موقع بريطاني: الفلسطينيون المذبوحون في مجزرة النصيرات لا وجود لهم في إعلام الغرب العنصري
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
#سواليف
تناول موقع ميدل إيست اي البريطاني تجاهل الإعلام الغربي لقتل #الجيش_الإسرائيلي مئات #الفلسطينيين خلال عمليته في #مخيم_النصيرات حيث استعاد 4 أسرى فقط.
وكتبت لينا السعافين في مقال بهذا الشأن أن تفاصيل #العملية_العسكرية الأمريكية – الإسرائيلية المشتركة التي أسفرت عن مقتل وجرح ما يقرب من 1000 فلسطيني في مخيم النصيرات للاجئين يوم السبت لا تكاد تتحدث إلا عن البطولة الاحتفالية أو الدقة التي نشرتها عناوين وسائل الإعلام الغربية بشكل متدفق على صفحاتها الأولى.
وترى الكاتبة “أنه عالم بائس، حيث القتل المصور لما لا يقل عن 50.000 رجل وامرأة وطفل في غضون ثمانية أشهر لا يكاد يؤدي إلى رمشة عين داخل المستويات الحاكمة للنظام القائم على الحكم في الشمال العالمي، حيث يرى أن المهمة التي تدمر حياة مئات المدنيين أثناء استعادة أربعة أسرى هي سبب للاحتفال”. وتضيف أن الأسوأ من ذلك هو عندما يتم تجاهل 274 فلسطينيا قُتلوا و698 جرحوا في مذبحة مخيم النصيرات للاجئين، فيتم حذفهم عمدا من التغطية الإخبارية، أو تم الاعتراف بهم بشكل عابر لاحقا في عنوان رئيسي أو بشكل غامض في عنوان فرعي.
مقالات ذات صلة بـ”علامات تعذيب”… إسرائيل تفرج عن عشرات الأسرى من غزة / فيديو مؤلم 2024/06/12وتعطي الكاتبة مثالا من غلاف يوم الأحد لصحيفة نيويورك تايمز، وتصفها بأنها صحيفة دمرت عن طيب خاطر آخر ما تبقى من مصداقيتها لتكون بمثابة اختزال صارخ للدعاية الإسرائيلية، حيث عرضت بفخر في عنوانها الرئيسي أن “الجيش الإسرائيلي يحرر 4 رهائن في مهمة بغزة”. وكان الغلاف الأمامي مصحوبا بصورة مبتسمة لأسير إسرائيلي محرر (مذكور بالاسم) ومحاط بالجنود المنتصرين. أما الفلسطينيون الذين قتلوا فقد أُنزلوا إلى الهامش في ذات الخبر.
وتعطي الكاتبة مثالا آخر فترى أن شبكة بي بي سي وووكالة رويترز سارتا على نفس المنوال، حيث اختارتا عنوانا يقول: “تحرير 4 رهائن إسرائيليين في غارة على وسط غزة” و”القوات الإسرائيلية تنقذ أربع رهائن أحياء من غزة، حسبما يقول الجيش”. واختارت شبكة “سي إن إن” التركيز على الأمور اللوجستية بدلاً من الخسائر الجماعية فتحدثت عن “استغراق العملية الإسرائيلية لإنقاذ الرهائن أربعة أسابيع من الإعداد”.
وتنتقل الكاتبة إلى ابتهاج صحيفة واشنطن بوست حيث كانت أكثر وضوحا في لهجتها حيث عنونت: “يوم نادر من الفرح وسط إراقة الدماء مع إنقاذ أربع رهائن أحياء”. وما زال العنوان الرئيسي الثاني يقول “تم إنقاذ الرهائن الإسرائيليين الأربعة أحياء” وذكر الخبر في الحاشية بأن العدد غير حاسم للفلسطينيين الذين قتلوا فذكر جملة: “يقول المسؤولون إن 210 أشخاص على الأقل قتلوا في غزة”.
وبالنسبة لصحيفة صاندي تايمز فلم يكن لديها لبس ولا خجل في لهجتها، التي بدت وكأنها كانت تصف حبكة زائدة عن الحاجة لفيلم أكشن في هوليوود عندما كتبت عن العملية الإسرائيلية بأنها غارة جريئة. واستمرت التغطية على ذات المنوال في الصفحة التالية حيث كتبت الصحيفة: “ضربة جراحية، ومعركة شرسة بالأسلحة النارية، واحتفالات كسرت هدوء يوم السبت”.
وتذكر الكاتبة بحسرة بأن المذبحة التي خلفتها الضربة الإسرائيلية، وجثث الفلسطينيين المشوهة الملقاة في شوارع السوق، وعشرات المباني والمنازل المدمرة، تم حذفها بالكامل. وتضيف الكاتبة أنه في نهاية المطاف، لم تكن هذه العناوين مفاجئة، بل هي نتاج عقود من التجريد المتفشي من الإنسانية. ولم يورد البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية حول العملية أي ذكر للفلسطينيين الذين قتلوا، لأن الجثث السوداء والبنية اللون لا تهم مصالح الإمبريالية.
