صفقة أميركية منفردة مع حماس.. بالون اختبار أم أداة ضغط؟
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
واشنطن- رغم مضي أيام على التسريبات، لم تعلن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن موقفها حول حقيقة مناقشتها إمكانية التفاوض على صفقة منفصلة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بوساطة قطرية لإطلاق سراح 5 محتجزين أميركيين. وحتى إعداد هذا التقرير، لم يصل الجزيرة نت رد بهذا الشأن على أسئلتها لوزارة الخارجية الأميركية والبيت الأبيض.
وكانت شبكة "إن بي سي" قد ذكرت الأحد الماضي أن الولايات المتحدة قد تتفاوض على صفقة رهائن منفصلة مع حركة حماس لإطلاق سراح المواطنين الخمسة مزدوجي الجنسية الأميركية والإسرائيلية، الذين ما زالوا محتجزين لدى الحركة في غزة، وهم: هيرش غولدبرغ بولين، وإيدان ألكسندر، وساغي ديكل تشين، وكيث سيغل، وعومير نيوترا.
ويأمل المسؤولون الأميركيون كذلك، بحسب المصدر، في استعادة رفات 3 مواطنين أميركيين آخرين يعتقد أنهم قتلوا يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ونقلت جثثهم إلى غزة.
خيار حقيقي للغايةويلف الغموض مصير خطة وقف إطلاق النار التي أعلنها الرئيس بايدن قبل أسبوعين، وتشمل 3 مراحل وتتضمن: الإفراج عن كل الرهائن، ووقف القتال وانسحاب إسرائيل من كامل من قطاع غزة، والبدء بعودة النازحين وإعادة الإعمار.
وأبدت إسرائيل قبولها المرحلة الأولى الممتدةَ 6 أسابيع، في حين وافقت حماس على الخطة مع تضمينها تعديلات على المقترح الإسرائيلي بما يشمل وقف إطلاق النار. كما شملت التعديلات الانسحاب الإسرائيلي من كامل القطاع، بما فيه معبر رفح ومحور فيلادلفيا. ولا تزال واشنطن والدوحة والقاهرة تقيم رد الحركة.
وقال مسؤول أميركي رفيع لشبكة "إن بي سي"، إن فكرة محاولة التفاوض على اتفاق بين إدارة بايدن وحماس لا تزال "خيارا حقيقيا للغاية" إذا فشل اتفاق وقف إطلاق النار المقترح الحالي في إحراز تقدم.
وفي حديث مع الجزيرة نت، قال السفير ديفيد ماك، مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الأوسط، والخبير حاليا بالمجلس الأطلسي "لن يفاجئني أن تشرع إدارة بايدن الآن في التعامل مع حماس من خلال شركائنا الدبلوماسيين مثل قطر ومصر لإطلاق سراح الرهائن الأميركيين".
واعتبر السفير ماك أن هذا التوجه الأميركي "من شأنه أن يُظهر للإسرائيليين أن حكومتهم تخذل رهائنهم، وأن الولايات المتحدة لديها خيارات أخرى غير انتظار نتنياهو لقبول الاتفاق الذي كان الوزير غانتس وغيره من القادة الإسرائيليين على استعداد لقبوله".
غموض بشأن الثمنلم يذكر المسؤولون الأميركيون ما الذي قد تقدمه الولايات المتحدة لحماس مقابل إطلاق سراح الرهائن الأميركيين. لكن المسؤولين قالوا، بحسب التسريبات، إن حماس قد يكون لديها حافز لإبرام صفقة أحادية الجانب مع واشنطن لأن ذلك قد يزيد من توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ويضيف ضغوطا سياسية داخلية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال أحد المسؤولين السابقين إن المناقشات الداخلية جرت أيضا في سياق إمكانية قيام الولايات المتحدة بإبرام صفقة أحادية الجانب مع حماس قد تضغط على نتنياهو للموافقة على اقتراح وقف إطلاق النار الحالي.
في حين ذكر خبير الشؤون الدفاعية مايكل بيك -للجزيرة نت- أن "إدارة بايدن تسير في حقل ألغام. ومن شأن أي اتفاق مع حماس أن يثير تساؤلات حول أسباب عدم قيام البيت الأبيض بالمزيد من الخطوات، لمساعدة إسرائيل في تأمين حرية الرهائن المتبقين. كما أن من شأن أي تحرك في هذا الاتجاه أن يتم استغلاله ضد بايدن في الانتخابات الرئاسية، على اعتبار أنه قدم تنازلات لجماعة تعتبرها القوانين الأميركية منظمة إرهابية".
من جانبه، تساءل آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط في عدة إدارات أميركية، في تغريدة له على منصة إكس، قائلا "هل هذه خطة طوارئ بديلة في حالة عدم وجود فرصة للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة بايدن؟ هل هي حيلة أميركية للضغط على إسرائيل؟ وماذا لو كان بايدن على استعداد لإعطاء حماس أي شيء! المحتجزون مواطنون مزدوجو الجنسية، ولا يوجد ما يؤكد هذا النبأ من المسؤولين الأميركيين".
وكانت الولايات المتحدة قد أجرت عمليات تبادل مع روسيا وإيران وكوبا، لإطلاق سراح أميركيين محتجزين. ومن غير الواضح ما إذا كان هناك سجناء محتجزون لدى الولايات المتحدة تريد حماس إطلاق سراحهم.
اللوبي الإسرائيلي يهاجموهاجم مدير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى روبرت ساتلوف، المعروف بقربه من منظمة أيباك، فكرة الاتفاق الأميركي مع حركة حماس.
