دوسي على كرامتي هو ما عجّل بدفن قيمتي
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
سيدتي، أحييك وأحيي قراء منبر قلوب حائرة، الركن الذي أجد فيه متنفسا وأنا أقرأ حكايا الناس وما يجتث قلوبهم من حزن واسى، وكلي أمل أن أجد على يديك نورا يبعد العتمة على قلبي.
سيدتي، أنا إنسانة محطمة بعد أن بتّ أحس من أنني جنيت على نفسي جراء تركي الحبل على الغالب مع زوج لم يقدر قيمتي وإعتبر أن حسن تربيتي وأخلاقي الراقية ضعف وقلة حيلة.
تزوجت وإستقليت ببيت أهل زوجي ونويت كل نيتي أن أكون عند حسن ظن الجميع بمن فيهم والدا زوجي وإخوته. إلا أنني وجدت من رفيق دربي عكوسات لا تحتمل.
قد لا تصدقين سيدتي من أنني ومن فرط خجلي لا أنبس ببنت شفة أمام تهجمات زوجي وغطرسته، ولم يحدث لي في أي مرة من المرات أن رددت عن نفسي بعض الإتهامات الواهية التي تقلل من شأني بين الناس، ولعلّ هذا ما جعل أهل زوجي بدورهم يقللون من هيبتي وإحترامي.
أمر لا يروق لي ولا يخدمني سيدتي، فقد حييت وسط أهلي معززة مكرمة، كما أنني لم أخل يوما أني سأجد من يدوس لي على طرف خاصة إذا ما تعلق الأمر بالتفاهات. وأظن أنني بتساهلي وبقبولي التغاضي عن بعض تصرفات زوجي فقد خولت له الإقلال من قيمتي.
أنا في بداية زواجي وقد مللت عيشة لا تروق لي بالمرة، كما أنني لا أتصور أنني سأبقى في ذات النمط ، وأريد لقلبي المتعب أن يتخلّص من جلاد أنا من زينت له أن يجلدني ويقتلني وأنا على قيد الحياة، صدقيني سيدتي، ماء الوجه أغلى من دم الفؤاد، وأن يهان الكريم لأنه ذي مكرمة، فهذا ما لا يتقبله العقل.
أختكم ر.شهيناز من الغرب الجزائري.
الرد:
لا بأس عليك أختاه، وأسأل الله لك الصلاح والفلاح وأتمنى لك حياة زوجية سعيدة ما دمت قد أبنت عن حسن نواياك منذ البداية وتساهلت من باب أنك سليلة أسرة طيبة ومحترمة، ولأنك تتوسمين خيرا في زوج أحببته ليكون لك نعم السند وخير الرفيق.
حقيقة، يصل المتهاون المتساهل إلى درجة من الغبن لا يعلم بها إلا الله عزّ وجلّ، حيث أن التقتير الذي يمارس عليه لهو أشدّ من أي سلوك يمسّ بكرامته وعنفوانه.أعي ما تحسينه من لوعة، وأقدّر حجم صدمتك لما يبدر من زوجك وأهله في بداية زواجك، ولست أعيب فيك شيء، فما تقابلين به من تجهّم وغطرسة لهو عين العقل. لكن عليك أن لا تتركي الحبل على الغالب مثلما قلته ليقوم زوجك بإهانتك بالقدر الذي أفقدك كرامتك أمام أهله.
كما أنه عليك مواجهته بالقدر الذي يجعله يزن الأمور بميزان العقل والحكمة، فأن يتباهى بما يخجلك ويمس كرامتك لا يمت للرجولة بصلة، كما أنه من غير العقلاني أن ينفرد بك أمام أهله ليجعل منك لقمة سائغة في فاه يلوكك كما يريد.
يجب عليك أن تضعي النقاط على الحروف أيضا بأن تحتكمي إلى أهله وأن تفهميمهم بأن لكأهل لا يقبلون أن يداس لك على طرف، ومن أنك أمانة لديهم لا لعبة يستسهلون على إبنهم العبث بها ونكرانها وقت ما شاء.
يقول أحد الشعراء:
من يهن يسهل الهوان عليه، فلا تبني أسس حياتك على لبنات كلها خيبة وفقدان للأمل، وستتعرفين بوقوفك في وجه زوجك باللين أختاه إن هو فعلا يحبكم ويقدرك أم لا.
ردت:”ب.س”
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
هل المرض ابتلاء أم عقاب وغضب من الله؟ 10 حقائق عليك معرفتها
لعل انتشار الأمراض الصعبة والمميتة بدرجة كبيرة وملفتة مؤخرًا هو ما يطرح السؤال عن هل المرض ابتلاء أم عقاب وغضب من الله سبحانه وتعالى على العبد؟ خاصة من أولئك الذين يتعرضون لوعكات وأزمات صحية متلاحقة ومتكررة سواء أنفسهم أو ذويهم، لذا ينبغي الوقوف على حقيقة هل المرض ابتلاء أم عقاب وغضب من الله سبحانه وتعالى على العبد؟ حيث قد يغلق أحد مداخل الشيطان.
