تمكن فريق بحثي مشترك من معهد ماساشوستس للتكنولوجيا -بالتعاون مع شركة "آي بي إم" ومعاهد أخرى من أنحاء مختلفة حول العالم- من بناء نموذج جديد فعال للموصلات الفائقة سيطور الحواسيب الفائقة الحالية، وسيساعد في بناء حواسيب كمومية سهلة الاستخدام مستقبلا؛ مما يفتح الباب لتطبيقات كبيرة.

وحسب الدراسة -التي نشرت في دورية "فيزيكال ريفيو ليترز"- فهذا النموذج عبارة عن طبقة ثنائية تتكون من غشاء عازل مغناطيسي فوق غشاء رقيق من مادة تعد موصلا فائقا.

والموصلات الفائقة مواد تتمكن من نقل التيار الكهربائي من دون أية مقاومة، على عكس ما يحدث في حالة الموصلات العادية مثل سلك النحاس الذي يوصّل الكهرباء لمنزلك مثلا.

نعرف أن الكهرباء ليست إلا إلكترونات تمر في الأسلاك، لكن ليست كل الإلكترونات تفعل ذلك لأن البعض منها يصطدم أثناء مروره في الذرات المكونة لمادة السلك العادي، تلك هي المقاومة التي تظهر في صورة حرارة نختبرها مثلا في سخونة الأجهزة المنزلية والهواتف الذكية مع الاستخدام.

إنشاء موصل فائق غير تبادلي يعني أن تكون المادة فائقة التوصيل في اتجاه واحد فقط (شترستوك) صمام ثنائي

لكن ما توصل إليه فريق البحث هو نموذج لموصل فائق يخضع لتأثير الصمام الثنائي فائق التوصيل، ويعني ذلك استخدام طبقة مغناطيسية إضافية مع الموصل الفائق، تتسبب في التحكم في شدة التيار والمقاومة خلال مادة الموصل الفائق.

وتنبع أهمية هذا التأثير من قدرته على إنشاء موصل فائق غير تبادلي، ويعني ذلك أن تكون المادة فائقة التوصيل في اتجاه واحد فقط ومقاومة في الاتجاه الآخر.

وحسب بيان صحفي أصدره معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، فإن هذه الخاصية تعد أداة مهمة في كل الحواسيب المستخدمة اليوم، حيث تمثل الطريقة التي يمكن خلالها نقل البيانات والأوامر المنطقية إلى الحاسوب وتخزين البيانات.

ولذلك فإن ابتكار نسخة فائقة التوصيل منها يعد نقلة كبيرة في هذا النطاق، لأن المشكلة الأساسية التي تواجه هذه الصمامات في الحواسيب الحديثة هي أنها تسخن سريعا بسبب المقاومة، ومع دخول هذا الصمام الجديد إلى سوق العمل فإنه سيخفض بشكل كبير كمية الطاقة المستخدمة في أنظمة الحوسبة الفائقة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الابتكار الجديد يتميز كذلك بكونه يعتمد على مواد ذات كفاءة عالية يسهل تصنيعها.

وبالطبع، تلعب الموصل الفائق دورا حاسما في تطوير أجهزة الحاسوب الكمومية التي تعد أمل البشرية المستقبلي، مما سيفتح أبوابا لاستكشافات واعدة، نظرا لقدرتها الفائقة على اختصار الزمن الذي تتطلبه العمليات الحسابية المعقدة، وبذلك يتصور العلماء أنه سيكون إضافة استثنائية في نطاقات متنوعة مثل التشخيص الطبي وابتكار الأدوية وفهم أصول الكون.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

أحاديث عن التاريخ ومُفارقاته!

 

يوسف عوض العازمي

@alzmi1969

 

"وأنّ تأريخ أيّ أمّة كانت، في قراءته لا يخرج عن العناصر الثّلاثة: الماضويّة البشريّة المطلقة، والظّرفيّة التّأريخيّة، والسُّننيّة الكونيّة المجتمعيّة، فهو ماضٍ من حيث الأصالة، قد تستمر بعض آثاره إن كانت قريب الذّاكرة" بدر العبري.

*******

 

أحاديث التاريخ لا تنتهي، ولايكل منها المهتم ولا يمل، سيكون البحث في هذا المقال عن الشهادات الشفوية عن الأحداث بمختلفاتها وما مضى من الزمان، ولا شك لكل شهادة ظروفها وهي شهادة إنسان يفترض فيه الوعي العقلي، ولا بُد أنه يحب ويكره، ويؤيد ويرفض، ويستحسن ويمتنع ويمتعض، هنا أحدثك عن حالة إنسانية يفترض بها كل شئ من إشارات الإحساس .

