بعد هجوم على ناقلة نفط روسية.. التوتر يتصاعد في البحر الأسود
تاريخ النشر: 5th, August 2023 GMT
أصيبت ناقلة نفط روسية بأضرار في مضيق كيرتش إثر استهدافها من قبل طائرات أوكرانية مسيرة، ما أدى إلى توقف حركة المرور لفترة وجيزة على الجسر الاستراتيجي الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا، في إطار من التوتر المتزايد في البحر الأسود.
يأتي ذلك غداة إعلان أوكرانيا أن إحدى مسيراتها أصابت سفينة حربية روسية في قاعدة بالبحر الأسود، فيما أكدت روسيا صد غارات جوية على شبه جزيرة القرم التي ضمتها.
وتزايد عدد الهجمات في البحر الأسود من الطرفين منذ أن رفضت موسكو في منتصف يوليو تمديد العمل باتفاق تفاوضت عليه الأمم المتحدة كان يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود رغم الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا منذ فبراير 2022.
وأفادت الوكالة الفدرالية للنقل البحري والمياه على تلغرام أن الناقلة SIG أصيبت بثقب عند خط الماء في منطقة غرفة المحرك "نتيجة على ما يبدو لهجوم من مسيّرة" مشيرة الى ان السفينة طافية.
وأضافت أنه تم وضع حاجز حول السفينة والاستعدادات جارية لإصلاح الأضرار.
يقول مسؤلون أوكرانيون إن المسيرات غيرت قواعد اللعبة في البحر الأسودوأظهر موقع تتبع السفن "مارين ترافيك" أن الناقلة SIG ثابتة في مكانها لا تتحرك وتحيط بها قاطرتان جنوب المضيق.
ونقلت وكالة تاس الروسية الرسمية للأنباء عن مركز الإنقاذ البحري أن الناقلة أصيبت وتعرضت لأضرار، وقد وصلت قاطرتان إلى موقع الهجوم. وأضافت تاس أنه لم يتسرب أي مواد من الناقلة التي كان على متنها 11 شخصا.
من جهته قال مصدر في جهاز الأمن الأوكراني لوكالة فرانس برس السبت إن أوكرانيا نفذت ضربة بمسيرة على ناقلة نفط روسية في مضيق كيرتش.
وقال "قام جهاز الأمن الأوكراني ليلا بتفجير SIG، وهي ناقلة نفط كبرى تابعة للاتحاد الروسي كانت تنقل الوقود للقوات الروسية" مشيرا إلى أن الجهاز "نفذ عملية خاصة أخرى ناجحة بالتعاون مع البحرية".
وكانت صحيفة موسكو تايمز أوردت أن السفينة هي ناقلة النفط والمواد الكيماوية "SIG" الخاضعة لعقوبات أميركية لتزويدها الطائرات الحربية في سوريا بالوقود.
وقال فلاديمير روغوف المسؤول الروسي في منطقة زابوريجيا بجنوب أوكرانيا إن العديد من أفراد طاقم السفينة أصيبوا بسبب الزجاج المتطاير جراء الهجوم.
وكتب روغوف على تلغرام "كان بالإمكان رؤية الانفجار على السفينة من شبه جزيرة القرم التي اعتقد سكانها أنه انفجار بالقرب من مستوطنة ياكوفينكوفو القريبة من جسر القرم".
وأوقفت حركة المرور على الجسر الذي يربط شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو لنحو ثلاث ساعات قبل أن تستأنف في ساعة مبكرة من صباح السبت، بحسب مركز معلومات الطرق السريعة على تلغرام.
وزاد عدد الهجمات في البحر الأسود من الجانبين منذ خروج موسكو الشهر الماضي من اتفاق سمح بتصدير محاصيل الحبوب الأوكرانية في ظل النزاع بين البلدين.
استهداف سفينة حربية روسيةوكانت أوكرانيا أعلنت، الجمعة، أن إحدى مسيراتها أصابت سفينة حربية روسية في قاعدة بالبحر الأسود، فيما أكدت روسيا صد غارات جوية على شبه جزيرة القرم التي ضمتها.
ويظهر مقطع فيديو اطلعت عليه وكالة فرانس برس مسيرة بحرية تندفع باتجاه سفينة قبل أن تنقطع الصورة.
وأكد مصدر في الاستخبارات الأوكرانية لوكالة فرانس برس، الجمعة، "نجاح" العملية التي استهدفت سفينة الإنزال أولينيغرورسكي غورنياك في قاعدة نوفوروسيسك في جنوب غرب روسيا.
وأضاف المصدر أن "الهدف كان إظهار أن أوكرانيا يمكنها مهاجمة أي سفينة حربية روسية في هذه المنطقة".
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي "سفينة روسية جديدة على وشك الغرق"، وأرفقت النص بمقطع فيديو يظهر سفينة مائلة بشكل حاد.
من جهتها، أكدت روسيا أنها صدت محاولة أوكرانية شملت "زورقين مسيرين" ضد هذه القاعدة.
