تصاعدت الانتقادات الإسرائيلية الداخلية لحجم الرد الذي ينفذه الجيش الإسرائيلي، في أعقاب القصف المتزايد من حزب الله اللبناني، ونجاحه في حرق مساحات شاسعة من مستوطنات الشمال.

وقالت صحيفة "إسرائيل هيوم": "بينما تتساقط الصواريخ من لبنان وتسبب دمارا، يعتقد بعض الإسرائيليين أن رد فعل حكومتهم الباهت يظهر أنها سلمت الشمال باليد إلى حزب الله".



وأضافت الصحيفة أن "غاي إيال، ضابط الأمن في المجلس الإقليمي للجولان، لم يغمض له جفن منذ الأمس، إذ تقع أكثر من 20 بلدة في الشمال، بينها مستوطنتان تم إخلاؤهما وهما أفيفيم ودوفيف، ضمن نطاق صلاحياته الواسعة".

وقال إيال بتجهم للصحيفة: "يبدو أن هذا هو الأسلوب الجديد للعدو.. إنهم يرون ويسمعون ما يحدث.. إنهم يفهمون أن حرق الشمال هو أكثر فعالية".

وأردف: "نحن نخرج من ليلة مليئة بالحرائق، وهذا الصباح بدأ حريق آخر في غابة يرعون.. خوفنا الأكبر هو انتشار الحريق إلى جبل ميرون.. إذا اشتعل هذا الجبل، فإن جميع مجتمعات الجليل في خطر".

ويدعي إيال أنهم استعدوا مسبقا، حيث قاموا بوضع 24 منصة وهي مقطورة للمياه سعة كل منها 1000 لتر في كل مجتمع، مردفا: "إنها مجرد قطرة في بحر.. لقد جهزنا في العام الماضي العديد من مقطورات المياه للمساعدة على مكافحة الحرائق، لكن هذا ليس كافيا. نحن نعمل مع محطات الإطفاء في صفد وكريات شمونة وطبريا وكرميئيل، ويتعامل مجلسنا مع أربع محطات إطفاء، يبذل رجال الإطفاء كل ما في وسعهم، ويعملون بلا توقف، لكن النار تنتشر كما في حقل من الأشواك".



وتابع محذرا: "هناك مجتمعات لا يمكن الوصول إليها لأنها تم إخلاؤها وبقيت أهدافا لـ"حزب الله".. كنت أتوقع من دولة إسرائيل أن تقدم سيارات الإطفاء إلى المجالس وأن تكون مستعدة بالفعل للرد، لأن الحرائق ستشتعل..إن القلق الأكبر هو انتقال الحريق إلى جبل ميرون، فإذا اشتعل هذا الجبل، سنكون في وضع مختلف تماما".

رئيس بلدية صفد السابق إيلان شوحات، الذي شغل سابقا منصب مدير وزارة تطوير النقب والجليل، يشاهد الشمال يحترق من منزله في صفد بـ"قلب مثقل"، على حد وصف "يسرائيل هيوم".

وصرح بـ"قلق" للصحيفة قائلا: "هذه هي استراتيجية حزب الله الجديدة: إطلاق النار عمداً على مناطق مفتوحة لإشعال النيران وحرق الشمال"، متابعا: "أنا في صفد، أرى الجليل والحدود الشرقية وقد اشتعلت النيران فيهما.. "حزب الله" يستغل الشتاء الماطر الذي شهدناه ووفرة الأشواك.. كاستراتيجية، يفضلون حرق الشمال الذي تم إجلاؤه، وبات متروكا مهجورا.. لقد اعتمدوا هذا التكتيك ويطلقون الآن النار بكثافة على المناطق المفتوحة والغابات، وهي استراتيجية مشتركة.. لا توجد إصابات، ولكن الحرائق في كل مكان".

وتابع: "إنهم يقصفون كريات شمونة لأنهم يعلمون أنها تم إخلاؤها..إنهم يقيمون منطقة عازلة لأنفسهم داخل الأراضي الإسرائيلية.. يجب أن نغير المعادلة. من المهم التأكيد على أننا، شعب الشمال، أقوياء ومتجذرون، ونحن لن نغادر".

رافائيل سالاب، أحد سكان كريات شمونة، والذي ترشح على قائمة الحزب الوطني لعضوية مجلس المدينة، قال لصحيفة "يسرائيل هايوم" إن الدولة تخلت عن الجليل، متابعا: "استيقظت هذا الصباح وأنا على يقين من أن لبنان سيحترق. كان هذا هو شعوري، ولكن بدلا من أن يحترق لبنان، كان الشعور هو أن الدولة تخلت عن الشمال".

