بلومبرج تكشف قصة عميل بالاستخبارات الروسية قاد حملات تضليل في أوروبا
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
سلطت بلومبرغ، مستندة إلى وثائق سرية الضوء، على ما وصفته بحملات تضليل قادها الكرملين عبر أحد عملائه في إفريقيا، لإدارة عمليات التأثير في أوروبا لسنوات مضت، وذلك على الرغم من جهود مكافحة تلك الحملات التي تسعى لاستقطاب المجتمعات حول قضايا مثل الهجرة أو الحروب أو العلاقات مع الغرب.
ووفق سردية تلك الوثائق، فإن أحد عملاء الاستخبارات الروسية يدعى أرتيم كورييف، قاد حملة تضليل الكرملين في إفريقيا، وساعد في إدارة عمليات التأثير في أوروبا لسنوات.
وأجرى كورييف، الذي تم تحديده على أنه عميل لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي في قضية أمام محكمة إستونية في عام 2022، اتصالات متكررة مع ما لا يقل عن 6 صحفيين أوروبيين، وقام بترتيب وتغطية تكاليف السفر لبعضهم لزيارة أوكرانيا.
وفي مناسبات أخرى، تبنى أساليب أكثر دقة، لمحاولة التأثير على مقالات هؤلاء الصحفيين المنشورة، من خلال ترتيب المقابلات، أو الإشارة إلى المواضيع في الأخبار ومناقشتها، أو تنظيم الأحداث الصحفية.
وتوفر الوثائق، نظرة عميقة حول عمليات وأساليب أحد عملاء الاستخبارات الروسية المشاركين في حملات التأثير في أوروبا.
بدورها، انتقدت الخارجية الأمريكية، في فبراير الماضي، أجهزة الاستخبارات الروسية لتقديمها الدعم المادي والتوجيه لوكالة معلومات جديدة تسمى المبادرة الإفريقية.
وقالت إن المشروع نشر "معلومات مضللة قاتلة" حول الولايات المتحدة وأوروبا، بما في ذلك حول تفشي مرض فيروسي ينقله البعوض في محاولة لتقويض برامج الصحة العامة.
وعينت روسيا، كورييف، رئيساً للمبادرة، إذ أن هدفها تجنيد أعضاء من المؤسسات المتفككة لزعيم مجموعة "فاجنر" يفجيني بريجوزين، الذي توفي في حادث تحطم طائرة العام الماضي.
وصُنف كورييف من قبل موقع The Insider الاستقصائي يناير الماضي، كجهة اتصال لنائبة لاتفيا في البرلمان الأوروبي المنتهية ولايتها، تاتيانا زدانوكا، التي اتُهمت بالتعاون مع المخابرات الروسية.
لكن زدانوكا، التي لم تترشح لانتخابات البرلمان الأوروبي، التي جرت نهاية الأسبوع، نفت هذه المزاعم في بيان على فيسبوك، إذ قالت إنها التقت بكورييف مرة واحدة في بروكسل في حدث بالبرلمان الأوروبي، لكنها بعد ذلك لا تعرف أي شيء عنه.
بدوره، نفى الكرملين تورط روسيا في حملات تضليل في أوروبا، إذ رفض الناطق باسمه، ديميتري بيسكوف، في يناير اتهامات التجسس ضد زدانوكا ووصفها بأنها "مطاردة ساحرات" مماثلة لـ"عصر المكارثية" في الولايات المتحدة في خمسينيات القرن الماضي.
وأظهرت وثائق منفصلة أن كورييف حجز ودفع ثمن رحلات الطيران لمجموعة من الصحفيين، لزيارة شبه جزيرة القرم في عام 2023، بعد فترة طويلة من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكان كورييف على اتصال بمراسلين آخرين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، ولسنوات قبل ذلك، إذ تشير الوثائق إلى أنه وضابط استخبارات آخر التقيا بشكل منفصل مع مراسل واحد على الأقل من دولة عضو في الاتحاد الأوروبي في روسيا وتركيا وأماكن أخرى.
وعلى الرغم من أن العديد من هذه المناقشات تتعلق بالتغطية الإخبارية، مثل تسهيل المقابلات أو ترتيب الرحلات إلى المناطق التي تحتلها روسيا في أوكرانيا، إلا أن الوثائق لا تقدم دليلاً على أن أياً من أعمال هؤلاء الصحفيين يتم توجيهها أو تمويلها من قبل موسكو.
وفي عام 2021، كان كورييف على اتصال بالصحافيين والوسطاء كجزء من خطة لإشراك الصحافة في الدول الأوروبية حول رئاسة روسيا لمجلس القطب الشمالي.
كما ادعى مراسل موقع Bellingcat السابق، كريستو جروزيف، العام الماضي، أن صحافياً من مقدونيا الشمالية يُدعى داركو تودوروفسكي، تلقى أموالاً لنشر قصص في بلغاريا.
