محللون: الاستقالات من حكومة الطوارئ شهادة فشل للحرب الإسرائيلية على غزة
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
الضفة الغربية - خاص صفا
أجمع محللون سياسيون على أن استقالة اعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي "بيني غانتس وغابي آيزنكوت وحيلي تروبير" من حزب "معسكر الدولة"، مثلت شهادة فشل للحرب التي تشنها "إسرائيل" على قطاع غزة منذ ثمانية أشهر.
واعتبر محللون تحدثت معهم وكالة "صفا"، أن استقالة حزب "غانتس" بمثابة هزة قوية لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة، وهي بمثابة قفز المستقيلين من سفينة غارقة، ومن مغبة تحمّل تبعات فشلها المضاعف.
وتشكلت حكومة الطوارئ من تيارات متناقضة يمينية وعلمانية، بعيد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، ووضعت شعارات كبيرة بالقضاء على حركة حماس وتحرير الرهائن والأسرى بقبضة المقاومة.
من جهته يرى الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي في تصريح لوكالة "صفا" أن "غانتس انتقل من صفوف المعارضة إلى مقاعد الحكومة بقيادة نتنياهو رغم خلافه الشديد معه، بداعي حماية مستقبل وأمن دولة الكيان، لكن تبين له أن نتنياهو لا يستمع لأحد، وينفرد بكل قرارات الحكومة، وتبين له أن الحرب، هي حرب نتنياهو الشخصية وحرب المتطرفين معه".
ويقول عنبتاوي: "وبالتالي استقال غانتس ليعود إلى صفوف المعارضة، وليضغط بشكل أكبر على نتنياهو، ويضيّق عليه الخناق، ليعجل من إجراء انتخابات قريبة، تنهي حكم نتنياهو في الداخل الإسرائيلي".
الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات يرى في حديث لـ"صفا"، أنه "كان من طموح غانتس لدى دخوله الحكومة، اظهار ضعف نتنياهو وأنه غير قادر على اتخاذ قرارات متزنة، لكن نتنياهو وهيمنته حالت دون ذلك".
ويضيف بشارات: "بل على العكس، تبين له أنه تم استغلاله من نتنياهو بشكل كبير، كمظلة تجميل للحكومة، بأنها حكومة إجماع وطني، مع وجود الوزيرين المتطرفين سموتريتش وبن غفير".
تطرف حكومة الحرب
أما الكاتب والمحلل السياسي سري سمور فيرى أن "خروج غانتس وآيزنكوت من الحكومة الإسرائيلية تعني خسارتها لقياديين عسكريين مهنيين، وخروجهما سيزيد من تطرف الحكومة، كما سيزيد من عدم قبولها الدولي وعزلتها"، معتبراً أن وجود غانتس كان وجهاً مقبولاً جداً على الصعيد الدولي.
ويضيف سري سمور في حديثه لوكالة (صفا): أن دخول غانتس وآيزنكوت للحكومة جاء أصلاً بإيعاز أمريكي لكونها حكومة طوارئ تشكل دفاعا عن الأمن الاستراتيجي لإسرائيل، لكن الحرب الآن وبشكلها الحالي وبتمرد نتنياهو على الإدارة الأمريكية، باتت تشكل خطراً على فرضة الرئيس الأمريكي جو بايدن للفوز بدورة رئاسية قادمة، وبالتالي تسعى أمريكا ايضا لإضعاف نتنياهو.
أما عن أثر هذه الاستقالة على الحكومة فيرى عنبتاوي أن استقالة "غانتس وآيزنكوت" ستزيد من عزلة هذه الحكومة والضغط عليها بشكل أكبر، على المستوى الداخلي والخارجي.
اسقاط نتنياهو
ويعتقد أن السيناريوهات القادمة ستتمثل في توجهين، إما أن ينجح نتنياهو في تصعيد كافة الأمور بجميع الاتجاهات، ويرفض كل الحلول ويهرب إلى الأمام بتصعيد حربه على كافة الجبهات.
أما السيناريو الثاني كما يضيف عنبتاوي: أن يستطيع هذا اللوبي المعارض الذي يتشكل الآن، من أن يسقط نتنياهو عن عرشه، وأن يتم التوصل إلى اتفاق، وبالتالي إجراء انتخابات قريبة لا يكون فيها نتنياهو ليواجه في هذه اللحظة مصيره في السجن أو المحاكمة على المستوى الداخلي والخارجي.
أما الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات فيرى: أن قوة هذه الاستقالة على مجلس الحرب وحكومة الطوارئ ستظهر مع نزول غانتس إلى الشارع ومشاركته في التظاهرات، ومقدرته على تحشيد الشارع الإسرائيلي، كما حصل في مارس، ما قبل الماضي، قبيل الحرب، عندما بدت المظاهرات في أوجها أمام ما سمي وقتها بالإصلاحات القضائية، وهي ما ستبين في الأسبوع القادم إن كانت ستلتف حوله الجماهير، وبالتالي سيؤثر على الحكومة، وتباعاً على مجريات الحرب.
