المفكر القبطي كمال زاخر يكت : وأصعدنا معه
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يحتفل المسيحيون فى شتى أنحاء العالم بعيد صعود السيد المسيح إلى السماء، استحضاراً لذلك الحدث الذى تم بعد قيامته بأربعين يوماً، فى توثيق للمحطات الرئيسية فى حياته، حال تجسده، بحسب إيماننا، موقع على أيام السنة، من لحظة بشارة الملاك للعذراء القديسة مريم وحتى مجيئه الثانى، مرورا بميلاده وعماده وطيف من معجزاته وتعاليمه، التى دشنت منهجاً جديداً للعلاقة بين الإنسان والله، ثم ملحمة الصلب وتفاصيلها، وموته ودفنه وقيامته، ولقاءاته بعد القيامة بتلاميذه وتأسيسه لكنيسته، وصعوده، وإرساله الروح القدس ليمكث معنا إلى الأبد، بانوراما رائعة لعلاقة جديدة تنقلنا من مرتبة العبيد إلى مصاف الأبناء.
المسيحية وفقاً لهذا هى "الاقتداء بالمسيح"، فى مواجهة الحياة، وفى السعى لخدمة البشرية، والتكافل والتكامل لحياة أفضل، فى مقاومة لكل نوازع الشر داخلنا، لنحقق نموذج الإنسان الكامل كما كان المسيح.
ليس هذا فقط بل نحن نتطلع لحياة افضل ليس هنا فقط بل بعد أن نغادر العالم، وقد أكد هذا كاتب سفر العبرانيين فى قوله "فإذ لنا، أيها الإخوة، ثقة بالدخول إلى الأقداس (الأبدية) بدم يسوع، طريقا كرسه لنا حديثاً حيا بالحجاب، أى جسده".
وحتى نتمتع باستحقاقات الصعود معه ينبهنا القديس بطرس الرسول إلى دورنا وواجبنا "فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم، لكى تأتى أبواب الفرج من وجه الرب، ويرسل لكم يسوع المسيح المبشر به لكم قبل، الذى ينبغى أن السماء تقبله إلى أزمنة رد كل شئ التى تكلم عنها الله بفم جميع انبيائه القديسين"(سفر اعمال الرسل ص 3).
ويعلق أحد اللاهوتيين على هذا بقوله: "هكذا يربط القديس بطرس مجيء المسيح باكتمال من أزمنة رد (اكتمال) كل شيء، بمعنى تكميل أزمنة الخلاص التى أشار اليها المسيح على الصليب بقوله "قد أُكمل"،
فكما أكمل المسيح الفداء بعمله الخاص بدمه، هكذا وضع على الكنيسة أن تكمل الشهادة بقيامته ونصرته لتوبة الخطاة وخلاص كل بشر، لذلك كان على السماء أن تقبله إلى أن تكمل الكنيسة رسالتها بمؤازرة روحه القدوس بصورة دائمة".
ويستطرد قائلاً "كذلك القديس بولس الرسول فإنه يرى أن الكرازة والعمل بوصايا المسيح يتحتم أن تستمر بلا انقطاع إلى يوم ظهوره.
"أُوصِيكَ أَمَامَ اللهِ الَّذِي يُحْيِي الْكُلَّ، وَالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي شَهِدَ لَدَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ بِالاعْتِرَافِ الْحَسَنِ: أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ (سيظهره ويعلنه) فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ (الله) الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ: مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِنًا فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ. (الرسالة الاولى الى تيموثاوس 6 : 13 ـ 16).
نحن لا ننظر للصعود على أنه حدث فى التاريخ وحسب، بل نحسبه حدثاً قائماً ومستمراً فى الزمن ننتظره ونترجاه، وحتى تلك اللحظة، نترجم الصعود فى حياتنا بالصعود فوق الذات والألم لنصل إلى إنسان الله الكامل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المسيحيون السماء القديسة مريم الانسان الله الصلب الحياة
إقرأ أيضاً:
الكنيسة الأرثوذكسية تحيي تذكار استشهاد القديس أوسابيوس ابن واسيليدس الوزير
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأحد، الموافق الثالث والعشرون من شهر أمشير القبطي، بذكري استشهاد القديس أوسابيوس ابن واسيليدس الوزير.
القديس أوسابيوسوقال كتاب السنكسار الكنسي الذي يدون سير الآباء الشهداء والقديسين إنه في مثل هذا اليوم من سنة 19 للشهداء الموافق 303م استشهد القديس أوسابيوس ابن واسيليدس الوزير.
وأضاف السنكسار: كان هذا القديس أحد ضباط الجيش الذي يحارب ضد الفُرس. وأثناء الحرب ارتد دقلديانوس عن الإيمان بالسيد المسيح وعبد الأوثان، ولما رجع أوسابيوس بعد الحرب عَلِمَ بذلك فاتفق هو وأقاربه يسطس وإقلاديوس وأبادير وتادرس على أن يعترفوا أمامه بالسيد المسيح.
وتابع السنكسار: ولما عرض عليهم الملك عبادة الأوثان، رفضوا، فقام الملك بنفي أوسابيوس إلى مصر لتعذيبه هناك، حيث قام الوالي بتعذيبه بالهنبازين وتقطيع الأعضاء والضرب الشديد، وكان ملاك الرب يشفيه ويقويه ويعزيه، ثم رأى في رؤيا الليل الفردوس والأماكن المعَّدة للقديسين والمكان المعَّد له هو شخصياً فتعزت نفسه. بعد ذلك أمر الوالي بإحراقه في أتون نار أقامه له خارج مدينة، إهناس (اهناس هي مدينة اهناسيا الحالية وهي مدينة بمحافظة بنى سويف).
واختتم السنكسار: فنزل ملاك الرب وأطفأ اللهيب وأخرج القديس سالماً. أخيراً أمر الوالي بقطع رأسه فنال إكليل الشهادة.
كتاب السنكسار الكنسيجدير بالذكر أن كتاب السنكسار يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
ويستخدم السنكسار ثلاثة عشر شهرًا، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
والسنكسار بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.