المسلة:
2024-12-28@12:53:49 GMT

مدينة الصدر .. قنبلة موقوتة

تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT

مدينة الصدر .. قنبلة موقوتة

12 يونيو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: تُعتبر مدينة الصدر، قلب العاصمة العراقية، النابض، حيث تضم هذه الضاحية الشرقية للمدينة 79 تجمعاً سكنياً يُطلق عليه محلياً اسم “القطاع”.

وعلى الرغم من تغير أسمائها مع تعاقب الأنظمة السياسية في البلاد، إلا أنها ظلت دائماً مركزاً للثورة والتعبير العفوي عن إرادة الشعب العراقي.

وتخشى الأنظمة السياسية المتعاقبة في العراق دوماً من مدينة الصدر، بسبب ثوريتها وعفوية أهلها في التعبير عن الإرادة الشعبية. فغالبية سكانها من العرب الشيعة، الذين يكنون الولاء المطلق للزعيم الروحي للتيار الصدري، مقتدى الصدر.

لم تنجح الأحزاب الشيعية الحالية في ترويض هذه المدينة لصالحها، حيث يُعتبر كسب جماهيرها أمراً صعب المنال لأي حزب سياسي يريد النجاح.

وفشلت حتى الفصائل الشيعية في الحصول على موطئ قدم في المدينة، التي تُمثل المورد الأساسي للأيدي العاملة والمحور الرئيسي في أي تظاهرات شعبية.

تعتير مدينة الصدر قطعة من جنوب العراق، متمسكة بالعادات والتقاليد العشائرية، حيث يبقى أبناؤها مسلحين ومستعدين على الدوام للانتفاضة والتظاهر. وبالتالي، فهي بمثابة قنبلة موقوتة قادرة على إسقاط النظام السياسي في أي لحظة، خصوصاً مع وجود مقرات للفصائل والأحزاب الأخرى غير الفاعلة، والتي يمكن مهاجمتها في أي وقت.

و تعاني مدينة الصدر من مستويات عالية من الفقر ونقص في فرص العمل. والبطالة تؤثر سلبًا على جودة حياة السكان وتزيد من التوتر الاجتماعي.

وتفتقر المدينة إلى بنية تحتية قوية، مما يؤثر على الخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي والكهرباء. الطرق والمرافق العامة تحتاج إلى تحسين.

وتشهد مدينة الصدر أحيانًا أعمال عنف وتوترات أمنية فيما الصراعات السياسية تؤثر على استقرار المدينة.

و شهدت مدينة الصدر مشاركة شبابها في تظاهرات العام ٢٠١٩، ثم تظاهرات المنطقة الخضراء التي اقتحمتها الجماهير الصدرية المطالبة بالإصلاح وتحسين الظروف المعيشية ومكافحة الفساد .

وتحتضن مدينة الصدر نجومًا رياضيين وشعراءً ومثقفين.

للمدينة التي يسكنها حالياً أكثر من ثلاثة ملايين نسمة أكثر من اسم، بداية باسم “الثورة” إبان تأسيسها على يد الضابط عبد الكريم قاسم، حاكم العراق بعد قتل الأسرة الهاشمية في واقعة “مجزرة قصر الرحاب” في 14 يوليو/ تموز عام 1958. ثم يأتي اسم “الرافدين”، في عهد الرئيس عبد السلام عارف (1963-1966)، ليعود اسمها إلى “مدينة الثورة” في عهد الرئيس أحمد حسن البكر (1968-1979)، حتى وصول صدام حسين إلى الحكم عام 1979، إذ تغيّر اسمها إلى “مدينة صدام”، مع بقاء انتماء أهلها إلى الاسم الأول. ثم تبدل اسم المدينة رسمياً إلى مدينة الصدر بعد الاحتلال الأميركي (2003).

تحليل

مدينة الصدر: قنبلة موقوتة  

يتميز سكان مدينة الصدر بروحهم الثورية وعفويتهم في التعبير عن إرادتهم الشعبية. فهم لا يترددون في الانتفاضة والتظاهر ضد أي نظام يفشل في تلبية مطالبهم ومصالحهم. وقد شهدت المدينة العديد من الاحتجاجات والمظاهرات الحاشدة على مر السنين، مما يجعلها بؤرة دائمة للتوتر والاضطرابات.

ويكن غالبية سكان مدينة الصدر الولاء المطلق للزعيم الروحي للتيار الصدري، مقتدى الصدر. وهذا الولاء يجعلهم يستجيبون لنداءاته ويتبعون توجيهاته بشكل كامل، مما يعزز قوته وتأثيره على الساحة السياسية العراقية.

وتظل مدينة الصدر متمسكة بشكل وثيق بالعادات والتقاليد العشائرية، خاصة تلك المرتبطة بحمل السلاح والدفاع عن الكرامة. وهذا يعني أن سكانها مسلحون ومستعدون للانتفاضة في أي لحظة، إذا شعروا بتهديد لمصالحهم أو كرامتهم.

