كل العيون على رفح قصة صورة جابت العالم فكيف بدأت؟
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
صورة " كل العيون على رفح"، تتغلّب على خوارزميات السوشال ميديا، هكذا تفاعل رواد منصات التواصل الاجتماعي مع الصورة المصممة بالذكاء الاصطناعي تضامنا مع رفح، لتغزو العالم ويتم مشاركتها 50 مليون مرة عبر منصة إنستغرام وحدها فقط، وتساءل الجميع عن صاحب التصميم.
ترند " كل العيون على رفح " يتغلّب على خوارزميات السوشال ميديا بأكملها ليصل لأكثر من ٤٠ مليون مشاركة في يوم ونصف فقط !! pic.
— الشيخ بندر بليله (@llill2e) May 29, 2024
لم تكن تعرف زيلا أبكا المعلمة الماليزية أن هوايتها في تصميم الصور عبر الذكاء الاصطناعي ستجعل عملها يغزو منصات التواصل في العالم.
فصاحبة الـ39 ربيعا أوضحت للجزيرة مباشر أنها كانت تشعر بالعجز خلال متابعتها للحرب، ولم يكن لها من طريقة للتعبير عن عجزها إلا استخدام هوايتها، فبدأت بتصميم صورة "كل العيون على رفح"، من أجل أن يفتح العالم عيونه على ما يحدث للأبرياء في غزة.
وتفاعل مستخدمو التواصل مع الصورة على نطاق واسع مشيدين بالصدى الذي خلفته وجعل العالم يفتح عيونه على ما يحدث في رفح من إبادة للأبرياء على يد الاحتلال الإسرائيلي.
تضامن عالمي مع أهل غزة وفلسطين، خاصة بعد مجزرة الاحتلال الإسرائيلي في رفح، وتجلى هذا التضامن، بتداول مليوني عالمي لصورة حملت اسم (كل العيون على رفح)، في ظل استمرار جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.#كل_العيون_على_رفح #فلسطين_قضية_الاحرار pic.twitter.com/4OaSJlgTnD
— شبكة أصدقاء فلسطين (@fopnetwork_ar) June 3, 2024
شارك فيها الملايين بينهم مشاهير ولاعبون عالميون.. وسائل التواصل الاجتماعي تضج بصورة موحدة عليها عبارة "كل العيون على #رفح" في حملة تضامنية تسلط الضوء على ما تتعرض له المدينة عقب "مجزرة" خيام اللاجئين واستمرار القصف الإسرائيلي على #غزة#حرب_غزة pic.twitter.com/naI4riu01x
— Dr.Sam Youssef Ph.D.,M.Sc.,DPT. (@drhossamsamy65) May 28, 2024
فيما وجد المغردون أن الصورة جعلت المحتل يخسر كثيرا، وهو الذي كان يدعى أن جيشه الأكثر أخلاقية في العالم.
"كل العيون على رفح".
الصورة التي شاركها 29 مليونا في 24 ساعة.
صورة تمّ توليدها بالذكاء الاصطناعي، وتمّت مشاركتها من خلال ميزة القصص على Instagram، مع المؤثرين والرياضيين والمشاهير، حسب شبكة "NBS".
تجار "الهولوكست" يخسرون عقودا من الدعاية بعد أن قُبِض عليهم متلبّسين بالتوحّش. pic.twitter.com/147CMRvBRv
— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) May 29, 2024
بينما طالب العديد بمشاركة الصورة بكثافة لأنها "جعلت الاحتلال وكل المتواطئين معه في غيظ شديد.. هل شاركتها؟"
All eyes on Rafah | #AlleyesonRafah
كل العيون على رفح
الصورة التي شاركها أكثر 41 مليون في 24 ساعة.
صورة تمّ توليدها بالذكاء الاصطناعي، وتمّت مشاركتها من خلال ميزة القصص على انستجرام بكثافة جعلت الاحتلال وكل المتواطئين معه في غيظ شديد..
هل شاركتها؟ pic.twitter.com/uXFnM9hC6q
— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) May 29, 2024
المعلمة أبكا صرحت أنها تلقت ردود فعل إيجابية واسعة من مجتمها الماليزي، وأن عائلتها وأصدقاءها كانوا فخورين بها، وهو ما حفزها لتصميم المزيد من الصور المناهضة للحرب.
وأكدت أن كل شخص يمكنه تقديم المساعدة لأهالي قطاع غزة، من خلال العديد من الأعمال كالمقاطعة وغيرها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات کل العیون على رفح pic twitter com
إقرأ أيضاً:
كيف يدير العالم حربه القذرة على غزة؟
يمانيون../
أصبحت تصريحات القادة والمسؤولين في مختلف أنحاء العالم بشأن الجرائم التي يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي في غزة تكرارًا مفضوحًا وسردًا مملًا، خاليًا من أي معيار أخلاقي أو مبدأ عدالة أو شعور إنساني.
أقوالٌ رنانة وعباراتٌ منمقة، فيما الأفعال تأتي على النقيض التام، فتقف مع القاتل وتكاد تضع الضحية في قفص الاتهام، بذلك، يغدو العالم بأسره شريكًا في جريمةٍ كبرى تتواصل فصولها في عناء غزة، إلا من رحم ربي.
