ما هي «كسوة الكعبة» ولماذا تُرفع في موسم الحج كل عام؟
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
تعمل الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في السعودية على رفع أستار الكعبة المشرفة قبل انطلاق موسم الحج كل عام، فتظهر بطانة بيضاء أثناء طواف الحجاج والمعتمرين.
وتعد “كسوة الكعبة” المشرفة من أهم مظاهر التبجيل والتشريف لبيت الله الحرام، ويرتبط تاريخ المسلمين “بكسوة الكعبة المشرفة” وصناعتها حيث برع فيها أكبر فناني العالم الإسلامي، فما هي “كسوة الكعبة” وما الهدف منها؟
كسوة الكعبة
هي كساء من الحرير الأسود المنقوش عليه آيات من القرآن من ماء الذهب، تكسى به الكعبة ويتم تغييرها مرة في السنة ، صبيحة يوم عرفة.
وتجرى بعد صلاة فجر يوم غد التاسع من شهر ذي الحجة, مراسم استبدال كسوة الكعبة المشرفة على يد ( 160 ) فنياً وصانعاً جريًا على عادة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في مثل هذا اليوم من كل عام.
وتأتي الحكمة من كسوة الكعبة أنها شعيرة إسلامية، وهي اتباع لما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام من بعده، فقد ورد أنه بعد فتح مكة في العام التاسع الهجري كسا الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع الكعبة بالثياب اليمانية وكانت نفقاتها من بيت مال المسلمين.
وبحسب وكالة واس، جاء الخلفاء الراشدون من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم, حيث قام أبو بكر وعمر رضي الله عنهما بكسوتها بالقباطي والبرود اليمانية، ثم كساها عثمان بن عفان رضي الله عنه بكسوتين أحدهما فوق الأخرى فكان هذا العمل الأول من نوعه في الإسلام .
ويعود تاريخ كسوة الكعبة لما ذكر عن (عدنان بن إد) الجد الأعلى للرسول هو واحد ممن كسوها، وقيل أن (تبع الحميري) ملك اليمن هو أول من كساها في الجاهلية بعد أن زار مكة، وهو أول من صنع للكعبة باباً ومفتاحاً.
وبعد (تبع الحميري) كساها الكثيرون في الجاهلية، حتى آلت الأمور إلى (قصي بن كلاب) الجد الرابع للرسول، والذي قام بتنظيمها بعد أن جمع قبائل قومه تحت لواء واحد وعرض على القبائل أن يتعاونوا فيما بينهم كل حسب.
حتى ظهر أبو ربيعة عبد الله بن عمرو المخزومي، وكان تاجراً ذا مال كثير وثراءٍ واسعٍ، فأشار على قريش أن: اكسوا الكعبة سنة وأنا اكسوها سنة، فوافقت قريش على ذلك، وظل كذلك حتى مات وتوارثت قريش هذا العمل حتى فتح مكة ثم جاء عهد الدول الإسلامية, وظهور الكتابة على الكسوة, وفي عصر الدولة الأموية كسيت الكعبة كسوتين في العام كسوة في (يوم عاشوراء) والأخرى في (آخر شهر رمضان استعدادا لعيد الفطر)؛ ثم اهتم الخلفاء العباسيون بكسوة الكعبة المشرفة اهتماماً بالغاً، نظراً لتطور النسيج والحياكة والصبغ والتلوين والتطريز وتخصص في ذلك أهل (تنيس, وتونه, وشطا) من المدن المصرية, وفي عهد الخليفة المأمون فقد كسا الكعبة المشرفة ثلاث مرات في السنة, وظهرت الكتابة على الكسوة منذ بداية العصر العباسي فكان الخلفاء من الأمراء يكتبون أسماءهم على الكسوة ويقرنون بها اسم الجهة التي صنعت بها وتاريخ صنعها.
وشرعت المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس، أبواب الصناعة لكسوة الكعبة عبر دار خاصة بمحلة أجياد أمام دار وزارة المالية العمومية بمكة المكرمة في عام 1346 من الهجرة وبهذه تعد أول حلة سعودية تصنع في مكة المكرمة.
