موقع النيلين:
2025-04-10@22:46:16 GMT

محمد الفكي سليمان يفند خيارات الحرب والسلام

تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT

من سيناريوهات الحرب، لنافذة السلام الضيقة، ثم سر القاعدة الروسية المحتملة، شرح عضو سابق بـ”مجلس السيادة”، ملفات السودان الشائكة.
كما تحدث عضو مجلس السيادة السابق، القيادي في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، محمد الفكي سليمان، في مقابلة مع “العين الإخبارية”، عن “عدم التزام التنسيقية برفض قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الجلوس على طاولة المفاوضات”.


وسبق وأعلن البرهان، قراره عدم الجلوس حول طاولة التفاوض مع قوات “الدعم السريع”، وتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، لوقف الحرب وإحلال السلام.
لكن سليمان قال لـ”العين الإخبارية”: “حديث البرهان عن عدم الجلوس مع تنسيقية (تقدم) غير ملزم لنا، وطالما أنه يتحدث باسم السودان وبلادنا بها مشكلة، نحن ملتزمون بالحديث معه، ولو ترك مقعد المسؤولية وتقاعد في قريته فلن نطرق بابه بالتأكيد”.
وتابع “لكن دعني أقول له، إنه إذا فكر قليلا، فإنه سيجد أن تنسيقية (تقدم) هي التي ستفتح له المخرج نحو الحل الذي سيجنب البلاد مزيدا من الخراب، وسبق وفعلت القوى الديمقراطية ذلك بنبل ومسؤولية، متناسية كل مرارتها الشخصية بعد الانقلاب (قرارات الجيش في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021) ومدت له يدها بعملية سياسية كان هدفها خروج البلاد من الأزمات”.
ومضى قائلا: “دعنا نرى الفاعلين في الساحة الآن غيره؛ الدعم السريع وهذا يقاتله (يقاتل البرهان) بالسلاح، بجانب الإسلاميين الذين يساندونه (أي البرهان) بشروط قاسية وليس بها مساحة مناورة ومتى سار في طريق الحل سيكونون ألد الأعداء”.
قبل أن يستطرد “لم يبق أمام البرهان غير تنسيقية (تقدم) صاحبة الرؤية المرنة، ومطلبها وقف الحرب وفق أجندة متفاوض عليها.”

تأخر المفاوضات
وفيما يتعلق بمفاوضات حل الأزمة الراهنة، قال الفكي إن “المفاوضات في منبر جدة لم تعلن بعد، رغم التأكيدات المستمرة أنها قريبة جدا، كما أن الوسطاء يتجنبون ذكر أسباب تأخيرها خشية تأثير الأمر على استئناف التفاوض، ولا يزال السودانيون يعلقون آمالا كبيرة جدا على هذه المفاوضات وبلادهم تنحدر بسرعة رهيبة نحو المجاعة والتفكك والمواجهات الشاملة.”
وتابع: “على الجانب الآخر، طرحت تنسيقية (تقدم) مؤتمر المائدة المستديرة لتوحيد كافة القوى المدنية من أجل إيقاف الحرب وهو جهد مطلوب وعمل شاق يتطلب مرونة وتنازلات توصل لوقف الحرب بأسرع ما يمكن”.
وسبق وأن استضافت مدينة جدة محادثات برعاية سعودية أمريكية، في 11 مايو/أيار 2023، أسفرت عن أول اتفاق طرفي الحرب على الالتزام بحماية المدنيين.
ونجح منبر جدة في تنفيذ أكثر من هدنة، تخللتها خروقات عديدة وتبادل للاتهامات؛ ما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات في ديسمبر/كانون الأول 2023.

