زهير عثمان حمد

كتاب "أميركا غير الليبرالية" للمؤرخ الحائز على جائزة بوليتزر، ستيفن هان، يقدم رؤية تحليلية لتاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن البلاد كانت غير ليبرالية إلى حد كبير منذ فترة طويلة. يناقش الكتاب الأفكار غير الليبرالية المتأصلة في التاريخ الأمريكي ويعتبرها جزءًا مركزيًا من النسيج الاجتماعي والسياسي للبلاد.


يستعرض هان في كتابه العديد من القضايا مثل العبودية، التمييز العنصري، وكراهية الأجانب، مؤكدًا أن هذه القضايا ليست جديدة بل هي جزء من تاريخ أمريكا الطويل من الإخفاقات. يحلل الكتاب هذه الفصول المظلمة من التاريخ الأمريكي بعمق، مقدمًا نظرة شاملة على الأحداث التي شكلت الولايات المتحدة الحالية.
يغطي الكتاب عدة قضايا تاريخية مهمة في الولايات المتحدة، منها:- **العبودية**: يناقش كيف كانت العبودية محمية بموجب الدستور الأمريكي وتُعتبر خطيئة في أساسات البلاد.
- **الطرد الجماعي**: يتطرق إلى عمليات الطرد الجماعي لسكان أمريكا الأصليين والمسيحيين من طائفة المورمون.
- **الرقابة وخنق المعارضة**: يحلل كيف تمت الرقابة على الكلام وكيف تم خنق المعارضة في تاريخ أمريكا.
- **كراهية الأجانب**: يستعرض الموجات المتعاقبة من كراهية الأجانب التي اجتاحت السياسة الأمريكية.
- **الميول الانعزالية**: يبحث في الميول الانعزالية خلال الحرب العالمية الأولى وكيف تبنت منظمة "رابطة الحماية الأمريكية"، بمباركة من وزارة العدل، تحديد هوية "الفوضويين والخونة المشبوهين".
تُظهر هذه القضايا كيف تشبعت الحياة الاجتماعية والسياسية الأمريكية بأفكار غير ليبرالية عبر التاريخ.
يستنتج ستيفن هان من تحليله للقضايا التاريخية عدة أفكار رئيسية:. **الأفكار غير الليبرالية متأصلة بعمق**: يرى هان أن الأفكار غير الليبرالية ليست على هامش التاريخ الأمريكي، بل في المركز، وتشبع بها النسيج الاجتماعي والسياسي الأمريكي.
التزام أجوف بالمثل الدستورية**: يشير إلى أن التزام البلاد بالمثل التي نص عليها الدستور كان التزامًا أجوفًا منذ البداية.
"الترمبية" كحلقة في سلسلة الإخفاقات**: يعتبر هان أن "الترمبية" ليست سوى الحلقة الأحدث في سلسلة طويلة من الإخفاقات الأمريكية.
التحليل الشامل للفصول المظلمة**: يحلل هان الفصول المظلمة من تاريخ البلاد بشكل شامل، مؤكدًا أن الخطيئة التي في أساسات أميركا هي العبودية والطرد الجماعي والرقابة وكراهية الأجانب.
الميول الانعزالية**: يلاحظ هان أن الميول الانعزالية في أيام الحرب العالمية الأولى والحركات المعاصرة مثل "ماغا" (MAGA) تعكس أصداء تاريخية للميول الانعزالية الأمريكية.
يقدم الكتاب نظرة نقدية للتاريخ الأمريكي وتحليلًا للأحداث التي شكلت الولايات المتحدة الحالية، مسلطًا الضوء على الفترات التي تعكس الأفكار غير الليبرالية والتحديات التي واجهتها البلاد، مثل:- **إعلان الاستقلال**: ينظر هان إلى الفترة التي أعقبت إعلان الاستقلال الأمريكي وكيف تم التعامل مع الأفكار الليبرالية في ذلك الوقت. الحرب الأهلية الأمريكية**: يتناول الحرب الأهلية كمثال على الصراعات الداخلية والأفكار غير الليبرالية التي كانت سائدة.
الحركات الاجتماعية والسياسية**: يبحث في الحركات الاجتماعية والسياسية المختلفة التي شهدتها البلاد وكيف تم التعبير عن الأفكار غير الليبرالية من خلالها.
أثار كتاب "أميركا غير الليبرالية" نقاشًا واسعًا في الأوساط الأكاديمية الأمريكية، حيث تم تقييمه على أنه مساهمة قيمة في فهم الثقافة السياسية الأمريكية وتطورها. يُشاد بالكتاب لتحليله العميق للأيديولوجيات غير الليبرالية وكيفية تأثيرها على السياسة الأمريكية عبر التاريخ.
تُظهر المراجعات أن الكتاب يُعتبر مصدرًا مهمًا للباحثين والطلاب المهتمين بالتاريخ الأمريكي والدراسات السياسية، ويُقدم رؤى جديدة حول الهويات العنصرية ودوافع صعود الأيديولوجيات غير الليبرالية. يُنظر إليه كأداة لفهم الأحداث الراهنة في الولايات المتحدة، مثل اقتحام مبنى الكابيتول وصعود اليمين البديل، في سياق تاريخي أوسع.
بشكل عام، يُعتبر الكتاب مساهمة مهمة في النقاش حول الحرية الأكاديمية وحرية التعبير في الولايات المتحدة، مسلطًا الضوء على التحديات التي تواجهها هذه المبادئ في الوقت الحالي.

