تمثل إفريقيا عالميًا.. مروة خليل: تركت الهندسة من أجل الوصول لمنصات التتويج في التعليق الصوتي (تقرير)
تاريخ النشر: 5th, August 2023 GMT
لم تكن حكاية الطالبة «مروة خليل» مختلفة عن حكايات قريناتها ممن حصلن على درجات في الثانوية العامة تؤهلهن لدخول إحدى كليات القمة – كلية الهندسة – فالعائلة رأت أن تفوقها يجب ألا يضيع دون استغلال أمثل، وافقت «مروة» على مضض، لكن الرفض بداخلها كان العنوان الأكبر، إذ حاولت بعد أن نجت من السنة الاولى أن تغير كليتها لكن كانت العائلة صاحبة اليد العليا، سارت في طريقها مثلما خططت لها العائلة، لكن في داخلها حلما بأن تغير من قدرها مستقبلا.
أخبار متعلقة
كيفية التعليق الصوتي.. ندوة بثقافة شرم الشيخ
أخر حلقات عايدة سعودي بـ«راديوهيتس»: «فرحة البراءة مش يعتبر تعليق على الحكم؟» (تسجيل صوتي)
سوسن بدر تشارك بالتعليق الصوتي في فيلم «حلم»
حلمها الأكبر كان في مجال الإعلام، فور تخرجها من كلية الهندسة بتقدير عام جيد، بدأت على الفور تقديم أوراقها إلى كلية الإعلام لتبدأ الدراسة من جديد، عندما أخبرت زوجها عن شغفها بمجال الإعلام بمختلف تخصصاته، رشح لها إحدى الدورات التدريبية في أحد المراكز، لكن تحولا كبيرا حصل في حياتها، إذ اضطرت أن تسافر برفقة زوجها لأحدى الدول العربية، هناك انسحق حلمها وسط انشغالات متعددة ومختلفة، لديها ثلاث أطفال تولت متابعة دراستهم وكل ما يخصهم، ولم يعد هناك وقت بشكل كاف لأن تواصل رحلة البحث عن حلمها، بعد فترة شارفت على الـ 7 سنوات أو يزيد، لتبدأ الحياة في الهدوء من حولها أكثر، وهنا عاد حلمها يؤرقها من جديد.
بدأت بالبحث عن دورات تدريبية في مجال الإعلام، ووقع اختيارها على التعليق الصوتي – VO – لتكون نقطة انطلاق لحياتها المهنية من جديد بعد حالة جمود لسنوات، بعد فترة من التدريب والتعلم، بدأت التجربة في الاكتمال، تحكي مروة: «زوجي كان خير معين وداعم لي، هو أول من أمن بموهبتي، في أحد الأيام أخبرني أنه يحب الكتب الصوتية، وسألني: لماذا لا تحاولي في الأمر.. بالفعل اشتريت ميكروفون وبدأت في تسجيل الكتب، لتبدأ رحلتي مع عالم التعليق الصوتي».
واختارت الرابطة الأفريقية لمواهب الصوت والبودكاست APVA ترشيح مروة خليل لجوائزها السنوية لهذا العام في تصنيفين، الأول كأفضل أداء صوتي روائي توضيحي في أفريقيا، والجائزة الثانية كأفضل صوت إعلاني في القارة السمراء.
وتأتي هذه الجوائز بعد وصول مروة خليل لمصاف العالمية عقب ترشيحها لجائزتين في جوائز جمعية الصوت وعلومه الأمريكية SOVAS، وهي جوائز عالمية مشابهة لجوائز الأوسكار الشهيرة لكنها مخصصة لفناني التعليق الصوتي، كما ترشحت مروة لجائزة أفضل أداء إعلاني عربي للتلفزيون وجائزة أفضل سرد عربي للتلفزيون أو الأنترنت.
المعلقة الصوتية مروة خليل
أن تتحول من خريج لإحدى كليات القمة، وتختار مصير مختلف فهو فعل يجلب إليك غضب واستهجان كل من حولك، لكن مروة كان لها رأي آخر، إذ تقول: «بالفعل عملت في إحدى شركات البترول ذات الاسم والتاريخ، لكني تركت العمل سريعا، لا أتذكر أحدا من حولي دعمني في ذلك القرار ما عدا زوجي، لكن في النهاية كان قراري، كنت أشعر بالسعادة الكبيرة وأن أخوض تجربتي الخاصة، فهو شعور لا يضاهيه شعور على وجه الأرض، أن تمشي خلف طموحك وصولا إلى نقطة التحقيق الفعلي على أرض الواقع».
