توقع الخبير العسكري اللواء فايز الدويري أن يشن جيش الاحتلال هجوما عنيفا لتدمير مخيم الشابورة بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة ردا على العملية التي نفذتها المقاومة يوم الاثنين وأدت لمقتل ضابط و4 جنود وإصابة 6 آخرين بجروح خطيرة.

وقال الدويري خلال تحليله للمشهد العسكري في القطاع، إن جيش الاحتلال تعود على ارتكاب مجازر عنيفة كلما تعرض لانتكاسة أو حقق نجاحا تكتيكيا، في الأولى من باب الانتقام وفي الثانية من باب إثبات النصر.

وبعد إقرار جيش الاحتلال بمقتل ضابط و4 جنود فضلا عن إصابة 6 آخرين بجروح خطيرة في عملية تفجير المنزل بمخيم الشابورة، فإنه يخطط الآن لشن هجوم عنيف على المخيم وهو ما دفعه لإعادة ترتيب قواته لتطويق المكان، كما يقول الدويري.

تجنب المناطق السكنية

وستكون المنطقتان الشمالية والشمالية الشرقية بيضة القبان لقوات الاحتلال في هذه العملية؛ لأنه يتجنب الدخول في المناطق المكتظة بالمباني خصوصا وأنه فشل في دخول مناطق مشابهة في السابق، برأي الدويري.

وأعاد جيش الاحتلال تموضع قواته عند معبر رفح بالقرب من تل زعرب حيث انسحبت بعض الآليات من المحاور الشرقية والغربية واتجهت نحو مخيم الشابورة شرقا، وفق ما أكده مراسل الجزيرة هاني الشاعر.

ورجّح الدويري أن تحاول قوات الاحتلال إيجاد أماكن انتظار مؤقت لكنها لن تقتحم المخيم وستخلف فيه دمارا كبيرا.

المقاومة غيّرت من أدائها

وجدد الخبير العسكري التأكيد على أن كمين الشابورة لن يكون الأخير "لأن جيش الاحتلال غير مهني من الناحية العسكرية وقد خسر في غالبية المواجهات رغم فارق القوة الكبير لصالحه بسبب جهل قيادته السياسية والعسكرية لقواعد الحرب غير المتناظرة"، وفق قوله.

وأوضح أن هذا النوع من الحروب تحسمه الأمور التي يصعب قياسها وتقديم قراءة مستقبلية حاسمة بشأنها، مؤكدا أن المقاومة طوّرت أداءها الميداني خلال شهور الحرب.

وقال إن المقاومة لو واصلت الحرب بنفس الطريقة التي كانت تعمل بها في أول الحرب لما حققت تلك النتائج التي تحققها الآن، مشيرا إلى أنها كانت تسرف في استخدام الذخيرة والمواجهات المباشرة في تلك الفترة بينما تعتمد الآن على استدراج القوات الإسرائيلية والسماح لها بالتوغل ثم الإيقاع بها عبر الكمائن والتفخيخ لأنها أقل جهدا وأكثر تحقيقا للنتائج.

وخلص إلى أن المواجهات المباشرة أيضا تحقق نتائج كبيرة "لكن عندما تسمح الظروف الميدانية بها من حيث مكان التنفيذ والملاذ المناسبين".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

غزة.. وعد النصر والحرية المؤكد

 

فايزة سويلم الكلبانية

faizaalkalbani1@gmail.com

 

 

"إنه لجهاد.. نصرٌ أو استشهاد".. بهذه الكلمات الخالدة، يخط الشعب الفلسطيني أروع صفحات التضحية والصمود، متحديًا أعتى آلات الحرب الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر 2023، اليوم الذي شهد انطلاق شرارة الحرب الأشرس في تاريخ القضية الفلسطينية. على مدار أكثر من 100 يوم من العدوان الغاشم، تحملت غزة أقسى أنواع القصف والدمار، ولكنها بقيت شامخة، تُعانق أمل النصر الذي وعدت به المقاومة شعبها.