ويتم استبدال كسوة الكعبة المعظمة في اليوم التاسع من ذي الحجة من كل عام تواصل الاهتمام من أبناء المؤسس الملك عبدالعزيز آل، في العناية في صناعة الكسوة وتطويرها حيث انتقل مصنع كسوة الكعبة سنة 1397 هـ من الهجرة الى مبناه الجديد بأم الجود, وقد تم تجهيزه بأحدث المكائن المتطورة في الصناعة, وظلت حتى الآن تصنع في أبهى صورها ويتم استبدال كسوة الكعبة المعظمة في اليوم التاسع من ذي الحجة من كل عام .
وتمر مراحل كسوة الكعبة المشرفة بمجموعة من الأقسام الفنية والتشغيلية على النحو التالي: الصباغة هي أولى مراحل إنتاج الكسوة بالمصنع؛ حيث يزود قسم الصباغة بأفضل أنواع الحرير الطبيعي الخالص في العالم, ثم النسيج الآلي الذي يحتوي على العبارات والآيات القرآنية, ثم قسم المختبر والذي يقوم بإجراء الاختبارات المتنوعة للخيوط الحريرية والقطنية من أجل التأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية المطلوبة من حيث قوة شد الخيوط الحريرية ومقاومتها لعوامل التعرية إضافة الى عمل بعض الأبحاث والتجارب اللازمة لذلك, يأتي بعدها مرحلة الطباعة, والتي يتكون منها قسم الحزام التطريز وقسم خياطة الكسوة , ثم وحدة العناية بكسوة الكعبة المشرفة.
وعقب انتهاء جميع مراحل الإنتاج والتصنيع وفي منتصف شهر ذي القعدة تقريباً يقام حفل سنوي في مصنع كسوة الكعبة المشرفة يتم فيه تسليم كسوة الكعبة إلى كبير سدنة بيت الله الحرام ويقوم بتسليم الكسوة الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام المسجد النبوي.
وتأتي آخر قطعة يتم تركيبها هي ستارة باب الكعبة المشرفة وهي أصعب مراحل عملية تغيير الكسوة، وبعد الانتهاء منها تتم عملية رفع ثوب الكعبة المبطن بقطع متينة من القماش الأبيض، وبارتفاع نحو ثلاث أمتار من شاذروان (القاعدة الرخامية للكعبة) والمعروفة بعملية (إحرام الكعبة)، ويرفع ثوب الكعبة لكي لا يقوم بعض الحجاج والمعتمرين بتمزيقه للحصول على قطع صغيرة طلبا للبركة والذكرى.
وتستبدل الكعبة كسوتها مرة واحدة كل عام وذلك أثناء فريضة الحج وبعد أن يتوجه الحجاج إلى صعيد عرفات، يتوافد أهل مكة إلى المسجد الحرام للطواف والصلاة, ومتابعة تولي الرئاسة تغيير كسوة الكعبة المشرفة القديمة واستبدالها بالثوب الجديد، استعدادا لاستقبال الحجاج في صباح اليوم التالي الذي يوافق عيد الأضحى.
وعلى خطا المؤسس الملك عبدالعزيز رحمة الله, واصل ابنائه البررة من بعده في العناية بالكعبة وكسوتها خير عناية وتعظيم, فقد صدر مؤخراً موافقة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز –رحمه الله-، على تحديث وتغيير الأنظمة الإلكترونية والأجهزة الكهربائية والمعدات الميكانيكية بمصنع كسوة الكعبة المشرفة بما يوافق الأنظمة المستحدثة, وتعد هذا الخطوة نقلة تطويرية متقدمة في مجال صناعة رداء الكعبة المشرفة و لا تزال في قيد التطور.
هذا وصدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بتغيير مسمى مصنع كسوة الكعبة المشرفة إلى مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة وذلك في شهر شعبان من عام -1438 للهجرة .