وأضافت "الزورقان المسيران رصدا ودمرا بضربات سفن روسية"، وأعلنت في بيان آخر إسقاط 13 طائرة مسيرة فوق شبه جزيرة القرم، مشيرة إلى عدم وقوع ضحايا أو أضرار.
وهذا أول هجوم من نوعه على مرفأ نوفوروسييسك النفطي الكبير ومصب خط أنابيب يمتد على حوالى 1500 كيلومتر انطلاقا من حقول النفط في غرب كازاخستان والمناطق الروسية الواقعة شمال بحر قزوين. ويمر الجزء الأكبر من النفط الكازاخستاني الموجه للتصدير عبر خط الأنابيب هذا.
يتم تصدير الحبوب عبر بواخر ضخمة تبحر في البحر الأسودوأكدت الشركة المشغلة لخط الأنابيب في بيان عدم تسجيل أي ضرر وأن النفط لا يزال ينقل بشكل طبيعي بواسطة سفن راسية في المرفأ.
واستهدف الأسطول الروسي للبحر الأسود الذي تقع قاعدته الرئيسية في سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، مرات عدة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022 وقد تكثفت الهجمات في الأسابيع الأخيرة.
وأعلنت روسيا، الثلاثاء، أنها أحبطت هجوما شن بواسطة ثلاث مسيرات بحرية أوكرانية على سفن دورية في البحر الأسود على بعد 340 كيلومترا حنوب غرب سيفاستوبول. ووقعت عملية مماثلة قبل أسبوع من ذلك.
وكتب مستشار الرئاسة الأوكرانية، ميخايلو بودولياك، على منصة أكس (تويتر سابقا) الجمعة "ماذا يحدث في البحر الأسود؟ المسيرات تغير قواعد اللعبة". وأوضح أنها تسمح "بتدمير هيبة الأسطول الروسي".
وتؤكد كييف التي تشن منذ مطلع يونيو هجوما مضادا لاستعادة مناطق سيطرت عليها موسكو، مع تسجيل نتائج متواضعة حتى الآن، نيتها استعادة القرم التي ضمتها روسيا في العام 2014.
شويغو على الجبهةوتوجه وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إلى منطقة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لتفقد مركز قيادة ولقاء مسؤولين عسكريين كبار على ما أعلن الجيش الروسي في بيان.
وعرض شويغو تقريرا للوضع الراهن على الجبهة "وشكر الضباط والعسكريين ... بعد تحركات هجومية ناجحة" في منطقة ليمان في شرق أوكرانيا على ما أوضح الجيش الروسي من دون أن يحدد متى حصلت الزيارة.
وأقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسيكي، مساء الخميس، بأن قواته تخوض قتالا صعبا في مواجهة القوات الروسية على طول خط الجبهة، إلا أن كييف "تهيمن".
في العام 2022، استعادت أوكرانيا اجزاء من المناطق المحيطة بخيرسون (جنوب) وخاركيف (شمال شرق) خلال هجمات مضادة سريعة. إلا أن القوات الأوكرانية تواجه راهنا مواقع دفاعية روسية راسخة، تم تعزيزها على مدى أشهر.
وحذرت كييف من أن هذا الهجوم المضاد سيكون طويلا وصعبا وحثت حلفاءها على إرسال مزيد من الأسلحة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: سفینة حربیة روسیة شبه جزیرة القرم فی البحر الأسود القرم التی ناقلة نفط روسیة فی
إقرأ أيضاً:
مع قرب انتهاء حرب أوكرانيا وسقوط الأسد.. هل يؤثر ذلك على الوجود الروسي في ليبيا؟
طرحت الأنباء الواردة بخصوص قرب توقيع هدنة بين روسيا وأوكرانيا لوقف الحرب، وكذلك سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، تساؤلات حول تأثير ذلك على الدور الروسي في المنطقة العربية خاصة ليبيا، وما إذا كانت موسكو ستجد في ليبيا الملاذ الآمن، ما يحول الأخيرة إلى بؤرة صراع دولي جديدة.
وذكرت شبكة "بلومبرج" الأمريكية نقلا عن مسؤولين أوكرانيين، أن "كييف تتجه نحو تسوية مريرة، قد تتنازل فيها عن مساحات شاسعة لموسكو مقابل ضمانات أمنية ووقف الحرب هناك، وأن هذه التسوية ستكون برعاية وموافقة أمريكية، وكذلك حلف شمال الأطلسي "الناتو".
سقوط بشار الأسد
كما مثل السقوط المفاجئ لنظام بشار الأسد في سوريا ضغطا جديدا على روسيا وقواعدها العسكرية هناك، وسط توقعات بقيام موسكو بنقل قواعدها وترسانتها التسليحية إلى شواطئ ليبيا، لعلاقتها الاستراتيجية مع قوات "حفتر" في شرق البلاد.
وبالفعل، رصدت تقارير استخباراتية وغربية عن بدء نقل بعض هذا العتاد الروسي المخزن في سوريا إلى شرق ليبيا، وكشفت التقارير، نقلا عن مصادر عسكرية غربية وليبية، عن مغادرة طائرة شحن روسية من قاعدة حميميم الجوية السورية إلى شرق ليبيا، ليس هذا فقط، بل تم بالفعل بناء جسر جوي لتسيير طائرات شحن عسكرية؛ بقصد نقل أصول دفاعية إلى هناك.
