جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-24@02:50:30 GMT

.. وسعيًا مشكورًا

تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT

.. وسعيًا مشكورًا

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

 

ها هي الأيام تمضي بنا ومحطات الحياة تطوف حول ليالينا والساعات التي قضيناها في ترقب أيام العيد قد شارفت على الانتهاء، أما عن الأيام التي كنَّا نظن أننا لن نراها، ها قد مرَّ العام وانطوى وأقبل الحجاج من كل بقاع الأرض ينشدون نشيد الصبر والشوق وأياماً طويلة من التمني سمح لهم بها الله أن يعبروا وأن يفتح لهم باباً من الجنة وقت السعي فهاهم يتزاحمون تباعًا إلى أطهر بقاع الأرض ليروون عطش السنين وتعب الأيام وانتظار المطر.

كانوا جميعهم حالمون بتلك الفرحة الكبيرة التي تتسع أمام قلوبهم أكثر كلما أدّوا تلك المناسك العظيمة وكم كان عظيما أن نراهم هناك ونطمح أن نكون هناك أيضاً ولازلنا نتمنى أن تحين ساعة إلقاء وأداء مناسك الحج فهاهي الفرحة العظيمة وهاهو الصبر يتجلى في وجوههم ومحياهم.

إننا ونحن نعيش موسمًا استثنائيًا من مواسم الحج المباركة، فإننا نعرب عن أسفنا وحزننا الشديد على آلاف الضحايا والشهداء الذين لقوا مصرعهم في الحرب على غزة، فخسروا الكثير والكثير، وخسروا أموالهم وبيوتهم وأصبحوا لاجئين في بلادهم، وخسروا تعليمهم فقد تعطلت مدارسهم وجامعاتهم وراحت سنة من أعمارهم في حرب التحرير الذي نؤمل أنفسنا جميعاً أن يأتي قريبًا عاجلًا وليس آجلاً بإذن الله تعالى.

"كنتم خير أمة أخرجت للنَّاس".. هل يعقل أننا خير أمة ونحن الساكتين عن الحق والراضون أن ينهش العدو الجائر من دمائنا وأرواحنا وأراضينا؟ وهل يعقل أن يتفكك الجسد فيصبح أشلاء ويحاول كل جزء منه البقاء على حساب الآخر؟ لماذا نحن لا نقف كالبنيان المرصوص ضد العدو لنكون فعليًا خير أمة؟

تساؤلات تنتابني وأطرحها لأبحث عن إجابة لبعضها إن لم تكن جميعها ومحطات كثيرة تحاصر زوايا غرفتي الصغيرة وأرى من شاشة التلفاز هؤلاء الحجاج في موقف مهيب يسعون إلى الله تعالى ولكن السؤال هل نحن سعينا حقاً أم كان سعينا فقط سعيًا مرئيًا لا محسوسًا ولا مدروسًا ولا حقيقيًا؛ فأداء المناسك العظيمة لا يعني بالضرورة أننا أتقنا تلك المناسك فالمناسك الحقيقية في أيامنا وحياتنا وزوايا عقولنا ونظرتنا لغيرنا وعدم نكران الجميل والوقت والشخوص والوقوف وقفة جادة مع الحق الذي يجب علينا أن نكون فيه.

موت تلو آخر.. هل سيُحاسبنا الله على تخاذلنا وخوفنا وهل نحن فعلاً خائفون من العدو لماذا لا نتحد ليس حديثًا عابرًا إنما فعلا وقولا وعملا وتوكلًا على الله فالنصر قادم بأمر من الله ولكن أيننا من المشهد هل يحق لنا أن نطالب الله بالفردوس ونحن نرى إخوة لنا يعانون ويهانون ويموتون تدريجيا ونحن نشاهد هل حقاً بتنا نعتاد تلك المشاهد ورضينا على أنفسنا أن ننظر!

اجتماعات الدول العربية والعالمية جميعها في كفة واجتماعنا على نصرة الحق والعدل والمساواة بين الناس في كفة أخرى.. لا بُد من مخرج!

لا بُد من تفكير عميق يخرج إخوتنا الفلسطينيين من تلك الحرب البشعة ولابد من نصر قريب فلنتحد ونتعاضد، وندعو الله أن يرفع الغم عن إخوتنا المستضعفين في يوم عرفة وفي أيام الحج الأكبر، فلربما يحدث النصر والفتح والفوز بعد تلك الحرب الطاحنة وبعد ذلك العذاب.

فلنتَّجه إلى الله ولنتقرب إلى الله ولنسعى جاهدين بالصلوات والدعوات لنصرة الحق وانتصار أهلنا وإخواننا المسلمين والمسلمات في أرض الرحمات وأرض الشهداء وأرض الجنة.

وكل عام وأنتم جميعاً إلى الله أقرب.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كيف نواجه الظلم والطغيان ونتربى على قيم الحق والعدل؟

وعرّف الدكتور صفي الدين البغي بأنه "طلب شيء مع تجاوز الحدود الشرعية"، مشيرا إلى ورود اللفظ في القرآن 96 مرة، وذلك يؤكد خطورته، موضحا أن البغي يتجسد في الظلم والعدوان، سواء على مستوى الحكام أو الأفراد، كبغي الزوج على زوجته أو التجاوزات في أماكن العمل.

