أعلن "حزب الله"، اليوم الأربعاء، استهداف مصنع ‌‏"بلاسان" للصناعات العسكرية في ‏مستوطنة "سعسع" بالصواريخ الموجهة، مؤكّداً إصابته إصابة مباشرة. ‏ 

وأشار الحزب إلى أنّ هذا الاستهداف يأتي رداً على الاغتيال ‏الذي نفذه الاحتلال الإسرائيلي في بلدة جويّا الجنوبية، والذي راح ضحيته قائد بارز في "حزب الله" يدعى طالب عبدالله.



ما هو مصنع "بلاسان"؟  تقع شركة تصنيع الدروع الإسرائيلية "بلاسان سعسع"، داخل "كيبوتس سعسع" على بعد ميلين فقط من الحدود اللبنانية في منطقة الجليل الأعلى شمالي فلسطين المحتلة. 

تأسّست الشركة كجمعية تعاونية في "كيبوتس سعسع" عام 1985 لإنتاج المنتجات البلاستيكية الصلبة، لكنّها سرعان ما حوّلت تركيزها إلى تصميم وإنتاج الدروع المركّبة للجيش الإسرائيلي، حيث أصبحت تعدّ هذه الشركة اللاعب الأبرز في إسرائيل، وعلى مستوى العالم، في مجال حماية وتدريع المركبات.

وفي أواخر الثمانينيات، بدأت الشركة بإنتاج سترات إبطال مفعول القنابل للجيش الإسرائيلي، وعندما اندلعت الانتفاضة الأولى، ركزت الشركة على المركبات المدرعة.

وفي التسعينيات من القرن الماضي، طوّرت حماية لقوات الجيش الإسرائيلي. وفي نهاية الألفية بدأت أيضاً في حماية مركبات "الهمر" للجيش الذي كان يحتل جنوبي لبنان، والذي كان معرضاً لتهديدات العبوات الجانبية والارتجالية بشكل دائم.

وبحلول أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أصبحت الشركة تعمل مباشرةً مع الشركات المصنعة للمركبات المدرعة وغيرها داخل إسرائيل وخارجها، إلى جانب تصنيعها الدروع الواقية للبدن ومجموعات دروع المركبات للجيش الإسرائيلي. ومن بين هذه الشركات كانت الشركتان الأميركيتان "Navistar Defense" و"Oshkosh Defense"، وقد تعاونت معهما "بلاسان" في تصميم وتصنيع درع "Kitted Hull" (عملية تصميم وإنتاج لتجميع كابينة مدرعة خالية من اللحام) لاستجابتهما لتهديدات العبوات الناسفة ضد القوات الأميركية في العراق وأفغانستان.

واليوم، تعمل الشركة كشريك متكامل أو مقاول مع شركات إسرائيلية مثل "Elbit Systems" و"Raphael" في "إسرائيل"، و"Lockheed MartinLMT"، وغيرها من الشركات. 

كذلك، أصبحت الشركة تمتلك 3 وحدات أعمال، وهي الحماية والبقاء، والمركبات، ووحدة جديدة نسبياً تتعامل مع الروبوتات المناورة، إذ تستجيب هذه الوحدات للصناعات العسكرية بناءً على تطور الحاجات الواقعية للجيش الإسرائيلي باختلاف ظروف القتال وطبيعة التحديات التي تواجهه، وأيضاً بناءً على السوق الذي يتغير باستمرار، حيث يتطلب من الشركة تطوير أنظمتها.

أهمية الصناعات العسكرية بالنسبة لإسرائيل
تعتمد إسرائيل على منتجاتها العسكرية والأمنية المتقدمة، أو "التكنولوجيا العسكرية" التي تدّعي أنها متقدّمة على المستوى العالمي في هذا المجال، لتسويق أهمية العلاقات معها.   وتبيع إسرائيل أسلحة وتكنولوجيا أمنية وعسكرية للعديد من الدول، كأذربيجان ونيجيريا والأرجنتين وفنلندا، ما يساهم في زيادة نفوذها في حكومات هذه الدول عبر امتلاك القدرة على التأثير في أمنها وقوتها العسكرية.

وشركة "بلاسان" على سبيل المثال، توظف نحو 400 عامل في مصنعها الرئيسي في "سعسع"، ولديها شركة فرعية في الولايات المتحدة (بلاسان أميركا الشمالية)، كما تمتلك شركات صغيرة أخرى في فرنسا واليونان.

وتعدّ الأسلحة الإسرائيلية ذات ميزة عالمية بأنها "مجربة في الميدان"، وهي الميزة التي تفتخر بها الصناعات العسكرية الإسرائيلية أمام منتجات دول أخرى لا فرصة لديها لتجربة أسلحتها في حروب حقيقية. وبالتالي، تعدّ الحروب والاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين بشكل خاص، فرصاً أمام شركات التصنيع العسكري والتطوير الإسرائيلية، لتجربة أسلحتها في ميدان حرب حقيقي.

