مرشح برلماني يستعين بربوت للتواصل مع الناخبين.. ما القصة؟
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
مع اقتحام الذكاء الاصطناعي لكافة المجالات، حتى أن بعض الوظائف باتت مهددة بأن تحتلها روبوتات الـAI بدلا من البشر، لم يتخيل أحد أن يكون للحياة السياسية مكانا بين روبوتات الدردشة، بعدما أصبح البرلمان البريطاني، على موعد مع أول نائب برلماني يعمل بالذكاء الاصطناعي، فما القصة؟.
أول روبوت في التاريخ يدخل البرلمانقامت شركة «Neural Voice» التابعة لرجل الأعمال ستيف إنداكوت بإنشاء الصورة الرمزية التي تستمع إلى الناخبين عبر الإنترنت دون مشاركته، والتي أطلق عليها اسم «AI Steve»، والذي بات مرشحا ليصبح أول روبوت يشغل منصب نائب برلماني إذا فاز في انتخابات 4 يوليو.
إنداكوت، كشف في تصريحات نقلتها صحيفة «دايلي ستار» عن تفاصيل الأمر، مؤكدا: «سأقوم بالتصويت الفعلي ولكن سيجري توجيهي بالكامل من قبل ناخبيني عبر الذكاء الاصطناعي، هذه هي فكرة الديمقراطية برمتها».
يسجل برنامج AI Steve روبوت الذكاء الاصطناعي جميع الأسئلة التي يطرحها الجمهور، ومن بعدها سيتبع ستيف الحقيقي رغباتهم في البرلمان.
وأضاف: «نحن نتحدث عن إعادة اختراع الديمقراطية هنا، وإعادة ربط الناخبين مباشرة بنوابهم حتى يتمكنوا من إخبارهم بما يريدون وهم مرتاحون في منازلهم».
كيف تشارك روبوتات الذكاء الاصطناعي في الحروب؟وفي الوقت نفسه، وفي أنباء أخرى عن سيطرة الروبوتات، تستخدم أوكرانيا جيشًا من الروبوتات التجريبية لتغيير مجرى الحرب مع روسيا.
منذ أشهر، أرسل الرئيس فولوديمير زيلينسكي الروبوتات للقيام بمجموعة من المهام بما في ذلك هدم الجسور ونقل الإمدادات وإجلاء القوات المصابة.
والآن تستخدم لمهاجمة جنود الخطوط الأمامية الروس باستخدام متفجرات قوية ورشاشات، حسبما ذكرت صحيفة «تلجراف».
وفي شهر مارس، أُرسل أكثر من 50 روبوتًا إلى الخطوط الأمامية، وقبلها بشهر، وتحديدا في فبراير، كانت هناك تقارير عن تعرض جنود مشاة روس لهجوم من قبل روبوت قتالي مزود بمدفع رشاش في مخبأ أوكراني خارج مدينة أفدييفكا بمنطقة دونيتسك.
ويتم أيضًا تحميل الطائرات بدون طيار من منظور الشخص الأول (FPV) بالمتفجرات ويتم التحكم فيها من على بعد أميال لمهاجمة الخنادق الروسية من الأعلى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: بريطانيا البرلمان الذكاء الاصطناعي روبوتات الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي خطر محدق بالكتابة الصحفية
منذ إطلاق الذكاء الاصطناعي أو ما يُعرف بـ«تشات جي بي تي» في ٣٠ نوفمبر من عام ٢٠٢٢م، بواسطة أوبن أيه آي ـ سان فرانسيسكو المُصَمَم على محاكاة القدرات الذهنية للبشر عبر استخدام تقنيات التعلم والاستنتاج ورد الفعل واتخاذ القرارات المستقلة... منذ ذلك الحين غصّْت الصحف التقليدية ومنصات الكتابة الإلكترونية بالمقالات والأعمدة والتحليلات التي لا تنتمي إلا شكليًا للشخص المُدونُ اسمه في نهايتها.
