بدأت اليوم الأربعاء الموافق 12 من شهر يونيو الجاري، في تمام الساعة التاسعة صباحا، وفي ثاني أيام ماراثون إمتحانات الدور الأول للشهادة الثانوية العامة، بلجان مدارس محافظة سوهاج، في المواد التي لا تضاف للمجموع، حيث يؤدي 27 ألفا و733 طالبا وطالبة، الإمتحانات في مادتي الإقتصاد والإحصاء وسط إجراءات إحترازية وأمنية مشددة.

وكانت مديرية التربية والتعليم بمحافظة سوهاج، بقيادة الدكتور ياسر محمود وكيلالوزارة، بالتعاون مع كافة الجهات المعنية، قد أنهت استعدادتها لانطلاق ماراثون إمتحانات الدور الأول لشهادة الثانوية العامة، للعام الدراسي  2024، والتي بدأت فعالياتها أول أمس الإثنين الموافق 10 من شهر يونيو الجاري، وتنتهِي يوم 20 يوليو القادم.

ومن جانبه قال الدكتور ياسر محمود، وكيل وزارة التربية والتعليم بسوهاج، ان عدد الطلاب المتقدمين للامتحانات هذا العام بلغ 27 ألفا 733 طالبا وطالبة، موزعين على 74 لجنة، وعدد 12 لجنة احتياطي، مشيرا إلى أن المديرية أنهت كافة استعداداتها لانطلاق الإمتحانات، بالتعاون مع جميع الجهات المعنية من المديريات الخدمية، والجهات الأمنية، والوحدات المحلية.

وأضاف وكيل وزارة التربية والتعليم بسوهاج، أنه تم توفير كافة التجهيزات اللازمة بمقار اللجان لاستقبال الطلاب والمراقبين وتوفير الأجواء اللازمة لأداء الامتحانات، وتأمين اللجان وأماكن إقامة رؤساء اللجان والمراقبين، وخطوط السير من وإلى اللجان، وتوفير كافة احتياجاتهم، وكذلك الاطمئنان على آلية توزيع أوراق الأسئلة ووصولها اللجان، بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية.

ووجه اللواء طارق الفقي، محافظ الإقليم، بتوفير كافة التجهيزات اللازمة بمقار اللجان لاستقبال الطلاب والمراقبين وتوفير الأجواء اللازمة لأداء الامتحانات، وتأمين اللجان وأماكن إقامة رؤساء اللجان والمراقبين، وخطوط السير من وإلى اللجان، وتوفير كافة احتياجاتهم، وكذلك الاطمئنان على آلية توزيع أوراق الأسئلة ووصولها اللجان، بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية .

وأكد محافظ سوهاج على ضرورة التنسيق والتواصل بين غرفة العمليات الرئيسية بالمحافظة، وغرفة عمليات مديرية التربية والتعليم، والغرفة المركزية لوزارة التربية والتعليم، وغرف العمليات الفرعية بالمراكز لتلقي أية بلاغات والتعامل معها بشكل فوري، وكلف رؤساء المدن بالمتابعة على مدار الساعة والتأكد من توافر كافة التيسيرات اللازمة بمحيط اللجان، مشددًا على تكثيف أعمال النظافة، ومنع الباعة الجائلين، ورفع الإشغالات، وذلك لتوفير الهدوء في محيط لجان الإمتحانات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سوهاج ماراثون إمتحانات الدور الأول اليوم الأربعاء الثانوية العامة الاقتصاد والإحصاء بوابة الوفد الإلكترونية التربیة والتعلیم الجهات المعنیة

إقرأ أيضاً:

عقد إمتحانات الشهادة الثانوية.. رؤية من منظور الحد من مخاطر الكوارث

كتب د. محمد عبد الحميد استاذ مادة الحد من مخاطر الكوارث بالجامعات السودانية

ربما يشكل فهم تناول عقد امتحانات الشهادة السودانية من منظور إدارة مخاطر الكوارث والحد منها لغير المختصين،  ذلك لأن عقد الإمتحانات قد تبدو من الوهلة الأولى قرار إداري تختص به الدوائر المعنية بالتعليم. في حين أن  عقد الإمتحانات في ظل حرب مشتعلة الأوار وبالكيفية التي تدور بها منذ أكثر من عام ونصف، يجعل مثل هذا القرار رهين وبأعلى درجة بأهل الإختصاص في إدارة مخاطر الكوارث والحد منها.