أبعاد الاستهداف يشكّل استهداف حزب الله لهذا المصنع ضربةً نوعية في إطار المعركة القائمة، وذلك لما يُمثّله من أهمية بالنسبة إلى إسرائيل، وبالتحديد في الوقت الحالي، أي بعد أكثر من 8 أشهر على الحرب وتلقي الجيش ضربات متواصلة في قطاع غزة وعلى الجبهة الشمالية، إذ باتت آلياته وقدراته العسكرية مستنزفة إلى حد كبير، ويحتاج إلى تصنيع أو تجديد أو صيانة آلياته ومعدّاته في خضم المعارك المستمرة، فيما يُمارس الجيش سياسة "اقتصاد التسليح".   

وبحسب تقرير لموقع "تايمز أوف إسرائيل"، نُشر مطلع العام الحالي، فإنّ مصنع "بلاسان" يعمل بجهد أكبر من أي وقت مضى، ويُكثّف من إنتاج صفائح الدروع الواقية للبدن التي تشتد الحاجة إليها في أعقاب اندلاع معركة "طوفان الأقصى"، وهو المنتج الأساسي لشركة "بلاسان" عندما تأسست في عام 1985.

وقال نير خان، مدير التصميم في الشركة، إنّه تلقّى الأوامر من الجيش ووزارة الدفاع، وقالا إنّهما بحاجة إلى أكبر قدر ممكن، وفي أسرع وقت ممكن، من مجموعات الدروع المثبتة بمسامير للسترات الواقية من الرصاص للمركبات العسكرية، بالإضافة إلى توفير المصنع الآن خدمة قطع الغيار والصيانة، ضمن أنشطة لوجيستية قد تتأثر بشكل أو بآخر من استهداف المقاومة للمصنع.  (الميادين نت)            

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: للجیش الإسرائیلی حزب الله

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: إسرائيل حققت جزءًا كبيرًا من مخططها في لبنان

قال العميد عادل المشموشي الخبير العسكري والاسترتيجي، إن الغارات التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، كانت عالية للغاية سواء كانت على الجبهة الجنوبية، وليلًا على استهدافات متعددة التي طالت معظم الضاحية الجنوبية والأحياء، موضحا أنه تم استهداف أحد قيادات حزب الله في وسط العاصمة بيروت.

لبنان: شهيد ومصاب في استهداف من قِبَل مسيرة إسرائيلية عند شاطئ صور الجنوبي صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل بعدد من المدن المحتلة بعد تسلل مسيرات من لبنان جيش الاحتلال الإسرائيلي

أوضح «المشموشي» خلال لقاءه عبر قناة القاهرة الإخبارية، اليوم السبت، أن جميع أهالي العاصمة بيروت ظلوا لساعات طويلة في حالة ذعر شديدة، من شدة الغارات التي تشن من جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن مسلسل استهدافات قيادات حزب الله من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي يسير على قدم وساق وكل ما سمحت لهم الفرصة للتخلص من أحد قيادات حزب الله لم يتضرعوا حتى وان كانت الاستهدافات تطول مواطنين مدنيين.

إسرائيل حققت جزءًا كبيرًا من مخططها في لبنان

أوضح أن المباني التي تم استهدافها داخل العاصمة بيروت هي مباني مأهولة بالسكان، وجيش الاحتلال الإسرائيلي لم يلتفت إلى أعداد المدنيين اللذين قد يسقطون دون سابق إنذار، لافتا إلى أن ما حدث  في الجبة الجنوبية هو اختراق وسيطرة على أحد القرى الكبرى، وإسرائيل حققت جزءًا كبيرًا من مخططها في لبنان وتسعى للضغط لقبول شروط التسوية .

مقالات مشابهة

  • ماذا وراء تكثيف حزب الله قصف وسط إسرائيل؟ خبير عسكري يجيب
  • المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنتي “سعسع” و “ميرون” بصليات صاروخية
  • الجيش اللبناني: استشهاد عسكري وإصابة 18 بينهم حالات حرجة جراء قصف إسرائيلي جنوب صور
  • ردّاً على استهداف بيروت.. إليكم ما قصفه حزب الله في تل أبيب
  • إسرائيل تأمر بإخلاء 5 بلدات جنوب لبنان وسط تصعيد عسكري عنيف
  • إعلام إسرائيلي: حزب الله أطلق 100 صاروخ باتجاه الشمال منذ الصباح
  • خبير عسكري: إسرائيل حققت جزءًا كبيرًا من مخططها في لبنان
  • ماذا نعرف عن صاروخ روسيا "التحذيري" للغرب؟
  • خبير عسكري: مقبلون على تصعيد أعنف من الاحتلال الإسرائيلي ضد لبنان
  • خبير عسكري: سنشهد تصعيدًا أعنف من الاحتلال الإسرائيلي على لبنان