أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في الاجتماع التشاوري حول تعزيز التنسيق فيما بين مبادرات وجهود السلام لصالح السودان المنعقدة في الجامعة العربية بالقاهرة، أن ضحايا الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع تجاوزت ١٥ الف قتيل وتشريد عشرة ملايين اخرين وابادة جماعية وتطهير عرقي في دارفور وكردفان، وأن انهاء الأزمة مسئولية ابناء السودان أنفسهم بمساعدة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والاقليمية ذات الصلة.

وأكد أن اجتماع اليوم من أجل مناقشة سبل تنسيق جهودنا المبذولة لصالح استعادة السلم والاستقرار في السودان، حيث نجتمع اليوم في ظل حرب غير مسبوقة في تاريخ السودان الحديث تدور أحداثها منذ أربعة عشر شهراً بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، راح ضحيتها في أقل تقدير حوالي خمسة عشر ألف شخصاً حتى الآن، وعشرة ملايين تشردوا بعيداً عن مساكنهم ومدنهم وقراهم، مع إسقاط واستهداف متعمد لمؤسسات الدولة وبخاصة في العاصمة الخرطوم، وعمليات تطهير عرقية بشعة عادت لتطل برأسها من جديد في دارفور وكردفان، بالإضافة إلى انتهاكات بالجملة لحقوق الانسان الأساسية وصلت إلى حد ارتكاب مجازر يندى لها الجبين كما حدث في ولاية الجزيرة الأسبوع الماضي، ومجاعة توشك أن تفتك بشعب هذا البلد الذي اشتهر بكونه سلة خبز أفريقيا والوطن العربي.

وقال إن الوضع السوداني قد يحتمل كثير من التحليل حول جذور الأزمة وأسباب انحداره إلى هذا المستوى غير المسبوق، ولكن لا ينبغي أن نسمح بأي تأخير في المعالجة، فالوقت ليس في صالح الشعب السوداني والدولة السودانية، حيث

أن استمرار هذه الحرب يعني استمرار تآكل قدرات الدولة السودانية على أداء مسؤولياتها، وإجبار الأجيال السودانية الحالية والقادمة على التشرد فراراً من أتون الصراع.

مشيرًا الى أن إنهاء الأزمة هو أساساً مسؤولية النخب السودانية إلا أن المجتمع الدولي، بمنظماته الدولية والإقليمية، عليه أيضاً مسؤولية كبيرة تمليها قراراته ومواثيقه بضرورة بذل كل المساعي لاستعادة الاستقرار في هذا البلد والحفاظ على السلم والأمن الإقليمي، والحيلولة دون سقوط الدولة السودانية ومؤسساتها.

وليس من الحكمة أن تظل جهودنا مبعثرة.. .وليس من الصواب أن تمضي مساعينا دون تنسيق كافٍ يضمن تناغمها ويوحد الرسالة الدولية والإقليمية لإنهاء الأزمة السودانية.. .وليس من المقبول أن نسمح بأن يكون قادم الأمور في السودان هو الأسوأ.

وأوضح أبو الغيط أن القرارات العربية والأفريقية والدولية قد حثت بشكل واضح على ضرورة التنسيق والتعاون فيما بين المنظمات الإقليمية، لدعم جهود وقف إطلاق النار بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وتنفيذ الاتفاقات الموقعة فيما بينهما في جدة، وتسهيل إطلاق عملية سياسية شاملة بقيادة سودانية.

إن هدفنا واحد.. .ونهجنا متقارب.. .وتناغم وسائلنا هو ما نحتاجه أكثر من أي وقت مضى كي تكون رسالتنا واحدة لا تقبل تأويلاً أو تأخيراً.. .متمنياً أن يكون اجتماعنا اليوم خطوةٌ جادة إلى الأمام لتحقيق موائمة فيما بين محادثات منبر جدة، ومبادرة دول الجوار، ومساعي لجنة الاتحاد الأفريقي عالية المستوى، والإيجاد، والتفويض الذي منحه مجلس الأمن للمبعوث الشخصي لسكرتير عام الأمم المتحدة، والمساعي الحميدة والاتصالات التي تقوم بها جامعة الدول العربية، وقراراتنا ذات الصلة.

وقال إن إهداف اجتماعنا حسب الورقة الموجزة التي وزعت عليكم هي:

1- تبادل وجهات النظر واستخلاص الدروس من مبادرات السلام والمساعي الحميدة والوساطات المبذولة.

و2- مناقشة السبل المبتكرة لتعزيز آليات التنسيق وتناغم الجهود للتغلب على الصعوبات والتحديات الرئيسية.

وسنعمل من خلال ثلاثة محاور رئيسية:

محور أول: يتناول تقييم المشاركين لجهود مساعيهم الحميدة ومبادرات السلام التي يرعونها.

ثم محور ثاني: يتناول الاستماع إلى أفكار لتعزيز آليات التنسيق يطرحها المبعوث الشخصي لأمين عام الأمم المتحدة إلى السودان،

ويعقب ذلك محور ثالث: ويتناول مناقشة لمجالات التكامل فيما بين أنشطتنا، والقيمة المضافة لدور الدول، وإنشاء أدوات تنسيقية عملية تعزز التنسيق والتكامل.

وسنعمل على أن نخرج ببيان عام يشرح نقاط توافقنا.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأزمة السودانية الحرب في السودان فیما بین

إقرأ أيضاً:

الإمارات تُدين بشدة استهداف المستشفى السعودي في الفاشر السودانية

دانت دولة الإمارات واستنكرت بشدة استهداف المستشفى السعودي في مدينة الفاشر بغرب السودان، والذي أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص الأبرياء، مما يُشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي. وأكد الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان وزير دولة، على موقف دولة الإمارات الداعي للتوصل إلى حل سلمي للصراع، وضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وعدم استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية، وعلى ضرورة حماية المرافق والمؤسسات الطبية والعاملين في القطاع الصحي، مشدداً على ضرورة ألا يكونوا هدفاً للصراع. ودعا جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها القانونية والإنسانية وفق إعلان جدة ووفق آليات منصة «متحالفون لتعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان - ALPS»، وضرورة اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين، وتجنب تفاقم الأوضاع الإنسانية، مؤكداً أهمية العمل الجماعي من أجل تحقيق السلام والاستقرار في السودان. وعبّرَ عن تعازيه ومواساته للشعب السوداني الشقيق ولأهالي الضحايا، متمنياً الشفاء العاجل لجميع المصابين.

مقالات مشابهة

  • أبو الغيط يعلن دعم الجامعة العربية لموقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين
  • هل تستغل جوبا الأزمة السودانية لفرض واقع جديد في أبيي؟
  • بابا الفاتيكان يحث الأطراف السودانية على بدء مفاوضات لتحقيق السلام
  • السودان- بين حكمة السلام وجنون الصراع – تأملات في معضلة وطن ممزق
  • مبعوث أمريكي جديد في السودان.. هل ينجح لورد فيما فشل فيه بيريللو ؟
  • كاميرون هدسون: ترامب وحده قادر على صنع السلام في السودان
  • حسام هيبة: 240 مليون دولار الاستثمارات السودانية في مصر
  • الإمارات تُدين بشدة استهداف المستشفى السعودي في الفاشر السودانية
  • وزير الخارجية البريطاني يدعو إلى تحرك دولي عاجل لمعالجة الأزمة في السودان 
  • الأزمة السودانية تزداد تعقيدا.. ما المنتظر من إدارة الرئيس ترامب؟