هل يمكن أن يؤدي الحسد إلى الوفاة؟.. أمين دار الفتوى يحسم الجدل
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
الحسد هو شعور ينشأ عن رغبة الشخص في امتلاك ما يملكه شخص آخر، سواء كان ذلك ماديًا أو معنويًا، مصحوبًا بمشاعر الاستياء والحزن وربما الكراهية تجاه الشخص المُحسود، وقد يتمنى الحاسد زوال النعمة من المحسود وهو من الأخلاق الذميمة والأمراض المهلكة التي أمر الله تعالى بالاستعاذة منها في قوله تعالى: «وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ».
وبحسب الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية، فقد ورد النهي عن الحسد فيما أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا.. »، والعين لها تأثير على الإنسان بالحسد كما ورد في القرآن والسنة، وينبغي على الحاسد أن يبتعد عن هذا الخُلُق الذميم المنهي عنه شرعًا؛ فالحسد يضر الحاسد في دينه فيجعله ساخطًا على قضاء الله.
وقد أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال هل الحسد يسبب الوفاة؟ خلال إحدى حلقات برنامج «فتاوى الناس»، على فضائية «الناس»، قائلًا إنّ الحسد قد يُسبب الوفاة، ولكن هل فلان بحسده هو الذي قتل فلانة؟، إذًا فهذا الربط لا يجوز: «مينفعش أقول فلان ده حسد فلان فـ فلان مات، لا مينفعش والربط ده مش صح».
وأضاف أمين الفتوى أنّه على الرغم من أنّ الحسد يمكن أن يسبب الوفاة بالفعل، إلا أنّ هذا الربط يمكن أنّ يُنشئ عقلية الخرافة، والبُعد عن المادية الملموسة: «أنا أهملت الكوباية دي وحطيتها على الأرض فوقعت، فـ أبدأ أقول ده أنا اتحسدت، لكن طبعًا لازم أتعوذ، لأنّ السحر والحسد ذُكرا في القرآن، عشان نفوسنا تبقى بيضاء تجاه بعض، وعشان نتعلم كيف نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ومن هذه التأثيرات الضارة، يجب قراءة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذتين وملازمة الذكر وكثرة الصلاة على النبي صلّ الله عليه وسلم ونحو ذلك».
كيف تقي نفسك من الحسد؟وتنصح دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي، أنّ من ظَنَّ في نفسه وقوع الحسد من الغير؛ فينبغي عليه إنّ كان يشتكي من مرض ظاهر أن يَطْرَق باب التداوي طِبًّا؛ وهو من الأمور المشروعة، وقد حثَّ الشرع عليه، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ، وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً؛ فَتَدَاوَوْا، وَلَا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ».
ويجب أن يُحَصِّن المسلم نفسه بالرقية، والدعاء بأنّ يصرف عنه السوء والعين والحسد؛ فالدُّعاء من أفضل العبادات؛ فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «الدُّعَاءُ هو العبادة»، ثم قرأ: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ».
وقد أجاز جمهور الفقهاء العلاج بالرقية بالقرآن وبما رقى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبما شابهه، كما أنّه لا حرج في طلب الرقية من الصالحين؛ فقد روى الإمام مسلم في (صحيحه) عن السيدة عائشة أم المؤمنين ضي الله عنها قالت: «كَانَ رَسُولُ الله صَلى الله عَلَيهِ وآله وسَلَّمَ يَأمُرنِي أَنْ أَسْتَرْقِي مِنَ العَينِ»، وروى الإمام الترمذي في (سننه) عن أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ وَلَدَ جَعْفَرٍ تُسْرِعُ إِلَيْهِمُ العَيْنُ؛ أَفَأَسْتَرْقِي لَهُمْ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ؛ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ القَدَرَ لَسَبَقَتْهُ العَيْنُ».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: وفاة طفل بملابس الإحرام الحسد صلى الله علیه یمکن أن
إقرأ أيضاً:
التكفير في الإسلام.. كيف يمكن أن يؤدي إلى انقسامات اجتماعية.. فيديو
حذر الشيخ محمد عيد كيلاني، وكيل وزارة الأوقاف سابقًا، من استخدام مصطلح "التكفير" بشكل غير دقيق، مؤكدًا أن هذا المصطلح يحمل تأثيرًا كبيرًا قد يؤدي إلى انقسام وفتنة داخل المجتمع.
وفي لقاء له ببرنامج "صباح البلد" على قناة صدى البلد مع أحمد دياب ونهاد سمير، أوضح محمد عيد كيلاني، أن التكفير يمكن أن يكون له آثار سلبية على الأفراد والمجتمعات والدول، حيث قد يساهم في بناء أو هدم العلاقات والتلاحم الاجتماعي.
شدد الشيخ كيلاني على أن كلمة "لا إله إلا الله" هي العصمة التي تحفظ الدماء والأرواح، مستشهدًا بحادثة وقعت مع الصحابي زيد، حيث قتل شخصًا قال "لا إله إلا الله" أثناء الهجوم عليه، وعندما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدًا عن السبب، أجابه قائلًا: "هل شققت عن قلبه؟"، وهذه الحادثة تبرز أن كلمة "لا إله إلا الله" هي ما يعصم المسلم من الأذى.
وأشار محمد عيد كيلاني إلى أن الكفر في اللغة يعني الخروج عن الإيمان"، مما يستدعي الحذر الشديد عند إصدار حكم التكفير، مشددًا على أن التكفير يجب أن يكون مدروسًا بعناية نظرًا لخطورته.
واستشهد محمد عيد كيلاني بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول: "من قال لأخيه: أنت كافر، فقد باء بها أحدهما"، مما يوضح خطورة التسرع في إصدار مثل هذه الأحكام، لأن الكلمة إذا كانت غير صحيحة ستنعكس سلبًا على الشخص الذي قالها.