وبقدر ما يُسهم الذكاء الاصطناعي في حل كثير من الإشكالات في حياتنا بما يمتلكه من قدرات خارقة تساعد الإنسان والمؤسسات على تحسين الأداء وحل المعضلات والتنبؤ بالمستقبل عبر «أتمتة» المهام والعمليات، إلا أنه ساهم في تقويض مهارات الكتابة الصحفية كوسيلة أصيلة للتعبير عن الأفكار وطرح الرؤى الواقعية التي تساعد المجتمع على تخطي مشكلاته... يتبدى ذلك من خلال تقديم معلومات غير موثوقة كونها لا تمر بأيٍ من عمليات التحقق ولا تقع عليها عين المحرر.
يستسهل حديثو العهد بالعمل الصحفي وممن لا علاقة لهم بعالم الصحافة كتابة مقال أو تقرير أو تحقيق صحفي، فلم يعودوا بحاجة للبحث والتحضير وتعقب المعلومات وهو المنهج الذي ما زال يسير عليه كاتب ما قبل الذكاء الاصطناعي الحريص على تقديم مادة «حية» مُلامِسة للهمّ الإنساني، فبضغطة زر واحدة يمكن الآن لأي صحفي أو من وجد نفسه مصادفة يعمل في مجال الصحافة الحصول على المعلومات والبيانات التي سيتكفل الذكاء الاصطناعي بتوضيبها واختيار نوع هرم تحريرها وحتى طريقة إخراجها ليترك للشخص المحسوب على الصحفيين فقط وضع صورته على رأس المقالة أو التحليل أو العمود وتدوين اسمه أسفله.
إن من أهم أخطار الذكاء الاصطناعي على العمل الصحفي أن الشخص لن يكون مضطرًا للقراءة المعمّقة وتقصي المعلومات والبيانات ولهذا سيظهر عاجزًا عن طرح أفكار «أصلية» تخُصه، فغالبًا ما يقوم الذكاء الاصطناعي بتقديم أفكار «عامة» تعتمد على خوارزميات وبيانات مُخزّنة.. كما أنه لن ينجو من اقتراف جريمة «الانتحال» كون المعلومات التي يزوده بها الذكاء الاصطناعي «مُختلَقة» يصعب تحري صدقيتها وهي في الوقت ذاته «مُتحيزة» وغير موضوعية تأخذ طرفًا واحدًا من الحقيقة وهو بلا شك سبيل لإضعاف مصداقية أي صحفي.
وتقف على رأس قائمة أخطار الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي في الكتابة الصحفية ما يقع على القارئ من ضرر، إذ لوحظ أنه يواجه دائمًا صعوبة في استيعاب «السياق» وهي سمة يُفترض أن تُميز بين كاتب صحفي وآخر... كما أنه يُضطر لبذل مجهود ذهني أكبر لاستيعاب عمل «جامد» يركز على كمية المعلومات وليس جودتها، فمن المتعارف عليه أن المادة وليدة العقل البشري تتصف بالمرونة والحيوية والعُمق والذكاء العاطفي ووضوح الهدف.
لقد بات ظهور أشخاص يمتهنون الصحافة كوظيفة وهم يفتقرون للموهبة والأدوات خطرًا يُحِدق بهذه المهنة في ظل ما يتيحه الذكاء الاصطناعي من قدرات فائقة على صناعة مواد عالية الجودة في زمن قياسي رغم أن القارئ لا يحتاج إلى كثير من الجهد لاكتشاف أن هامش التدخل البشري في المادة المُقدمة له ضئيل للغاية.
بقليل تمحيص يمكن للقارئ استيضاح أن لون المادة التي بين يديه سواء أكانت مقالة أو عمودا أو تقريرا يفتقر إلى «الإبداع والأصالة» وهو ما يؤكد أن الذكاء الاصطناعي لن يحل في يوم من الأيام محل العقل البشري الذي من بين أهم مميزاته قدرته الفائقة على الابتكار والتخيل والإبداع والاستنتاج عالي الدِقة.
النقطة الأخيرة..
رغم التنبؤات التي تُشير إلى ما سيُحدثه الذكاء الاصطناعي من نقلة هائلة على مستوى زيادة الكفاءة والإنتاجية وتوفير الوقت والتكاليف، إلا أنه سيظل عاجزًا عن تقديم أفكار خلّاقة وأصلية علاوة على المردود السلبي المتمثل في تدمير ملَكات الإنسان وإضعاف قدراته الذهنية.
عُمر العبري كاتب عُماني