وفاة نيافة الأنبا ميشائيل أسقف جنوب ألمانيا
تاريخ النشر: 5th, August 2023 GMT
أعلن القمص موسى إبراهيم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وفاة نيافة الأنبا ميشائيل أسقف جنوبي ألمانيا.
وجاء في نص البيان الصادر عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، رقد في الرب بشيخوخة صالحة منذ قليل نيافة الأنبا ميشائيل أسقف ورئيس دير القديس الأنبا أنطونيوس بكريفلباخ وجنوبي ألمانيا.
وسنوافيكم لاحقًا بتفاصيل ترتيبات صلوات تجنيزه.
كان قداسة البابا تواضروس الثاني قد صلى اليوم السبت صلوات رهبنة سبع من طالبات الرهبنة بدير الشهيد فيلوباتير مرقوريوس أبي سيفين بسيدي كرير لينضممن إلى مجمع راهبات الدير.
والراهبات الجديدات هن:الراهبة فيلومينا، الراهبة أربسيما، الراهبة أنسطاسيا، الراهبة ڤيرينا، الراهبة أبفية ، الراهبة يوستينا، الراهبة سيلينا.
شارك في الصلوات سبعة من أحبار الكنيسة، وتماف كيرية رئيسة الدير ورئيسات أديرة الراهبات ومجمع راهبات الدير وبعض الآباء الرهبان.
كان نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطى الأرثوذكسي قد أكد أول أمس أن الإبحار في حياة مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث مغامرة ترتفع بالإنسان إلى عنان السماء، فهو المعلم والأب والمرشد الذي ظل يدبر أمور الكنيسة إلى أن غادر عالمنا، فهو دائما رجل صلب متفائل شديد الذكاء، مصري عميق الأصل، عربي الوجدان، عالمي الآفق، إنسانى النزعة.
ورحب الأنبا إرميا - في كلمته خلال احتفالية مئوية ميلاد قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية ال١١٧ بمركز المنارة الدولى للمؤتمرات بحضور مجموعة من كبار رجال الدولة وقيادات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برعاية الأنبا ارميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطى الأرثوذكسي، وعدد من أساقفة الكنيسة ومجموعة من أعضاء مجلس النواب والشيوخ والسفراء والشخصيات العامة والإعلاميين - بجموع الحاضرين، معربا عن سعادته بالجمع الغفير الذي حضر الاحتفالية تكريما لاسم الراحل قداسة البابا شنودة الثالث البطريرك ال١١٧ من باباوات الكرسي المرقسية.
وقال الأنبا إرميا إن البابا شنوده حمل قلب يتحمل آلام الناس، زمان يساند كل من في شدة أو ضيقة، مقدما راحة الآخرين عن راحته، فأحبه البسطاء وغير المتعلمين، وأصحاب الرأى، وكان يري أن القوة في المحبة وليس في الانتصار على الآخر، ومن محبته لله انطلقت هذه المحبة نحو كل إنسان.
وأشار الأنبا إرميا إلى أن البابا شنوده كان عالمي الآفق، وهو الذي قال إن لعبته كانت الكتب، وقد نال اعجاب كل من التقاه، مقدما محاضرات لا تنسي على مدى التاريخ، فالاستماع له متعة كبيرة، بفضل ثقافته الكبيرة، لافتا إلى أن المشكلات التى قابلها البابا شنوده لم تزيده إلا قوة بفضل إيمانه أن كل الأمور في يد الله، لتتحول الحجارة إلى طريق رفعه في قلوب الجميع.
وتابع قائلا، إن البابا شنوده كان شخصية مرحة حزى بتقدير وقبول بين كل المصريين، فحياته كانت ليست سهلة، وصقلت شخصيته بسبب كل ما مر به في الحياة.
وتابع قائلا، إن البابا شنوده أحب مصر، فكان له مكان في قلوب شعبها، هو الذي تربي على أرضها وتعلم في مدارسها وجامعتها وترهل في أديرتها، وتواري أخيرا في ثرها، حفظ الله مصر مصر وشعبها بصلواته عنا وصلوات قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية.
وشهدت الاحتفالية عرض فيلم حول الحياة الرهبانية لقداسة البابا شنوده الثالث، والذي حمل اسم الراهب أنطونيوس السريانى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قداسة البابا البابا شنوده
إقرأ أيضاً:
رسائل «البطريرك» فى ذكرى تجليسه بدير الأنبا بيشوى
بـ«5» نقاط و100 أسقف.. البابا يحسم «جولة» وحدة الكنيسة
لم تكن مجرد احتفالية بذكرى تجليس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، بدير الأنبا بيشوى وادى النطرون، بعد أن سبقها بنحو أسبوعين سجالات، ومناقشات انتهت بانعقاد اللجنة الدائمة للمجمع المقدس، وتشكيل لجنتين مجمعتين لمواجهة أخطاء التعليم الكنسى، ورصد الإساءة للكنيسة، والآباء على منصات التواصل الاجتماعى.