سيناريوهات المستقبل
إلى سيناريوهات المستقبل، قال العضو السابق بمجلس السيادة الحاكم، إنه “حال استمرار الحرب، فإن كل السيناريوهات مفتوحة بما فيها تفكك وانهيار البلاد وانتقالها من حرب بين طرفين إلى حرب بين أطراف عديدة تحمل طبيعة مناطقية وإثنية”.
وتابع “هذا مصير مخيف لجميع أبناء البلاد الكبيرة وكامل الإقليم وهو ما يجب أن يقوي عزيمتنا للسير في طريق الحل السياسي الشامل”.
وأضاف: “حتى تتجنب المواجهة الشاملة، يجب أن نسير على مسارين: دعم منبر جدة الذي يجمع العسكريين، والتوصل لوقف إطلاق النار بأسرع فرصة، والمسار الآخر يتمثل في توحيد القوى المدنية وفقا لأجندة السلم وإنهاء الحرب، وفي سبيل ذلك ينتظر الجميع عمل سياسي دبلوماسي كبير”.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
“القاعدة الروسية”
الفكي انتقل لنقطة أخرى، وقال إن القاعدة الروسية المحتملة في السودان، “مشروع عمر البشير (الرئيس المعزول 1989 – 2019) القديم وبذل العسكريون أثناء الحكومة الانتقالية جهدا كبيرا لإعادة المشروع، وقد كان بندا أساسيا في اجتماعات مجلس السيادة ولكن تم التصدي له بقوة”.
موضحا “كانت حكومة الثورة (حكومة عبدالله حمدوك) تسير في خط جديد وهو خط المصالحة مع دول الإقليم والخروج من العزلة التي وقعنا فيها لمدة ثلاث عقود”.
وفسر موقف الحكومة المدنية، قائلا “كان من المعلوم لنا مدى الضرر الكبير الذي ستلحقه القاعدة بأمن البحر الأحمر، ولو لاحظت، فإن الدولتين الأهم بالنسبة لنا في المنطقة مصر والسعودية قامتا بضخ أموال طائلة في استثمارات كبرى في منطقة البحر الأحمر”.
وتابع “بذلنا (أي الحكومة المدنية) جهدا ضخما في نقاشات أولية مع الأشقاء لكن اصطدم هذا الجهد بعدم رغبة العسكريين بالدخول في هذا التحالف بينما هي المكان الطبيعي للسودان ولعله يكون أهم ملفات الحكومة القادمة”.
وفي نهاية أبريل/نيسان الماضي، اقترح المبعوث الرئاسي الروسي ميخائيل بوغدانوف، خلال زيارة إلى مدينة بورتسودان، تقديم مساعدات عسكرية للجيش السوداني مقابل تطبيق الاتفاق الخاص بإنشاء محطة لوجستية للقوات البحرية الروسية في بورتسودان، الموقع عليه من البشير.
وأمس الثلاثاء، أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن الاتصالات مستمرة بين روسيا والسودان بشأن قاعدة عسكرية روسية هناك.
وقال بوغدانوف للصحفيين، ردا على سؤال بشأن القاعدة العسكرية الروسية على ساحل البحر الأحمر في السودان، التي يبحث البلدان إقامتها منذ فترة، إن “الاتصالات مستمرة، ولكن لا توجد أي اتفاقات محددة بعد، بما في ذلك بين العسكريين، حسبما أعرف”.

العين الاخبارية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

البرفيسور عبد اللطيف البوني: من ضياء إلى دقلو

بدأتُ الكتابة الصحفية في مايو 1985، أي في أجواء ثورة أبريل، تلك الثورة التي جاءت لإزالة حكم نميري. وقد شاركتُ فيها من موقعي كمواطن عادي يتظاهر، ويضرب عن العمل، ويرشق بالطوب إذا اقتضى الأمر.

ولكن، لو استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ، لما شاركتُ فيها، إذ أرى الآن أن هذه الثورات هي التي أهلكت السودان، منذ الثورة المهدية وحتى يومنا هذا.

بالطبع، هذا لا يعني أنني ضد التغيير وضرورة إزالة أي وضع سيئ، لكنني أرى أن طريق الإصلاح هو الأنسب للتغيير، لأن الثورة كلفتها عالية.

يمكنني أن أُصنّف نفسي إصلاحيًا، ولستُ ثوريًا، وهذه قناعة ذاتية لا تقلل من احترامي للذين يرون أن “طريق الثورة هُدى الأحرار”، كما غنّى محمد الأمين لهاشم صديق، رحمهما الله، فقد عطّرا حياتنا بإبداع لا أجمل منه.

استمررتُ في الكتابة الصحفية، الراتبة وشبه الراتبة، في عهد سوار الذهب/الجزولي الانتقالي، ثم سنوات الصادق المهدي الحزبية، وطوال عشريات الإنقاذ الثلاث، وعهد البرهان، ثم مرحلة البرهان/حميدتي/حمدوك.
وتوقفتُ عن الكتابة تمامًا في مارس 2021، أي في عهد البرهان/حميدتي/حمدوك، ثم أصبح التوقّف إجباريًا بعد أن كان اختياريًا، وذلك بعد اندلاع الحرب في أبريل 2023.

بعد التوقف، عدتُ إلى الحواشة التي ورثتُها عن الوالد، فأصبحتُ مزارعًا محترفًا، بعد أن كنتُ أتعامل معها مجبرًا في الطفولة، وهاويًا بعد التخرّج، ثم مراقبًا بعد وفاة الوالد في 2013، رحمه الله رحمة واسعة.

