بينما تتسابق شركة أبل لإضافة المزيد من الميزات المتقدمة إلى هواتفها الذكية، تتحرك شركات أخرى في الاتجاه المعاكس. إحدى هذه الشركات، Light، كشفت للتو عن أحدث وأكبر هواتفها البسيطة، والتي تقدم تناقضًا صارخًا مع الأدوات المليئة بالتطبيقات التي نحدق بها جميعًا، كثيرًا.

يتجنب Light Phone III استخدام شاشة الورق الإلكتروني الموجودة في الطرازات السابقة، ويختار شاشة OLED أنيقة باللونين الأبيض والأسود.

لا يزال لا يوفر أي إمكانية الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي أو الإنترنت أو حتى البريد الإلكتروني. هذا هو، أولا وقبل كل شيء، الهاتف. ومع ذلك، فهو ليس خاليًا تمامًا، حيث يتضمن Light Phone III كاميرا وشريحة NFC مدمجة لإجراء الدفعات. كما يسمح أيضًا بالوصول إلى أدوات التنقل ومشغل الموسيقى البسيط والرسائل النصية والملاحظات الصوتية والتقويم والمؤقت والمنبه.
إنه أكبر من الأجيال السابقة، مع شكل لطيف لا يمكن وصفه إلا بأنه "الأرنب R1، ولكنه جدي". ومع ذلك، لا يوجد تكامل نصف مكتمل للذكاء الاصطناعي هنا، ولكن توجد عجلة تمرير تناظرية على الجانب للتنقل ولإجراء التعديلات. ويبلغ عرضه تقريبًا عرض أجهزة iPhone الحديثة، ولكنه أقصر بكثير. يقول الفريق إن هذا كان عن قصد، وذلك لتسهيل إرسال الرسائل النصية أثناء الإمساك بالجهاز عموديًا.
وقد دفعت Light أيضًا مقابل الوصول الخاص إلى المعلومات الملاحية، لذلك لن تحصل Google على أي بيانات تتبع. يبدو أن الكاميرا عبارة عن كاميرا تصوير بسيطة لا يمكنها التنافس مع العروض الحديثة من Google أو Apple، ولكنها ستنجز المهمة.

وتشمل المواصفات الأخرى ذاكرة وصول عشوائي (RAM) بسعة 6 جيجابايت، مقارنة بـ 1 جيجابايت في هاتف Light Phone II، وذاكرة بسعة 128 جيجابايت وشريحة Qualcomm أحدث. يوجد معرف بصمة الإصبع على زر الطاقة ومكبرات الصوت في الأسفل. البطارية أكبر بكثير مما تم تضمينه في التكرارات السابقة ويمكن استبدالها بواسطة المستخدم.


الآن، ها هي الأخبار السيئة. ويبلغ سعر هاتف Light Phone III 800 دولار، وهو أكثر من ضعف سعر هاتف Light Phone II الذي يبلغ 300 دولار. هذا قدر كبير من الجبن مقابل ما يصل إلى هاتف. إن حذف جميع التطبيقات المتطفلة على هاتفك الذكي الحالي يكلف 0 دولارًا، على الرغم من أن القول أسهل من الفعل.

ومع ذلك، فإن لايت يدير صفقة للمتبنين الأوائل. الهاتف متاح بسعر 400 دولار لفترة محدودة لتمويل الإنتاج الضخم. يجب أن يتم شحن النماذج في يناير.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

ظاهرة التكويع.. وجهة نظر نفسية

أفرزت الحرب السورية من بدايتها نسقا من الظواهر والمصطلحات المعبّرة عنها، ولعلّ آخر هذه الظواهر ما عُرف اصطلاحا باسم "التكويع". فبُعيد سقوط النظام انتقلت فئة من الناس من تأييد النظام السابق إلى تأييد سلطة الأمر الواقع التي أطاحت به، ممثلة بأحمد الشرع، المعروف سابقا باسم الجولاني، ناهيك عن إظهارها أنّها مع الثورة منذ البداية. فالتكويع هو مصطلح أوجده الشارع السوري لوصف الناس الذين أبدوا تأييدهم للثورة وسلطات الأمر الواقع بعد سقوط النظام وانهياره، متجاوزين حالة التأييد للنظام السابق التي أبدوها في مختلف المناسبات.

