- استثمارات الجهاز تحفز الكوادر الوطنية للابتكار والإبداع

-يُمكن استخدامها في تصنيع الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والسيارات الكهربائية

-مؤسس GSME الأمريكية: وجدت بيئة محفزة للابتكار في سلطنة عمان

يسعى جهاز الاستثمار العماني بتحقيق التكاملية في المجال الاستثماري، من خلال جلب التقنيات الحديثة إلى القطاعات المحلية وتوطينها، الأمر الذي يُسهم بصورة مباشرة في تعزيز الاستثمارات الخارجية وتحقيق التنويع الاقتصادي إلى جانب إيجاد فرص عمل، وصناعة فرص للشباب المبدعين والمبتكرين خصوصا في الجوانب التقنية التي أصبحت حديث الساعة في العالم.

وقد كشف الجهاز عن إنجازاته التي حققها في عام 2023م عبر لقاء إعلامي الأسبوع الماضي، مما يُبرهن على الأثر الذي يسعى إليه من خلال شبكة علاقاته واستثماراته التي تتنوع وتتوزع في أكثر من خمسين دولة على مستوى العالم، حيث نجحت مجموعة (إذكاء) الذراع التقني لجهاز الاستثمار العماني عبر استثمارها في الشركة العالمية لأشباه الموصلات والإلكترونيات الدقيقة الأمريكية GSME في تصميم واختبار أول شريحتين عُمانيتين من أشباه الموصلات هما "عُمان 1" و"عُمان 2" اللتان حققتا نجاحا وصل إلى نسبة 100%، مما أدخل اسم سلطنة عمان كأول دولة خليجية تصمم شرائح أشباه الموصلات بأياد عاملة وطنية.

استخدامات متعددة لرقائق السيليكون

يُعدّ قطاع رقائق السيليكون وأشباه الموصلات من القطاعات الواعدة عالميا التي تشهد تطورا متسارعا، وهو واحد من القطاعات ذات التنافسية العالية التي تتركز في دول قليلة، حيث يتركز حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية وشرق آسيا وبدرجة أقل في بعض الدول الأوروبية، ويُمكن استخدام هذه التقنية الحيوية في العديد من المجالات مثل الإلكترونيات، والاتصالات، والطاقة المتجددة، والطب، والتكنولوجيا الذكية، وصناعة السيارات، وتخزين البيانات، والمنتجات اللاسلكية والإلكترونية، الأمر الذي يتماشى مع توجهات سلطنة عمان نحو الاستثمار في التقنيات الحيوية، ويعطيها موطئ قدم في هذا القطاع المهم والنوعي.

جلب الاستثمار الأجنبي

تبدأ قصة نجاح هذا الأثر الاستثماري من خلال استثمار مجموعة إذكاء في شركة GSME الأمريكية التي تتوزع أعمالها بين مكتبيها في الولايات المتحدة الأمريكية وتايوان، وعندما أراد فرحات جهانجير مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي التوسّع في الشرق الأوسط، والبحث عن بيئة تزدهر بالفرص وجد في سلطنة عمان ضالته، وقرر فتح مقر ثالث لشركته ومختبرات لرقائق السيليكون بمسقط في عام 2022م، حيث وجد فيها بيئة محفزة للابتكار، وبنية أساسية مكتملة وداعمة، وضرائب منخفضة، وسياسات داعمة، وتكلفة معيشية معقولة، إلى جانب وجود قوى وطنية متحمسة وجاهزة للمشاركة في تشكيل مستقبل التكنولوجيا.

الاستثمار في القدرات الوطنية

كان لوجود القوى الوطنية العمانية المتحمسة لقطاع التقنية الأثر الكبير في بدء أعمال شركة GSME الأمريكية بسلطنة عمان، حيث قامت قبل الشروع في الإنتاج والتسويق بالاستثمار في تدريب المهندسين العمانيين وتطوير قدراتهم وتأهيلهم للعمل في مختلف جوانب تصميم أشباه الموصلات وتصنيعها واختبارها، فأطلقت برنامجا تدريبيا بالتعاون مع وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات ووزارة العمل، تم تصميمه بالتعاون مع جامعة نزوى وجامعة FAST في باكستان، واستقطب حوالي 100 خريج من مختلف التخصصات الهندسية، واستمر لمدة 13 شهرا تدرب فيه المهندسون على خمس وحدات، لينتج عنه تطوير تسعة مشروعات مبتكرة أثمرت عن تنفيذ خمسة تصاميم لشريحة (عمان 1) بنجاح، وأربعة مشروعات متعددة الاستخدامات ركزت على شريحة (عمان 2)، وكان كل مشروع بمثابة شهادة على القدرات الاستثنائية للمهندسين العمانيين وفعالية البرنامج التدريبي.

