أفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، بأن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا يستضيف، الأسبوع المقبل، قمة إقليمية عالية الرهانات، وسط مساعي قادة دول منطقة الأمازون لوضع خارطة طريق لإنقاذ أكبر غابة استوائية في العالم.

وسيكون الاجتماع الذي يضم الدول الثماني الأعضاء في منظمة معاهدة التعاون في منطقة الأمازون، الثلاثاء والأربعاء، في بيليم عاصمة ولاية بارا بمنطقة الأمازون، بمثابة مقدمة لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كوب 30 الذي تستضيفه المدينة في 2025، بحسب وكالات.

وتعد هذه أول قمة للمنظمة التي تأسست قبل 28 عامًا، في 2009. ويسعى "لولا" للوفاء بتعهده بعودة البرازيل إلى معركة مكافحة التغير المناخي، بعد تدمير متصاعد في الأمازون في عهد سلفه جايير بولسونارو.

وتعد الأمازون سدّا رئيسيا في وجه الاحترار المناخي العالمي، بفضل مئات المليارات من الأشجار الممتصة للكربون، غير أن العلماء يحذرون من أن إزالة الغابات تقربها بشكل خطر من "نقطة حرجة" تموت الأشجار من بعدها، وتعيد إطلاق مخزوناتها من الكربون في الجو وما يترافق معها من تداعيات كارثية على المناخ.

الانبعاثات الكربونية

ارتفعت الانبعاثات الكربونية من الأمازون 117% في 2020 مقارنة بالمعدل السنوي للفترة من 2010 إلى 2018، وفق أحدث بيانات الباحثين في الوكالة الوطنية للفضاء البرازيلية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البرازيل الأمازون القاهرة الإخبارية

إقرأ أيضاً:

إبداعات|| الغريب الذي غيَّر مساري.. محمود الجوهري- القاهرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في إحدى الليالي الشتوية الممطرة، وبينما كنت أعود بسيارتي إلى المنزل بعد يومٍ شاق في العمل، قررت أن أسلك طريقًا مختلفًا.. كان الطريق الذي اخترته مهجورًا، تحيط به الأشجار على الجانبين، ويكاد الظلام يبتلعه بالكامل، لم أكن أعرف لماذا قررت أن أسلك هذا الطريق بالذات، ربما كنت بحاجة إلى الهدوء، أو إلى بعض اللحظات التي أكون فيها بعيدًا عن ضجيج العالم.

بينما كنت أقود، شعرت بشيء غريب، ربما كان شعورًا بالوحدة أو ثقل يومٍ مليء بالقرارات والمشاكل، فجأة، تعطل المحرك وتوقفت السيارة تمامًا وسط الطريق حاولت تشغيلها مرارًا، لكن دون جدوى، بحثت عن هاتفي لأتصل بشخص ما، فقط لأجد أن البطارية قد نفدت، بدت اللحظة وكأنها تتحداني، وكأن العالم يريد مني أن أتوقف وأعيد التفكير في كل شيء.

خرجت من السيارة تحت المطر الخفيف الذي زاد من برودة الجو، وقفت هناك، أنظر حولي بلا أي فكرة عمّا يمكن أن أفعله، الطريق كان فارغًا تمامًا، إلا من صوت قطرات المطر وأوراق الأشجار التي تحركها الرياح، كان شعورًا غريبًا، كأنني الوحيد في هذا العالم.

بعد دقائق، ظهرت من بعيد إضاءة خافتة، كان هناك رجل يسير ببطء، يحمل حقيبة صغيرة، ارتدى معطفًا طويلًا وقبعة سوداء، تخفي ملامحه بشكل جزئي، اقترب مني بهدوء، وعندما أصبح قريبًا بما يكفي، لاحظت أن وجهه كان يحمل تعبيرًا غامضًا، مزيجًا من الحكمة والهدوء.

"تبدو في ورطة"، قال بصوت هادئ.. "السيارة تعطلت، وهاتفي بلا بطارية لا أعرف ما الذي يمكنني فعله الآن".. ابتسم وقال: "ربما توقفك هنا ليس مجرد صدفة أحيانًا، الحياة تعطينا لحظات كهذه لتُرينا شيئًا مختلفًا".

رغم غرابة كلماته، شعرت بالراحة، كان هناك شيء مطمئن في وجوده، وكأن حضوره يزيل بعضًا من التوتر الذي كنت أشعر به.. بدون أن ينتظر إجابتي، بدأ الرجل في فحص السيارة، تحرك بثقة وكأنه يعرف ما يفعل، بينما بقيت أنا واقفًا أراقب، بعد دقائق، رفع رأسه وقال: "المشكلة بسيطة، لكن عليك أن تنتظر قليلًا، المحرك بحاجة لبعض الوقت ليبرد".