ورغم أن الكنيسة قصرت احتفالية الذكرى الثانية عشر لتجليس البطريرك على المرقسى فى 18 نوفمبر الجارى، بمركز لوجوس البابوى، بدير الأنبا بيشوى، إلا أن البطريرك، وحوله 100 من أعضاء المجمع المقدس بعث برسائل مباشرة، تضمد جراح الفرقة، وتدعم وحدة الكنيسة -وفق ما جاء فى بيان اللجنة الدائمة- مطلع نوفمبر الجارى.
دون أية طقوس احتفالية، ترأس البابا تواضروس الثانى قداس ذكرى تجليسه، بمشاركة أغلب أعضاء المجمع المقدس، ووكيلى البطريركية بالقاهرة، والإسكندرية، وسكرتاريته الخاصة، وعدد من الآباء الكهنة، والرهبان.
ورغم تأجيل «سيمنار المجمع» الذى كان مقررًا انعقاده فى الثامن عشر من نوفمبر الجارى، فى إطار احتفالية التجليس، للاحتفال بذكرى «مجمع نيقية»، لكن رسالة البابا الأولى جاءت فى الإشارة إليه، لافتًا إلى أنه مجمع حضره نحو 318 أسقفًا لرفض بدعة «آريوس»، وأردف قائلًا: «تمر علينا أيضًا ذكرى تدشين الكاتدرائية المرقسية بالعباسية».
وتضمنت رسالة البطريرك الثانية حديثًا عن مرور 12 عامًا على ذكرى تجليسه بطريركًا، مشيرًا إلى أن الإنسان عبر السنين يكتسب خبرات، ويعرف، ويتعلم، واستطرد: «يليق بنا فى مثل هذه المناسبات شكر الله على إعانته، وإشفاقه علينا».
وفى ثنايا عظته التى جاءت فى أعقاب ظروف خاصة للكنيسة، بعد إعلان بعض الأساقفة معارضتهم لاثنين من متحدثى السيمنار المؤجل، قال البابا: إن ثمة خواطر تصلح كمبادئ حاكمة للخدمة الرعوية، وتأتى فى «العمل بالكتاب المقدس، رغم أهمية دعوات محو الأمية الكتابية، داعيًا إلى أهمية الأنشطة الكتابية التى تقام فى الخدمة من تفسير ومسابقات، مشددًا على أنها تستطيع أن تمحو الأمية الكتابية».
وتضمنت رسائل البطريرك الدعوة إلى زراعة الحياة بالإنجيل فى نفوس الأقباط بسائر حياتهم، مستشهدًا بمقولة القديس القمص بيشوى كامل «الإنجيل المعاش»، مطالبًا الآباء بالاهتمام بترسيخ الحياة بالإنجيل على مستوى الأسرة، والخدمة، والكهنة، باعتبارها مسئوليتهم الأولى.
وفى عظته التى فرقت بين «المهم، والأهم»، ووضعت نقاطًا على الأحرف فى لحظة فارقة، أضاف البطريرك: أن خدمة التعليم، وإن كانت أهم، فإنه لا غنى عن خدمة السلام، وهو ما يدعم رؤية البابا تواضروس الثانى لأزمة «السيمنار» منذ بدايتها، وموقفه الكائن فى عدم التعقيب عليها مباشرة، وانتظاره لحين اجتماع اللجنة الدائمة للمجمع المقدس.
واندلعت أزمة «سيمنار المجمع» على خلفية اعتراض أساقفة على اثنين من المتحدثين المدرجين بجدول المحاضرات المقررة، نظير ما نسبوه إليهما من التورط فى مخالفة تعاليم كنسية.
بقدرة فى التحكم بمسار الحدث ألمح البابا إلى أن السيد المسيح فى الكتاب المقدس لقب بـ«المعلم الصالح»، لكنه فى الوقت ذاته لقب بـ«صانع السلام»، وأردف قائلًا: «كما نحتاج إلى تعليم أبنائنا الخدمة، نحتاج بالوقت ذاته إلى تعليمهم كيفية حفظ السلام».
واستطرد: «أعظم خدمة نقدمها هى أن نزرع السلام فى نفوس شعبنا، وفى البيت، وفى الخدمة وفى الكنيسة».
