لماذا تتزايد الهجمات الأوكرانية على الجيش الروسي في منطقة القرم؟

في أواخر تموز/يوليو الماضي، قال وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، في مقابلة صحافية إن قواته ستستمر في ضرب شبه جزيرة القرم التي استولت عليها روسيا عام 2014، واستهداف جسر مضيق كيرش الذي يكنّ له الرئيس فلاديمير بوتين اهتماماً خاصاً.

 

كلام ريزنيكوف طبعاً عارض بشكل قاطع السياسة التي مضت فيها أوكرانيا في بداية الحرب، حيث لم تكن كييف تتبنى الضربات على القواعد العسكرية الروسية في شبه جزيرة القرم ولا على جسر كيرش الذي يعتبر بوتين أنه أعاد توحيد القرم مع "الوطن الأم" أي بالبرّ الروسي.  

وفي بداية آب/أغسطس الجاري، قال أندري يوسوف، المتحدث باسم الاستخبارات الأوكرانية للتلفزيون الحكومي إن الهجمات "ستستمر حتى تحرير كلّ الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية".   

ضربات قوية متبادلة

صباح السبت أقرت روسيا بأن ناقلة نفط تابعة لها تعرّضت لأضرار في مضيق كيرتش إثر استهدافها من قبل زوارق أوكرانية مسيّرة، ما أدى إلى توقف حركة المرور لفترة وجيزة على الجسر الاستراتيجي. 

وتبنت أوكرانيا على الفور الضربة وأعلن جهاز الأمن الأوكراني ووزارة الدفاع مسؤوليتهما عنها، حيث قال مسؤول في الـ"إس بي يو" إن "الجهاز هاجم ليلاً SIG، وهي ناقلة نفط كبرى تابعة للاتحاد الروسي كانت تنقل الوقود للقوات الروسية" مشيراً إلى أن الجهاز "نفذ عملية خاصة أخرى ناجحة بالتعاون مع البحرية".

وكرّر خبراء غربيون أن الناقلة تؤمن جزءاً من إمدادات الطاقة للجيش الروسي في المنطقة. 

وأمس الجمعة، تمكن سلاح البحرية الأوكراني الذي فقد تقريباً كلّ قطعه الحربية ويعتمد حالياً على مجموعة من المسيرات البحرية والجوية وبعض الصواريخ المضادة للسفن من ضرب سفينة إنزال روسية.

وفي اليوم نفسه وثقت صور فيديو سفينة الإنزال التي تنتمي إلى المشروع 775 وهي مقطورة باتجاه أحد المرافئ حيث من المتوقع أن تخضع للصيانة. 

وفي 14 تموز/يوليو، أعلن جهاز الأمن الأوكراني [SBU] والبحرية الأوكرانية مسؤوليتهما عن الهجوم الذي استهدف جسر مضيق كيرش وأدى إلى أضرار كبيرة فيه. كان ذلك الهجوم الثاني خلال 9 أشهر

ولكن عدد الهجمات في البحر الأسود تزايد من الطرفين منذ رفضت موسكو في منتصف تموز/يوليو تمديد العمل باتفاق تفاوضت عليه الأمم المتحدة كان يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود. 

فروسيا التي اعتبرت أن اتفاق الحبوب لا يناسب مصالحها بعدما عجزت عن تصدير منتجاتها الزراعية، قصفت أوديسا وموانئها لأربع ليالٍ على التوالي. 

وقصف الجيش الروسي أيضاً منشآت على نهر الدانوب، بالقرب من رومانيا، في إشارة إلى سعي من موسكو لإيقاف الصادرات الزراعية الأوكرانية بشكل كامل. 

ومنذ ذلك الحين وعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالردّ على الهجمات الروسية، ونفذت أوكرانيا عمليتين ناجحتين ضدّ سفينة الإنزال والناقلة النفطية. 

"قواعد اللعبة تتغير"

استُهدف الأسطول الروسي للبحر الأسود الذي تقع قاعدته الرئيسية في سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، مرات عدة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022 وفقد سفينة القيادة سابقاً، الطراد موسكفا

وأعلنت روسيا بداية الأسبوع أنها أحبطت هجوماً شن بواسطة ثلاث مسيّرات بحرية على سفن دورية في البحر الأسود على بعد 340 كيلومتراً حنوب غرب سيفاستوبول. ووقعت عملية مماثلة قبل أسبوع من ذلك.

وكتب مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك على منصة إكس [تويتر سابقاً] الجمعة "ماذا يحدث في البحر الأسود؟ المسيّرات تغيّر قواعد اللعبة". وأوضح أنها تسمح "بتدمير هيبة الأسطول الروسي".