وتشير وثيقة روسية، وفق "بلومبرغ"، إلى أن كورييف وافق على دفع 300 يورو لتودوروفسكي، مقابل مقالات في منشورين.
وقال تودوروفسكي، إنه "شارك في 3 زيارات إلى مناطق عسكرية في أوكرانيا نظمتها وزارة الدفاع الروسية للصحافيين"، مشيراً إلى أن المقالات التي كتبها عن هذه الزيارات نُشرت في بلغاريا.
وبحسب الوثائق، تتضمن المراسلات بين الرجلين بين عامي 2021 و2023، تعليمات لتوزيع والعثور على مقالات بالترجمات الروسية والإنجليزية على مواقع إلكترونية هامشية مثل londonnewstime.com و Veteranstoday.com، بالإضافة إلى حجوزات الفنادق التي أجراها كورييف.
وقال تودوروفسكي، إنه "تلقى دعوة في ذلك الوقت للمشاركة في برامج تلفزيونية عن آسيا"، مضيفاً أنه "نظراً لمشاركته في العديد من المؤتمرات والمنتديات، فإنه لا يستطيع معرفة من يدفع تكاليف إقامته الفندقية".
وجعلت مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي، مكافحة عمليات التضليل والتأثير الروسية، أولوية قصوى قبل قمة القادة المقررة في إيطاليا، الخميس، إذ تضمنت تلك العمليات فضح الحملات والأساليب الروسية علناً، وفرض عقوبات على المنافذ والأفراد، وتنسيق الردود على تصرفات موسكو، فضلاً عن السعي لمنع انتشار المعلومات المضللة على منصات التكنولوجيا الكبرى.
ومع ذلك، فإن مكافحة حملات التضليل هذه، ليست بالأمر السهل، لأنها تهدف إلى زرع الارتباك والشك في الجماهير المستهدفة بدلاً من إقناع الناس بمجموعة معينة من الحقائق، من أجل استقطاب المجتمعات حول قضايا مثل الهجرة أو الحرب أو العلاقات مع الغرب.
وتعكس بعض التبادلات تقنيات، حملة دعائية نموذجية مؤيدة لروسيا، والتي غالباً ما تتضمن قصصاً إخبارية ملفقة تُنشر على مواقع إلكترونية هامشية ثم يتم تضخيمها من خلال منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال أحد المسؤولين الحكوميين الأوروبيين، إن كورييف وتودوروفكسي، شاركا، العام الماضي، في العمل على موقع إلكتروني يسمى antibellingcat، مخصص لتشويه السمعة، مضيفاً أن كورييف "كان على اتصال مع الاستخبارات العسكرية الروسية بشأن بعض جوانب عمليات التأثير الأوروبية".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: بلومبرغ وثائق سرية الكرملين أفريقيا أوروبا الحملات الهجرة الاستخبارات الروسیة فی أوروبا
إقرأ أيضاً:
ارتفاع أسعار الذهب 90 جنيهًا خلال الأسبوع الماضي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية المصرية ارتفاع بنسبة 2.1% خلال الأسبوع المنتهي مساء السبت، مع زيادة سعر الأوقية عالميا بنسبة 2.6%، نتيجة ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن وتوقعات خفض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة، بالإضافة إلى مخاوف الحرب التجارية.
وأوضح سعيد إمبابي، عضو شعبة الذهب والمجوهرات، أن أسعار الذهب في الأسواق المحلية ارتفعت بنحو 90 جنيها خلال الأسبوع الماضي. افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 4120 جنيها، ولامس مستوى 4225 جنيها، واختتم التعاملات عند 4210 جنيهات. في الوقت نفسه، ارتفعت الأوقية في البورصة العالمية بقيمة 75 دولار، حيث افتتحت التعاملات عند مستوى 2910 دولارات، ولامست مستوى 3004 دولارات يوم الجمعة 14 مارس كأعلى مستوى في تاريخها، واختتمت التعاملات عند 2985 دولار.
أسعار الذهب المحلية
عيار 24: 4811 جنيها للجرام.
عيار 21: 4210 جنيهات للجرام.
عيار 18: 3609 جنيهات للجرام.
عيار 14: 2807 جنيهات للجرام.
الجنيه الذهب: 33680 جنيها.
وأشار إمبابي إلى أن أسعار الذهب في الأسواق المحلية ارتفعت بنسبة 13%، وبقيمة 470 جنيها خلال شهرين ونصف، رغم التراجع الحاد في الطلب. افتتح جرام الذهب عيار 21 تعاملات العام عند مستوى 3740 جنيها، وكانت أسعار الذهب في الأسواق المحلية قد ارتفعت بنحو 565 جنيها خلال 2024.