في حين كشف موقع “إيتاميل رادار” الإيطالي المتخصص بالملاحة الجوية، الذي التقطت أجهزته الرصدية صورا فضائية لميناء طرطوس، تظهر أرصفة فارغة وسفنا روسية متمركزة في عرض البحر على بُعد 10 كيلومترات من الساحل، مشيرا إلى أنه لم يتضح حتى الآن هل يعدّ هذا الانسحاب مؤقتا أو دائمًا، وأوصى الموقع الإيطالي بضرورة مراقبة الموانئ الروسية "الصديقة"، لتحديد وجهة الأسطول الروسي، خصوصا ميناء طبرق في ليبيا، الذي عدّه في مقدمة الموانئ التي من الممكن أن ينسحب إليها الأسطول الروسي.
إظهار أخبار متعلقة
فما تأثير وقف روسيا للحرب في أوكرانيا وقبله سقوط الأسد على الوجود والدور الروسي في ليبيا وفي أفريقيا عامة؟
صفقات مركبة
من جهته، قال عضو اللجنة السياسية بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، محمد الهادي؛ إن "هناك صفقة مركبة تمت في سوريا، وحتى الآن لم تتضح حدودها وأطرافها الأساسيون، ولعل جزءا من هذه الصفقة، هو سيطرة روسيا على بعض الأقاليم من أوكرانيا مقابل الخروج من سوريا".
وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "ليبيا هي نقطة تحول، وقد يكون خروج روسيا منها هو جزء آخر من الصفقة التي ذكرناها، لذا أستبعد وجود صراع بين الأطراف الدولية داخل ليبيا، ولعل إبقاء الوضع كما كان، هو السيناريو القادم"، وفق قوله.
نقل المعارك إلى ليبيا
في حين رأى مدير المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية "شريف عبدالله"، أنه "بخصوص مستقبل الصراع الروسي الأوكراني، وكذلك الوجود الروسي في ليبيا أو أفريقيا عامة، كلها ملفات تنتظر تحركات وخطى الإدارة الأمريكية الجديدة، والتسويات والصفقات التي سيقوم بها "ترامب"، المتوقع أن يرفع يده عن دعم أوكرانيا، ومن ثم ستقدم الأخيرة تنازلات لموسكو".
وقال في تصريحه لـ"عربي21": "سيكون لذلك ارتدادات على ليبيا، فمن المحتمل أن تنتقل المعركة والصراع الدولي إلى الأراضي الليبية، كون الوجود الروسي في ليبيا هو وجود خدمي أكثر من كونه وجوديّا، فروسيا تتعامل مع ليبيا كممر ومنفذ للمياه الدافئة، وأنها تشكل ضغطا على الجناح الجنوبي لحلف الناتو وجنوب أوروبا، وكذلك هي منفذ وخط إمداد رئيسي على الصراع الموجود في أفريقيا".
وأوضح أن "الصراع سيكون على المستوى الاقتصادي والسياسي، ولدينا رؤية بالمركز الليبي للدراسات الأمنية، أن جزءا من التفاهمات وتقاطع المصالح بين روسيا وأمريكا في وجود روسيا في ليبيا، هو جزء من السماح لوجودهم للضغط على أوروبا وجنوب أوروبا خاصة، في قضايا الهجرة غير الشرعية والتهريب؛ وذلك لإبقاء أوروبا بحاجة إلى الحماية الأمريكية"، كما رأى.
إظهار أخبار متعلقة
تنازلات وانسحاب من ليبيا
الباحث الليبي وخبير العلاقات الدولية، أسامة كعبار قال من جانبه؛ إن "القاسم المشترك بين المثلث السوري والليبي والأوكراني هي روسيا، وعليه فإن الترتيبات على أي ساحة منهم متعلقة بالتفاهمات في الساحات الأخرى، وروسيا منهكة جدا في أوكرانيا وتريد أن تنهي هذه الحرب بانتصار، على الأقل معنويا أمام دول العالم".
وبين أنه "من الواضح أن روسيا قدمت تنازلات في سوريا؛ أملا في الحصول على تنازلات أمريكية في أوكرانيا، وإنهاء الحرب وفق الرغبات والمطالب الروسية. أما الساحة الليبية، فلازالت غير واضحة المعالم، ليبيا مهمة جدا لروسيا من حيث كونها بوابة لأفريقيا، وحققت روسيا الكثير من المكاسب في منطقة الساحل والصحراء منذ دخولها إلى ليبيا"، وفق تقديره.
وتابع في تصريحات لـ"عربي21": "أمريكا ترى أن هذه فرصة ذهبية لإخراج روسيا من ليبيا، مقابل تفاهمات لصالح روسيا في أوكرانيا ووقف الحرب، وانتهاء الحرب في أوكرانيا مرتبط بالوجود الروسي في ليبيا، والفرصة مواتية لأمريكا لحل هذه المعضلة بالشكل المناسب، وإجبار روسيا على الانسحاب من ليبيا"، كما يعتقد.