القوات المسلحة تنظم مراسم تسليم الأطراف التعويضية لعدد من ضحايا الألغام ومخلفات الحروب السابقة
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
نظم مركز الطب الطبيعي والتأهيلي وعلاج الروماتيزم للقوات المسلحة بالعجوزة، بالتعاون مع وزارة التعاون الدولي، مراسم تسليم الأطراف الصناعية لعدد من مصابي الألغام ومخلفات الحروب السابقة من أبناء محافظة مرسى مطروح وذلك في إطار برنامج التأهيل الجسدي والنفسي لضحايا الألغام وإعادة دمجهم داخل المجتمع.
بدأت المراسم بكلمة الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، أشارت فيها إلى جهود مصر الرائدة في مجال إزالة الألغام ومخلفات الحروب السابقة بالتعاون مع الشركاء الدوليين والأمم المتحدة، حيث تمكنت من تطهير مساحات واسعة من المناطق المتضررة بمنطقة الساحل الشمالي الغربي وجعلها مناطق صالحة للبناء والتنمية، فضلاً عن تقديم كل أوجة الرعاية والاهتمام بالمتضررين من ضحايا الألغام ومخلفات الحروب السابقة وتقديم الدعم لهم وتوعية أبناء تلك المناطق بالمخاطر الناجمة عنها، مشيدة بالتعاون المثمر والتنسيق المتواصل مع القوات المسلحة في هذا الإطار.
ألقى اللواء طبيب رضا الهميمي مدير مركز الطب الطبيعي والتأهيلي وعلاج الروماتيزم للقوات المسلحة بالعجوزة، كلمة نقل خلالها تحية وتقدير الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة والفريق أسامة عسكر رئيس أركان حرب القوات المسلحة، مشيراً إلى أنّ للمركز خبرة كبيرة في تقديم الرعاية المتكاملة للمصابين وفقاً لبرنامج للعلاج والتأهيل، لما يتميز به من كوادر طبية مؤهلة وأجهزة حديثة للتأهيل على الأطراف الصناعية ومساعدة المصاب على ممارسة حياته بشكل طبيعي مرة أخرى.
وشملت المراسم جولة تفقدية لعدد من الأقسام بمركز الطب الطبيعي والتأهيلي وعلاج الروماتيزم وكذا مصنع الأطراف الصناعية داخل المركز الذي يضم خطوط إنتاج متطورة تضاهي كبرى الصروح الطبية العالمية المماثلة.
حضر مراسم التسليم عدد من قادة القوات المسلحة ومسؤولي وزارة التعاون الدولي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أسامة عسكر إزالة الألغام الأمم المتحدة التعاون الدولى الطب الطبيعى أبناء أجهزة حديثة القوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
سؤال طفولي: لماذا تكرهين القوات المسلحة؟
سؤال طفولي: لماذا تكرهين القوات المسلحة؟
رشا عوض
ما هي مشكلتك مع الجيش؟ لماذا تكرهين القوات المسلحة؟
أسئلة مكررة في سياق التعليق على ما أكتب حول الجيش! إن شخصنة القضايا العامة هي طفولة سياسية وعجز فكري، لو أن مواقفي في الشأن العام تتحكم فيها الاعتبارات والمصالح الشخصية فلن تكون لي أدنى مشكلة مع الجيش! لأنني من الناحية الإثنية انتمي إلى تلك المجموعات المحظية بالرتب العليا في الجيش! ولي أقارب أعزاء من جهة الأم والأب ضباط في الجيش بعضهم ما زال في الخدمة! ورغم كل ذلك أرى أن هذا الجيش مؤسسة مأزومة تحتاج إلى إعادة بناء من جديد أو على الأقل تحتاج لإصلاحات هيكلية عميقة تفضي إلى إعادة البناء بالتدريج لأسباب فصلتها في عدد من المقالات السابقة، ونقد الجيش لا يعني مخاصمة وكراهية أي فرد انتمى لهذه المؤسسة ضابطاً كان أو جندياً أو قائداً لفرقة، مؤكد هناك أناس محترمين ونزيهين ووطنيين وأكفاء خدموا في الجيش، ولكن المعضلة تكمن في “عقل المؤسسة العسكرية” ومناهج عملها وشبكة المصالح الداخلية والخارجية المرتبطة بها والمتحكمة فيها، وقاصمة الظهر في عهد الإسلامويين هي التسييس المغلظ والهيمنة الحزبية!