ونشر ساتلوف تغريدة على موقع إكس قال فيها إن "تأمين إطلاق سراح الرهائن الأميركيين لدى حركة حماس هو أولوية قصوى، ويجب علينا جميعا أن نطلب من الحكومة الأميركية فعل كل ما هو ممكن لتحقيق ذلك. لكن عقد صفقة منفصلة مع حماس لاستعادة 5 أميركيين، مع استمرار رفض حماس قبول مقترح بايدن، ليس سياسة حكيمة".
"وحتى من دون معرفة ما ستقدمه واشنطن لحماس، فإن مثل هذه الصفقة من شأنها أن تقسم الحلفاء وتعطي قدرا من الاعتراف الأميركي بحماس، مما يقوض أهدافنا المشتركة في الحرب ويزيد من تآكل الدعم الضئيل لما تبقى من المعتدلين الفلسطينيين" بحسب ساتلوف، الذي طالب واشنطن بالضغط على قطر ومصر ليضغطوا بدورهم على حماس، وأن تواصل واشنطن دعم وتسليح العملية الإسرائيلية المستمرة في رفح.
وخلال كلمة له، يوم الاثنين الماضي، أمام المنتدى العالمي للجنة اليهودية الأميركية، قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إن إدارة بايدن لا تزال ملتزمة برؤية "خروج حماس من السلطة في غزة"، وتابع أن الرئيس الأميركي قال صراحة إن "طريق التقدم إلى الأمام في غزة يتحقق عندما لا يكون لحماس وجود في السلطة".
وكرر سوليفان ما قاله نتنياهو من أن إسرائيل لن توافق على وقف دائم لإطلاق النار قبل "تدمير قدرات حماس العسكرية، وضمان أن غزة لم تعد تشكل تهديدا لإسرائيل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة وقف إطلاق النار إدارة بایدن لإطلاق سراح إطلاق سراح مع حماس
إقرأ أيضاً:
يديعوت أحرونوت: تقدم جزئي بمفاوضات غزة لن يمنع العودة للحرب
ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن هناك تقدما في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، بحيث سيبدأ تنفيذ الصفقة على مراحل، بدءا من إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن لتستمر وصولا إلى تسلم دونالد ترامب مهامه الرئاسية في 20 من الشهر المقبل.
ووفقا لما نقله المراسل العسكري البارز للصحيفة إيتمار آيخنر، عن مسؤول إسرائيلي رفيع فإن الحديث يدور عن مفاوضات للتوصل لاتفاق إنساني في المرحلة الأولى يدوم 6 أسابيع، ويتمثل في إطلاق عدد غير معروف من النساء والأطفال والبالغين الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، على أن يحتفظ فيه كل طرف بإمكانية العودة إلى القتال.
تقدم في المفاوضاتوأفاد المسؤول بأن هناك تقدما في المحادثات مع حماس بشأن الرهائن، مشيرا إلى أن "جهاز الأمن العام (الشاباك) والموساد أبلغا مجلس الوزراء الإسرائيلي أن هناك استعدادا لإتمام الصفقة في الأيام المقبلة"، بما يشير إلى أن المحادثات بين حماس وإسرائيل قد دخلت مرحلة حساسة جدا، حيث تم تحديد ملامح الصفقة بشكل أكبر.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي أنه رغم تقدم المفاوضات، فإن أي اتفاق قد يكون جزئيا في البداية.
وفي هذا السياق، تحدث المسؤول الأمني الإسرائيلي عن "تقارير بوجود مرونة واستعداد لدى حماس بشأن وجود محدود للجيش الإسرائيلي في غزة خلال المرحلة الأولى من الصفقة، مقابل تقارير تفيد بأن إسرائيل وافقت على انسحاب مؤقت من محور فيلادلفيا"، ولكنه لم يؤكد هذه التقارير.
إعلانوفيما يتعلق بالصفقة الجزئية، أشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن "الهدف في هذه المرحلة هو إطلاق سراح جزء من المختطفين، ولكن مع مراعاة التوازن بين الحفاظ على الأمن الإسرائيلي وضمان استعادة أكبر عدد ممكن من الرهائن". ومع ذلك، تبقى هذه المسألة موضع نقاش حاد بين الحكومة الإسرائيلية وعائلات الرهائن، الذين يرون أن الصفقة يجب أن تكون شاملة، ولا تقتصر على إطلاق سراح بعض الرهائن فقط.
ففي الوقت الذي يواصل فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وفريقه التفاوض مع حماس، يتصاعد الاستياء داخل الحكومة الإسرائيلية بسبب معارضة بعض الشخصيات اليمينية البارزة.
ولكن، وبحسب المسؤول ذاته، "إذا توصل نتنياهو إلى اتفاق معقول، فسيكون له أغلبية في الحكومة، حتى لو عارضه وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير ووزير المالية يتسلئيل سموتريتش، اللذان من المشكوك أن يؤيداه".
ويذكر أن حماس ما زالت تؤكد أن الصفقة يجب أن تنتهي بالوقف الشامل للحرب على قطاع غزة، والانسحاب الإسرائيلي الكامل منه.
وفي وقت لاحق من هذا الأسبوع، من المتوقع أن يزور مبعوث ترامب آدم بوهلر إسرائيل في مهمة تتعلق بالمفاوضات بشأن إطلاق سراح الأسرى. وذكر تقرير الصحيفة أن بوهلر سيعقد مشاورات مع المسؤولين الإسرائيليين حول كيفية التعامل مع ملف الأسرى.
وقال بوهلر في تصريحات صحفية "إن زيارتي لإسرائيل تهدف إلى دعم الجهود المبذولة لضمان عودة الرهائن بأمان. نحن نؤمن بأن العملية يجب أن تكون إنسانية، لكن علينا أن نكون واقعيين في مواجهة التحديات".