ماذا يقول الله قبل الفجر؟.. بفضل 11 كلمة تقضى حاجتك وتغفر ذنوبكهل توجد ذنوب لا يغفرها الله؟.. احذر من 10 معاصي تغلق باب الرحمةهل المرض ابتلاء أم عقاب وغضب من الله؟قال الدكتور محمود الأبيدي، من علماء وزارة الأوقاف، إن الابتلاءات ليست عقوبة وحياة الأنبياء - صلوات الله عليهم- كلها كانت مليئة بالمحن والابتلاءات، مشيرًا إلى المحن التي مر بها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأوضح "الأبيدي"، في إجابته عن سؤال: “هل المرض ابتلاء أم عقاب وغضب من الله سبحانه وتعالى على العبد؟”، أن في ذكرى الإسراء والمعراج، نرى كيف توالت المحن على النبي صلى الله عليه وسلم.
وتابع: “بدءًا من عام الحزن والفقد، حيث فقد زوجته خديجة وعمه أبي طالب، وواجه أذى المشركين، وصولًا إلى طائف، حيث تم رفض دعوته من أهلها، مما جعله يصل إلى مرحلة يشعر فيها بشيء من اليأس”.
وأضاف: “لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رغم كل هذا الألم، تجنب الانكسار ورفع شكواه إلى الله سبحانه وتعالى، وقال: 'اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي”.
وأشار إلى أنه في تلك اللحظة، جاء الملك من السماء ليطبق العذاب على أهل الطائف، لكن النبي صلى الله عليه وسلم رفض ذلك، وبدلاً من ذلك خرج من هذه المحنة إلى منحة كبيرة، ليملأ الأرض عدلاً وحكمة، وينشر نور الحضارة الإسلامية بعد أعوام من الابتلاءات.
وذكر قصة سيدنا يعقوب عليه السلام، الذي مر بفقد شديد عندما فقد ابنه يوسف عليه السلام، فقال لأبنائه: "لا تيأسوا من روح الله"، مضيفًا أن الابتلاءات ليست عقوبات من الله، بل هي اختبار وصبر يعقبها الفرج، فقد وعدنا الله عز وجل بأن لكل شدة مداً، وأنه لا يترك عباده، بل يستجيب لهم ويكشف عنهم السوء.
واستشهد بقول الله عز وجل: "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ"، مشيرًا إلى أن الله قريب من عباده، وأنه يستجيب لمن يدعوه. وأضاف: “حينما تمر بنا المحن، يجب أن نرفع أكف الدعاء إلى الله، كما يقول الشاعر: ”إذا سجدت فاخبره بأسرارك ولا تسمع من بجوارك'، فلنتوجه إلى الله بكل صراحة ونجاح في قلبنا، فهو أكبر من كل هم".
ثواب الصبر على الابتلاءوأفاد بأن الصبر على الابتلاء دليل على قوة الإيمان ، حيث إن الصبر هو عنوان الإيمان، وعندما نذكر الصبر، نذكر نبي الله أيوب عليه السلام، الذي يُعد شيخ الصابرين، لافتًا إلى أن صبر سيدنا أيوب على المرض طويلًا حتى سمع بعض الناس يتحدثون عن خطأ ارتكبه، وأنه يُبتلى بسبب ذنب عظيم، ما دفعه إلى اللجوء إلى ربه بالدعاء قائلاً: 'إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، فاستجاب الله له ورفع عنه البلاء.
ونبه إلى أن المؤمن عندما يبتليه الله، يجب أن يتذكر ما قاله الخليل إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم: “فإنهم عدو لي إلا رب العالمين الذي خلقني فهو يهدين والذي يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين'، هنا نرى أن الابتلاءات التي يمر بها الإنسان هي امتحانات من الله سبحانه وتعالى، وهو في كل حال يُختبر”.
وأبان أن القرآن الكريم يذكر في سورة التغابن: "لَا بُلْوِنَّكُمْ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَتَسْمَعُونَ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ"، لافتا إلى أن الصبر على المرض له جزاء عظيم عند الله، حيث يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
ولفت إلى أن الابتلاء هو نوع من الاصطفاء من الله، وابتلاء المؤمن يقربه إلى ربه، وأن الصبر على المرض أو أي بلاء، حتى وإن كان بسيطًا كالدور البرد أو تعب خفيف، هو اختبار لله وإشارة لعلامة الإيمان في قلب المؤمن.
وأكد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له"، مضيفا أن الاختبار الحقيقي يكمن في كيفية تعامل الإنسان مع البلاء، سواء كان في السراء أو في الضراء، فالصبر والشكر هما دليل الإيمان والتقوى.