صور الديمقراطية، وأكثرها بشاعة. هذه الصور لو ظهرت في بلدٍ آخر لندَّد بها (العالم الحر) واعتبرها انتهاكاً للديمقراطية، واتهم حكامها بالديكاتورية، والبربرية!.

وبعد أن أوقظت جنوب أفريقيا محكمة العدلِ من سُباتها لتضع أمامها قضيةً هي من أكثر القضايا التاريخية ظلماً، وتعسفاً، ودمويةً لكيان غاصبٍ، محتلٍّ، تابعنا كيف أن جنوب أفريقيا التي انتفضت دفاعاً عن القضية الفلسطينية بعد أن ذاقت ويلات الفصل العنصري(الأبارتايد) وكيف أنها تلقت التهديدات من (العالم الحر)، الذي يدَّعي المساواة، ويندِّد بالعنصرية، ثم يعاقبها بقطع العلاقات التجارية لأنها تجرأت ودفعت بالقضية الفلسطينية العادلة لتوقف هذا التوحُّش الدموي الكاسح الذي فتك بأرواح الأطفال والنساء والرجال، ودمَّر البيوت، وأحرق الأراضي، في هيجان شيطاني متعجرف، خارج عن حدود العقل، والسيطرة!

رأينا العالم الحر وهو يهدِّد علانية المدَّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية دون أدنى اعتبار، وكأننا أمام فيلم (كابوي) أمريكي، وصورة الرجل الأمريكي المشهر مسدسه هي الطاغية في المشهد، حيث يشهر نوَّابه عريضة التهديد في وجه العالم مهددين المدعي العام الذي نام هو الآخر سبعة أشهر متسائلاً: إن كان ما يحدث في غزة يرقى لجريمة حرب، أم لا!! ومع أنه ساوى بين الضحية البريئة لشعبٍ أعزلٍ محتلٍّ، والجلاد وهو العدو الغاصب للأرض، المهجر للشعب، المبيد للأرواح البشرية دون تمييز، أقول: مع أنه ساوى بينهما في مقاربةٍ لا يقبلها منطق ولا عقل، إلا أن قائدة العالم الحر تثور ثائرتها، وتتوعد بمعاقبة الجنائية الدولية لأنها كسرت عصا الطاعة، ولم تخش تهديداتها الظاهرة والمعلنة لمدَّعيها العام وقضاتها رغم أن المحكمة لم تكن منصفةً حتى في قرارها!.

رأينا العالم الحر على لسان رئيسه بايدن وهو ينفي توصيف ما يحدث في غزة بأنه "إبادة جماعية"، ولا يرقى إلى "جريمة حرب" بعد كل الدمار الذي أودى بنصف قطاع غزة، وقتل الآلاف من الأبرياء.

رأينا العالم الحر وهو يُدين حماس في هجمات السابع من أكتوبر، متناسياً ما فعله الكيان الغاصب في خمسة وسبعين عاماً من الاحتلال والقتل والدمار والتهجير القسري والإيذاء وتدنيس المقدسات الإسلامية واحتقار البشر.

رأينا العالم الحر وهو -على النقيض- يقفُ في حرب أوكرانيا ضد الروس الذين دافعوا عن حقوق الأقليات الروسية، ليحموهم من الأعمال العدائية في أوكرانيا، ويحموا العالم من المختبرات الخبيثة التي نشرت في العالم شتى أنواع الأمراض، ويردُّوا عن أنفسهم كيد الغرب الذي تعهد بعدم الزحف شرقاً، ثم رأينا العالم الحر كيف يصدر مذكرة القبض على الرئيس الروسي في ظرف أيام معدودة، بينما يقف العالم الحر مع نتنياهو في إبادته الجماعية مبرراً بحقه في الدفاع عن وطنه!

رأينا العالم الحر وهو يساهم في تصدير السلاح إلى الكيان المحتل لقتل الأبرياء من كل بلدان (العالم الحر) على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا أم الديمقراطية التي أصدرت حتى اللحظة مائة تصريح توريد سلاح إلى إسرائيل، بالإضافة إلى بلدان العالم الحر الأخرى من مثل كندا، وهولندا، وألمانيا، وفرنسا، وغيرها من بلدان العالم الحر التي لا تخجل أن تتحدث بلسان المجتمع الدولي، والعالم الحر، وترفع شعارات الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والحرية، والمساواة..!

