بيروت- أعلن حزب الله الأربعاء 12يونيو2024، استهدافه مواقع اسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا "رداً" على "اغتيال" قيادي في صفوفه ليلاً في جنوب لبنان، يُعد الأبرز الذي يقتل بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد عبر الحدود، ما يجدد المخاوف من اتساع نطاق التصعيد.

منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) في السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر في قطاع غزّة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي.

ويعلن حزب الله قصف مواقع عسكرية وتجمعات جنود وأجهزة تجسس في الجانب الإسرائيلي "دعماً" لغزة و"اسناداً لمقاومتها"، بينما تردّ اسرائيل باستهداف ما تصفه بـ"بنى تحتية" تابعة لحزب الله وتحركات مقاتليه.

وفي بيانات متلاحقة، أعلن حزب الله شنه هجمات عدة على شمال إسرائيل. وقال إنه قصف ثلاثة قواعد عسكرية "بعشرات صواريخ الكاتيوشا"، إضافة الى استهدافه معملاً للصناعات العسكرية بـ"صواريخ موجهة"، وثكنة بقذائف مدفعية.

ووضع الحزب المدعوم من طهران والذي يمتلك ترسانة أسلحة ضخمة الهجمات في "إطار الرد على الاغتيال الذي نفذه العدو الصهيوني في بلدة جويا وإصابة مدنيين".

ونعى حزب الله بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء "الشهيد المجاهد القائد طالب سامي عبدالله" مع ثلاثة مقاتلين آخرين. وقال إن كلاً منهم "ارتقى شهيداً على طريق القدس"، وهي عبارة يستخدمها لنعي مقاتليه الذين يُقتلون بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد عبر الحدود.

وكان مصدر عسكري لبناني أفاد فرانس برس عن مقتل "قيادي ميداني بارز في حزب الله جراء غارة جوية إسرائيلية" على منزل في بلدة جويا الواقعة على بُعد نحو 15 كيلومتراً عن الحدود مع إسرائيل. وأوقعت الضربة ثلاثة قتلى آخرين.

وقال إن القيادي هو "الأبرز" في صفوف الحزب والذي يقتل بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد قبل أكثر من ثمانية أشهر.

ولم يصدر أي تعليق رسمي عن اسرائيل بشأن الغارة. ورداً على سؤال لفرانس برس، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه لا يستطيع تأكيد ما إذا كانت إسرائيل خلف الضربة التي قتلت القيادي في حزب الله.

- "فرسان المقاومة" -

في إسرائيل، أعلن الجيش في بيانات متلاحقة عن إطلاق عشرات القذائف الصاروخية من لبنان.

وقال إنه "رصد عبور نحو 90 قذيفة صاروخية" من لبنان، تمكن من "اعتراض عدد منها بينما سقط بعضها في مناطق عدة في شمال إسرائيل".

وفي بيانين أخريين، رصد الجيش الإسرائيلي "نحو 70 قذيفة صاروخية" أخرى من لبنان، سقط معظمها في مناطق مفتوحة في شمال إسرائيل. كما أفاد كذلك عن رصده عبور "عشرة قذائف صاروخية" باتجاه زرعيت.

وشّن الجيش ضربات على جنوب لبنان، قال إنها طالت منصتي إطلاق في يارون وحانين، و"بنى تحتية" في أربعة مواقع تابعة لحزب الله  في ياطر.

وأدى إطلاق القذائف من جنوب لبنان الى اشتعال حرائق في شمال إسرائيل.

وأكدت خدمة الإسعاف الإسرائيلية "نجمة داوود الحمراء" عدم الإبلاغ عن وقوع إصابات في شمال البلاد حتى الآن.

وكثّف حزب الله مؤخراً من استهداف مواقع عسكرية اسرائيلية، بينما صعّدت اسرائيل هجماتها الموجهة مستهدفةً سيارات ودراجات  لمقاتلين في حزب الله أو فصائل قريبة منه.

ويشيّع حزب الله بعد ظهر الأربعاء طالب سامي عبدالله في معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت، قبل دفنه مساء في بلدته في جنوب لبنان. ودعا الحزب مناصريه الى المشاركة في المراسم "تعظيماً لجهاده الطويل وعطاءاته الكبيرة"، واصفاً إياه بـ"فارس من فرسان المقاومة".