ويضيف الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات: واضح جداً أنه من الخطاب الذي ألقاه غانتس بأن يعزز رؤية وطرح أن هذه الحرب لم ولن تستطع أن تحقق الأهداف الأساسية التي انطلقت من أجلها، وبالتالي هناك حالة فشل، وهذه حالة الفشل ستنعكس على الروح المعنوية للشارع الإسرائيلي، وستؤثر على ثقته بالقيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، وبالتالي سيصبح هناك نوع من العزوف الشعبي الإسرائيلي عن التأييد لهذه الحرب.
وهنا يرى بشارات: أنه قد تبدأ ترتفع الأصوات أكثر فأكثر، للمطالبة بضرورة وقفها لاعتبارات أن هذه الحرب ربما ستجلب عليهم الخراب والدمار بشكل كبير في الحالة المستقبلية.
من جهته رأى سري سمور أن استقالة غانتس ستدخل حكومة نتنياهو بأزمة جديدة وهي مشكلة تمثيل الشارع وعدم وجود إجماع لدى حكومة الحرب، وهي استقالة غانتس اعتراف ضمني بانتصار المقاومة وفشل حكومة نتنياهو بغزة بعد 8 شهور من تحقيق ان نصر حقيقي هناك.
وهنا يعود الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات للقول: إن هذا الفشل سيدفع نتنياهو وحكومة الحرب للذهاب إلى المغامرة بشكل أكبر، وجر "إسرائيل" إلى مواجهة ربما أكبر، في مواجهة عسكرية مع جبهات أخرى، أو مواجهة دبلوماسية مع العالم، وبالتالي ستبدأ تفقد إسرائيل مكانتها على المستوى والمعادلة الدولية العالمية.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: حرب غزة طوفان الاقصى نتنياهو غانتس آيزنكوت أن استقالة
إقرأ أيضاً:
السويد وفنلندا تحثان السكان على الاستعداد للحرب المدمرة
بدأت السويد يوم الاثنين في إرسال نحو خمسة ملايين منشور إلى السكان تحثهم على الاستعداد لاحتمال الحرب، بينما أطلقت فنلندا المجاورة موقعًا إلكترونيًا جديدًا للاستعداد.
وتخلت كل من السويد وفنلندا عن عقود من عدم الانحياز العسكري للانضمام إلى التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة الناتو في أعقاب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022.
منذ بداية الحرب، حثت ستوكهولم السويديين مرارًا وتكرارًا على الاستعداد عقليًا ولوجستيًا لاحتمال الحرب، مستشهدة بالوضع الأمني الخطير في محيطها.
يحتوي الكتيب "إذا حدثت أزمة أو حرب"، الذي أرسلته وكالة الطوارئ المدنية السويدية (MSB، على معلومات حول كيفية الاستعداد لحالات الطوارئ مثل الحرب أو الكوارث الطبيعية أو الهجمات الإلكترونية، بحسب ما أوردته وكالة فرانس برس.
والكتيب هو نسخة محدثة من كتيب أصدرته السويد خمس مرات منذ الحرب العالمية الثانية.
تصدرت النسخة السابقة المرسلة في عام 2018 عناوين الأخبار، حيث كانت المرة الأولى التي يتم فيها إرسالها إلى السويديين منذ عام 1961 في ذروة الحرب الباردة.
وقال مدير هيئة الدفاع المدني السويدية ميكائيل فريسيل في بيان: "الوضع الأمني خطير ونحن جميعًا بحاجة إلى تعزيز قدرتنا على الصمود لمواجهة الأزمات المختلفة وفي نهاية المطاف الحرب".
توضح الوثيقة المكونة من 32 صفحة برسوم توضيحية بسيطة التهديدات التي تواجه الأمة الاسكندنافية، بما في ذلك الصراع العسكري والكوارث الطبيعية والهجمات الإلكترونية والإرهابية.
وتتضمن نصائح للاستعداد، مثل الاحتفاظ بالأغذية غير القابلة للتلف في المخزون وتخزين المياه.
وقال هيئة الدفاع المدني السويدية إن النسخة المحدثة لعام 2024 ركزت بشكل أقوى على الاستعداد للحرب.
على مدار الأسبوعين المقبلين، سيتم إرسال 5.2 مليون نسخة إلى الأسر السويدية.
يتوفر الكتيب مطبوعًا باللغتين السويدية والإنجليزية، وتتوفر إصدارات رقمية بعدة لغات أخرى - بما في ذلك العربية والفارسية والأوكرانية والبولندية والصومالية والفنلندية.
أثار رئيس الأركان السويدي السابق ميكائيل بايدن قلق العديد من مواطنيه في يناير عندما حثهم على التفكير في استعداداتهم الخاصة.
وقال: "يتعين على السويديين الاستعداد عقليًا للحرب".
وفي يوم الاثنين أيضًا، أطلقت الحكومة في فنلندا، التي تشترك في حدود بطول 1340 كيلومترًا (830 ميلًا) مع روسيا، موقعًا على الإنترنت لجمع المعلومات حول الاستعداد للأزمات المختلفة.