تنوع طيف التكويع

ما يثير الانتباه أيضا أنّ مصطلح المكوّع ضم العديد من الأنماط، إذ لم يشمل من يتحولون بسرعة من تمجيد السلطة السابقة إلى تمجيد السلطة الحالية فحسب، بل شمل أيضا من لم يعبّروا عن مواقفهم خوفا من السلطة، ومن يتجنبون السياسة لتحقيق مصالحهم دون مواجهة، أي أنّنا أمام حالة تنميط اجتماعي، فكلّ من لم يظهر سابقا تأييده للحالة الثورية -بصرف النظر عن مبرراته ومخاوفه- هو مكوع، ومرتبط بتنميط اجتماعي محدد.

هذا التنميط الاجتماعي يحمل في طياته أضرارا جمة على النسيج الاجتماعي، فهو يسهم في توحيد الأفراد المختلفين تحت مظلة واحدة، متجاهلا تعقيدات دوافعهم وخلفياتهم، كما أنّ هذا التعميم يضعف الثقة بين أعضاء المجتمع ويعمّق الشقاق والانقسامات
ويبدو أنّ هذا التنميط الاجتماعي يحمل في طياته أضرارا جمة على النسيج الاجتماعي، فهو يسهم في توحيد الأفراد المختلفين تحت مظلة واحدة، متجاهلا تعقيدات دوافعهم وخلفياتهم، كما أنّ هذا التعميم يضعف الثقة بين أعضاء المجتمع ويعمّق الشقاق والانقسامات، ما يزيد من التوتر الاجتماعي. إضافة إلى ذلك، فإنّ هذا التنميط يقوض حرية التعبير ويجعل الأفراد يترددون في الإفصاح عن آرائهم خوفا من الحكم عليهم سلبا. وعلاوة على ذلك، يعزز هذا التصنيف الشعور بالعزلة والانفصال عن المجتمع، ما يؤثر سلبيا في الصحة النفسية والتماسك الاجتماعي. باختصار، التنميط الاجتماعي بهذا الشكل يعوق الفهم الحقيقي والمتبادل بين الأفراد ويكرّس الانقسام في المجتمع.

هل المكوعون هم مكوعون حقا؟

إذا دققنا في مصطلح التكويع، سنرى أنّ فئة من يتحولون بسرعة من تمجيد السلطة السابقة إلى تمجيد السلطة الحالية لا ينطبق عليها اسم "التكويع"، فالتكويع -كما نرى- هو الانتقال من نسق إلى نسق آخر مختلف عنه، بيد أنّ هذه الفئة لم تتجاوز أي نسق، بل بقيت في حالة تأييد للسلطة، أي انتقلت من تأييد النظام السابق إلى تأييد سلطة الأمر الواقع التي أطاحت به.

فإذا اتفقنا على أنّ المراد بالتكويع هو الانتقال من نسق إلى نسق آخر مضاد، فإنّ هذا المصطلح لا ينطبق على المكوعين "مجازا"، وذلك لأنّهم لم يغيروا نسقهم، بل بقوا في حالة التأييد التي كانوا عليها سابقا، بل كلّ ما في الأمر أنّهم غيّروا من يؤيدونه، من دون أي أسس فكرية أو مراجعة نقدية.