احتاجت «مروة خليل» الكثير من العمل والكثير من التدريب والفرص لأن تصل إلى اسم له تواجد في عالم التعليق الصوتي، تحكي عن أول عمل بمقابل مادي لها: «بعد القرار الذي اتخذته بأن أعمل في مجال التعليق الصوتي وعدد لا بأس به من التدريبات والكورسات، بجانب العديد من محاولات الالتحاق بمؤسسات تحتاج إلى معلقين صوت، أخيرا تم الاتفاق معي من قبل إحدى الشركات التي كانت تنتج تطبيق خاص يحتاج إلى معلق صوتي، لم يكن الأجر كبير لكنه كان عادلا، على أية حال كنت أحتاج للحطوة الأولى التي تخبرني أنني أسير في الطريق الصحيح، وهو ما حدث».
أما عن حلمها بأن تكون معلقة صوتية، تقول مروة: «الحقيقة أنني لم أفكر في الأمر أبدًا، في البداية لم أكن أعرف مثلي مثل غيري ماذا يعني التعليق الصوتي حتى أصبح واحدة من العاملات في هذا المجال، لكن كان لدي هدف بالفعل بان أدخل الصناعة وأن أحقق شيئا جديدا، وأتمنى في لمستقبل أن أضع وغيري حجر الاساس لصناعة التعليق الصوتي بمختلف استخداماته».
المعلقة الصوتية مروة خليل
إحدى أهم العقبات التي واجهت «مروة» هي عدم النظر إلى التعليق الصوتي بانه مهنة وفن صاحب طابع خاص، تقول مروة: «للأسف ما زلنا حتى هذه اللحظة نعاني من التهميش في مجال الإعلام، البعض ينظر إلى التعليق الصوتي بأنه مجرد بند في عملية الإنتاج، مؤخرا بدأ الإدراك بقيمة التعليق الصوتي وأهميته في الأعمال الفنية والتعليمية وغيرها من ألوان الإعلام، نحتاج إلى مزيد من الاهتمام، وأتمنى أن أحقق هذا النجاح بالشكل المطلوب ليصبح التعليق الصوتي موضع اهتمام كبير في وطننا العربي، هذا حلمي الذي أسعى إليه».
التعليق الصوتي المعلقة الصوتية مروة خليل مروة خليلالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين زي النهاردة فی مجال
إقرأ أيضاً:
خبيرة إسرائيلية: سوريا تمثل منجم ذهب للإمارات
قالت الكاتبة الإسرائيلية، خبيرة القضايا الجيوسياسة والأزمات الدولية والإرهاب العالمي عنات هوشبيرغ مروم إن سوريا تمثل منجم ذهب للإمارات، رغم أن الأسد تركها وراءه أرضا محروقة.
وتابعت في مقال لها على صحيفة "معاريف" العبرية، إنه في "ظل الانهيار الدراماتيكي لنظام الأسد في دمشق، أعلنت الإمارات أنها قلقة جداً من الفوضى والتطرف ومن المساس بالوحدة الإقليمية لسوريا".
ولم يكن سقوط نظام البعث العلماني، بعد أكثر من 60 عاماً من الحكم الاستبدادي والقاسي، قد أدى إلى فوضى سياسية وأمنية خطيرة فحسب، بل إن الفراغ السياسي-الحكومي الذي نشأ نتيجة لانهيار مؤسسات الجيش والأمن التابعة للنظام السوري أصبح الآن مركز جذب للمنظمات الإرهابية، بحسب تعبيرها.
وتابعت: "علاوة على ذلك، يظهر التحليل الجيوسياسي والاستراتيجي الواسع أن سقوط النظام وتفكك سوريا، خاصة في سياق ضعف إيران وانهيار المحور الشيعي، يؤثر بشكل كبير على خريطة العلاقات والمخاطر في الشرق الأوسط. إن صعود الإسلام الراديكالي في سوريا، وخاصة بدعم من تركيا، هي عمليات وتطورات خطيرة للغاية. كل هذه الأمور تعكس وضعاً جديداً وقابلاً للانفجار، يعزز من حجم التهديد الأمني، ويقلب موازين القوى في العالم الإسلامي ويؤثر على مستقبل سوريا ومصير المنطقة بأسرها".
وأشارت إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، لأول مرة بعد خمسة عقود من حكم العلويين في سوريا، حدث تغيير ضخم في خريطة البلاد. اتضح أن الدول غير العربية - بما في ذلك إسرائيل وإيران وتركيا - هي التي تتنافس هذه الأيام على تشكيل وجه سوريا وتنظيم حكمها الجديد.
وقالت إنه في هذا السياق، في الإمارات وفي العديد من الدول العربية بقيادة السعودية ومصر والأردن، هناك قلق متزايد بشأن دعم تركيا وقطر لهيئة تحرير الشام، وبعض هذه المليشيات مرتبطة بحركة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها تهديداً كبيراً لها. إلى جانب احتمالية أن تقوى فروع "الإخوان" في مختلف أنحاء الشرق الأوسط والخليج، فإن سيطرة هذه المليشيات المسلحة بسرعة على أراض واسعة في وسط سوريا، مع مهاجمتها للقوات الكردية بمساعدة الجيش التركي، تعمق من حدة الأزمة.