تمثلت ثمرة البرنامج التدريبي في تصميم أول شرائح سيليكون متكاملة في سلطنة عمان والمنطقة باسم (عمان-1 وعمان-2) اللتين أرسلتا إلى تايوان (التي تستحوذ على 68% من قطاع أشباه الموصلات عالميا)؛ لاختبار كفاءتها، حيث كانت النتيجة مبهرة للفريق الذي توقّع معدل كفاءة 60% لكون هذه شرائح ناتجة عن مرحلة تدريب، إلا أن النتيجة أثبتت معدل كفاءة بنسبة 100%، فقامت الشركة بإلحاق المتدربين في مقرها ومختبرها بمسقط للعمل في مختلف الأقسام والعمليات، ليستفيدوا من خبرات المهندسين العمانيين ذوي المهارات العالية في قيادة التقدم التقني العماني، والانطلاق من خلالهم إلى سوق أشباه الموصلات العالمية.

الالتزام بالمعايير العالمية

بعد النجاح الباهر لاختبار الشريحتين، شرعت الشركة في تصميم رقائق سيليكون للإدارة الفولتية يمكن أن تستخدم في الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والسيارات الكهربائية وغيرها، وقد سافر فريق تصنيع الشرائح المكون من أربعة مهندسين عمانيين إلى تايوان للإشراف على تصنيع الشريحة واختبارها واستلامها، ثم أخذها بعد ذلك إلى سيليكون فالي بولاية كاليفورنيا الأمريكية -منشأ رقائق السيليكون- وذلك لإجراء اختبارات فحص الكفاءة والجودة عليها وفق أعلى المعايير العالمية.

كيف تُنتج أشباه الموصلات؟

يشرف على عملية إنتاج أشباه الموصلات مهندسون عمانيون عبر ثلاث مراحل تبدأ بتصميم الشرائح وفق متطلبات العميل واحتياجاته في مختبرات التصميم بمسقط، ثم مرحلة التصنيع بإرسال الرقائق المصممة إلى مختبرات تصنيع الرقائق في تايوان، ثم مرحلة الاختبار للتأكد من كفاءة الرقائق وفاعليتها في مختبر الفحص والاختبار بمسقط وإرسالها لمعامل الاختبار في تايوان وسيليكون فالي بالولايات المتحدة الأمريكية.

وفي مارس الماضي قال جهاز الاستثمار العماني بأنه يسعى إلى تأسيس ثاني استثماراته الوطنية في قطاع أشباه الموصلات عبر مذكرة تعاون وقعها مع الجانب الياباني تستهدف استكشاف الفرص في قطاع الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات، وتشجيع الاستثمار في هذه التقنية، من أجل تعزيز الاستثمارات في التقنيات الحديثة وتوطين الصناعات المتقدمة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أشباه الموصلات الاستثمار فی سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

عُمان في «أوساكا».. عبور ناعم إلى الوجدان الإنساني

لا تبحث سلطنة عُمان عن حضور شكلي أو إداري حينما تبدأ مشاركتها في «إكسبو أوساكا 2025» الشهر القادم في اليابان، ولكنها تسعى بجهد كبير إلى ترسيخ صوتها الحضاري عبر استدعاء المنجز الإنساني الثقافي الذي أفرزته التجربة العمانية طوال القرون الماضية.. لتقول بصوت مسموع إن لديها من المنجزات ما يمكن أن يكون جسرا للتواصل بين الأمم والشعوب وما يمكن أن يكون أداة للترابط الحضاري والتبادل المعرفي.

لكن الصوت العماني الذي سيتردد في أوساكا بلغة عريقة محاطة بتاريخ طويل يملك أدوات العصر المعرفية والتكنولوجية ما يعني القدرة على التواصل بين مختلف الأجيال دون الحاجة للتفريط في الهُوية الثقافية أو في المبادئ والقيم.

