لقاء ثقافي لإطلاق رابطة البيان الثقافية بحضور عدد من الأدباء والمثقفين
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
دمشق-سانا
أقامت رابطة البيان الثقافية لقاء جمع عدداً من الأدباء والمثقفين لإطلاق أعمالها في الوسط الثقافي، والقيام بدور فاعل في تشكيل ثقافة أخلاقية وحضارية وإنسانية في خدمة المجتمع والوطن.
المدير العام للرابطة مديحة باراوي أشارت إلى السعي لإلقاء الضوء على النشء الجديد واستقطاب المواهب الشابة وتشجيعها وتحفيزها للعطاء والسعي لدعم جميع النخب بالأفكار المختلفة.
وأشارت رئيسة مجلس الإدارة نجاح باراوي إلى أن الطموح كبير رغم الظروف المحيطة، مؤكدة التطلع للعمل بجد دون يأس من أجل تسليط الضوء على القامات الأدبية والفكرية والارتقاء بالواقع الأدبي في سورية.
الدكتور الناقد عبد الله الشاهر رأى أن على الرابطة مواجهة سلبيات المنظومة الإلكترونية السطحية، وعدم التعامل مع الوسط الثقافي بشكل مغلق وتقليدي للوصول إلى مقومات جديدة تساهم في إغناء المثقافة والوعي وتعزيز الأصالة والتراث.
وعبرت الدكتورة الباحثة ميس إسماعيل عن أهمية وجود روابط ثقافية تواكب الحاضر وتقدر الماضي بعيداً عن الثقافات الاستهلاكية المستوردة بسبب العولمة، فيما أكدت الدكتورة الناقدة آداب عبد الهادي أن على الرابطة السعي لترسيخ القيم ومواجهة الغزو الثقافي، وهذا أساس كل سعي ثقافي وطني.
ولفتت الدكتورة الناقدة لارا عدنان ستيتي أن رابطة البيان في طرحها تهدف إلى ألق إبداعي يواكب التطور التكنولوجي، ويتجاوز كل الفضاءات وصولاً إلى خدمة الفكر والأدب الوطني، بينما نوهت الإعلامية لمى بدران بأهمية وجود روابط ومؤسسات ثقافية تعمل على بناء الثقافة الحقيقية.
محمد خالد الخضر
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
اتحاد الأدباء والكتاب اليمنييّن.. كيانٌ ميّت من يجرؤ أن يكتبَ نعوته؟
كان عام 1970 فارقاً في حياة الثقافة والمثقفين اليمنيين، حيث تداعوا لتأسيس كيان يتجاوز التشطير الذي كان قائماً بين "الجمهورية العربية اليمنية" في الشمال و"جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية" في الجنوب. في ظل هذا الواقع، أسس المثقفون اليمنيون أول كيان وحدوي، من خلال تأسيس "اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين"، الذي عقد مؤتمره التأسيسي الأول في عدن بين 26 و29 أكتوبر/ تشرين الأول 1970، رافعاً شعار الوحدة خياراً ومطلباً لا بد أن يتحقق ويصبح واقعاً.
بيان تأسيس الاتحاد أكد أن "إقامة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ليكون طليعة لوحدة المؤسسات الثقافية والاجتماعية، بعد إدراكهم أن المنظمات الشعبية والمؤسسات الثقافية والاجتماعية تلعب دوراً حاسماً في إسقاط أو تحييد التجزئة والانعزال". هذا الدور الذي لعبه المثقفون اليمنيون كان تعبيراً عن القضايا السياسية والوطنية، باعتبارهم الفئة الأكثر فاعلية والأكثر تعبيراً عن أصوات ومطالب الجماهير اليمنية شمالاً وجنوباً.
حالة تشظ نتيجة تخندق قيادته وأعضائه خلف أطراف الصراع
لكن الأزمة اليمنية الحالية شهدت غياباً تاماً لدور الاتحاد، الذي اختفت أنشطته ومواقفه، كما اختفى دوره ككيان بالتزامن مع غياب دور المثقف الذي صار عرضة لاستقطاب أطراف الحرب، ووجد نفسه مجنداً للدفاع عن أيديولوجياتها، أو منعزلاً عن المشهد ممارساً للانزواء والحياد السلبي، بلا موقف، وبلا صوت.
حالة الانقسام السياسي والعسكري التي تشهدها البلاد انعكست على حال اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الذي يعيش حالة موت سريري منذ بداية الأزمة، حيث عقد آخر مؤتمراته قبل 15 عاماً، أي قبل أحداث ثورة 11 فبراير/ شباط 2011 وما تبعها من أزمة سياسية وصراع عسكري ما زال قائماً حتى اليوم.
غياب دور الاتحاد وأنشطته، وحالة التشظي التي تعرض لها نتيجة انقسام قيادته وأعضائه وتخندقهم خلف أطراف الصراع السياسي أو انكفائهم وانزوائهم، ساهم في خلق كيانات موازية بهويات مناطقية وعنصرية، لا تمت للثقافة بصلة. كما أن الأوضاع الاقتصادية المتردية تسبّبت في غياب الثقافة بصفتها منظومة قيمية، وغياب دور المثقف الذي بات ينظر للفعل الثقافي كترف نتيجة انشغاله بتوفير أبسط مقومات الحياة.
في حديثه مع "العربي الجديد"، يقول الشاعر والناقد محمد عبد الوهاب الشيباني، عضو المجلس التنفيذي لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إن الاتحاد "انقسم على شمال وجنوب في المؤتمر العام العاشر الذي انعقد في مايو/ أيار 2010 بعدن، وهي حالة لم تحدث في تاريخ الاتحاد منذ تأسيسه في 1970". وأضاف "إن أغلب أعضاء المجلس من فروع الاتحاد في المحافظات الجنوبية عملوا على تأسيس كيان مواز تحت اسم (اتحاد أدباء وكتّاب الجنوب)، وصار أحد أدوات المجلس الانتقالي الجنوبي وذراعه الثقافي".
بدوره، يقول الشاعر اليمني المقيم في ألمانيا حسين مقبل لـ"العربي الجديد"، إن غياب اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عن المشهد في خضم واحدة من أكثر الفترات تعقيداً في تاريخ اليمن "ليس مجرد تعثّر إداري أو عارض ظرفي، بل هو انعكاس مأساوي لحالة الشلّل الرمزي التي طاولت مؤسّسات الوعي والضمير"، مضيفاً أن اليمن يعيش جرحاً مفتوحاً، نزف فيه الوطن، وانكمشت فيه الكلمة، وذهبت فيه الثقافة إلى منفاها الداخلي.
مقبل أكد أن هذا الغياب الموجع للاتحاد، وهذا التفكك في الجبهة الثقافية، يُعد خسارة تتجاوز المشهد الأدبي، لأنه يُفرغ اليمن من ضميره الرمزي، ويجعل الساحة متروكة بالكامل للصوت الأعلى، لا للأصدق. وأضاف أن ما نحتاجه "ليس استعادة الاتحاد باعتباره مؤسسة فقط، بل استعادة دوره صوتاً فوق الاستقطاب، وبيتاً لكل المثقفين، لا لمثقفي السلطة".