فات علي السودانيين قاطبة أن يتمعنوا مليا في جملة قالها د. حمدوك بداية تسلمه رئاسة الحكومة التي تقرأ ( لن يصدر السودان بعد اليوم موادا خام وسنقوم بأنفسنا بتصنيع هذه المواد ومن ثم تصديرها ) و ( نريد أن يتعامل معنا العالم علي قدر المساواة ولانريد حسنة من اي

لو قمنا ببساطة بتحليل كلام د. دكتور حمدوك هذا العالم الاقتصادي المعروف ، الوطني الغيور وصاحب الرؤية والبرنامج لفهمنا الي أن ماتوصل إليه د.

حمدوك هو فعلا ماينقص السودان كبلد غني بالموارد تم تكبيله منذ استقلاله بعقبات لا حصر لها تجعله دائم التبعية للخارج محاصر بالزعازع والأزمات التي تشغله عن التقدم والازدهار الاقتصادي والاجتماعي ويريدونه كسيحا مريضا ترنو عينه الكليلة الي المساعدات الخارجية التي تقدم له تحت الانوار الكاشفة الدعائية من المانحين باليد اليمني وسرا تسلب يدهم اليسري كل ما يقدمونه من غوث وعون وهذا هو ديدن الاستعمار الذي فارق افريقيا ومازال يمتصها ويحلبها قطرة قطرة ويسرق باوراقه الملونة المسماة بالدولار واليورو زالاسترليني الذهب غطاء العملات والماس واليورانيوم وكل المعادن النفيسة من القارة السمراء ويظل يصف الأفارقة بالمرضي والجوعي والكسالي وهو المتسبب الاول في كل هذه البلاوي بما يبثه من دعاوي ودعاية مغرضة بأنهم يقدمون العون للافارقة من خلال مؤسساتهم الخيرية المزعومة التي تظهر الشفقة وتخفي ما تقوم به من سلب ونهب لثروات الأمة الأفريقية التي لايريدون لها أن تنهض ويحاصرونها دائما بخلق المشاكل ووضع العقبات أمامها وتنصيب الحكام الفاسدين عليها وحرمانها من الصحة والتعليم والعيش الكريم !!..
وشهد شاهد من أهل أوروبا الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي اقر واعترف بأنه لو لا المال المنهوب من افريقيا لأصبحت فرنسا دولة من دول العالم الثالث وان فرنسا قد انتفخت مصارفها بالمال الحرام المجلوب من عرق جبين الرجل الافريقي الكادح الذي يشقي من أجل أن يكون لفرنسا فائض من مال يؤمن لها احتياطي محترم هو بمثابة قرش ابيض تنتفع به في اليوم الاسود وأصحاب هذا المال ليس لهم غير الشقاء والتعب والتبعية والقيود التي تكبلهم كلما فكروا في الانعتاق!!..
امريكا وأوروبا وروسيا والصين عيونهم علي افريقيا الأرض البكر الزاخرة بالخير والبركة يغرقونها بالحروب الأهلية ويسرقون خيراتها وكلما رفعت بصرها الي أعلي يضربونها بقوة علي ام رأسها لتظل في بيات شتوي وموت دماغي وسريري من أجل أن يظل عرض مسلسل استغلال واستنزاف الأفارقة مستمرا مع اشغالهم بالنزاعات القبلية والمماحكات السياسية وشراء العناصر الهشة منهم لتكون لهم في الخدمة اطوع من بنانهم وعن طريقهم يكون البلد قد تم بيعه بالرخيص بدراهم لا تستاهل كل هذا الكم من الخيانة الذي يندي له الجبين!!..
عرفتم لماذا وضعت العراقيل أمام الإنسان الشريف العفيف د. حمدوك الذي بحسه الوطني وفهمه وعقله الراجح أراد للمارد السوداني أن ينهض من كبوته وان يستغل ثرواته بنفسه وان يجعل لبلاده مكانة بين دول العالم يحترمهم ويحترمونه ويسخر خيرات البلاد لأهلها الطيبين ولا يسمح لذهب السودان أن يساهم في إنقاذ روسيا من العقوبات الأمريكية ومن الإفلاس وان يوقف دولة الإمارات عند حدها وهي التي صارت تتحكم في ذهب السودان أكثر من أهله عن طريق التهريب الممنهج بواسطة عملائهم من أهل البلاد وصارت الامارات تصدر ذهبنا وتتبجح بذلك وتضحك علينا بشوية كراتين بسكويت ولبن بودرة وطحنية ودقيق وعدس وبطاطين وخيام إذا هطلت علينا الأمطار وكسرت كم بيت ومستشفى وشارع اسفلت !!..
كثيرون هم الذين اخافهم تصريح د. حمدوك وسلطوا عليه من انقلب عليه هذا الانقلاب الذي تسبب في حرب اكلت الاخضر واليابس ومازالت جمرتها متقدة ومازال الحاقدون علي د . حمدوك يعتدون علي مكانته ويلطخون سمعته بكل قبيح وفاحش من القول ووصل بهم الأمر أن يحاكموه بمواد تؤدي الي الإعدام ولكن هيهات غدا تشرق الشمس وتعود أسراب الطيور المغردة الي أعشاشها في حضن الوطن بعد أن يتم تطهيره بالكامل من أعداء الوطن خفافيش الظلام ولن تسرق فرنسا معادن الأفارقة ولن تحلم روسيا بمهاجع لاساطيلها على شاطيء البحر الأحمر عند الغروب ولاامريكا ولا الصين بل نريد أنفسنا ونريد وحدتنا الوطنية ونريد د. حمدوك رئيسا للجمهورية فهو منا ونحن منه وقد عرفناه وعرفه العالم تجسيدا للقيم والمبادئ والأخلاق وحسن السير والسلوك !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
معلم مخضرم.