قرأتُ كتبًا كثيرة عن التاريخ و تحليلاته ومتحولاته وظروفه وحسناته ومساوئه، لكني كنت أنشد القراءة الصحيحة للحدث- أقصد أي حدث تاريخي- ولأكون صريحًا فقد وصلت لانطباع قد يوافقه الكثير، وممكن يجد له من الاعتراض الشئ الكثير، وهو أن كتابة التاريخ صعبة مرهقة متعبة بل و خطرة، لذلك كنت أتعامل في القراءة وفي ذهني تقدير دقيق وفقا للظروف الزمانية والمكانية لكاتب التاريخ الذي كنت أقرأ كتابته، وكنت أحاول قدر الإمكان التوسع في قراءة الحدث المقصود من مصادر أخرى كي تتسع المدارك ويرتبط الفهم بعدة كَتَبةٍ، هنا ليس القصد الطعن بمصداقية، إنما تقدير للظروف الزمانية والمكانية للحدث كما أسلفت.

قبل سنوات، كنتُ في مهمة تتعلق بالدراسة وهي عن الشهادات الشفوية لأناس عاصروا حدثًا مُعينًا، والتاريخ الشفوي هو التاريخ المروي من المعاصرين لحدث ما يقصد تأريخه، وأثناء البحث في هذه الدراسة قابلت عددًا قليلًا من المعاصرين للحدث الذي كنت أنوي تأريخه وتدوينه، وغني عن الذكر أن الذين اخترتهم هم من يملكون العقل الواعي، والذاكرة المنضبطة، إنما وجدتُ أن شهادة كل شخص من هؤلاء مختلفة ليست في التفاصيل وحسب؛ بل حتى في بعض الخطوط العامة للحدث!

بالطبع هناك قواسم مشتركة مُتفقٌ عليها في كل حدث، الوقت والمكان وعناصر الحدث، غير ذلك يبدأ الاختلاف حوله، أتذكرُ أني أوقفت الدراسة لإن الإخلال بها بدأ منذ شهادة الشهود المعاصرين، هذا الأمر لحدث لم يتعد زمنيا نصف قرن، فما بالك وتصور الأحداث قبل هذا الزمان وكيف تم تأريخها.

التأريخ الشفوي من أكثر أنظمة التاريخ التي دار- ولا يزال- يدور حولها الجدل، لأسباب أهمها شخصية الشخص الذي تؤخذ منه الأخبار المراد تأريخها، وعلاقة ذلك بأمور كثيرة، وكذلك البنية الآيديولوجية لكاتب التاريخ، لها تأثيرها المؤثر.

المغزى هو في قراءة التاريخ أو بعضه على الأقل، لاتصدق كل شئ، ولاتكذب كل شيء، وشغل في نفسك خاصية التفكير النقدي، والبحث في المصادر والمراجع الموثوقة، وليتك تصل إلى نسبة معقولة من صحيح الحدث.

لا تنس أن الحاضر ممتد من الماضي، ويحمل إرهاصات لا ينبغي تجاهلها، والمستقبل هو استمرار للحاضر إن كان بنفس العقلية والفهم.

قال تعالى: "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ" (الرعد: 11).

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • رئيس لجنة التضامن بـ«النواب»: إشادة دولية بنموذج تشريع مصر لذوي الهمم
  • ”دور تهامة المحوري في ثورة 26 سبتمبر: من الإقصاء إلى صنع التاريخ”
  • ركن الغباء في التاريخ
  • جامعة كفر الشيخ تحصد مراكز متقدمة في المهرجان الرياضي الأول لذوي الهمم
  • مهرجان سعودي يعرض إحدى أشهر الساعات التي اخترعها المسلمون عبر التاريخ (صور)
  • شاهد: أشهر الساعات التي اخترعها المسلمون عبر التاريخ تعرض في مهرجان سعودي
  • أقوى رد عسكري لقوات الانتقالي بعد الهجوم المباغت للحوثيين وسيطرتهم على مواقع جنوبية
  • أحاديث عن التاريخ ومُفارقاته!
  • قافلة طبية مجانية لخدمة سكان المعصرة بالقاهرة ضمن «حياة كريمة» غدا
  • رابط التسجيل لخدمة الغاز لتزويد غواطس المياه