وواصل البطريرك الدقيق توجيه رسائله الضمنية خلال عظته التى حضرها أغلبية أعضاء المجمع، وبثتها قنوات الكنيسة مباشرة من دير الأنبا بيشوى، معرجًا على مصطلح «حراس الإيمان والعقيدة»، والذى يتسبب فى خلافات عديدة على الساحة القبطية تتصدر صفحات وسائل التواصل الاجتماعى، بقوله: «إن حراسة الإيمان والعقيدة أمر لا غنى عنه، ولكن لا غنى عن غرس حياة التقوى فى النفوس».
وألمح البطريرك إلى أن العقيدة السامية هى التى تثمر التقوى، محذرًا من هؤلاء الذى يحولون حراسة العقيدة إلى معركة كراهية الآخرين، ويستعملونها للدخول فى صراعات.
ولفت إلى أن الكنيسة راسخة بإيمانها المستقيم، وربت أجيالًا عديدة فى هذا الإيمان، مشددًا على ضرورة تعليم الأبناء الإيمان مع التقوى».
وصوّب البابا سهامه باتجاه «استعمال وسائل التكنولوجيا»، بعد أن أحدثت وسائل التواصل الاجتماعى خلال الشهر الجارى شروخًا جسيمة فى الوسط الكنسى عقب أزمة «سيمنار المجمع» المؤجل، وأزمة «الأنبا أبانوب» أسقف المقطم.
البطريرك الذى بدأ فترته البابوية قبل 12 عامًا بالتدوين على منصة التواصل الاجتماعى «تويتر»، قال إن استخدام التكنولوجيا مهم، ولكن يجب أن تكون القدوة والنموذج هما العنصران المؤثران فى الكلام عبر وسائل التواصل الاجتماعى.
وطالت إبان أزمتى «السمينار»، و«المقطم» اتهامات كثيرة لعدد من الآباء، وشهدت الساحة تراشقا كلاميا، مما دعا البابا، واللجنة الدائمة للمجمع المقدس إلى تشكيل لجنة مجمعية ترصد الإساءات الموجهة للكنيسة، والآباء.
ودعا البابا إلى ضرورة اختيار الألفاظ، والكلمات فى عصر التكنولوجيا، مشيرًا إلى أن السيد المسيح لم يؤلف كتابًا، ولكنه قدم نفسه كنموذج، وقدوة، وبهذا غيّر حياة ملايين الناس.
ثم جاءت رسالة الحسم فى عظة «ذكرى التجليس» على نحو يستهدف علاقة الأساقفة بالمقر البابوى، لافتًا إلى أن خدمة كل أسقف فى مكانه «إيبارشية، أو دير» مهمة، لكن وجودهم معًا يحمل دلالة خاصة.
وذهب البطريرك إلى أن وجود الأساقفة معًا فى هذا اليوم تحديدًا، والذى جاء بعد فترة انقسام فى الآراء، ومعارضة تبعتها عدة أزمات، أقوى من مائة عظة.
البابا الذى يسعى منذ بداية الأزمة لتضميد جراح الانقسام أضاف أن رؤية الناس للأساقفة مجتمعين تفرحهم، وتشعرهم بطمأنينة بالغة، ويؤكد وحدة الكنيسة.
لكن ذلك لم يمنع البابا من تعريج على «حق الاختلاف» قائلًا: «وحينما نلتقى، ونتحاور ونتقارب ونتشاور، ونتبادل الخبرات... إلخ، نزداد، وننمو، وتنمو الكنيسة».
وعاد البطريرك بعد رسائله المباشرة، والتى عالجت أركان عدة أزمات لحقت بالكنيسة منذ الإعلان عن «سيمنار المجمع» المؤجل، ليؤكد أن الهدف الأساسى من إنشاء مركز لوجوس، هو أن يكون لآباء المجمع المقدس مكان للإقامة، والخلوة وإقامة حلقات دراسية، ونقاشية لهم، هو أمر يحتاجه كل واحد منا بشدة.
يشار إلى أن البابا تواضروس الثانى جرى تجليسه على الكرسى المرقسى فى الثامن عشر من نوفمبر عام 2018، ليصبح البطريرك رقم 118 فى تاريخ باباوات الكنيسة القبطية.
وجاء تجليسه بعد نحو 15 يومًا من اختياره بطريركًا طبقًا لطقس القرعة الهيكلية التى جرت بين ثلاثة مرشحين للبابوية – الحاصلين على أعلى معدل أصوات فى الانتخابات التى جرت عام 2012- بعد نحو 6 أشهر من رحيل البابا شنودة الثالث.