وأضاف إمبابي أن الأسواق شهدت حالة من التراجع الحاد في المبيعات خلال الفترات الماضية، لاسيما مع تنامي إعادة البيع، وذلك بفعل بحث المواطنين عن السيولة بعد تحويل قطاع كبير مدخراتهم وأموالهم إلى الذهب للتحوط من تراجع العملة. ولفت إلى أن ارتفاع أسعار الذهب لمستويات قياسية أثر على عمليات البيع، كما دفع المواطنين لبيع ما في حيازتهم للاستفادة من الأسعار، مع مخاوف التراجع مرة أخرى مثلما حدث العام الماضي.
وأشار إمبابي إلى أن حالة عدم اليقين الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية، واستمرار ضعف ثقة المستهلك وارتفاع توقعات التضخم، يبرز التهديد المتزايد لبيئة ركود تضخمي. فارتفاع مستوى عدم اليقين بشأن السياسات والأوضاع الاقتصادية، والتقلبات المتكررة في السياسات الاقتصادية، تصعب على المستهلكين التخطيط للمستقبل.
و أضاف أن الذهب ارتفع لمستويات قياسية جديدة حيث كسرت الأوقية حاجز 3000 دولار، وذلك مع مخاوف الركود الاقتصادي، وتزايد التوقعات بخفض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
وافتتح الذهب تعاملات الأسبوع عند 2910 دولارات للأوقية، وحافظ على استقراره فوق مستوى 2900 دولار حتى انخفاضه بعد ظهر يوم الاثنين، ليلامس أدنى مستوياته عند 2880 دولار. وعادت أسعار الذهب لتتجاوز 2900 دولار في وقت مبكر من تعاملات الثلاثاء، وعقب صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك يوم الأربعاء، والتي جاءت أضعف من المتوقع، صعد الذهب فوق مستوى 2910 دولارات، ثم استمر في الارتفاع إلى 2940 دولار، ثم تراجع ليسجل 2933 دولار.
وعقب صدور تقرير تضخم مؤشر أسعار المنتجين، ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى تاريخي سابق لتسجل 2985 دولار للأوقية ثم إلى 3000 دولار، وبعد تراجع قصير ارتفعت أسعار الذهب لتلامس أعلى مستوى في تاريخها عند 3004 دولارات في تعاملات يوم الجمعة، قبل أن تتراجع وتختم التعاملات عند 2985 دولار.
ولفت إلى أن انخفاض الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له في أربعة أشهر، جعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين. وارتفعت أسعار الذهب في البورصة العالمية بنسبة 14%، وبقيمة 361 دولارًا، منذ بداية العام، حيث افتتحت الأوقية التعاملات عند مستوى 2624 دولار.
وأشار إلى أن استمرار حالة عدم اليقين بشأن سياسات الرئيس الأمريكي التجارية، أثارت مخاوف قيام حرب تجارية عالمية، قد تؤدي إلى زيادة التضخم وتباطؤ اقتصادي في الولايات المتحدة وخارجها، مما تسبب في تراجع الدولار والأسهم الأمريكية، وعزز جاذبية الذهب.
ولعبت التوترات التجارية دور رئيسي في موجات الارتفاعات الأخيرة للذهب، حيث فرضت الولايات المتحدة مؤخرًا تعريفات جمركية جديدة بنسبة 25٪ على الواردات من المكسيك وكندا، إلى جانب زيادة الرسوم الجمركية على السلع الصينية.
وارتفعت أسعار الذهب خلال الأزمة المالية، عندما تجاوزت الأوقية مستوى 1000 دولار في مارس 2008، وخلال جائحة كوفيد-19، وصلت الأسعار إلى 2000 دولار في أغسطس 2020، وفقًا لتقرير بلومبيرج.
و أضاف إمبابي أن المخاوف من احتمال فرض ترامب رسوم جمركية على المعادن الثمينة، دفعت المستثمرين الأمريكيين لسحب كميات كبيرة من أسواق الذهب الدولية، حيث وصلت المخزونات في بورصة كومكس إلى مستويات قياسية.
في حين دفعت الارتفاعات غير المتوقعة في أسعار الذهب هذا العام البنوك الاستثمارية إلى مراجعة توقعاتها لأسعار الذهب، حيث رفعت أربعة بنوك على الأقل - سيتي بنك، وجولدمان ساكس، وماكواري، وآر بي سي - توقعاتها في الأسابيع الأخيرة.
وعزز الطلب من البنوك المركزية، التي تعمل على تنويع استثماراتها بعيدًا عن الدولار الأمريكي، حيث اشترت البنوك المركزية، وخاصة في الأسواق الناشئة، أكثر من 1000 طن من الذهب سنويا على مدار السنوات الثلاث