متلازمة الإحساس بالحركة السريعة.. عندما يمضي الوقت أسرع مما يجب
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
قد يعاني الكثير من جريان الأيام بسرعة كبيرة، وتوالي الحوادث في لمح البصر دون أدنى إدراك لقيمة الوقت، وهو شعور ربّما بات سائدا في الوقت الحالي، لكنّ تفاقم هذا الشعور على نحوٍ حاد يُشخّصه العلماء بأنّه حالة مرضية واضطراب يُطلق عليه متلازمة "الإحساس بالحركة السريعة".
وربّما يصعب على من يعاني من هذا الاضطراب أن يصفه على نحو دقيق، وغالبا ما تتسم أعراضه بشعور مربك بالزمان والمكان، إذ يبدو كلّ شيء يتحرّك بشكل أسرع مما يحدث في الواقع، وهو ما يخلق صراعا بين الواقع والقدرة على الإدارك.
ويذكر الأفراد المصابون بهذه المتلازمة أنّ الحركة حولهم تبدو أسرع بمرتين أو ثلاث مرّات، وقد يجدون صعوبة في التحكم بحركة أجسامهم التي تتحرّك ببطء مقارنة بكلّ شيء حولهم.
كما يتأثر إدراك المصابين للأصوات، فتبدو تارة صاخبة ومليئة بالضجيج، وتارة أخرى تكون عميقة وكأنّهم يسمعونها من تحت الماء.
وتخلق هذه التشوهات غير المرئية في الوقت والصوت الكثير من المشاكل التي يعجز الأطباء عن وصفها أو تشخيصها وما زالت قيد الدراسة والاختبار.
أسباب وداوفعورغم التشخيص الأولي للمتلازمة، فما زال الباحثون بعيدين عن فهم مسبباتها، ويعتقد البعض بأنّ هذه الاضطرابات مصحوبة بمستوى القلق والفزع ودرجة حرارة الجسم، وربّما تكون من تبعات صدمة نفسية ما.
ولفهم هذه الحالة المرضية بشكل أفضل، تعاون أستاذ الرياضيات في كلية "مارلبورو" "جوزيف مازور" مع علماء أعصاب لفحص مصابين يعانون من المتلازمة، فوجدوا أنّ النوبات التي تصيبهم تستمر عادةً لمدة تتراوح ما بين 5 و15 دقيقة، وتحدث ما بين 4 و8 مرّات في السنة. وقال بعض المشاركين في البحث إنّهم يتعرضون لنوبات أطول وأكثر تكرارا، ويرافقها أعراض إضافية مثل أصوات صراخ وصداع حاد.
وأشار الباحثون إلى أنّ الأعراض تبدأ غالبا في سن البلوغ، وقد تكون أعراضا غير نمطية للصداع النصفي "الشقيقة".
ويَنسب البعض متلازمة "الإحساس بالحركة السريعة" إلى متلازمة "ألِيس في بلاد العجائب"، وهو اضطراب عصبي نادر يسبب تشوهات في إدراك المحيط، مثل رؤية الأشياء أكبر أو أصغر مما هي عليه، بما في ذلك رؤية أجزاء من الجسم بأحجام مشوّهة ومغايِرة للواقع مثل رأس كبيرة أو يدين كبيرتين.
ومن الصعب تشخيص أولئك الذين يعاونون من متلازمة "ألِيس في بلاد العجائب" لأنّها غالبا ما تَحدث كتبعات لحالات مرضية أخرى مثل الإصابة بالسكتة الدماغية أو الأورام، وتستمر نوباتها لدقائق وأحيانا لبضع ساعات.
ولا يرى الباحثون حتى اللحظة أيّ تأثيرات جانبية ضارة على المصابين بشكل عام، إلا أنّ الشعور الذي يرافق النوبات ربّما يكون مزعجا وأحيانا كثيرة مقلقا إذا لم يكن المصاب على قدر كاف من الوعي بحالته المرضية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
معدلات عالمية مقلقة تضع التوحد بين أهم مشاكل الطفولة
قالت دراسة جديدة إن 1 من كل 127 فرداً في جميع أنحاء العالم في عام 2021 كان مصاباً بالتوحد، ما يضع طيف التوحد ضمن الأسباب الـ 10 الأولى للعبء الصحي غير المميت للأطفال والمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً.
وقدّرت الدراسة التي نشرت في مجلة "لانسيت" أن ما يقرب من 62 مليون شخص في عام 2021 كانوا مصابين باضطراب طيف التوحد.
وتُظهر هذه الأرقام مدى أهمية تشخيص التوحد في وقت مبكر من حياة الطفل، حتى يتمكن من تلقي العلاج الذي سيساعده طوال فترة حياته.
وأشار فريق البحث من معهد جامعة واشنطن لقياسات الصحة إلى ضرورة "معالجة ليس فقط احتياجات الأطفال والمراهقين المصابين بالتوحد، ولكن أيضًا احتياجات البالغين، الذين غالباً ما يظلون ممثلين تمثيلاً ناقصاً في البحث وتقديم الخدمات".
وبحسب "هيلث داي"، جمع الباحثون بيانات من 105 دراسات حول معدلات التوحد في 33 دولة.
ووجد الباحثون أن معدلات التوحد زادت بشكل كبير، إلى 1 من كل 127 شخصاً في عام 2021، مقارنة بـ 1 من كل 271 في عام 2019.
لكنهم قالوا إن هذه الزيادة تعزى بشكل أساسي إلى التغييرات في طريقة اكتشاف التوحد وتقديره.
وأشار الباحثون إلى أن المعدل أعلى بكثير حتى من تقديرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الحالية التي تبلغ 1 من كل 36 طفلاً.
كما لفت الباحثون الانتباه إلى أن التوحد أكثر شيوعاً بنحو 4 مرات بين الصبيان مقارنة بالفتيات.