وتكثف سلطنة عُمان جهودها قبل انطلاق المعرض العالمي الضخم الذي تستضيف اليابان نسخته الجديدة من أجل تقديم تجربة متكاملة تمزج بين التراث العريق والرؤية المستقبلية، مستفيدة من منصة المعرض التي يجتمع فيها العالم حول قيم الحوار والابتكار والإنسانية.

وتتميز التجربة العمانية في المعرض والتي كشف اليوم عن تفاصيلها بأنها تنحاز للطابع الثقافي الذي، يكاد، يحكم الرؤية العامة للجناح العماني، حيث رأت عُمان فتح نوافذ على العالم من خلال الفن، والإبداع، والتقنية المتقدمة، لتقدم للعالم سردية حضارية تليق بتاريخها ومكانتها، والتي من المنتظر أن تجد صدى واسعا لدى العالم التواق لسماع ورؤية تجارب الدول التي تنطلق من عراقتها ومن مبادئها وقيمها في لحظة تاريخية تبدو فيها هذه المفردات ضائعة وسط التحولات الكبرى والانكسارات المفجعة.

ويتضمن جناح السلطنة معارض بصرية وسمعية، ومسرحا افتراضيا، ومنصات للابتكار والتقنية، وكلها موجهة لتروي حكاية عُمان في مفردات يفهمها الجميع: حكاية الإنسان، والمكان، والإبداع. كما يشكل الحضور الإنساني للمبدع العماني بعدا مهما ينقل صورة عُمان كأرض تتنفس الفن وتحتضن الفكر وتحتفي بالإنسان.

ولعل المنصة الرقمية المصاحبة للجناح تمثل قفزة نوعية في كيفية تفاعل الدول مع العالم، إذ تتيح لسلطنة عُمان أن تواصل حضورها حتى بعد إسدال الستار على المعرض، وأن تحافظ على تواصلها مع الزوار عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الممتد. وهكذا تتحول المشاركة من حدث مؤقت إلى حوار دائم، ومن عرض لحظي إلى جسر معرفي طويل الأمد.

ومن يتأمل تفاصيل مشاركة سلطنة عمان في المعرض وما يتضمنه جوهر المشاركة يدرك أنها نوع من الدبلوماسية الثقافية الراقية التي لا تفرض نفسها بالقوة ولكنها تتسلل إلى الوجدان العالمي بلغة الجمال والإبداع.. إنها بهذا المعنى رسالة سلام وفكر وهُوية، تؤكد مكانة سلطنة عمان في العالم والتي لا يشكلها الموقع الجغرافي بقدر ما تشكلها قدرتها على إلهام الآخرين وإبهارهم بثقافتها وبفكرها وقدرتها على بناء الثنائية التي تمزج بين الأصالة والمعاصرة، والتراث والتكنولوجيا والذهاب نحو المستقبل ولكن بمبادئ وروح القيم التاريخية التي أنتجها الفكر الإنساني عبر قرونه الطويلة.

وإذا كان العالم جادا في البحث عما يجمعه في هذه اللحظة الصعبة من تاريخه فسيجد في مشاركة سلطنة عُمان وما تحمله تلك المشاركة من مفردات صوت إنساني قوي يقول إن الثقافة هي الأرض التي يمكن أن يلتف حولها الجميع.. وأن المستقبل يصنعه من يمتلك الإرادة والرؤية... والروح.

مقالات مشابهة

  • عُمان في «أوساكا».. عبور ناعم إلى الوجدان الإنساني
  • سلطنة عمان في أكسبو أوساكا عبر جناح مستلهم من البيئة العمانية
  • سكان سلطنة عمان بين 8 ـ 11 مليون نسمة بحلول 2040
  • «الفضاء المصرية» توقع بروتوكول تعاون استراتيجي لتعزيز تصنيع الأقمار الصناعية في مصر
  • العراق يجذب الاستثمارات الأمريكية ويستعد لزيارة رفيعة لبحث الفرص
  • المؤشر الياباني يهبط مع اقتراب تطبيق رسوم جمركية أمريكية
  • إنتاج سلطنة عمان من الغاز الطبيعي يرتفع 9.5%
  • رمضان حول العالم| في عمان: تقاليد عريقة وأجواء روحية تملأ الأرجاء
  • أول شركة طلابية في السلطنة تنجح في تصنيع الخلايا الشمسية البيروفسكايتية
  • قطاعُ الثروة السمكية في سلطنة عُمان يحقق نموًّا بـ 7.5%