سواليف:
2025-02-06@23:27:44 GMT

وراء الحدث

تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT

#وراء_الحدث د. #هاشم_غرايبه

فوجئ الجميع بالمؤتمر الدولي الذي عقد بالأمس في البحر الميت في الأردن تحت عنوان تلبية الاحتياجات الانسانية الطارئة في غزة.
المفاجأة الأولى كانت في عقده بهذه السرعة ومن غير إعلان مسبق وبلا تلك الاجراءات الطويلة المعتادة للدعوات والتنسيق والتنظيم، خاصة وان المشاركين فيه كانوا ممثلين من أعلى المراتب ل 75 دولة، إضافة الى الامين العام للأمم المتحدة وممثلي أغلب المنظمات الدولية.


المفاجأة الثانية في أنه أول مؤتمر على المستوى العربي سمح للدول العربية بعقده منذ بدا العدوان على القطاع، فرغم جسامة الحدث، فلم يعقد العرب سوى المؤتمر السقيم في الرياض، والذي لم يصدر عنه إلا غثاء، فلم يتجرأ على إدانة العدوان، ولم يتطلب حتى وقفه، وشكل لجنة متابعة لم تجتمع ولم تبحث ولم تتابع شيئا.
والثالثة أن وزير الخارجية الأمريكي “بلينكن” الذي جاء لزيارة الكيان اللقيط للمرة السادسة من بدء العدوان، حضره، فهل هي مصادفة، أم أن عقد المؤتمر رتب على عجل ليواكب زيارته.
في تفسير تلك المفاجآت يتوجب علينا استذكار الثوابت التي هي الأساس الذي تستند عليه ووفقه مجريات الأمور في منطقتنا العربية، وأهمها:
1 – في ظل النظام العربي القائم طوال القرن الماضي، لا يوجد قرار عربي سيادي، لا على المستوى المحلي الداخلي لكل قطر، ولا على مستوى السياسة الخارجية، فالهاجس الأساس في أي قرار هو: هل هو من المسموح به من قبل القوة المهيمنة (أمريكا وأعوانها الأوروبيين)، أم هو من المحظورات.
لذلك لا يوجد تفسير لأي قرار يتم على المستوى القطري العربي أو القومي في أكبر الأقطار العربية أو أصغرها، وله مساس من قريب أو بعيد بمصالح أو أمن الكيان اللقيط ، إلا أنه إما تم الإيعاز به مباشرة من الراعي الأمريكي – الأوروبي، أو أن الراعي سمح به، وحتى لو كان مجرد مبادرة ذاتية، فهي محسوبة بحيث تنال رضا الراعي ومباركته.
بناء على ذلك فكل المؤتمرات الدولية التي تعقد في كافة الأقطار العربية لا علاقة لها بالمصلحة القطرية أو القومية العربية.
2 – إن تحقيق المصالح الغربية هو قوام سياسات الراعي، ولا قيمة لديه لمصالح الأنظمة وشعوبها، إلا بما يحفظ ويديم تقبل الشعوب العربية لأنظمتها الساسية القائمة، لذلك وهذا يفسر تنفيذ مشاريع تنموية أو إجراءات اصلاحية سياسية أو اقتصادية، فهي بناء على نصح الراعي الذي يلحظ تذمرا وتململا لدى هذه الشعوب، ولكي تنفس من بعض الكرب اتقاء للانفجار.
وبناء عليه فلا شك أن الدافع لهذا المؤتمر، هو القلق مما اصبح يعتمل في نفوس الشعوب من ثوران جراء سكوت الأنظمة وتخاذلها عن واجبها في التصدي للعدوان الفاجر على القطاع، لذلك أراده منظموه بهذه الصورة المفرغة من المضمون، يناقش حل تبعات المشكلة (المعاناة الانسانية)، وليس المشكلة ذاتها، ولا حتى بحث اجراءات وقفها.
3 – بدءا من عنوان المؤتمر، وصولا الى تحديد محاور النقاش فيه، وانتهاء بتحديد المخرجات والنتائج، نلاحظ أن كل ذلك تمثيل لوجهة نظر الغرب حول هذا الموضوع، ولا انعكاس فيه للمتطلبات العربية ولا حتى لأبسط المتطلبات المنطقية.
فهو يتجاهل تماما من تسبب بالمأساة التي جاء ليتعامل معها، فليس يذكر المتحدثون المصاب الأكبر المتمثل بالعدوان الهمجي بأعتى أسلحة الدمار التي ينتجها الغرب ذاته الذي يتباكى على انعدام وصل الماء والدواء والغذاء للمدنيين المحاصرين منذ عشرين عاما، ولا يذرف دمعة على من قضوا تحت ركام بيوتهم المدمرة بفعل القصف وليس بفعل زلزال لا قبل لأحد بمنعه، ولا يقدم المشاركون أية ملامة لمن حرق الأطفال أو أعدم نزلاء المستشفيات، بل يتحدثون عن تحسين طرق إيصال المساعدات من غير لوم من يقطع الطريق ويقتل من يحملها، وكأن منع وصولها تم بسبب الأحوال الجوية أو الطبيعية.
نتوصل في النتيجة أن اعتقاد البعض أن مثل هذه المؤتمرات ستنجح في تنفيس الهيجان الذي يعتمل في النفوس، هو وهم غير صحيح، أو يظن أن الشعوب ستنسى وتغفر للمقصرين هو مخطئ.
ليعلم الواهمون إن قطار التطبيع الذي توقف بسبب العدوان، لن يعاود المسير، بل سينكفئ ويعود القهقرى، ولن يمكن للأنظمة بعد اليوم تسويقه، فقد أحيى السابع من تشرين الأمل في النفوس بالتحرير والعودة.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: وراء الحدث