وتختم بأن عملية إنقاذ أربعة إسرائيليين تأتي على حساب حياة بضع مئات من الفلسطينيين، كما تقول الأكاديمية ومحررة “جدلية” مايا مكداشي، وهي “عنصرية استعمارية خالصة”. ولا يوجد سبب للابتهاج بحقيقة أنه كان لا بد من قتل 274 فلسطينيًا بوحشية حتى يتمكن هؤلاء الأسرى الإسرائيليون الأربعة من العودة إلى عائلاتهم وهم أصحاء وفي حالة جيدة على عكس الأشكال المكسورة والمحطمة والهياكل العظمية للفلسطينيين المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية، ولم يكن من الضروري قتل أي شخص على أية حال، حيث أفادت التقارير أن حماس عرضت إطلاق سراح الأسرى المدنيين في أكتوبر/تشرين الأول الماضي مقابل عدم قيام الجيش الإسرائيلي بغزو قطاع غزة.
وليس هناك شك في أن استخدام القوة العسكرية الفتاكة ليس هو الطريق الأكثر عملية لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين فقد تم إطلاق سراح غالبية الأسرى الإسرائيليين الـ 105، من خلال هدنة مؤقتة شهدت أيضًا إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين في نوفمبر الماضي. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المنفذ الفخور لهذه الإبادة الجماعية، والكوادر المتطرفة العنيفة المماثلة التي تشكل حكومته، كانوا دائما صريحين في التعبير عن نواياهم.
لم يكن الأمر يتعلق أبداً بتحرير الأسرى الإسرائيليين ولا بأمن إسرائيل، بل كان الأمر دائمًا يتعلق بتدمير قطاع غزة، وتقليص عدد سكانه، وتهجير من تبقى من الفلسطينيين قسرا، تماشيا مع رؤية مستعمرة استيطانية توسعية. ويستطيع الرئيس جو بايدن، وهو صهيوني متحمس وصريح، أن ينهي هذا الكابوس الذي يعيشه 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة بمكالمة هاتفية بسيطة. لكن هذا القتل المستمر والهمجية المبتكرة ليس سوى واجهة جبانة تحمي ما هو واضح بشكل صارخ: بايدن ونتنياهو يندفعان نحو الهاوية، وآثار إطالة أمد هذه الإبادة الجماعية ستأتي بنتائج عكسية ضد مصالحهما عاجلا وليس آجلا.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين مخيم النصيرات العملية العسكرية
إقرأ أيضاً:
من دير ياسين إلى غزة.. آلة القتل الإسرائيلية مستمرة بحق الفلسطينيين
مع تكرار مشاهد الدمار والموت في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تعالت أصوات الناشطين والسياسيين للتأكيد أن آلة القتل الإسرائيلية لم تتغير منذ عقود، بل استمرت في نهجها القائم على استهداف الأبرياء من الأطفال والنساء، وقصف المنازل ومراكز الإيواء.
ومع تواصل الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة بوتيرة متصاعدة، واستهدافها للأطفال والنساء بشكل رئيسي، أثارت هذه الهجمات موجة غضب واسعة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شبّه الناشطون ما يحدث في القطاع بمجزرة دير ياسين عام 1948، حين ارتكبت العصابات الصهيونية إحدى أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين.
وتعد مجزرة دير ياسين إحدى المجازر التي نفذتها عصابات الأرغون وشتيرن الإسرائيلية بدعم من البالماخ والهاغاناه في فجر التاسع من أبريل/نيسان 1948، لتهجير سكان القرية، وبث الرعب في القرى والمدن الأخرى. وكان معظم ضحايا المجزرة من المدنيين، ومنهم أطفال ونساء وعجزة، وخلفت -حسب المصادر الفلسطينيةـ نحو 254 شهيدا.
وتحكي المصادر التاريخية أن عناصر الأرغون وشتيرن كانت تفجر البيوت، وتقتل أي شيء يتحرك، وأوقفوا العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب إلى الجدران وأطلقوا عليهم النيران.
إعلانوتعليقا على استمرار آلة القتل الإسرائيلية رأى السياسي والأكاديمي الفلسطيني فايز أبو شمالة أن ما يحدث في قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي هو إرهاب متكرر ومتواصل منذ مذبحة دير ياسين عام 1948 وحتى عام 2024، في إشارة إلى استمرارية القوات الإسرائيلية ممارسة الإرهاب نفسه، وأن آلة القتل الإسرائيلية لم تتغير مع الزمن.