وتؤكد كييف التي تشن منذ مطلع حزيران/يونيو هجوماً مضاداً لاستعادة مناطق سيطرت عليها موسكو، مع تسجيل نتائج متواضعة حتى الآن، نيتها استعادة القرم التي ضمتها روسيا في العام 2014.

المصدر: euronews

كلمات دلالية: سلاح البحرية شبه جزيرة القرم فلاديمير بوتين دونباس البحر الأسود الحرب الروسية الأوكرانية روسيا الحرب الروسية الأوكرانية فرنسا الصين أزمة المناخ الشرق الأوسط ضحايا النيجر وسائل التواصل الاجتماعي حقوق الإنسان روسيا الحرب الروسية الأوكرانية فرنسا الصين أزمة المناخ الشرق الأوسط البحر الأسود

إقرأ أيضاً:

خلال لقائه برئيس الوزراء المجري.. بوتين يكشف موقفه من تسوية الأزمة الأوكرانية

طالب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الجمعة، رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، باطّلاعه على موقف الاتحاد الأوروبي بخصوص الوضع في أوكرانيا.

وناقش بوتين، آفاق التوصّل إلى تسوية سلمية في أوكرانيا، خلال الاجتماع مع أوربان بالعاصمة الروسية موسكو، حيث تولّت المجر الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، لمدة 6 أشهر من بلجيكا، في الأول من تموز/ يوليو الجاري.

وأشار بوتين، إلى أن التعاون الروسي المجري شهد تراجعًا، حيث انخفض حجم التجارة بنحو 35 في المئة مؤخرًا، فيما وصف الرئيس الروسي، الحوار مع أوربان، بـ"الصريح والمفيد".

وقال بوتين: "فيما يخص روسيا، لقد قلنا أكثر من مرة، إننا كنا وما زلنا منفتحين على بحث التسوية السياسية والدبلوماسية للأزمة الأوكرانية".

وكان الرئيس الروسي، قد أكد في وقت سابق أن موسكو لم ترفض أبدا السلام مع أوكرانيا، وكشف عن اتفاق وقعته أوكرانيا بعد وصول القوات الروسية إلى محيط كييف، نصّ على تنفيذ المطالب الروسية، مقابل انسحاب الجيش الروسي من ضواحي العاصمة الأوكرانية.


وأشار إلى أنه فور انسحاب القوات الروسية، نقضت كييف الاتفاق بإيعاز من رعاتها الغربيين، ممّا أدى إلى تفاقم الأزمة واستئناف روسيا عمليتها العسكرية المستمرة حتى تحقيق كامل أهدافها.

من جهته، شكر أوربان، بوتين ،على موافقته على اللقاء به رغم "الظروف الصعبة" الحالية، ووعد رئيس الوزراء المجري بمواصلة العمل مع روسيا وأوكرانيا لتحقيق السلام.

ودعم الاتحاد الأوروبي أوكرانيا في صراعها مع روسيا الذي بدأ في شباط / فبراير 2022، وفي وقت سابق الجمعة، أعلن متحدث الرئاسة الروسية "الكرملين" دميتري بيسكوف، عن وصول رئيس الوزراء المجري إلى موسكو.


من جانبه قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، جوزيب بوريل، إن أوربان سوف يمثل بلاده، وليس الاتحاد الأوروبي، خلال الزيارة. فيما يذكر أن أوربان، قد زار أوكرانيا، الثلاثاء، والتقى رئيسها فولوديمير زيلينسكي.

مقالات مشابهة

  • الجيش الأوكراني يسقط 24 طائرة مسيرة روسية
  • خلال لقائه برئيس الوزراء المجري.. بوتين يكشف موقفه من تسوية الأزمة الأوكرانية
  • الجيش الروسي يدمر الخدمات اللوجستية للقوات الأوكرانية بطائرات FPV المسيرة
  • قائد البحرية الأوكرانية: روسيا تفقد السيطرة على محور شبه جزيرة القرم
  • أوكرانيا تسقط 21 مسيرة روسية وتتراجع في مدينة إستراتيجية شرقا
  • أوكرانيا تنسحب من حي استراتيجي.. وقتيلان في زابوريجيا
  • روسيا تصد هجوما أوكرانيا على ميناء بالبحر الأسود .. ودول الناتو ترفض خطة لدعم كييف
  • ‏زيلينسكي: وجهت بشن ضربات بعيدة المدى على روسيا بعد هجوم دنيبرو
  • الخارجية الروسية: بيان البنتاجون الذي يسمح لأوكرانيا بضرب شبه جزيرة القرم بالأسلحة الأمريكية قد يوسع الصراع
  • الجيش الروسي يطرد القوات الأوكرانية من جزر دلتا دنيبر في خيرسون