أما عودتي الأخيرة للحواشة، فقد كانت مختلفة؛ إذ أدمنتها وأحببتها كما أحبها الوالد، والأهم أنني طوّرت اهتمامي الأكاديمي والإعلامي بمشروع الجزيرة، فالتجربة العملية علّمتني ما لم أكن أعلم.

في تلك الأيام “الحواشية”، زارني في القرية الصديق العزيز ضياء الدين بلال، الذي كان قادمًا من قطر في أول إجازة له. ولضياء الدين حاسّة صحفية متقدة، وقدرة عالية على تحويل كل ما تقع عليه حواسه إلى عمل إعلامي متقن.

فلا شك أنه لاحظ هيئة المنزل المتغيرة، حيث كانت جولات المحاصيل المختلفة، المرفوعة في اللساتك والمغطاة بالمشمع، تحتل صدر الحوش، والكارو عند الباب، وحاجات تانية “حامياني”.
أخرج ضياء جواله الذكي، وثبّت كاميرته، وأوقفني أمام المحاصيل، وسألني سؤالًا مباشرًا: إلى ماذا وصلتَ في تجربتك الجديدة؟

رغم أنه فاجأني، أجبته بما جاد به الذهن، وبثّ ضياء ذلك الفيديو في صفحته الواسعة الانتشار، فأقام ذلك الفيديو الدنيا، بعد أن ظننتُ أنني أصبحت خارج ذاكرة الناس.
بذل ضياء جهدًا مقدّرًا لإقناعي، وإقناع الأستاذ عمار فتحي شيلا، مدير قناة النيل الأزرق، بعودة برنامج “سبت أخضر” الذي كنتُ أقدّمه، لكن “الدعامة” كانوا أسرع!

لقد قلتُ لضياء إنني توصلتُ إلى وعيٍ بالمشروع، لو قرأتُ مجلدات، لما وصلتُ إليه. ومن تجربتي الخاصة، أرى أنه يمكن مضاعفة العائد من المشروع، في ظل أوضاعه الحالية، شريطة أن يُغيّر المزارع فهمه وعلاقته بالحواشة.

وقلتُ: مثلما اختفى المفتش أو كاد، يجب أن يختفي “مندوب المزارعين”، فكلاهما أقعد بالمشروع. وهذا لا يعني الاستغناء عن الزراعيين، بل إن المشروع بحاجة إلى عشرات الآلاف من الزراعيين، إن لم نقل مئات الآلاف، بمعدل خبير زراعي – وليس مفتش – لكل ألف فدان. وساعتها، ستكون نسبة الدخول إلى كليات الزراعة أعلى من كليات الطب.

قمتُ بتخطيط ذهني لتقديم ما توصلتُ إليه، وناقشتُ بعض المزارعين والمهتمين فيما وصلتُ إليه، وقررتُ إقامة جلسة تفاكرية لبعض الذين أثق في معرفتهم، لتقويم أو تصحيح أو حتى رفض الرؤية التي توصلتُ إليها.

وبينما كنتُ في تلك الحالة من “اللملمة الذهنية”، اندلعت الحرب الحالية، فحدث ما حدث، وأصبحنا في أنفسنا المجروحة، وقريتنا المنكوبة، ووطننا الكبير المغدور…
ألم أقل لكم إن هذه الحرب، بإصرارها غير المرئي، لا تُعدّ ولا تُحصى؟

البرفيسور عبد اللطيف البوني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الحوثي : التلويح الأمريكي بتهديد موانئنا تمادٍ وسنتخذ خيارات مماثلة
  • محمد الحوثي : التلويح الأمريكي بتهديد موانئ اليمن تمادي وسنتخذ خيارات مماثله
  • رقم خرافي.. اتفاق نهائي بين صلاح وليفربول بعد كسر القاعدة الذهبية للريدز
  • مقال بهآرتس: أطفال غزة أمام 3 خيارات أحلاها مر
  • من ضياء إلى دقلو
  • البرفيسور عبد اللطيف البوني: من ضياء إلى دقلو
  • واشنطن: أوكرانيا ليست على جدول أعمال المفاوضات الروسية الأمريكية في إسطنبول
  • الخارجية الأمريكية: أوكرانيا ليست على جدول أعمال المفاوضات الروسية الأمريكية في إسطنبول
  • “إنهاء الحرب” .. رئيس المخابرات العامة المصرية يلتقي البرهان
  • تقرير: توجه داخل إدارة ترامب لـ"طرد" القوات الروسية من سوريا