إقرأ أيضاً:

إحتفال وطني وديني بمشاركة الرؤساء في عيد مار مارون وهذا ما ستتناوله عظة الراعي

قال مصدر كنسي إن قداس عيد مار مارون الأحد المقبل في التاسع من شباط الجاري في كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت سوف يكون إحتفالا دينيا رسميا بطابع سياسي وطني، حيث سيرأس الذبيحة الالهية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يعاونه رئيس أساقفة بيروت المطران بولس عبد الساتر ولفيف من المطارنة والكهنة.
 وسيحضر القداس رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس المكلف نواف سلام وعدد من الوزراء والنواب من مختلف الكتل وقادة الأجهزة الأمنية والقضائية وسفراء الدول العربية والاجنبية.
وبحسب المصدر لم يتأكد حتى الساعة حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري، علما انه تغيب في السنوات الاخيرة عن الاحتفال.
ويكتسب هذا القداس أهمية بارزة وإضافية هذه السنة بعد وصول الرئيس عون الى سدة الرئاسة والإنتهاء من أزمة الفراغ ومن الحرب المدمرة في لبنان .
وبحسب المصدر، سوف تكون عظة البطريرك ذات بعدين، الأول ديني ماروني لاهوتي يتناول تاريخ الطائفة المارونية وإرتباط الكيان اللبناني بها، أما الشق السياسي فسيكون دعما كاملا لخطاب القسم للرئيس عون ونصائح أبوية للسياسيين والأحزاب في لبنان لتغليب مصلحة بلدهم على أي مصلحة أخرى .
ويضيف المصدر: أما في الملف الحكومي، فلا تزال الفقرة غير مكتوبة بإنتظار تطورات الساعات الاخيرة قبل موعد القداس.

المصدر: لبنان 24

مقالات مشابهة

  • قيادي في أنصار الله يدعو الشعوب العربية للتنسيق لمواجهة مخططات ترامب
  • الراعي: لبنان يدخل اليوم حياة جديدة مدعومة من المجتمع الدولي
  • الراعي يأمل ولادة الحكومة اليوم او غدا
  • حزب المؤتمر: موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية يعكس التزامها بالحقوق العربية
  • مصطفى بكري لـ «العربية الحدث»: مصر لن تشارك في تصفية القضية الفلسطينية أو تسمح بالتهجير
  • بالفيديو والصور.. شاهد السبب الحقيقي وراء وفاة الشاعر راشد الحطام في سجون مرتزقة العدوان بمأرب
  • إحتفال وطني وديني بمشاركة الرؤساء في عيد مار مارون وهذا ما ستتناوله عظة الراعي
  • «ريلمي» تستعد للكشف عن أحدث ابتكاراتها من سلسلة هواتف realme 14 Pro خلال المؤتمر العالمي للهواتف MWC 2025
  • خواطر ما بعد العدوان على غزة
  • الراعي استقبل سفير هنغاريا ومحافظ بعلبك الهرمل وحياة أرسلان