وأضاف سالاب: "الجليل يحترق منذ ثمانية أشهر، وقد رأوا ذلك بالأمس بالفعل.. هناك هجر للمنطقة بأكملها هنا، وليس هناك طريقة أفضل لوصف الأمر.. على الدولة أن تقرر الآن ما إذا كانت ستتخلى عن المنطقة بأكملها أم ستستوطنها.. في الوقت الحالي، لا أستطيع ببساطة أن أفهم ما يحدث هنا".

وقال ساكن آخر من الشمال كان في الخارج طوال الليل خلال اندلاع حرائق مختلفة لصحيفة "يسرائيل هيوم": "من المستحيل وصف ما مررنا به هنا الليلة الماضية.. كل شيء احترق، وقد اشتعلت النيران في منطقة بأكملها.. كنت أقود سيارتي بين بساتين الفاكهة بين المجتمعات بينما اشتعلت النيران، واحترق قلبي. الشعور فظيع بالدمار، لا توجد طريقة لتفسير شعور الناس وهم يشاهدون جنى حياتهم وهو يحترق أمام أعينهم".

وتشهد الحدود اللبنانية الجنوبية ازديادا كبيرا في عدد العمليات التي ينفذها "حزب الله"، وسط تحذيرات من خطورة الوضع ودعوات إلى جميع الأطراف لوقف إطلاق النار وضبط النفس.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الانتقادات القصف حزب الله قصف حزب الله الاحتلال المستوطنات انتقادات صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله

إقرأ أيضاً:

شهيدان وجرحى بنيران إسرائيلية على غزة

استشهد فلسطينيان، اليوم الاثنين، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة. كما أطلقت قوات الاحتلال النار صوب عدة مناطق شمال وجنوب القطاع وذلك رغم اتفاق وقف إطلاق النار.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، بأن مروحية للاحتلال أطلقت صاروخين صوب موقع في منطقة المواصي غرب خان يونس، مما أسفر عن إصابة 3 مواطنين.

كما تعرضت منطقة كرم أبو معمر شمال شرقي مدينة رفح لقصف مدفعي، دون ورود أنباء أولية عن سقوط شهداء وجرحى.

ومنذ إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بموجب اتفاق عبر الوسطاء بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، وصل إلى مستشفيات القطاع 116 شهيدا، معظمهم جثامين منتشلة، إضافة إلى 490 إصابة.

وتأتي التطورات الميدانية في ظل رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المضي قدما في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في حين يواصل الاحتلال منع دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة لليوم الثاني على التوالي.

تنديد بإسرائيل

وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى غزة اعتبارا من صباح أمس الأحد، في حين أدانت حركة (حماس) قرار الاحتلال واعتبرته "انقلابا" على الاتفاق.

إعلان

وقال مكتب نتنياهو إنه تقرر وقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى غزة، وذلك مع انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة "ورفض حماس قبول خطة المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف لمواصلة المحادثات"، حسب البيان.

من جانبها، قالت منظمة أوكسفام البريطانية إن منع إسرائيل دخول الإغاثة لغزة "عمل متهور وعقاب جماعي محظور بموجب القانون الدولي"، وفق ما نقلت عنها واشنطن بوست.

كما نقلت الصحيفة الأميركية عن منظمة أطباء بلا حدود بأن "منع إسرائيل تلقي المساعدات واستخدامها ورقة مساومة ستكون له عواقب مدمرة".

ونقلت واشنطن بوست عن الصليب الأحمر الدولي أيضا أنه "يجب بذل الجهود للحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة وإنقاذ الأرواح ولم شمل الأسر".

ويأتي قرار نتنياهو بمنع دخول المساعدات بعد عرقلته الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية التي كان من المفترض أن تبدأ في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى للاتفاق (3 فبراير/شباط الماضي).

مقالات مشابهة

  • انتقادات دولية لإسرائيل بعد منعها إدخال مساعدات إلى غزة
  • مقتل وإصابة 5 فلسطينيين بنيران إسرائيلية في غزة
  • شهيدان وجرحى بنيران إسرائيلية على غزة
  • قراءة تفكيكية في كتاب “التصوف والسياسة في السودان” للدكتور عبد الجليل عبد الله صالح
  • وزير الداخلية: ما "العمل الجليل" الذي قدمه الفنانون للكويت؟
  • مقتل 4 فلسطينيين في غارات إسرائيلية على قطاع غزة
  • مخاوف أمنية وتكلفة باهظة.. أزمات تلاحق عودة سكان شمال إسرائيل
  • مقتل 4 وإصابة 6 جراء غارات إسرائيلية على قطاع غزة
  • انتقادات إسرائيلية لسوء الأداء الإعلامي في الحرب.. حماس نجحت بالدعاية
  • حزب الله كاد يصل إلى حيفا.. مفاجأة إسرائيلية