صورة لغلاف الكتاب

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی الولایات المتحدة التاریخ الأمریکی

إقرأ أيضاً:

طائرات الشبح الأمريكية تُقابلها صواريخ قدس اليمنية: معادلة صنعاء التي أرعبت واشنطن

أحمد الهادي

في ظل تصاعد التحديات الإقليمية والدولية، يُبرز الموقف اليمني بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي ــ حفظه الله ــ نموذجاً فريداً في الثبات على المبادئ القرآنية والإيمانية، ودعماً جهاديًا إيمانيًا غير مشروط للشعب الفلسطيني، مع تحدٍّ واضح للطغيان الأمريكي والإسرائيلي. هذا التقرير يستعرض أبرز محطات هذا الموقف في تطوراته الأخيرة، مع التركيز على تصريحات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، والإنجازات العسكرية الأخيرة التي كشف عنها السيد القائد.

الموقف اليمني: إيمانٌ قرآني ورفضٌ للتبعية:

يؤكد السيد القائد أن الموقف اليمني ليس وليد اللحظة، بل هو “موقفٌ أصيل، إيماني، قرآني”، مبنيٌّ على واجبات الجهاد في سبيل الله ونصرة المظلوم. ويُشدد على أن هذا الموقف “ليس وكالةً عن أحد، ولا نيابةً عن أحد، ولا عمالةً لأحد، هذا موقف بالأصالة، وهو الموقف الذي يجب أن يتبناه كلّ المسلمين أجمع”، بل هو التزامٌ ذاتي ينطلق من الانتماء للإسلام وقيمه. وفي هذا السياق، يصرح السيد قائلاً:

“نحن كشعبٍ يمني ينتمي للإسلام، ندرك واجباتنا الإسلامية، الجهادية، القرآنية، وأن موقع وموطن الظروف التي توجب الجهاد في مواجهة العدوان الإسرائيلي، والطغيان الأمريكي والإسرائيلي، هي أكثر من أيِّ مقامٍ آخر، من أيِّ معركةٍ أخرى، من أيِّ ظروفٍ أخرى”.

تطوُّر القدرات العسكرية: إفشال العدوان الأمريكي:

كشف السيد القائد عن تطور نوعي في الأداء العسكري اليمني، خاصة في مجال الدفاع الجوي والعمليات الاستراتيجية. ففي التصدي للعدوان الأمريكي المتواصل على بلدنا، نفذت القوات المسلحة اليمنية عمليات اعتراض ناجحة ضد طائرات العدوّ، بما فيها طائرات الشبح المتطورة.

وفي هذا الصدد، يوضح السيد القائد: “نفذنا 4 عمليات إطلاق لصواريخ قدس على طائرات التنصت والتزود بالوقود وطائرات حربية أمريكية في البحر الأحمر، كما نفذنا أكثر من 11 عملية اعتراض وتصد لطيران العدوّ الأمريكي بما فيها طائرات الشبح، وتم إفشال عدد من العمليات”.