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

د. عبدالله الغذامي يكتب: لسان الثقافة

للثقافة لسانها الخاص وهناك مواقف تكشف عن هذا اللسان المخبوء من تحت ألسنة المتحدثين، نجده في أمثلة للأحاديث والوقائع المرتجلة، ويشبه ما سماه فرويد بسقطات اللسان، ولكنه أكثر من مجرد سقطات، وإنما هو من فعلِ ما سميناه (المؤلف المزدوج)، أي الثقافة حين تتسلّل عبرنا لتشاركنا قولنا وكتاباتنا.
ونستدعي هنا موقفاً جرى في البرلمان البريطاني زمن رئاسة تيريزا مي رئاسة الحكومة (2019)، حيث واجهها أحد نواب المعارضة محيلاً إليها بقوله: هذه المرأة الغبية، مما فجر غضباً ثقافياً هائلاً، امتّد للإعلام بكل وسائله، وهنا يتكشف النسق الثقافي بأعلى درجاته، وأشد معانيه هو وصف المرأة بالغباء، الذي يحيل لتاريخٍ ممتّد عبر الأزمنة والثقافات، من حيث حشر المرأة بصفات الجهل، بينما العقل للرجل، ولها كل صفات السلب كالحماقة، ومنها قولهم إن الرجل كلما كبر، زاد حكمةً، وكلما كبرت المرأة، زادت حماقةً، ولو أن النائب مثلاً قال عن زميلٍ له هذا الرجل الغبي لظلّت الجملة عاديةً، ومجرد شتيمة شخصية، ولن تُحمل على أنها تعني جنس الرجال، على عكس جملة (هذه المرأة الغبية) التي تتجاوز الذاتي لتشمل الجنس، وإن جاءت لغوياً بصيغة الإفراد عبر اسم الإشارة لكن حالات استقبالها كشفت مدى تجذر سياقها الثقافي، أي أننا أمام نسقٍ ثقافي متجذّر، وهي التي فجرت الغضب العارم ضد جملة النائب المتورط ثقافياً.
ومثل ذلك المثل المشهور (قطعت جهيزةُ قول كل خطيبٍ)، وهذه جملة في ظاهرها مجرد جملة إخبارية، وقد يتبدى عليها الثناء بما أن هذه المرأة تفوقت على الفحول من الخطباء، وكسرت بلاغتهم وأسكتتهم، ولكن إذا تتبعنا سيرة هذه الجملة، فسنرى أنها جملة نسقيّة، وعلامة ذلك أن الميداني أورد هذه المثل ليعلق عليه بتعليقين متواليين، أولهما شرحٌ للمقولة وهذا تصرفٌ علمي خالص العلمية، ولكنه يختم حديثة بجملةٍ تكشف البعد النسقي لها، إذ يشير إلى أن هذا المثل يصف حماقة من يقطع أحاديث الرجال، ومن هنا تصبح جهيزةُ حمقاءَ ويسري المعنى ليعزّز هذه التوصيفات للمرأة.
وهنا نكتشف مدى قوة لسان الثقافة، الذي يقوم مقام المؤلف المزدوج، ولم يستطع الميداني تمرير المقولة دون التأويل الثقافي لها كما حدث مع جملة (المرأة الغبية) التي ما كان لها أن تمر دون تأويل ثقافي لها.
وهذه كلها صيغٌ ثقافية تعني أن البشر كائناتٌ سرديةٌ يتصرفون ويفكرون وفق أنظمة ذهنيةٍ قسرية، وهي التي تحرك مشاعرهم اللغوية وردود فعلهم في حروب كلامية عنصرها إقصائي ومكوّنها طبقي، ومهما تعلموا يظلون نسقيين رغم علميتهم ورغم عقلانيتهم، لأنهم تحت سلطة أنساقٍ مضمرةٍ سابقة عليهم، وقد تولدوا فيها ويستمرون معها، وهي فيهم ومن ثم يستمرون في إعادة إنتاجها.
ولسان الثقافة يظل تحت لسان البشر، وللثقافة حيلها في التخفي والإضمار عبر لسانها المخفي، ولكنه يمتلك القدرة على فرض معناه ومن ثم احتلال الأذهان في الإرسال والاستقبال معاً. وما تخفيه اللغه يختلف عما تبديه، وربما هو الأخطر والأكثر تحدياً.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة  الملك سعود - الرياض

أخبار ذات صلة د. عبدالله الغذامي يكتب: الوعي والتجييش د. عبدالله الغذامي يكتب: بين النص والقارئ

مقالات مشابهة

  • جملة قالها زيلينسكي أشعلت الجلسة مع ترامب قبل أن يطلب منه الرئيس مغادرة البيت الأبيض.. روبيو يوضح لـCNN
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: لسان الثقافة
  • حزب صوت الشعب يستنكر بشدة تواصل الحملة العدائية والتصعيدية التي تخوضها فرنسا ضد الجزائر
  • مسيحيو سوريا.. حق فرنسا الذي تريد به باطل
  • برنامج الغذاء العالمي: وقف القتال ضروري لإطعام نصف السودانيين الجائعين
  • وصفوها بـالنعوش الطائرة.. الأنتنوف تعمّق جراح السودانيين
  • الأفلان يجدد تنديده بالحملة العدائية المتواصلة التي تخوضها فرنسا ضد الجزائر
  • ليس باسمنا خطاب الإنكار والمتاجرة بمعاناة السودان أيها العالم
  • أغرب أطباق الإفطار في العالم.. من السودان إلى ماليزيا
  • ما الذي أشعل فتيل الحرب في السودان؟