المشهد العام بارد، والكلمات فاترة، والرسائل تافهة لا تحمل سوى المزيد من التهريج في مسرح السيرك الإجرامي، حيث بات “التهجير” مرادفًا جديدًا في قاموس المعتوه “ترامب” لمفهوم “الحرية”، في أعقاب لقائه مع شقيقه في الإجرام “نتنياهو”.
اللقاء كشف عن توافقٍ فجّ على ما سُمّي “التهجير الطوعي”، والذي يُمارَس فعليًا كجريمة تهجيرٍ قسري تحت ضغط الإبادة، مع توصيف حماس على أنها “شر مطلق” يجب استئصاله، والحديث عن تحويل غزة إلى “منطقة حرية” بعد نقل سكانها.
“ترامب”، الذي لا يرى في غزة أكثر من “قطعة عقارية” مغرية، يتجاهل بحر الدم المسفوك كما لو كان ماءً جاريًا لا وزن له، بينما ينشغل بـ”قلق” مصطنع على مصير الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة.
ويسعى جاهدًا لعقد صفقة تبادل أسرى قبل زيارته المرتقبة للمنطقة، لا سيما السعودية، فيما يصر نتنياهو على أن تكون الصفقة جزئية لا تنهي الحرب، لأن نهاية الحرب تعني سقوط حكومته الحائرة، لذا، يتزايد الضغط على الوسطاء لدفع حماس نحو تنازلات تخدم شروط الاحتلال.
نتائج اللقاء أكدت أنه لا انتصارات تُذكر لنتنياهو عند عودته، ولا امتيازات سياسية، بل مجرد “صفقة لمن يدفع أكثر” وفق استراتيجية ترامب التجارية المعتادة.
ولعل عقلية الرجلين لا تدرك تعقيدات المنطقة ولا حساسياتها الدينية والتاريخية، ويظنان أن “المزيد من القوة” يحقق النتائج، في تجاهل لحقيقة أن الإخضاع بالقوة لا يولد إلا المزيد من المقاومة والثورة، وأن اتساع النظرية الأمنية الإسرائيلية سيقود إلى انفجار واسع في المنطقة.
الاعتماد على نماذج التطبيع الرسمية في العالم العربي يمثل مأزقًا كبيرًا ومضللًا حتى للجمهور الأمريكي والإسرائيلي، حيث يبدو أن المشروع الصهيوني يندفع إلهيًا نحو نهايته، فيما المنطقة تستعد لصدامات كبرى يكون فيها الاحتلال هو الخاسر الأكبر.
أما تصريح ترامب عن “محبته لأردوغان” فيعكس صورة صارخة للعجز؛ إذ لم ينجح الأخير في توظيف تلك العلاقة لوقف حرب الإبادة المتواصلة على غزة منذ أكثر من عام ونصف، ويبدو عجزه اليوم أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، وهو تقصيرٌ لا يُمكن التغاضي عنه، خاصة وأنه ينتمي إلى مدرسة فكرية تستهدفها آلة الحرب الصهيونية في غزة، ورغم ذلك لم يتجاوز أداؤه دائرة الشجب والخطابات.
هذه هي الحقيقة المؤلمة؛ في معظم البلدان العربية والإسلامية لا يوجد إلا ضجيج بلا أثر، ومظاهرات لا تهدف إلا لتسكين الضمير لدى من بقيت لديهم مشاعر لم تمت بعد، وبات العالم بأسره وعلى ما يبدو وكأنه ينتظر من نتنياهو أن “يتكرم” بوقف حرب الإبادة، وكأن ذلك شأنه الشخصي، في مفارقة عجيبة وساخرة تنضح بالخزي والعار.
أما التقارير العبرية، كمثل ما نشرته “يديعوت أحرونوت” عن نية جيش الاحتلال إدخال مساعدات إلى غزة، فليست أكثر من دعاية رخيصة هدفها تلميع صورة الاحتلال وتلمّس الأعذار له ولأصدقائه على الجانب الأخر من المعابر، بينما الحقيقة تؤكد أن الحصار لا يزال قائمًا، وأن لا مؤشرات جدية لأي انفراج قادم.
حتى هذه اللحظة، لم تتلقَ حماس أي مقترحات من الوسطاء حول تهدئة أو صفقات، ولا عقدت لقاءات مع فتح، ولا توجد ترتيبات أو تواريخ محددة، ومع ذلك، تبدي الحركة انفتاحًا مسؤولًا على أي حوار وطني جاد يوحد الصف ويعزز الموقف الفلسطيني.
وهي في كل طرحٍ واقعي تعاملت بجدية، متمسكة بأولوياتها الواضحة: وقف العدوان، إنهاء الحصار، وقف المجازر، إنقاذ الشعب، ثم دعمه واستعادة كرامته.
غزة، بإرثها الجهادي وتضحياتها البطولية، باتت رمزًا عالميًا للصمود والثبات، ومصدر إلهام لكل مشروع تحرري، أثبتت قدرتها على صياغة رؤية كفاحية ثورية موحدة، مؤكدة حاجة الأمة إلى مشروع سياسي ثقافي جامع يعيد لها اعتبارها ودورها في معركة الوعي والتحرر، مشروع منهاجه القرآن ومسيره الجهاد.
عبدالقوي السباعي| المسيرة