كما أكّد السيد القائد أن العمليات العسكرية منذ 15 رمضان الماضي تُبين حجم الإسناد وفاعلية الموقف وقوة العمليات، حيثُ شملت 33 عملية ضد حاملة الطائرات الأمريكية والقطع البحرية المرافقة لها، باستخدام 122 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، ما أدى إلى تحييد بشكل شبه كامل دور حاملة الطائرات في البحر الأحمر، وإجبار العدوّ على استقدام حاملة طائرات أخرى، وهو ما يعتبر اعترافاً بفشله.

وأشار السيد القائد إلى أن من “نتائج عملياتنا ضد حاملة الطائرات ترومان لجوء العدوّ الأمريكي إلى استخدام طائرات الشبح، ولجوء الأمريكي للاعتماد على قاعدة في المحيط الهندي تبعد قرابة 4 آلاف كم سببه الفشل وضعف الفاعلية لعملياته، موضحاً أن “ما تقوم به حاملة الطائرات ترومان أصبح عملاً دفاعياً بالدرجة الأولى، وبالكاد تدافع عن نفسها أمام عملياتنا، وأن عملياتنا ضد حاملة الطائرات وضعها في حالة دفاع دون أن تتمكن من تأمين الملاحة الإسرائيلية”.

ولفت إلى أن استقدام حاملة طائرات أخرى هو فشل يؤكد أن ترومان لم يكن لها دور مؤثر لتحقيق الأهداف الأمريكية، مؤكداً أن الموقف اليمني فعال ومؤثر وقوي، ولهذا لجأ العدوّ الأمريكي إلى استقدام المزيد من إمكاناته وقدراته.

استهداف العمق الفلسطيني المحتل: رسائل قوية بمفاعيل استراتيجية:

لم تتوقف عمليات القوات المسلحة اليمنية عند مواجهة العدوان الأمريكي المباشر، بل امتدت لاستهداف عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيثُ نفذت 26 عملية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعدد 30 ما بين صاروخ باليستي وفرط صوتي وطائرة مسيّرة. ويؤكد السيد القائد أن حجم عملياتنا وزخمها يُثبت أن “القدرات ــ بحمد الله ــ لا تزال معافاة وقوية جداً ولم تتأثر بالعدوان الأمريكي”.

وأكّد السيد القائد أن القدرات العسكرية اليمنية تتنامى وأن المعنيين يزدادون في هذه المجالات ابتكاراً وإتقاناً على المستوى التقني والتصنيع التكتيك العملياتي، لافتاً إلى أن “الأدلة الواضحة في زخم العمليات وفاعليتها وتنوعها وقوتها وما تحققه من نتائج في اعترافات واضحة للأمريكيين والإسرائيليين أنفسهم”.

ووجه السيد القائد رسالة هامة للأمريكيين قائلاً: “ما نقوله لكم إن عدوانكم على بلدنا يساهم دائماً في أن نزداد قوة وتزداد قدراتنا العسكرية وأن تتعزز وأن تكون أكثر فاعلية”.

كما أكّد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله- أن جبهة اليمن المساندة لغزة هي جبهة قوية وملهمة وتمثل حافزاً ونموذجاً مهماً للآخرين.

وأشار إلى أن العدوان الأمريكي المساند للعدو الإسرائيلي يهدف للتأثير على الموقف اليمني بكل الوسائل، وفي مقدمتها العدوان الأمريكي المتواصل على اليمن.

جرائم العدوان الأمريكي بالأرقام: إحصائية تكشف التصعيد والفشل الأمريكي:

قدم السيد القائد إحصائية حول جرائم العدوّ الأمريكي على بلادنا خلال هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن العدوّ الأمريكي نفذ هذا الأسبوع أكثر من 220 غارة بواسطة طائرات الشبح والطائرات الحربية F18 وأنواع أخرى، وأنه كثف من عدوانه على بلدنا، ونفذ خلال شهر أكثر من 900 غارة وقصف بحري.

أما إجمالي عملياتنا خلال هذا الشهر، فقد بلغت 78 وتم تنفيذها بـ171 صاروخا باليستيا ومجنحاً وفرط صوتي وطائرة مسيّرة.

استهداف المدنيين وفشل العدوان: البحر الأحمر مقفل بوجه العدو:

وأوضح السيد القائد أن العدوّ يستهدف الكثير من الأعيان المدنية، وأن عدوانه فاشل ولن يتمكن أبداً من إيقاف عملياتنا المساندة للشعب الفلسطيني، وأن العدوان الأمريكي لم يتمكن من تأمين السفن الإسرائيلية، وأن البحرين الأحمر والعربي لا يزالان مقفلين تماماً في وجه العدوّ الإسرائيلي.