الإرهاب الإسرائيلي يتواصل من دير ياسين 1948 وحتى قطاع غزة 2024
مشهد الذبح والفراق الحزين يتكرر في فلسطين، وبصور مختلفه pic.twitter.com/8qzTNBezO3
— د. فايز أبو شمالة (@FayezShamm18239) December 17, 2024
من جهتها، أشارت الناشطة بلقيس عبر منصة "إكس" إلى أن الفاجعة والمآسي في غزة لم تبدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بل هي مشهد فلسطيني مستمر منذ مذبحة دير ياسين عام 1948، مضيفة أن الاحتلال لا يفرق بين كبير وصغير، إذ يستهدف الجميع بلا تمييز، مستدلة على ذلك بآخر جريمة ارتكبها، وهي قتل الرجل المعروف باسم "روح الروح"، الشاهد على مذبحة حفيدته، ثم قتله لإخفاء الحقيقة.
الفاجعة والمآسي لم تبدأ في 7 أكتوبر 2023
مشهد فلسطيني واحد، ما بين دير ياسين 1948 وغزة 2023، الاحتلال يقتل #روح_الروح pic.twitter.com/XqS7lmZHa8
— بْـلـْقِـيـِسْ★ (@Balqee1s) December 16, 2024
بينما قال الناشط خالد صافي إن الأطفال في غزة، عندما ينامون، لا يستيقظون، فهم ينامون على صدى القذائف وتحت سقف هشٍ من الخوف، وغالبا ما يكون نومهم الأخير. أحلامهم لا تكتمل، وأصوات ضحكاتهم تنطفئ تحت الأنقاض، وكأن النوم أصبح لديهم جسرا بين الحياة والموت.
وكتب الناشط تامر عبر منصة "إكس" "في الوقت الذي يخلد فيه أطفال العالم إلى النوم سالمين، ثم إلى المدرسة الكبيرة، أو للاحتفال بالأعياد، أو التعبير والمرح مع عائلاتهم، في غزة، يضطر الأهالي إلى وضع أطفالهم في ثلاجات الموت، بعد أن قتلتهم إسرائيل في حربها ضد الإنسانية والتطهير العرقي لقطاع غزة بالكامل".
في الوقت الذي يخلد فيه أطفال العالم إلى النوم استعدادًا للذهاب إلى المدرسة صباحًا، أو للاحتفال بالأعياد، أو للعب والمرح مع عائلاتهم
في غزة، يحمل الأهالي أطفالهم إلى ثلاجات الموت، بعد أن قتلتهم إسرائيل في حربها ضد الإنسانية والتطهير العرقي بحق قطاع غزة pic.twitter.com/rM9aoY6oaf
— Tamer | تامر (@tamerqdh) December 20, 2024
إعلانبدوره، يتساءل الإعلامي والكاتب السياسي فايز أبو شمالة "أي نوع من الحكام هؤلاء الذين سمحوا للقتلة بأن يستبيحوا كل شيء في غزة؟ والأغرب أن شعوبنا جميعا تتحرق شوقا لتحرير غزة والقدس والأقصى وفلسطين. كيف وصلنا إلى هذا المستوى من البلادة؟".
كما علق أحدهم قائلا "444 يوما والبشرية تتفرج على المحرقة الصهيونية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة. قتل، تدمير، تهجير، إحراق. فأين العالم؟ أين أحرار العالم؟ لا تنسوا غزة، ففي كل ثانية يُقتل مئات الأطفال والنساء والشيوخ".
pic.twitter.com/ElWMl3OBp8
— أحمدصالحAhmd Saleh (@iahmedsalih) December 22, 2024
وأشار بعضهم إلى أنه ليس جديدا على الاحتلال استهداف الأطفال والنساء الفلسطينيين، ففكر الاحتلال الذي يرتكب جرائم حرب وإبادة ضد الإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني مستمر منذ النكبة في عام 1948.
وأضاف ناشطون أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد قصف المنازل ومراكز الإيواء بالصواريخ والقنابل بهدف قتل أكبر عدد ممكن من الأطفال والنساء.
في السياق ذاته، ذكرت وزارة الصحة بغزة أن الاحتلال الإسرائيلي كثف من استهدافه للمنظومة الصحية في شمال قطاع غزة، وذلك بحصاره واستهدافه المباشر للمستشفى الإندونيسي ومستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة خلال الساعات الماضية وإصراره بإخراجها عن الخدمة.
وأشارت الوزارة إلى أن القصف الإسرائيلي شمل جميع أقسام مستشفى كمال عدوان ومحيطه على مدار الساعة والشظايا تتناثر داخل ساحاته محدثة أصواتا مرعبة وأضرارا جسيمة.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدعم أميركي، حرب إبادة جماعية على غزة أسفرت عن أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.