رأينا بوضوح العالم الحر، وهو في الحقيقة ليس حُرَّاً بل هو عالم مغلول بقيود الصهيونية، مشلول بقراراتها، مسيَّر بإرادة إسرائيل التي بدأت مؤشرات انهياراتها واضحة بألسنةِ أهلها قبل غيرهم، وبالشواهد التي تتوالى أمام الأعين، عالم لا يعرف معنى الحرية ولا الديمقراطية ولا حقوق الإنسان ولا أية قيم إنسانية أُخرى، فليستبدل وصفاً آخر غير "العالم الحر" فقد رأى العالم بأسره ما هو المقصود بـ"العالم الحر".

 

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«تناي 8 واي» يتصدر بطولة الإمارات الدولية للقفز الحر

 
أبوظبي (الاتحاد)

تصدّر فريق «تناي 8 واي» اليوم الافتتاحي لمنافسات بطولة الإمارات الدولية للقفز الحر في النفق الهوائي، التي تستضيف مرحلته الأولى منشأة «كلايم» بجزيرة ياس في أبوظبي، ويشارك في البطولة أكثر من 200 لاعب من نخبة الرياضيين العالميين، حيث قدمت الفرق المشاركة عروضاً مميزة في واحدة من أبرز فعاليات القفز الحر الداخلي. 
وتمكن فريق «تناي 8 واي» من تحقيق 112 نقطة خلال الجولات الخمس، التي أُقيمت حتى الآن، بمعدل نقاط بلغ 22.40، ليعتلي صدارة الترتيب. 
وجاء في المركز الثاني فريق «كوزباس أرينا» برصيد 90 نقطة، بينما حلَّ فريق «نومادس» في المركز الثالث برصيد 76 نقطة. وتستمر منافسات المرحلة الأولى من البطولة، حتى 24 يناير الجاري. أما المرحلة الثانية، فستنتقل إلى موقع «سكاي دايف دبي» يومي 25 و26 يناير.

أخبار ذات صلة منافسات «استثنائية» في أطول نفق هوائي بالعالم «كلايم» تستضيف تحدي أطول نفق هوائي للقفز الحر الداخلي في العالم

ويؤكد الخبراء أن بطولة بهذا الكم من المشاركين، ومن دول مختلفة عريقة في هذا النوع من التنافس المظلي فإن هوية البطل ستظل معلّقة حتى نهاية المرحلة الثانية.
وأعرب حسين محمد الحسني نائي مدير كلاريم جزيرة ياس عن سعادته بما شهدت بطولة الإمارات الدولية للقفز الحر الداخلي كماً وكيفاً، مشيراً إلى أن هناك ارتياحاً بالغاً من القافزين، لا سيما أن النفق الهوائي الحالي هو الأطول في العالم، مما يدفع المشاركين إلى الإبداع في استخدام مهاراتهم الفائقة.

مقالات مشابهة

  • هذه الدول التي لديها أطول وأقصر ساعات عمل في العام 2024 (إنفوغراف)
  • «تناي 8 واي» يتصدر بطولة الإمارات الدولية للقفز الحر
  • «عالم الشاي».. الذي ينتسب إليه 90% من سكان العالم
  • الترسانة النووية للرئيس الـ47.. ما الأسلحة التي يستطيع ترامب أن يهدد بها العالم؟
  • انطلاق بطولة الإمارات الدولية للقفز بالمظلات
  • «كلايم» تستضيف تحدي أطول نفق هوائي للقفز الحر الداخلي في العالم
  • باسيل من الحرب على عون إلى دعم عهده
  • إبراهيم عيسى: مشهد تنصيب ترامب يؤكد على صورة الديمقراطية الحقيقة
  • لكي ننتهي من الديمقراطية!
  • بين القوات والتيار.. خلاف على الطاقة