على عموم الأمر، تُصنف الحرب في علم ادارة مخاطر الكوارث كخطر كوارث من صنع الإنسان Man made Hazard، والمعروف في دراسات الحد من مخاطر الكوارث وإدارتها أن الأخطار من صنع الإنسان أشد فتكاً من الأخطار الطبيعية المتطرفة كالزلازل والأعاصير والفيضانات... فالحرب الدائرة الآن وبحسب توصيف قائد الجيش أنها (عبثية)، وهي بالفعل كذلك، ليست فقط من ناحية الدوافع والأهداف، وإنما من ناحية الإستهداف، فهي تتسم بشكل كبير بنوعٍ من العمه البصيرة Blindness وعدم التمييز بين المحاربين والمدنيين، وهي بهذا التوصيف تشكل بالنسبة للسكان مصدر للمخاطر لا يمكن التكيف معه.. ولفائدة القارئ فإنه يتوجب تعريف المخاطر Risks  فهي في علم دراسات الكوارث  (حالة غير يقينية تنبع من إحتمال أو خسائر اقتصادية، إجتماعية،  وبيئية قابلة للإدارة والتحكم يلعب فيها الإنسان دوراً حاسماً، في زمن محدد وهي ناتجة  عن  واحد او أكثر  من  خطر إضافة لعنصر القدرة ضفعاً وقوةً.)  ما يمكن إستخلاصه من التعريف أنها "إحتمالية"  وهي بذلك خاضعة لعملية تنبؤ بالتقييم وقراءة ما يمكن أن يحدث، والمخاطر بصفة عامة ليست ذاتية الوجود، بمعنى إنها لا تتحقق إلا بوجود خطر Hazard والخطر في هذه الحالة هو الحرب.. والمخاطر المرتبطة به هنا متعددة ومخيفة وعالية،  فهي تترواح بين الموت، فقدان المأوى، النزوح بكل ما يستبطن من عدم استقرار، فقد وسائل سبل كسب المعيشة، ودمار البنى التحتية. لذلك يمكن القول أن مخاطر الحرب الموجودة هي  عميقة وممتدة Intensive &  extensive بمعنى أنه حتى لو هرب المدنيون من دائرة الخطر ونزوحوا فكون حالهم نازحين يعتبر جزء من مخاطر الحرب، وكلما يستتبع ذلك من حالات عدم استقرار نفسي وإجتماعي واقتصادي وحتى أمني. هذا فضلاً عما تحدثه من مخاطر على  منشآتهم و بنياتهم التحتية كالمستشفيات والمدارس والمصانع والطرق والجسور والمطارات وكافة سبل المواصلات وسلاسل الإمداد... فالحرب في السودان فشلت في أن تبتعد عن المدنيين،  فهي في حالة عمه بصيرة عفوي و متعمّد، وصلت لمساكن المدنيين وطالت كل الأعيان التي تسهل حياتهم.. ولم تستطع أي جهة أن تضمن سلامة المدنيين وحمايتهم. فأكبر المخاطر المرتبطة بالحرب صارت القذائف العشوائية التي تتساقط على أسقف منازل المواطنين وتقتلهم أفراداً وجماعات.

خلاصة القول في هذا الجانب أن خطر الحرب وما ترتب عليها من مخاطر يبدو واقعاً معاشاً وأصبح جزء من حياة الناس اليومية وهم يعانون في نفس الوقت صعوبات حقيقية في التكيف مع هذا الواقع المؤلم.