هذه المعضلة هي التي جعلت الجيش أكبر مشروع استنزاف للثروة القومية وفي ذات الوقت الغالبية العظمى من جنوده وضباطه الصغار فقراء يعانون شظف العيش!! وهؤلاء أصحاب مصلحة راجحة في إصلاح الجيش!
هذه المعضلة هي التي جعلت الجيش يفشل في وظيفته الأساسية “احتكار العنف نيابة عن الدولة في إطار دستوري وقانوني” وتحول إلى مصنع لإنتاج المليشيات أو على أحسن الفروض متحالف معها ومتوكئاً عليها في حروبه الداخلية!
هذه المعضلة هي التي جعلت الجيش يقصف مواطنين سودانيين بالبراميل المتفجرة والقنابل المحرمة!
هذه المعضلة هي السبب في أن المواطن السوداني يستقبل في بيته الدانات والرصاص الطائش وقذائف الطيران فيقتل ببشاعة أو ينزح بعسر ومذلة رغم أنه هو من دفع ثمن كل هذه الآليات العسكرية لحمايته وليس لقتله وترويعه في صراع سلطة!
هذه المعضلة هي سبب تحويل الجيش إلى “حزب سياسي مسلح” يردد جنوده شعارات سياسية “قحاتة يا كوم الرماد” و”براؤون يا رسول الله”.
معضلة الجيش هي جزء من معضلة السودان السياسية والاقتصادية المزمنة، ولا نهوض ولا تقدم إلى الأمام دون الاعتراف بكل عيوب مؤسساتنا العسكرية والمدنية على حد سواء ولكن المشكلة هي سياج القدسية الذي يحرم تحريماً غليظاً أي كلمة نقد للجيش!
الجيش يا سادتي مؤسسة خدمة عامة (الخدمة العامة في الدولة الحديثة هي الخدمة المدنية والخدمة العسكرية)، علاقة المواطن والمواطنة بمؤسسات الخدمة العامة لا مجال فيها للحب والكراهية أو الولاء والبراء، بل هي علاقة محكومة بحقوق وواجبات دستورية، المواطن هو دافع الضرائب ومالك الثروة القومية التي تمول مؤسسات الخدمة العامة التي من واجبها خدمة المواطن في مجال اختصاصها، ومن حق المواطن قياس جودة ما تقدمه له من خدمات بمعايير موضوعية.
ثقافة القهر والتخلف السائدة في مجتمعنا والتي تزاوجت مع مشاريع الاستبداد والفساد العسكري المتطاول أدخلت في روع السودانيين أن الجيش بحكم أن في يده السلاح ويستطيع أن يقتل فهو قاهر فوق السودانيين ومالك للدولة وللوطن بما فيه وبمن فيه، وأي نقد للجيش هو كفر بواح يخرج صاحبه من ملة الوطنية ويسلب حقه في ملكية الوطن إذ يتحول إلى خائن وعميل! وأصبح للجيش حصانة وقدسية لا تستند إلى أي منطق سوى منطق القوة، وللأسف لمنطق القوة هذا حاضنة ثقافية معتبرة في المجتمع بحكم الجهل والتخلف وثقافة العنف، وحتى في القطاع الحديث هناك فقر في الثقافة الديمقراطية وتواطؤ معتبر بين بعض التيارات على مشروعية الحكم استناداً إلى قوة السلاح وتمجيد من يحمله.
يجب أن نتذكر دائماً أن الجيوش المحصنة من النقد والتي تجعل من نفسها نصف آلهة أو آلهة كاملة هي أكثر الجيوش تلقياً للهزائم العسكرية وأقلها كفاءة ومهنية.
وأقوى الجيوش في العالم هي جيوش الدول الديمقراطية حيث الجيش خارج الصراع السياسي وملتزم بتنفيذ قرارات الحكومة المنتخبة ديمقراطياً.
الوسومالخدمة العامة الديمقراطية السودان الفساد العسكري القوات المسلحة المليشيات براؤون ثقافة القهر رشا عوض