ونشر الإعلام الحربي التابع للحزب على حسابه على تطبيق تلغرام صورة يظهر فيها عبدالله وبجانبه القيادي العسكري وسام الطويل الذي قتل بضربة إسرائيلية استهدفت سيارته في بلدة خربة سلم في 8 كانون الثاني/يناير وكان يعد حينها أرفع قيادي في الحزب يقتل منذ بدء التصعيد عبر الحدود مع إسرائيل.

ويعد استهداف عبدالله ضربة لحزب الله. وكتبت صحيفة الأخبار المقربة من الحزب في عددها الأربعاء "وجّه العدو الاسرائيلي أمس ضربة لئيمة وقاسية للمقاومة الإسلامية في عملية أمنية - عسكرية استهدفت أحد القادة البارزين في المواجهة الجارية منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر".

وأضافت "تعد عملية الاغتيال تصعيداً نوعياً وخطيراً من جانب العدو"، قد يفتح الباب "أمام توقعات بإدارة مختلفة للمواجهة" بين حزب الله وإسرائيل.

وخلال ثمانية أشهر من القصف المتبادل بين اسرائيل وحزب الله، أسفر التصعيد عن مقتل 468 شخصاً على الأقل في لبنان بينهم 307 على الأقلّ من حزب الله وقرابة 90 مدنياً، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسميّة لبنانيّة.

وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً.

 

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

حزب الله مستعد لحوار حول إستراتيجية دفاع وطني

قال النائب في كتلة حزب الله اللبناني البرلمانية حسن فضل الله اليوم الخميس إن الحزب مستعد للحوار من أجل الاتفاق على إستراتيجية دفاع وطني.

وشدد فضل الله -في تصريحات نقلتها وسائل إعلام لبنانية -على ضرورة أن تكون مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وتحرير الأرض وحماية السيادة أولوية للحكومة اللبنانية.

كما نقلت عنه وكالة رويترز قوله إن حزب الله على تواصل مع الرئيس جوزيف عون، مضيفا "عندما يدعو إلى حوار وشكل الحوار وطريقة الحوار وإدارة الحوار، ويضع أسسا وطنية للحوار نحن جاهزون لذلك".

ولمدة أكثر من عام، خاض حزب الله اشتباكات مع إسرائيل دعما للفلسطينيين في غزة، وقتل العديد من قادة الحزب السياسيين والعسكريين، وفي الجانب الآخر قتل عشرات الإسرائيليين ووقعت أضرار كبيرة في مستوطنات بمنطقة الجليل متاخمة للحدود.

الرئيس جوزيف عون (رويترز) مرونة

من جهته، قال الرئيس اللبناني جوزيف عون إن حزب الله أبدى كثيرا من الليونة والمرونة في التعاون حول سلاحه وفق خطة زمنية معينة.

وقال بيان للرئاسة اللبنانية إن عون أعرب عن تفاؤله أمام زواره بأن الإيجابية لدى حزب الله يجب مقابلتها بإيجابية وبتفهم للواقع الجديد الذي يعيشه لبنان.

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه أواخر نوفمبر/تشرين الماضي، انسحب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني في جنوب لبنان، وبدأ الجيش اللبناني انتشارا تدريجيا في المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي جنوب الليطاني.

وتتحدث إسرائيل والولايات المتحدة عن ضرورة نزع سلاح حزب الله، في حين يرفض الحزب ذلك ويؤكد أن ترسانته ضرورية للدفاع عن لبنان.

إعلان

مقالات مشابهة

  • خلاف القوات مع الرئيس حول سلاح الحزب
  • انقسامات حكومية حول آلية بحث السلاح وجعجع: لا للحوار
  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية
  • حزب الله مستعد لحوار حول إستراتيجية دفاع وطني
  • إعلام لبناني: غارة إسرائيلية تستهدف بلدة عيتا الشعب جنوبي لبنان
  • حزب الله في لبنان.. التأسيس والتوجهات والتوازن بين العقيدة والسلطة
  • عون وبري متفقان.. هذا جديد مسألة سلاح الحزب
  • شاهد بالفيديو| كابوس اليمن يلاحق قادة “إسرائيل”.. ماذا لو توالت الصواريخ؟
  • بين ضغط أمريكي واعتداء إسرائيلي.. هل يستطيع لبنان نزع سلاح حزب الله؟
  • عشرات القتلى بغارات أمريكية.. «الحوثي» يردّ باستهداف إسرائيل وقطع حربية أمريكية