أما الطغيان فهو "البغي الممتد والمتعدد المجالات"، مثل تجاوز فرعون الذي ادّعى الألوهية. وذكر أن الإسلام حذر من عواقبهما في الدنيا والآخرة، مستشهدا بقوله تعالى: "إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُم"، مؤكدا أن الظلم يبدأ بظلم النفس قبل الآخرين.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ما فقه المقاومة في الإسلام ودور المرأة والشباب في نصرة الأمة؟list 2 of 4الصمود والتحرر: إعادة الكرامة المهدورة لأمتناlist 3 of 4من معالم الصراع بين الحق والباطلlist 4 of 4مصارع الطغاة وتحرير المستضعفينend of list

وأشار صفي الدين إلى أن أسباب البغي متعددة، أهمها الغنى المفرط الذي يدفع إلى الاستغناء عن الله، مستحضرًا قوله تعالى: "كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ، أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ".

كما عدّ السلطة المطلقة من دون رقابة سببا رئيسيا للطغيان السياسي، قائلا إن "السلطة المطلقة فساد مطلق"، ودعا إلى وجود آليات رقابية مثل "أهل الحل والعقد" في الدولة الإسلامية.

ولفت إلى دور الهوى والجهل في تغذية البغي، مستشهدا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ"، مؤكدا أن البعد عن الأخلاق والإيمان يُعيد الإنسان إلى الجاهلية.

إعلان نماذج من القرآن

واستعرض الضيف نماذج قرآنية للطغيان، كفرعون الذي جمع بين طغيان الحكم (هو وهامان) والاقتصاد (قارون) والدين (السحرة)، مشبها ذلك بالأنظمة الشمولية المعاصرة التي تسيطر على الإعلام والتعليم.

وأوضح أن "الطغيان لا يقتصر على الحكام"، بل يشمل الأحزاب التي تفرض هيمنتها دون انتخابات، أو الدول الكبرى التي تنتهك حقوق الشعوب عبر "حق الفيتو".

كما تناول الطغيان الأمني، منتقدا تدخل الأجهزة الأمنية في تفاصيل الحياة اليومية، كمراقبة الخطباء أو فصل الأساتذة بسبب أسئلة امتحانية، قائلا "هذا الطغيان يُربي جيلا ضعيفا ولا يصنع إلا المتطرفين".

وحذّر الدكتور صفي الدين من الطغيان الاقتصادي الذي تمارسه الدول القوية عبر نهب ثروات الدول الفقيرة، مستشهدا بقارون الذي خسف الله به الأرض، وانتقد النظام المالي العالمي الذي يفرض هيمنة الدولار رغم انفصاله عن الذهب، واصفا إياه "بالطغيان المالي".

وفي الجانب الأخلاقي، دعا إلى مواجهة محاولات فرض الشذوذ الجنسي عبر مؤتمرات دولية، قائلا إن "ثقافة الجندر تريد اقتحام قلعة الأخلاق الإسلامية"، كما نبّه إلى خطورة النفاق الاجتماعي الناتج عن الخوف من فقدان الوظيفة أو الرزق، مؤكدا أن "المؤمن لا ينافق لثقته بقضاء الله".

مصائر أمم سابقة

واستذكر الضيف مصير الأمم الطاغية في القرآن، كقوم عاد وثمود، مؤكدا أن "كل طاغٍ سيزول ولو طال به الزمن"، وذكر أن العقوبة الدنيوية للبغي سريعة، كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم "أسرع العقوبات البغي وقطيعة الرحم"، بينما ينتظر الطغاة عذاب أشد في الآخرة، لقوله تعالى: "وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ".

وأشار إلى "سنة المباغتة الإلهية" التي تُنهي ظلم الطغاة فجأة، مستحضرا سقوط الأنظمة المستبدة في التاريخ المعاصر، قائلا "من كان يظن سيطرته الأبدية يدمر بين عشية وضحاها".

إعلان

وشدد الدكتور صفي الدين على دور العلماء في مقاومة الطغيان عبر نشر الوعي وتعزيز الشورى ومراقبة الحكام، ودعاهم إلى غرس قيم العدل والإيمان، مشيرا إلى أن "الجهل والخوف والفساد أعمدة الطغيان، والعلماء هم من يقوضونها".

ولفت في هذا السياق إلى دور العلماء التاريخي في حماية الهوية الإسلامية ومواجهة المحاولات الاستعمارية، مضيفا أن "العلماء ورثة الأنبياء، وعليهم أن يقودوا الناس بالقسط".

ودعا الدكتور صفي الدين المشاهدين إلى الاعتبار بمصير الطغاة، مستذكرا قوله تعالى: "فَأَمَّا مَن طَغَىٰ، وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ"، مؤكدا أن التمسك بالقرآن وقيم العدل هو الدرع الواقي من انحرافات العصر

22/3/2025

مقالات مشابهة

  • حروبٌ فتاكة ونهايةٌ محتومة
  • الاستناد للباطل يُحوِّلُ القوةَ إلى ضعف
  • قائد أنصار الله: “لإخوتنا في حزب الله والشعب اللبناني لستم وحدكم ونحن إلى جانبكم في أي عدوان”
  • حدود القوة بين الغاشمين والمستسلمين.. هم ونحن
  • (نص + فيديو) المحاضرة الرمضانية العشرون للسيد القائد 1446هـ
  • نص المحاضرة الرمضانية الـ 20 للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي 22 رمضان 1446هـ
  • مرايا الوحي: المحاضرة الرمضانية (20) للسيد القائد 1446
  • كيف نواجه الظلم والطغيان ونتربى على قيم الحق والعدل؟
  • إعلام إسرائيلي: حماس تعلمت الخدعة ولن تستسلم ونحن لم نفهمها بعد
  • الشهادة في فكر الإمام علي “عليه السلام”