الشريحتان عمان 1 و 2 تُدخلان اسم سلطنة عمان في تصنيع رقائق السيليكون وأشباه الموصلات
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
- استثمارات الجهاز تحفز الكوادر الوطنية للابتكار والإبداع
-يُمكن استخدامها في تصنيع الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والسيارات الكهربائية
-مؤسس GSME الأمريكية: وجدت بيئة محفزة للابتكار في سلطنة عمان
يسعى جهاز الاستثمار العماني بتحقيق التكاملية في المجال الاستثماري، من خلال جلب التقنيات الحديثة إلى القطاعات المحلية وتوطينها، الأمر الذي يُسهم بصورة مباشرة في تعزيز الاستثمارات الخارجية وتحقيق التنويع الاقتصادي إلى جانب إيجاد فرص عمل، وصناعة فرص للشباب المبدعين والمبتكرين خصوصا في الجوانب التقنية التي أصبحت حديث الساعة في العالم.
وقد كشف الجهاز عن إنجازاته التي حققها في عام 2023م عبر لقاء إعلامي الأسبوع الماضي، مما يُبرهن على الأثر الذي يسعى إليه من خلال شبكة علاقاته واستثماراته التي تتنوع وتتوزع في أكثر من خمسين دولة على مستوى العالم، حيث نجحت مجموعة (إذكاء) الذراع التقني لجهاز الاستثمار العماني عبر استثمارها في الشركة العالمية لأشباه الموصلات والإلكترونيات الدقيقة الأمريكية GSME في تصميم واختبار أول شريحتين عُمانيتين من أشباه الموصلات هما "عُمان 1" و"عُمان 2" اللتان حققتا نجاحا وصل إلى نسبة 100%، مما أدخل اسم سلطنة عمان كأول دولة خليجية تصمم شرائح أشباه الموصلات بأياد عاملة وطنية.
استخدامات متعددة لرقائق السيليكون
يُعدّ قطاع رقائق السيليكون وأشباه الموصلات من القطاعات الواعدة عالميا التي تشهد تطورا متسارعا، وهو واحد من القطاعات ذات التنافسية العالية التي تتركز في دول قليلة، حيث يتركز حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية وشرق آسيا وبدرجة أقل في بعض الدول الأوروبية، ويُمكن استخدام هذه التقنية الحيوية في العديد من المجالات مثل الإلكترونيات، والاتصالات، والطاقة المتجددة، والطب، والتكنولوجيا الذكية، وصناعة السيارات، وتخزين البيانات، والمنتجات اللاسلكية والإلكترونية، الأمر الذي يتماشى مع توجهات سلطنة عمان نحو الاستثمار في التقنيات الحيوية، ويعطيها موطئ قدم في هذا القطاع المهم والنوعي.
جلب الاستثمار الأجنبي
تبدأ قصة نجاح هذا الأثر الاستثماري من خلال استثمار مجموعة إذكاء في شركة GSME الأمريكية التي تتوزع أعمالها بين مكتبيها في الولايات المتحدة الأمريكية وتايوان، وعندما أراد فرحات جهانجير مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي التوسّع في الشرق الأوسط، والبحث عن بيئة تزدهر بالفرص وجد في سلطنة عمان ضالته، وقرر فتح مقر ثالث لشركته ومختبرات لرقائق السيليكون بمسقط في عام 2022م، حيث وجد فيها بيئة محفزة للابتكار، وبنية أساسية مكتملة وداعمة، وضرائب منخفضة، وسياسات داعمة، وتكلفة معيشية معقولة، إلى جانب وجود قوى وطنية متحمسة وجاهزة للمشاركة في تشكيل مستقبل التكنولوجيا.
الاستثمار في القدرات الوطنية
كان لوجود القوى الوطنية العمانية المتحمسة لقطاع التقنية الأثر الكبير في بدء أعمال شركة GSME الأمريكية بسلطنة عمان، حيث قامت قبل الشروع في الإنتاج والتسويق بالاستثمار في تدريب المهندسين العمانيين وتطوير قدراتهم وتأهيلهم للعمل في مختلف جوانب تصميم أشباه الموصلات وتصنيعها واختبارها، فأطلقت برنامجا تدريبيا بالتعاون مع وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات ووزارة العمل، تم تصميمه بالتعاون مع جامعة نزوى وجامعة FAST في باكستان، واستقطب حوالي 100 خريج من مختلف التخصصات الهندسية، واستمر لمدة 13 شهرا تدرب فيه المهندسون على خمس وحدات، لينتج عنه تطوير تسعة مشروعات مبتكرة أثمرت عن تنفيذ خمسة تصاميم لشريحة (عمان 1) بنجاح، وأربعة مشروعات متعددة الاستخدامات ركزت على شريحة (عمان 2)، وكان كل مشروع بمثابة شهادة على القدرات الاستثنائية للمهندسين العمانيين وفعالية البرنامج التدريبي.