ولم تنجح الأحزاب والفصائل الشيعية الماسكة للسلطة في ترويض مدينة الصدر لصالحها، حيث يبقى كسب جماهيرها أمراً صعب المنال لأي حزب سياسي يريد النجاح في العراق.

في ضوء هذه العوامل، تبقى مدينة الصدر تمثل تحدياً كبيراً لأي نظام سياسي في العراق. فهي بمثابة قنبلة موقوتة قادرة على إسقاط الاستقرار في أي لحظة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: قنبلة موقوتة مدینة الصدر

إقرأ أيضاً:

العراق على حافة القلق: مخاوف من “إقليم سني” مدعوم من سوريا

26 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: في ظل الظروف الحالية التي يعيشها العراق، يظل الحذر هو السمة الغالبة في تعامل بغداد مع التهديدات المحتملة من القيادة السورية الجديدة.

ورغم التصريحات الرسمية التي تؤكد على عدم التدخل في شؤون سوريا الداخلية، إلا أن هناك قلقًا حقيقيًا من أن هذه التهديدات قد تتصاعد بشكل غير متوقع. وهو ما يجعل المسؤولين العراقيين يتعاملون بحذر شديد مع هذا الملف في وقت تشهد فيه المنطقة تغيرات جوهرية قد تنعكس على الأمن الإقليمي بشكل عام.

الحديث عن “التهديدات السورية” يأتي في إطار التجارب المريرة التي عاشها العراق خلال السنوات الماضية من جراء الإرهاب والتدخلات الإقليمية، حيث ظل الإرهاب أداة تستخدمها العديد من القوى في المنطقة لتحقيق أهدافها.

إن هذا السياق المعقد يضيف بعدًا آخر لفهم الخطاب السوري تجاه العراق الذي يبقى غامضًا حتى اليوم. القيادة السورية الحالية، التي تسيطر عليها مجموعات تعتبر متطرفة في بعض توجهاتها، قد تكون أحد العوامل المزعجة التي تدفع العراق إلى مزيد من الحذر.

وتزداد المخاوف في العراق من أن تغير النظام السوري قد يتسبب في تزايد التهديدات الإرهابية، خاصة إذا سعت سوريا لدعم قوى سياسية ذات توجهات متطرفة تهدد استقرار العراق.

في المقابل، تظهر المخاوف الطائفية بشكل جلي في بعض الأوساط العراقية، حيث تتزايد المخاوف الشيعية من إمكانية قيام “إقليم سني” مدعوم من سوريا. هذا الخوف يعكس القلق المستمر من أن تتحول العلاقة بين البلدين إلى نقطة توتر جديدة قد تؤثر سلبًا على الوحدة الوطنية في العراق وتفتح بابًا جديدًا لصراع طائفي في المنطقة.

وفي الوقت الذي يواجه فيه العراق تحديات داخلية متعددة، فإن أي تغيير في التوازنات الإقليمية قد يدفعه إلى إعادة تقييم مواقفه السياسية والعسكرية.

لا يمكن تجاهل أن جوهر أي تغيير في العلاقة بين العراق وسوريا لن يكون مجرد إجراءات شكلية أو تصريحات إعلامية، بل يجب أن يكون تغييرًا حقيقيًا يتواكب مع متطلبات الأمن الوطني العراقي.

في هذا الإطار، قد يضطر العراق إلى اتخاذ خطوات عسكرية إذا رصدت الحكومة العراقية تهديدات أمنية واضحة، خاصة إذا كانت تتعلق بتحركات قد تكون قادمة من الأراضي السورية أو إذا تأكدت صلات بين الجماعات الإرهابية في كلا البلدين.

إزاء هذه التهديدات، قد تجد بغداد نفسها مجبرة على التنسيق مع طهران بشأن مستقبل العلاقة مع دمشق.

وتنسيق قد يشمل العمل العسكري في بعض الحالات، وقد يتخذ شكل تفاهمات أمنية أو سياسية تهدف إلى كبح أي محاولات إقليمية لزعزعة استقرار العراق. وهو ما قد يعكس التوجه المستقبلي لعلاقات العراق مع سوريا في ظل التطورات الراهنة، وتحديدًا مع تواتر التحولات التي قد تطرأ على القيادة السورية في المستقبل.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • طقس العراق.. أمطار وتشكل للضباب في أماكن متعددة
  • أسعار الذهب في الأسواق العراقية اليوم
  • الجولاني على طاولة الحوار العراقي: بين الحذر والضرورة
  • العلاقات العراقية السورية كيف يجب ان تكون
  • العراق ينفذ مشروعاً غير مسبوق لتوليد الكهرباء
  • رئيس مدينة سيوة يسدل الستار علي دوري المدارس بمركز شباب المدينة
  • العراق على حافة القلق: مخاوف من “إقليم سني” مدعوم من سوريا
  • نداء للتدخل العاجل: سد جبل أولياء، قنبلة موقوتة في السودان
  • العراق يسمح لإيران بتصدير البضائع إلى الكويت عبر أراضيه
  • العراق: ثروة ديموغرافية مهملة في زوايا البطالة