مهما يكن من أمر، وبالنظر لقطاع التعليم من منظور إدارة مخاطر الكوارث يمكن تقرير أنه القطاع الوحيد الذي ينقطع تماماً أثناء الكوارث لا سيما الحروب، لأنه كقطاع حساس جداً للنزاعات المسلحة  لذلك جاء إعلان أوسلو في العام 2015 لتأكيد ضرورة استقراره وإبعاد مؤسساته - المدارس  والجامعات  - عن مجريات الحروب..  في هذا الصدد يمكن الزعم بأن سقوط دانة واحدة أو هجوم بطائرة مسيرة مثلاً  على أي مركز امتحانات من شأنه أن يحول عقد الإمتحانات لحالة حداد وطني يؤثر ليس فقط على نفسية الطلاب الممتحنين، بل على مجمل وجدان الأمة.. لذلك فإن قرار عقد الإمتحانات في هذا الظرف ومن منظور إدارة مخاطر الكوارث ينطوي على مخاطر غير مقبولة. ويصير بالتالي قراراً غير حكيم. هذا من الناحية الفنية من منظور علم إدارة مخاطر الكوارث... أما من الناحية السياسية فإن حدث بضخامة  عقد إمتحانات قومية يظل رهين بمستوى تفهم أطراف الحرب لأهمية الموضوع والتزامهم بضرورة وقف القتال أثناء سير الإمتحانات (هذا هو السبيل الوحيد لجعل المخاطر في أدنى مستوياتها) وتيسير كافة السبل اللازمة لجعل الطلاب مهيئين على مستوى التحصيل الأكاديمي ولديهم الإستعداد النفسي والذهني واللوجستي لخوض معمعة الامتحانات، ولكي يتم ذلك لابد أن تتوافر كافة الضمانات العسكرية والأخلاقية بضرورة تهيئة المناخ المواتي لعقد هذا الحدث.. ولتحقيق ذلك فإنه يظل من اللازم عقد تفاهمات بين الأطراف المتحاربة. بوقف إطلاق  النار أولاً ثم ضمان إشراك شركاء العملية التعليمية بمن فيهم المنظمات الأممية المعنية بهذا الأمر مثل اليونسيف  UNICEF ومنظمة انقذوا الأطفال    Save the Children ، واللجنة الدولية للصليب الأحمر ICRC وتفعيل التزام السودان من جانب المتحاربين بإعلان أوسلو 2015 والمعروف أيضاً ب (Safe School Declaration) الذي وقع عليه السودان.

يجب إعادة التأكيد أن إعلان عقد الإمتحانات في واقع كارثة الحرب ليس قراراً إدارياً تعليمياً،  أو يتوقف على تقرير عسكري بإمكانية تأمين الإمتحانات، بل هو قرار يُتخذ بعد عملية شاملة لتقييم المخاطر Risk assessment  لتحديد  مستوى المخاطر الناتجة عن خطر الحرب.

يمكن القول في المجمل أن السودان يمكن أن يقدم تجربة فريدة للعالم يتوافق فيها أطراف الحرب على وقف شامل لإطلاق النار مراقب دولياً يكون مدخلاً لممارسة رشيدة تجعل المخاطر في الحدود الدنيا تؤمن للطلاب أجواء مواتية للتحصيل والإمتحان. ولذويهم ضمانات على سلامة أبنائهم. وإلا ستكون الإمتحانات فرصة لفرد العضلات قد تنتهي بمأساة تتناثر فيها الأشلاء ويصعب أن تُلملم فيها الآثار النفسية في أغوار غضة يُرجى منها أن تبنى وطناُ أثخنتْ جراحاته الحربُ وغَوّرتها.

د. محمد عبد الحميد

wadrajab222@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • تنفيذي الدلنج يقف على إستعدادات الشهادة الثانوية
  • وزير التربية والتعليم يبحث مع سفير كندا آفاق التعاون المستقبلية
  • نائب محافظ سوهاج ووكيل وزارة التربية والتعليم يشهدان ختام فعاليات مبادرة "بداية"
  • هل يُعيد وزير التربية والتعليم عقارب الساعة إلى الوراء؟
  • معوقات مقترح إجراء امتحانات الثانوية العامة داخل الجامعات
  • وزير التربية والتعليم يشارك في "يوم التعاون المصري الألماني للتنمية"
  • عقد إمتحانات الشهادة الثانوية.. رؤية من منظور الحد من مخاطر الكوارث
  • الوزير: خطة حكومية لتطوير المناطق الصناعية غير المخططة وتوفير المرافق اللازمة
  • البحر الأحمر تكرم مدير مديرية التربية والتعليم بمناسبة بلوغه سن التقاعد
  • وزارة التربية والتعليم تستعد لامتحانات الشهادات العامة بالشراكة مع شركة تقنية