سارة البريكية
sara_albreiki@hotmail.com
ها هي الأيام تمضي بنا ومحطات الحياة تطوف حول ليالينا والساعات التي قضيناها في ترقب أيام العيد قد شارفت على الانتهاء، أما عن الأيام التي كنَّا نظن أننا لن نراها، ها قد مرَّ العام وانطوى وأقبل الحجاج من كل بقاع الأرض ينشدون نشيد الصبر والشوق وأياماً طويلة من التمني سمح لهم بها الله أن يعبروا وأن يفتح لهم باباً من الجنة وقت السعي فهاهم يتزاحمون تباعًا إلى أطهر بقاع الأرض ليروون عطش السنين وتعب الأيام وانتظار المطر.
كانوا جميعهم حالمون بتلك الفرحة الكبيرة التي تتسع أمام قلوبهم أكثر كلما أدّوا تلك المناسك العظيمة وكم كان عظيما أن نراهم هناك ونطمح أن نكون هناك أيضاً ولازلنا نتمنى أن تحين ساعة إلقاء وأداء مناسك الحج فهاهي الفرحة العظيمة وهاهو الصبر يتجلى في وجوههم ومحياهم.
إننا ونحن نعيش موسمًا استثنائيًا من مواسم الحج المباركة، فإننا نعرب عن أسفنا وحزننا الشديد على آلاف الضحايا والشهداء الذين لقوا مصرعهم في الحرب على غزة، فخسروا الكثير والكثير، وخسروا أموالهم وبيوتهم وأصبحوا لاجئين في بلادهم، وخسروا تعليمهم فقد تعطلت مدارسهم وجامعاتهم وراحت سنة من أعمارهم في حرب التحرير الذي نؤمل أنفسنا جميعاً أن يأتي قريبًا عاجلًا وليس آجلاً بإذن الله تعالى.
"كنتم خير أمة أخرجت للنَّاس".. هل يعقل أننا خير أمة ونحن الساكتين عن الحق والراضون أن ينهش العدو الجائر من دمائنا وأرواحنا وأراضينا؟ وهل يعقل أن يتفكك الجسد فيصبح أشلاء ويحاول كل جزء منه البقاء على حساب الآخر؟ لماذا نحن لا نقف كالبنيان المرصوص ضد العدو لنكون فعليًا خير أمة؟
تساؤلات تنتابني وأطرحها لأبحث عن إجابة لبعضها إن لم تكن جميعها ومحطات كثيرة تحاصر زوايا غرفتي الصغيرة وأرى من شاشة التلفاز هؤلاء الحجاج في موقف مهيب يسعون إلى الله تعالى ولكن السؤال هل نحن سعينا حقاً أم كان سعينا فقط سعيًا مرئيًا لا محسوسًا ولا مدروسًا ولا حقيقيًا؛ فأداء المناسك العظيمة لا يعني بالضرورة أننا أتقنا تلك المناسك فالمناسك الحقيقية في أيامنا وحياتنا وزوايا عقولنا ونظرتنا لغيرنا وعدم نكران الجميل والوقت والشخوص والوقوف وقفة جادة مع الحق الذي يجب علينا أن نكون فيه.
موت تلو آخر.. هل سيُحاسبنا الله على تخاذلنا وخوفنا وهل نحن فعلاً خائفون من العدو لماذا لا نتحد ليس حديثًا عابرًا إنما فعلا وقولا وعملا وتوكلًا على الله فالنصر قادم بأمر من الله ولكن أيننا من المشهد هل يحق لنا أن نطالب الله بالفردوس ونحن نرى إخوة لنا يعانون ويهانون ويموتون تدريجيا ونحن نشاهد هل حقاً بتنا نعتاد تلك المشاهد ورضينا على أنفسنا أن ننظر!
اجتماعات الدول العربية والعالمية جميعها في كفة واجتماعنا على نصرة الحق والعدل والمساواة بين الناس في كفة أخرى.. لا بُد من مخرج!
لا بُد من تفكير عميق يخرج إخوتنا الفلسطينيين من تلك الحرب البشعة ولابد من نصر قريب فلنتحد ونتعاضد، وندعو الله أن يرفع الغم عن إخوتنا المستضعفين في يوم عرفة وفي أيام الحج الأكبر، فلربما يحدث النصر والفتح والفوز بعد تلك الحرب الطاحنة وبعد ذلك العذاب.
فلنتَّجه إلى الله ولنتقرب إلى الله ولنسعى جاهدين بالصلوات والدعوات لنصرة الحق وانتصار أهلنا وإخواننا المسلمين والمسلمات في أرض الرحمات وأرض الشهداء وأرض الجنة.
وكل عام وأنتم جميعاً إلى الله أقرب.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ماذا نقول عند بداية الطواف؟ تعرف على أبرز الأدعية المستحبة
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال أدعية الطواف، يقول (هل يوجد دعاء أو ذكر محدد يُستحب أن يقوله الإنسان عند الطواف بالبيت؟ وهل يجوز الدعاء في الطواف بدعاءٍ غير مأثور؟
وقالت دار الإفتاء إن الدعاء وذكر الله سبحانه وتعالى عند الطواف بالبيت أمرٌ مستحبٌّ شرعًا، وأحسنه ما ورد في السنة النبوية من الأدعية والأذكار.
وأضافت دار الإفتاء أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو بَيْنَ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ وَالْحَجَرِ فيقول: «رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار» أخرجه الإمام أحمد وابن خزيمة والحاكم عن عبد الله بن السائب رضي الله عنه.
ومنها أيضًا: ما جاء عنه صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: «مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا وَلَا يَتَكَلَّمُ إِلَّا بِسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، مُحِيَتْ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ بِهَا عَشَرَةُ دَرَجَاتٍ» رواه الإمام ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وأوضحت أنه يجوز الذكر والدعاء بغير الوارد؛ سواء كان ذكرًا ينشئه بنفسه أو ذكرًا مرويًّا عن بعض الصالحين مما فتح الله تعالى به عليهم.
أدعية الطواف«رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار»
«مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا وَلَا يَتَكَلَّمُ إِلَّا بِسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، مُحِيَتْ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ بِهَا عَشَرَةُ دَرَجَاتٍ»
«اللَّهُمَّ قَنِّعْنِي بِمَا رَزَقْتَنِي، وَبَارِكْ لِي فِيهِ، وَاخْلُفْ عَلَيَّ كُلَّ غَائِبَةٍ لِي بِخَيْرٍ»
فضل الطواف بالكعبة
الطواف بالكعبة المشرَّفة عبادة من أفضل العبادات وقُربة من أشرف القُربات، ويُثاب عليه المسلم ثوابًا عظيمًا؛ قال تعالى: ﴿وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [الحج: 26]، وقال تعالى: ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ [الحج: 29].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ طَافَ بِالبَيْتِ خَمْسِينَ مَرَّةً خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» أخرجه الترمذي.
وأخرج الفاكهي في "أخبار مكة" عن الحجاج بن أبي رقية قال: كنت أطوف بالبيت فإذا أنا بابن عمر رضي الله عنهما، فقال: يا ابن أبي رقية استكثروا من الطواف؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَنْ طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ حَتَّى تُوجِعَهُ قَدَمَاهُ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ تَعَالَى أَنْ يُرِيحَهُمَا فِي الْجَنَّةِ».