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: رفع كسوة الكعبة ستار الكعبة المشرفة کسوة الکعبة المشرفة المسجد الحرام کل عام
إقرأ أيضاً:
دي دي مصر تطرح نصائح عن موسم العطلات
قدمت دي دي مصر، مجموعة من النصائح والرؤى المهمة عن موسم العطلات لعام 2023 بهدف مساعدة الركاب على استكشاف التراث الثقافي الغني لمصر وزيارة الوجهات الشهيرة في عام 2024.
في عام 2023، اعتمد ملايين الركاب على دي دي خلال واحدة من أكثر فترات التنقل ازدحامًا. من خلال دراسة أنماط التحرك وأوقات الذروة والوجهات الأكثر شعبية، تسعى دي دي مصر إلى تزويد الركاب بالمعلومات اللازمة لتخطيط رحلاتهم بشكل أفضل، مما يساعدهم على توفير الوقت والاستمتاع بتجارب سلسة.
قالت محمد حلمي، مدير الشؤون الخارجية في دي دي مصر: "يعتبر موسم العطلات فرصة رائعة لاستكشاف جمال وثقافة مصر، لكننا نعلم أن التنقل في هذا الوقت قد يكون مرهقًا، ونسعى في دي دي مصر بتوفير حلول نقل ذكية تسهل تجربة الركاب مما يتيح لهم التركيز على اكتشاف كنوز مصر. ومن خلال تقديم رؤى قيمة وعروض ترويجية خاصة، نهدف إلى مساعدة الناس في توفير الوقت والمال والاستمتاع برحلات خالية من المتاعب إلى وجهاتهم المفضلة في مصر."
شهد موسم العطلات في نهاية عام 2023 تغيرات ملحوظة في أنماط التنقل، حيث أصبحت أيام الخميس أكثر الأيام ازدحامًا، تليها أيام الأحد، بعدما كانت تحتل المركز الرابع خلال بقية أيام الربع الأخير من العام. وعادة ما تنحصر أوقات الذروة للتنقل ما بين الساعة 4 مساءً و7 مساءً في موسم العطلات وبقية أيام الربع الأخير من السنة، بينما شوهدت زيادة ملحوظة في شعبية الساعات المتأخرة ابتداءاًً من الساعة 7 مساءً وحتى منتصف الليل أثناء موسم العطلات على وجه الخصوص. ولاحظنا أيضاً أن الساعات ما بين 5 مساءً و9 مساءً في ليلة رأس السنة الجديدة كانت من بين أعلى ستة أوقات ذروة للتنقل خلال الموسم.
وتصدّر المتحف المصري وسوق خان الخليلي قائمة أفضل 10 وجهات تمت زيارتها خلال موسم العطلات، تلاهما حديقة الأزهر ومكتبة الإسكندرية. كما شملت الوجهات البارزة الأخرى برج القاهرة الشهير وقلعة قايتباي التاريخية، مما يعكس التنوع الثقافي والتاريخي الغني في مصر الذي يجذب الركاب المحليين والدوليين.
وأتت أعلى نسبة من الرحلات الدولية إلى مصر خلال موسم العطلات من الولايات المتحدة وكندا والمملكة العربية السعودية وبولندا، وكانت الأيام الأكثر شعبية للتنقل هي 28، 29، و31 ديسمبر. وبالنسبة لركاب دي دي المسافرين من مصر، شملت وجهاتهم الرئيسية أستراليا وكولومبيا والمكسيك، مما يعكس ولاء العملاء المصريين لشركة دي دي.
أما بالنسبة للركاب في عطلات عام 2024، توصي دي دي مصر بالتخطيط المسبق لضمان تجربة تنقل سلسة. حيث قد تؤدي أوقات التنقل والوجهات الشهيرة إلى زيادة الطلب وأوقات الانتظار، لذا فإن حجز الرحلات مسبقا عبر تطبيق دي دي مصر يمكن أن يساعد في توفير الوقت وتقليل التوتر. بالإضافة إلى ذلك، يتيح تجنب ساعات الذروة والحصول على خدمة أسرع وأكثر كفاءة، بينما يمكن أن تساعد العروض الموسمية في تقليل تكلفة الرحلات.