الإمارات تشارك في الاجتماع التنفيذي الـ 121 لـ “الأمم المتحدة للسياحة” في برشلونة
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
شارك معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد رئيس مجلس الإمارات للسياحة، في الاجتماع الـ “121” للمجلس التنفيذي لـ “الأمم المتحدة للسياحة”، الذي استضافته مدينة برشلونة اليوم.
جرى خلال الاجتماع الاطلاع على أحدث الاتجاهات العالمية في السياحة الدولية ومناقشة فرص التعاون في مختلف القطاعات والأنشطة السياحية بين الدول الأعضاء.
وعلى هامش الاجتماع، وقَّعت وزارة الاقتصاد اتفاقية تعاون مع “الأمم المتحدة للسياحة” (UN Tourism)، لتطوير منصة رقمية تهدف إلى تعزيز التحول الرقمي للقطاع السياحي وتسهيل التواصل بين الدول الأعضاء أثناء انعقاد اجتماعات ولقاءات المنظمة، وتقديم المزيد من الخدمات المتقدمة مثل التصويت الإلكتروني، والتسجيل الرقمي في فعاليات وأحداث المنظمة.
وأكد معالي عبدالله بن طوق، أن دولة الإمارات بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة، حريصة على تعزيز التعاون وبناء الشراكات المثمرة مع المنظمات والمؤسسات السياحية العالمية، وتبادل أفضل الخبرات والممارسات في مختلف القطاعات والأنشطة السياحية، بما يعزز مكانة دولة الإمارات وجهة سياحية رائدة عالمياً، ويدعم جهود التنمية السياحية المستدامة إقليميا ودوليا.
وأشار معاليه إلى أن التعاون مع “الأمم المتحدة للسياحة” يُمثل خطوة مهمة لتعزيز توطين التكنولوجيا والتقنيات المتقدمة في القطاعات السياحية، وخلق أفكار جديدة ومبتكرة تدعم التواصل الرقمي بين الدول الأعضاء، لا سيما أن الإمارات تمتلك خبرات قوية في تطوير المنصات الرقمية وفق أفضل الممارسات المتبعة في هذا الصدد.
واستعرض ابن طوق خلال مشاركته في الاجتماع، جهود دولة الإمارات في تطوير وتنمية القطاع السياحي في ضوء “الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031″، والرامية إلى زيادة مساهمة هذا القطاع الحيوي في الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الوطني إلى 450 مليار درهم، وجذب استثمارات جديدة بقيمة 100 مليار درهم للقطاع السياحي في الدولة، واستقطاب 40 مليون نزيل في المنشآت الفندقية بحلول العقد المُقبل.
وأشار معاليه إلى أن القطاع السياحي الإماراتي، واصل نموه المتزايد خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2024، إذ استقبلت الغرف الفندقية في الدولة والبالغ عددها 213 ألف غرفة أكثر من 7.7 مليون نزيل فندقي بمعدل نمو بلغ 5% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2023، كما وصل معدل إشغال الفنادق إلى 81%، وهو من أعلى المعدلات المحققة في الوجهات السياحية الرائدة على مستوى العالم.
واستعرض معاليه أبرز النجاحات الاستثنائية التي حققها القطاع السياحي في دولة الإمارات خلال الفترة الماضية وتحويله إلى أحد القطاعات الاقتصادية الحيوية المساهمة في نمو الاقتصاد الوطني واستدامته، ومن أبرزها وصول نسبة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للدولة لعام 2023 إلى 11.7%، بما يعادل 220 مليار درهم، مُحققا نموا بنسبة 26% مقارنة بعام 2022 ومتخطيا مستويات عام 2019 بنسبة 14٪، بالإضافة إلى حصول دولة الإمارات على المرتبة الأولى إقليمياً والمرتبة 18 عالمياً في مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، محققة تقدما بمقدار 7 مراكز مقارنة بالمرتبة الـ 25 عالميا في العام 2019.
وتوقع أن يحقق القطاع السياحي في الدولة نموا ملحوظا خلال العام 2024، في ظل استمرار الدولة في العمل على تطوير القطاع وتعزيز ممكناته وتنافسيته، وتوفير بنية تحتية متطورة قائمة على أفضل المعايير العالمية، وإتاحة أعلى جودة من المنتجات والخدمات السياحية المتميزة، حيث توفر الإمارات بتنوع ثقافاتها ووجهاتها السياحية المتنوعة تجربة فريدة للزوار والسائحين من جميع أنحاء العالم”.
كما توقع ابن طوق مواصلة السياحة في المنطقة تقديم أداء متميز في المؤشرات والنتائج خلال المرحلة المقبلة، لا سيما في ظل مشروعات واستراتيجيات ومبادرات سياحية مبتكرة ومن أبرزها إصدار التأشيرة الخليجية الموحدة التي ستدخل حيز التنفيذ العام المقبل، وستسهم في تطوير مسار سياحي موحد يربط دول مجلس التعاون، وستوفر عدة خيارات لزوار المنطقة للتخطيط لرحلتهم.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الأمم المتحدة للسیاحة القطاع السیاحی دولة الإمارات السیاحی فی
إقرأ أيضاً:
سياسة “ترامب” وثنائية الهيمنة والفوضى الأمريكية
يمانيون../
بات حلفاء واشنطن في موقع حرج للغاية؛ فسياسية الرئيس الأمريكي ترامب ومواقفه الأخيرة أحرجتهم، بل الأصح أنها وضعتهم أمام اختبار حقيقي لعلاقتهم بأوطانهم، إذ بات عليهم بعد واقعة ترامب – زيلينسكي أن يختاروا إما مصالح شعوبهم، وإما الخضوع لواشنطن على حساب مصالحهم الوطنية.