لماذا يكوعون؟

لعلّ السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يتجه الناس إلى التكويع، أي الانتقال من تأييد سلطة إلى تأييد سلطة أخرى، أو الانتقال من عدم التفاعل مع الثورة إلى تأييدها بعد إطاحتها بالسلطة السابقة؟

قد يتبادر إلى الذهن أنّ هذا التكويع هو بدافع الخوف من أية أعمال انتقامية ضد الموالين للسلطة السابقة، فيُسارع المكوع لإبداء تأييده للسلطة الجديدة والثورة ماحيا مواقفه السابقة اتقاء لأية أعمال انتقامية، بيد أنّ هنالك ما هو أبعد من هذا التفسير السطحي، فهذه الفئة من الناس لا تستطيع العيش من دون أب سلطوي رمزي، وسقوط الأب السلطوي السابق دفعها مباشرة لتعويضه بسلطة الأب السلطوي الجديد الممثل بالمنتصر على الأب السلطوي السابق. فنحن أمام فئة من الناس تختار عبوديتها اختيارا طوعيا من خلال استبدال الأب الرمزي السابق بأب رمزي جديد يهيمن عليها.

ظاهرة "التكويع" تحمل في طياتها تحديات وفرصا على حد سواء. فبينما تُبرز هذه الظاهرة الحاجة إلى فهم أعمق لدوافع الأفراد وسلوكياتهم في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية، فإنها تفتح الباب أمام فرصة للتفكير في طرق إعادة بناء الثقة والتماسك المجتمعي
وما يلفت الانتباه عند هذه الفئة الجديدة التي أطلقنا عليها مصطلح المكوعين مجازا؛ أنّها تقف في وجه أي انتقاد للسلطة الجديدة التي اتخذتها بمثابة أب رمزي لها وترد على هذه الانتقادات بنفس النسق المصطلحي الذي كانت ترد فيه على انتقادات السلطة السابقة، وهذا نابع في أساسه من رغبتها في تأكيد الولاء لأبيها الرمزي.

بل إنّنا في تعاملنا مع المكوع، نجد أنفسنا أمام ما يُدعى بالشخصية التسلطية، وفقا لثيودور أدورنو وإريك فروم، وتتميز هذه الشخصية بالخضوع للسلطة وتمجيد القوة ومعاداة الجماعات المعارضة. وغالبا ما تكون نتيجة تربية قمعية، إذ تجمع الشخصية التسلطية بين الهيمنة والخضوع، وتُعجب بالقوة وتحتقر الضعفاء، ولا تؤمن بالمساواة.

في ضوء ما سبق، يمكن القول: إنّ ظاهرة "التكويع" تحمل في طياتها تحديات وفرصا على حد سواء. فبينما تُبرز هذه الظاهرة الحاجة إلى فهم أعمق لدوافع الأفراد وسلوكياتهم في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية، فإنها تفتح الباب أمام فرصة للتفكير في طرق إعادة بناء الثقة والتماسك المجتمعي. فمن خلال تعزيز الحوار المفتوح والتسامح، يمكننا تحويل هذه الظاهرة من عامل تقسيم إلى فرصة للتواصل والفهم المتبادل، ما يسهم في خلق مجتمع أكثر استقرارا وتعاونا.

مقالات مشابهة

  • تمرين بسيط يساعدك على استعادة لياقتك مهما بلغ عمرك.. احرص على فعله
  • تمرين بسيط يحدد مدى لياقتك مع التقدم في العمر
  • بطارية 7500 مللي أمبير.. تسريبات تكشف عن مواصفات هاتف Redmi Turbo 4 Pro
  • نهى نبيل تكتشف سر بسيط يمنع الدموع أثناء المكياج.. فيديو
  • قيمة استثنائية مقابل سعر .. إليك أفضل حاسوب محمول في الأسواق
  • بمواصفات جبَّارة .. إليك أفضل جهاز محمول في الأسواق
  • تسريبات تكشف عن موعد إطلاق هاتف Google Pixel 9A في أوروبا والأسعار المتوقعة
  • ظاهرة التكويع.. وجهة نظر نفسية
  • حوالات قياسية من دولار العراق إلى الخارج مقابل تداول بسيط داخلياً
  • شركة نروجية تكشف عن خسارة باهظة بعد انخفاض قيمة ترخيص نفط كردستان