وقال: إن “الاستمرار في منع السفن الإسرائيلية دليل واضح على فشل العدوان الأمريكي”، موضحاً أنه “لا نتيجة للعدوان الأمريكي في تحقيق أهدافه لإسناد العدوّ الإسرائيلي وحمايته وتمكينه من الملاحة من جديد”.

عمليات نوعية في عمق كيان العدوّ: “هدية عيد” للمجرمين:

وبخصوص عمليات قواتنا المسلحة خلال هذا الأسبوع في عمق كيان العدوّ، أشار السيد القائد إلى أنها تمت بالقصف الصاروخي وبالمسيّرات باتجاه يافا المحتلة وعسقلان، وكذلك بالصواريخ الفرط صوتية، وذو الفقار، وأنها تزامنت مع “عيد الفصح اليهودي” وهي هدية العيد لأولئك المجرمين.

ولفت إلى أن العملية الأخيرة في يافا المحتلة وأسدود دليل واضح على فشل العدوان الأمريكي في إيقاف عملياتنا أو الحد من قدراتنا، وأن القوات المسلحة اليمنية تواصل التصدي للعدو الأمريكي والاستهداف المستمر لحاملة الطائرات والاشتباك معها.

إسقاط الطائرة الـ19: دليل فاعلية الرد اليمني:

وأكّد السيد القائد أن إسقاط الطائرة التاسعة عشرة من طراز إم كيو9 إنجاز مهم؛ لأنَّ العدوّ الأمريكي يعتمد عليها بشكل كبير، وهذا يدل على فاعلية قواتنا المسلحة وتصديها للعدوان بفاعلية وتأثير كبير.

رسالة إلى الأمريكيين: عدوانكم يزيدنا قوة:

وجّه السيد القائد رسالةً واضحةً للعدو الأمريكي، مفادها أن العدوان لن يُثني العزيمة اليمنية، بل سيكون دافعاً لتعزيز القدرات، قائلاً: “ما نقوله لكم إن عدوانكم على بلدنا يساهم دائماً في أن نزداد قوة وتزداد قدراتنا العسكرية وأن تتعزز وأن تكون أكثر فاعلية”.

جبهةٌ تُلهم العالم:

اليمن، برغم الحصار والعدوان، أصبح نموذجاً يُحتذى في الصمود والالتزام بالمبادئ. كما يؤكد السيد القائد:

“كُلّ العالم يرى اليمنيين في الموقف الصحيح وفي قضية حق يجمع عليها كُلّ الضمير الإنساني في مساندة الشعب الفلسطيني، وأن موقف اليمن المساند للشعب الفلسطيني في الاتجاه الصحيح الذي يعترف به كُلّ العالم وينسجم مع كُلّ شيء”.

هذا الموقف لن يتراجع، وسيظل “فعالاً ومؤثراً وقوياً”، لأن قوته مستمدة من الإيمان بالله، والثقة بنصره.

مقالات مشابهة

  • الكشف عن الأهداف التي طالها القصف الأمريكي في صنعاء اليوم
  • وزير الخزانة الأمريكي: النمو في الولايات المتحدة سيكون أعلى بكثير من التوقعات
  • الصين: الباب مفتوح لمحادثات تجارية مع الولايات المتحدة
  • (كير): الولايات المتحدة ترتكب ابشع جرائم حرب في اليمن
  • طائرات الشبح الأمريكية تُقابلها صواريخ قدس اليمنية: معادلة صنعاء التي أرعبت واشنطن
  • من وجهة نظر صينية: كيف زعزع اليمنيون مكانة الولايات المتحدة الأمريكية عالمياً؟
  • شعبية ترامب تتراجع في الولايات المتحدة بعد 100 يوم من تنصيبه
  • العبودية الطوعية في الإسلام السياسي: قراءة في فلسفة الهيمنة
  • مدير الشؤون السياسية بإدلب يلتقي وفداً من الجالية السورية في الولايات المتحدة الأمريكية
  • تظاهرات في عشرات الولايات الأمريكية للمطالبة برحيل ترامب