منذ اليوم الأول لتوليه منصبه ودخوله البيت الأبيض، لم يتوقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الخروج بتصريحات منفلتة عن الضوابط الدبلوماسية ومتناقضة أحيانًا واتخاذ قرارات تثير القلق في العالم.
تصريحات ترامب غير المنطقية وغير الواقعية، يمكن قراءتها بوضوح من خلال التوقف أمام رغبته في الاستيلاء على قطاع غزة من فلسطين، وغرينلاند من الدنمارك، وأن تصبح كندا الولاية الحادية والخمسين للولايات المتحدة، وأن تستعيد الولايات المتحدة المسيطرة على قناة بنما.
والأخطر في تلك التصريحات هو ما يهم منطقتنا العربية في رغبة ترامب في الاستيلاء على قطاع غزة مع تأكيده مجددًا على ضرورة تهجير الفلسطينيين من القطاع إلى مصر والأردن، وهو ما خلف العديد من ردود الأفعال الرافضة لهذا المخطط ولهذا المنطق في آن.
كما نراه يعلن انسحاب واشنطن من مجلس حقوق الإنسان ووقف تمويل الأونروا إرضاء للكيان الصهيوني، ويقول إنه لا ضمانات بصمود اتفاق غزة، ويوقع على أمر تنفيذي يفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرتي اعتقال بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني مجرم الحرب بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت.
وبهذه المواقف المخالفة للعقل والمنطق والقوانين والشرائع، فقد أطلق ترامب منذ اللحظة الأولى لإعادة انتخابه لرئاسة الولايات المتحدة، وبمساعدة “صديقه الرئاسي” الملياردير إيلون ماسك، العنان لفوضى عارمة من خلال تشتيت انتباه العالم، فالأوامر والتصريحات الرئاسية تصدر بوتيرة سريعة للغاية بما يكفي لتفتيت أي معارضة، وحاليًا لا يوجد من يمكنه متابعة كل هذه الأوامر والتصريحات، سواء كان شخصا أو حكومة.
اختار ترامب كولومبيا لتكون نموذجًا لما يمكن أن يحدث لأي دولة عندما تقول لا للرئيس الأمريكي، فقد قاوم رئيس كولومبيا لفترة وجيزة استقبال طائرات قادمة من الولايات المتحدة لإعادة مهاجرين غير شرعيين، لكن الرئيس الأمريكي هدد بفرض رسوم بنسبة 50% على صادرات كولومبيا، فاضطر رئيس كولومبيا إلى التراجع والموافقة على طلب ترامب.
لا يتوقف ترامب كثيرًا عند حقيقة أن أصدقاء الولايات المتحدة وخصومها بدءا من الشرق الأوسط المتقلب وحتى الصين ناهيك عن بريطانيا يعارضون خطته لغزة التي يمكن أن تنسف وقف إطلاق النار الهش في غزة، وكذلك اتفاقية السلام بين مصر والكيان الصهيوني، كما أنها تمثل انتهاكا للقانون الدولي أيضا.
لكن في المقابل، فقد أربكت مشاهد تدفق النازحين الفلسطينيين العائدين إلى بيوتهم المدمرة في شمال القطاع بعد وقف إطلاق النار وتشبثهم بأرضهم، حسابات ترامب وإدارته.
كما لاقت خطة ترامب الرامية لتهجير الفلسطينيين من أرضهم رفضا عربيا وإسلاميا ودوليا.
وسبق أن انسحب ترامب في ولايته الأولي التي سبقت جو بايدن من منظمة اليونسكو تضامنا مع الكيان الصهيوني فى 2017، وانسحب من الاتفاق النووى مع إيران فى 2018، ويُصرح ــ فى 2018 بعد زيارته لفرنسا للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لنهاية الحرب العالمية الأولى ــ أنه لولا الولايات المتحدة لتحدث الفرنسيون بالألمانية! ويُخفِّض من عدد قواته فى ألمانيا فى 2020، فى محاولة لابتزاز ألمانيا لدفع تكاليف قواته!
وبالتالي يحدث ما يسميه حلفاء ترامب “إغراق المنطقة”، بينما يرد ترامب بكلمة واحدة هي: “فافو”، كاختصار لعبارة “أخلق الفوضى ثم رتبها” باستثناء أن الكلمة الأولى فيها ليست “فوضى”.. وهو في كل ذلك يؤكد النزعة الفوقية والاستيلائية والاستعمارية في وعي السلطة الامريكية.
وتباين تفسير ذلك بين فريق يرى أن قرارته فجائية غير مدروسة ومدفوعة بمنطق القوة، وفريق آخر ينظر إليها باعتبارها فلسفة لتحقيق رؤيته من خلال الارتفاع بسقف المطالب حتى ينال ما يستهدف من خلال التفاوض؛ لكنها في الأخير تقدم بكل وضوح الوجه القبيح لأمريكا ويقف خلفها هدفها الاستعماري الواضح في السيطرة.
السياسية: عبدالعزيز الحزي