منذ اليوم الأول لهذه الحرب، أعلن الاحتلال حربًا شاملة على القطاع، مستهدفًا البشر والحجر، وكل مقومات الحياة، ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتفعت حصيلة الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 46,707 شهيداً، بالإضافة إلى 110,265 جريحًا حتى 15 يناير 2025. من بين هؤلاء الشهداء، هناك 17,841 طفلًا و12,298 امرأة، مما يبرز التأثير الكارثي على المدنيين الأبرياء، ومعظمهم من النساء والأطفال.

مشاهد الدمار كانت مروعة؛ أحياء بأكملها محيت من الخريطة، ومستشفيات ومدارس تحولت إلى أنقاض. ومع ذلك، صمد أهل غزة، مؤمنين بوعد الله ووعد المقاومة: "لن تُكسر إرادتنا، ولن نستسلم مهما كان الثمن".

"أبو عبيدة"، الناطق باسم كتائب القسام، أعلن منذ اللحظة الأولى أن هذه المعركة هي معركة التحرير الكبرى، مؤكدًا أن "الاحتلال سيتحمل وزر جرائمه، وأن المقاومة لن تتراجع حتى تحقق أهدافها".

كانت كلمات المقاومة واضحة وصارمة: “إنه لجهاد.. نصرٌ أو استشهاد”، وهو الشعار الذي حمله كل فلسطيني في هذه الحرب، معاهدًا الله والوطن على الصمود حتى النهاية.

وفي تطور محوري، أعطت حركة حماس الضوء الأخضر لتعلن اتفاق وقف إطلاق النَّار بعد فترة طويلة من العدوان، والذي سيتم في القاهرة وتضمن الاتفاق الإفراج عن 1000 أسير فلسطيني في المرحلة الأولى، وهو ما اعتبرته المقاومة إنجازًا كبيرًا وخطوة نحو تحرير كل الأسرى. وكما قال أبو عبيدة: "أسرانا أمانة في أعناقنا، ولن نهنأ حتى ينالوا حريتهم كاملة. هذا النصر هو ثمرة صمود شعبنا وتضحياته".

إن غزة، التي عاشت هذه الأيام العصيبة، قدمت للعالم درسًا جديدًا في معاني الصمود والتضحية. هذه المدينة التي تحولت إلى رمز عالمي للحرية، ترفض أن تستسلم أو تنحني، رغم كل محاولات الاحتلال لكسر إرادتها، الأمهات اللواتي ودعن أبناءهن، والأطفال الذين حُرموا طفولتهم، والشباب الذين عانقوا الشهادة، كلهم يؤمنون بأن الحرية قادمة، وأن هذه الدماء لن تذهب هدرًا.

"دماؤنا هي وقود النصر، وشهداؤنا هم منارات الحرية"، بهذه الكلمات رسم أبو عبيدة ملامح مستقبل قريب يتخلص فيه الفلسطينيون من الاحتلال، ويستعيدون وطنهم المسلوب، وعد المقاومة بالنصر ليس شعارًا أجوف، بل حقيقة تتجسد يومًا بعد يوم في صمود غزة وشعبها.

"نقول لشعبنا إن النصر أقرب مما تظنون، وإن الاحتلال إلى زوال"، بهذه الكلمات ختم أبو عبيدة رسالته، لتبقى غزة بأسرها تردد: "إنه لجهاد.. نصرٌ أو استشهاد".

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • المقاومة الفلسطينية تستهدف جنود وآليات للاحتلال وتقصف غلاف غزة بالصواريخ
  • مراسل عسكري للاحتلال يقر بالفشل في مواجهة المقاومة
  • مع اقتراب صفقة التبادل.. ما هي الوحدة التي احتفظت بأسرى الاحتلال 15 شهراً؟
  • حرب غزة تكبد العدو الصهيوني 67.6 مليار دولار وتكشف إخفاقه العسكري
  • شهداء مخيم جنين.. تضحيات تحت القصف والحصار
  • ندوب الحرب التي لن تبرأ بصمت المدافع
  • غزة تنتصر
  • غزة.. وعد النصر والحرية المؤكد
  • استشهاد خمسة فلسطينيين في قصف للاحتلال على مخيم البريج
  • بعد 15 شهراً من القتال.. هكذا حافظت المقاومة على أدائها العسكري في غزة