تمثلت ثمرة البرنامج التدريبي في تصميم أول شرائح سيليكون متكاملة في سلطنة عمان والمنطقة باسم (عمان-1 وعمان-2) اللتين أرسلتا إلى تايوان (التي تستحوذ على 68% من قطاع أشباه الموصلات عالميا)؛ لاختبار كفاءتها، حيث كانت النتيجة مبهرة للفريق الذي توقّع معدل كفاءة 60% لكون هذه شرائح ناتجة عن مرحلة تدريب، إلا أن النتيجة أثبتت معدل كفاءة بنسبة 100%، فقامت الشركة بإلحاق المتدربين في مقرها ومختبرها بمسقط للعمل في مختلف الأقسام والعمليات، ليستفيدوا من خبرات المهندسين العمانيين ذوي المهارات العالية في قيادة التقدم التقني العماني، والانطلاق من خلالهم إلى سوق أشباه الموصلات العالمية.
الالتزام بالمعايير العالمية
بعد النجاح الباهر لاختبار الشريحتين، شرعت الشركة في تصميم رقائق سيليكون للإدارة الفولتية يمكن أن تستخدم في الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والسيارات الكهربائية وغيرها، وقد سافر فريق تصنيع الشرائح المكون من أربعة مهندسين عمانيين إلى تايوان للإشراف على تصنيع الشريحة واختبارها واستلامها، ثم أخذها بعد ذلك إلى سيليكون فالي بولاية كاليفورنيا الأمريكية -منشأ رقائق السيليكون- وذلك لإجراء اختبارات فحص الكفاءة والجودة عليها وفق أعلى المعايير العالمية.
كيف تُنتج أشباه الموصلات؟
يشرف على عملية إنتاج أشباه الموصلات مهندسون عمانيون عبر ثلاث مراحل تبدأ بتصميم الشرائح وفق متطلبات العميل واحتياجاته في مختبرات التصميم بمسقط، ثم مرحلة التصنيع بإرسال الرقائق المصممة إلى مختبرات تصنيع الرقائق في تايوان، ثم مرحلة الاختبار للتأكد من كفاءة الرقائق وفاعليتها في مختبر الفحص والاختبار بمسقط وإرسالها لمعامل الاختبار في تايوان وسيليكون فالي بالولايات المتحدة الأمريكية.
وفي مارس الماضي قال جهاز الاستثمار العماني بأنه يسعى إلى تأسيس ثاني استثماراته الوطنية في قطاع أشباه الموصلات عبر مذكرة تعاون وقعها مع الجانب الياباني تستهدف استكشاف الفرص في قطاع الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات، وتشجيع الاستثمار في هذه التقنية، من أجل تعزيز الاستثمارات في التقنيات الحديثة وتوطين الصناعات المتقدمة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: أشباه الموصلات الاستثمار فی سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
سامسونج إلكترونكس تحذر من تأثير الاضطراب التجاري على الهواتف
سول - العُمانية: حذرت الشركة الكورية الجنوبية العملاقة للتكنولوجيا "سامسونج إلكترونكس" من أن الاضطراب التجاري الناجم عن الرسوم الجمركية الأمريكية، قد يؤدي إلى تراجع الطلب على عدة منتجات مثل الهواتف الذكية مما يجعل وضع الشركة في المستقبل صعبًا للغاية.
وتتوقع الشركة أن يواجه قطاع أشباه الموصلات المزيد من الضبابية على مدى العام، في الوقت الذي تتعرض فيه شحنات الهواتف الذكية لضغوط تسببت في تراجعها خلال الربع الثاني.
وتعكس توقعات أكبر شركات تصنيع الإلكترونيات في العالم، حالة من الضبابية التي تعصف بالتجارة العالمية بسبب حرب الرسوم الجمركية التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأفادت أكبر شركة لصناعة رقائق الذاكرة في العالم بأن هناك ارتفاعًا طفيفًا في أرباح التشغيل خلال الربع الأول مع اندفاع العملاء بشراء الهواتف الذكية والرقائق الأساسية نتيجة القلق المتزايد من الرسوم الأمريكية، مما خفف من تأثير ضعف أداء قطاع رقائق الذكاء الاصطناعي.
وكشفت عن تحقيق أرباح تشغيلية بلغت 6.7 تريليون وون (4.68 مليار دولار) للربع المنتهي في مارس مسجلة زيادة بلغت 1.2 بالمائة عن العام السابق بما يتماشى مع تقديراتها السابقة.
وتهدد الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة على السلع الصينية والقيود المشددة على مبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين، بخفض الطلب على بعض مكونات الإلكترونيات التي تنتجها الشركة، مثل الرقائق وشاشات الهواتف الذكية.