جلس الرجل على حافة الطريق، وأخرج من حقيبته قطعة قماش صغيرة مسح بها يديه، نظرت إليه بفضول وسألته: "هل تسير دائمًا في هذا الطريق؟ يبدو مكانًا غير مأهول".. ضحك بخفوت وقال: "أنا هنا دائمًا، لكنني لا أرى أحدًا إلا نادرًا، هذا الطريق ليس لمن يبحث عن اختصار، بل لمن يبحث عن طريق طويل ليعيد التفكير".. كلماته بدت وكأنها تحمل معاني أكبر مما يقول، لكنها أثارت فضولي أكثر.

بينما كنا نجلس ننتظر، بدأ يحدثني عن حياته.. قال إنه كان يعيش حياة مزدحمة، مليئة بالعمل والسعي خلف النجاح، لكنه أدرك في لحظة ما أنه فقد نفسه في الزحام "كنت أركض طوال الوقت، أبحث عن المال والمكانة، لكنني لم أكن سعيدًا، حتى أنني لم أكن أعرف لماذا أفعل كل ذلك، الحياة ليست سباقًا يا صديقي، بل رحلة، وكل ما عليك هو أن تعرف كيف تستمتع بالمحطات".

شعرت وكأنه يتحدث عني، كنت قد قضيت سنوات في السعي وراء أهداف لم أكن متأكدًا من معناها، كل يوم كان يمر وكأنه نسخة مكررة من الذي سبقه.. سألته: "وكيف عرفت أنك بحاجة للتغيير؟".. قال: "عندما توقفت فجأة، تمامًا كما توقفت سيارتك الآن، تلك اللحظة كانت دعوة للحياة أن تقول لي: توقف، فكر، وابحث عن المعنى".

مر رجل آخر بدراجة قديمة، يبدو عليه التعب، لكنه توقف عندما رآنا "تحتاجون إلى مساعدة؟" سأل بصوت خشن.. "لا بأس، الأمور تحت السيطرة"، أجاب الغريب بابتسامة ودودة.

لكن الرجل بالدراجة لم يذهب، جلس بجانبنا وبدأ يشاركنا الحديث، قال إنه يعمل في الحقول القريبة، وإنه يمر من هذا الطريق كل يوم، بدأ يحكي عن حياته البسيطة.. لفت انتباهي تلك الجملة التي كانت نصلًا في روحي "السعادة ليست في الأشياء الكبيرة، بل في التفاصيل الصغيرة"، قال وهو ينظر إلى السماء الممطرة.

بعد حوالي نصف ساعة، حاولت تشغيل السيارة مرة أخرى، وعادت للعمل بشكل مفاجئ، شعرت بالارتياح وشكرت الغريب على مساعدته، لكنه لم يبدُ مستعجلًا للمغادرة، نظر إليّ وقال: "قبل أن ترحل، تذكر شيئًا: كل توقف هو فرصة. فرصة لتعيد التفكير، لتسأل نفسك: هل أنا على الطريق الصحيح؟"، ثم أضاف بابتسامة غامضة: "وأحيانًا، الأشخاص الذين تقابلهم في هذه اللحظات يكونون مجرد رسائل".

ركبت السيارة وبدأت في القيادة، بينما كان الغريب والرجل بالدراجة يلوحان لي، شعرت بشيء غريب، وكأنني غادرت مكانًا ليس مجرد طريق، بل محطة من محطات الحياة.

عندما وصلت إلى المنزل، جلست أفكر في كل ما حدث، الغريب، الرجل بالدراجة، الكلمات التي قيلت، أدركت أنني كنت أحتاج إلى تلك اللحظة، ليس لأن سيارتي تعطلت، بل لأن حياتي نفسها كانت بحاجة إلى إعادة تشغيل.

ومنذ ذلك اليوم، بدأت أتعامل مع الحياة بشكل مختلف، أصبحت أبحث عن المعنى في التفاصيل، وأتوقف عند كل لحظة لأفهمها "الحياة مليئة بالإشارات، لكننا نحتاج فقط إلى أن نفتح أعيننا لنراها".

مقالات مشابهة

  • جفاف شديد وحرائق.. عام قاسٍ على غابات الأمازون المطيرة
  • القاهرة الإخبارية: جماعة الحوثيين مستعدة لخوض حرب طويلة مع إسرائيل
  • مراسل القاهرة الإخبارية: جماعة الحوثيين مستعدة لدخول حرب طويلة مع إسرائيل
  • إبداعات|| الغريب الذي غيَّر مساري.. محمود الجوهري- القاهرة
  • تجاوزت 800 خرق.. «القاهرة الإخبارية»: جيش الاحتلال قام بسلسلة من الخروقات
  • مراسل «القاهرة الإخبارية»: اتفاق على إنشاء طريق يربط بين بحيرة تشاد و«المتوسط»
  • القاهرة الإخبارية: الحوثيون أخلوا منشآت بالحديدة استعدادًا للغارات الإسرائيلية
  • مراسل «القاهرة الإخبارية»: الحوثيون أخلوا منشآت بالحديدة استعدادا للغارات الإسرائيلية
  • مراسل القاهرة الإخبارية من روسيا: إغلاق مطارات موسكو قد يكون لأسباب أمنية
  • القاهرة الإخبارية: أنباء عن ضحايا مدنيين في قصف مطار صنعاء