ورأت أن "كل هذه الأمور تزيد من عدم اليقين وعدم الاستقرار الأمني، مما يؤثر على جميع دول المنطقة ويهدد بتهديد استقرار إمارة الإمارات".
ونوهت إلى أنه "لم يكن من دون سبب أن كبار المسؤولين في أبوظبي دعوا هذا الأسبوع إدارة بايدن في واشنطن إلى تجنب التعاون مع الفصائل التي أسقطت النظام في دمشق وتؤسس الآن الحكومة الجديدة في سوريا. واتهم أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، الرئيس السوري بالمسؤولية عن الانهيار السياسي لنظامه لفشله في الاستفادة من حبل النجاة الذي قدمته له في وقت سابق الدول العربية بما في ذلك أبوظبي".
في هذه النقطة، من المهم توضيح أن الإمارات هي واحدة من الدول العربية القليلة التي اعترفت بسوريا في عام 2018، واستضافت لأول مرة الرئيس الأسد في أبوظبي، بل وقادت عملية إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية في عام 2023. وبينما تقوم بدور حاسم في إعادة بناء مكانة سوريا وسمعتها في العالم الإسلامي، فإن القيادة الإماراتية دعمت تجديد العلاقات الدبلوماسية بين السعودية ومصر والبحرين ودول أخرى معها، بعد انقطاع العلاقات نتيجة الأزمة التي اندلعت هناك في 2011.
إلى جانب الدعم الاقتصادي لإعادة بناء الدولة والاقتصاد السوري المتدهور فإن هذه الخطوات تمثل خطوة سياسية واقتصادية هامة للغاية بالنسبة لإمارات الخليج. ذلك رغم الفجوات الإيديولوجية والخلافات العميقة بينها، وخاصة مع قطر. إنها خطوة استراتيجية تهدف إلى تعميق العلاقات مع إيران ووقف تعزز سيطرتها ونفوذها في سوريا وفي منطقة الشرق الأوسط.
علاوة على ذلك، في الرؤية الاستراتيجية لقيادة الإمارات، فإن إعادة دمج الأسد في المنطقة وإعادة بناء النظام في دمشق تهدف إلى تعزيز مصالح الإمارات خارج منطقة الشرق الأوسط. بخلاف تعزيز موقفها القيادي مقابل السعودية وتقوية مكانتها في دول الخليج، وزيادة الروابط مع روسيا، التي منعت مع إيران انهيار النظام في دمشق في 2015، سعت حكومة أبوظبي إلى منع انقسام العالم العربي الذي قد يؤدي إلى تعميق الشقاقات الداخلية بين الدول. ذلك خصوصاً في ظل تصاعد الصراع بين الصين والولايات المتحدة.
في هذا السياق، لم يكن تسريع عملية التطبيع مع سوريا، خاصة منذ 7 أكتوبر، هو فقط ما حدث، بل إن الإمارات استغلت ذلك ودعت دمشق إلى تجنب التدخل في حرب إسرائيل ضد حماس في قطاع غزة. كل هذا في الوقت الذي لم تنتقد فيه سوريا - رغم انتمائها إلى المحور الراديكالي - العلاقات بين الإمارات وإسرائيل. وهذا إنجاز دبلوماسي بحد ذاته، مما يعزز بشكل أكبر أهمية اتفاقات أبراهام، بحسب الكاتبة.
بناءً على كل ما سبق، فإن سقوط نظام الأسد يضع سياسة الإمارات الخارجية أمام اختبار. إن تأثيرها في سوريا يتطلب منها تقديم تنازلات كبيرة بشأن إنجازاتها الدبلوماسية، وتبني نهج جديد واستمرار الحوار مع أي حكومة جديدة قد تقوم في دمشق. إن تقويض الاستقرار في سوريا، الذي يؤثر بالفعل على المجال الأمني الإقليمي، من المتوقع أن يؤدي إلى استمرار فرض العقوبات الدولية عليها.
مع ذلك، فإن الضغط من أبوظبي والرياض على إدارة بايدن في واشنطن، خاصة في هذه الأيام، للمطالبة بتجنب تجديد العقوبات على سوريا في ظل انتهاء صلاحيتها في 20 ديسمبر، قد يسمح لهما باستثمار موارد ضخمة في تطوير وإعادة بناء الدولة والاقتصاد السوري.
وختمت بأنه على الرغم من أن نظام الأسد ترك وراءه "أرضاً محروقة"، فإن هذه الحالة تمثل "منجم ذهب" بالنسبة لهما. إذ إن حل قضية اللاجئين السوريين، والاستثمار في تطوير وبناء البنية التحتية للطاقة والنقل والتجارة في سوريا - المتوقع أن يستمر حوالي عشر سنوات ويصل إلى نحو 400 مليار دولار وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة - من المرجح أن يجلب عوائد استراتيجية هائلة. أي أنها ستعزز وتوسع وتسارع نمو اقتصادات الخليج التي ستؤثر على اقتصاد سوريا ودول المنطقة.