لجريدة عمان:
2024-07-03@19:53:16 GMT

تنمية المحافظات والثورة الصناعية الرابعة

تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT

لقد بدأ مصطلح الثورة الصناعية الرابعة في الظهور خلال عام 2011م في ألمانيا، ولكن ظهوره ولمعانه رسميا كان في المنتدى الاقتصادي العالمي عام 2016م وعلى أساس هذا المؤتمر تم الإعلان عن افتتاح مركز الثورة الصناعية الرابعة الجديد في سان فرانسيسكو والذي سيكون بمثابة منصة للتفاعل والرؤيا والتأثير على التغييرات العلمية والتكنولوجية في العالم.

ونعود إلى مصطلح الثورة الصناعية الرابعة وكما يحلو للبعض أن يسميه «تسونامي التقدم التكنولوجي» الذي يمكن تعريفه باختصار بأنه ربط الحياة بالبيانات الرقمية الذكية والإنترنت والتحول الرقمي الشامل في كافة المجالات الصناعية والزراعية والتجارية والصحية وغيرها.

وعلى ضوء هذا الواقع المتسارع أدى ذلك إلى ظهور ما يعرف بمصطلح المدن الذكية، الأمر يحتم علينا دراسة واقعنا واستشراف المستقبل في كيفية الاستفادة القصوى من تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة في تنمية محافظات سلطنة عمان وذلك انسجاما مع توجه الحكومة إلى الإدارة المحلية ونقل الصلاحيات التشريعية والتنفيذية من المركزية إلى اللامركزية بالمحافظات وإعطاء دور أكبر لكل من المحافظ والوالي والجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص بكل محافظة للعمل بشكلٍ متكاملٍ ومتناغمٍ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وتعد الفرصة سانحة والمساحة متوفرة لاستخدام وتوظيف تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة لتنمية المحافظات من خلال تسخير تطبيقات التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات وسلاسل الكتل والتحول الرقمي والتجارة الإلكترونية وطائرات الدرون وتقنية النانو وغيرها بشكل أكثر فاعلية وكفاءة لتحقيق الحياة الملائمة للعيش وتوفير الخدمات المتكاملة وتحقيق الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية والحفاظ على البيئة.

ولتحقيق تلك الأهداف تشير الدراسات والبحوث إلى أننا بحاجة إلى توفر عدة عوامل أهمها أولًا: بناء شراكات عالمية يمكن من خلالها توطين الصناعات الناتجة عن الثورة الصناعية الرابعة في مختلف محافظات سلطنة عمان، وثانيًا: الاهتمام ببناء القدرات والكوادر العمانية المتخصصة والقادرة على التعامل مع تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة كل في مجال تخصصه، وثالثًا: تهيئة البنية التحتية «الأساسية» من طرق ومطارات وموانئ واتصالات ومناطق اقتصادية متكاملة وغيرها والتي والحمدلله تعد سلطنة عمان قطعت شوطا كبيرا فيها ولكن هناك بعض المجالات بحاجة إلى الكثير من العمل والجهد مثل بناء المصانع المتخصصة والاهتمام بالصناعات الذكية مثل صناعات الدرون وطابعات ثلاثية الأبعاد وتقنية النانو والأجهزة الذكية وتوظيف تقنيات الهيدروجين الأخضر وغيرها التي تحقق فعلًا التنويع الاقتصادي وتعزز القيمة المضافة والميزة التنافسية في المحافظات.

والحديث عن الثورة الصناعية الرابعة وتطبيقاتها يتسع ويطول ولا تزال البحوث والدراسات تطالعنا كل يوم بمزيد من النتائج وفي هذا المقال أسرد عليك عزيزي القارئ بعضا من فوائد وإيجابيات الاستفادة الممكنة من الثورة الصناعية الرابعة في المحافظات على النحو التالي: توفير فرص استثمارية جديدة وتخفيض تكاليف الإنتاج وتحقيق معدلات عالية من التنمية الاقتصادية، وتعزيز التجارة الإلكترونية والتحول الرقمي الشامل والمتكامل للخدمات المقدمة للمواطن والمقيم بمختلف القطاعات، والانسجام مع توجه سلطنة عمان نحو الاستراتيجيات القائمة على التنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على مصدر النفط وفق خطط زمنية منتظمة، وتطوير البنية الأساسية في المحافظات من خلال إدخال وتوظيف أحدث الأساليب والتقنيات الحديثة، وتوفير المدن الذكية المتكاملة التي تعزز الرفاهية والرعاية الصحية والاجتماعية والرياضية وتوفير البيئة المناسبة للعيش والاهتمام بالبيئة والمسطحات الخضراء وتقليل نسب التلوث، وإعطاء فرصٍ واعدة وبشكلٍ أكبر للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تقوم عليها صناعات الثورة الصناعية الرابعة في المحافظات، والتحول إلى بناء المصانع الذكية من خلال الربط بين الآلات والبشر في أنظمة الأمن السبراني وأتمته خطوط الإنتاج بما يحقق المرونة والاستجابة بشكلٍ أسرع لاحتياجات السوق، والتحول إلى الصناعات الذكية وتوفير الدعم اللوجستي لها في المناطق الاقتصادية بالمحافظات مثل صناعة الأجهزة الذكية، وطابعات ثلاثية الأبعاد، وصناعات طائرات الدرون، والسيارات الكهربائية وغيرها الكثير، وتسهيل الإجراءات وتحسين كفاءة وفعالية الخدمات التي تقدم للمواطن والمقيم وبما يحقق الرفاهية والعيش الكريم، والاستفادة في معالجة مشكلات شح الموارد المائية في سلطنة عمان وضعف كفاءة الري واستصلاح الأراضي من خلال استخدام الصناعات الحديثة وجذب الاستثمارات في المجال الزراعي والاهتمام بالبحوث العلمية الزراعية لمعالجة مشكلات التصحر والآفات الزراعية وتحسين إنتاج المحاصيل الزراعية وتسويقها.

عزيزي القارئ توجد العديد من أوجه الاستفادة التي يمكن توظيفها من تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة في مختلف محافظات سلطنة عمان، ولكن لا بد أن يتزامن ذلك كله مع الاهتمام ببناء الإنسان العماني القادر على توظيف تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة وما يمتلك من مهارات المستقبل مثل تحليل البيانات والتفكير الإبداعي والتصميمي وحل المشكلات وغيرها من المهارات والقدرات والسمات، فعُمان تستحق أكثر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الثورة الصناعیة الرابعة فی فی المحافظات سلطنة عمان من خلال

إقرأ أيضاً:

"تعزيز" يستقطب 25 من طلبة مناطق امتياز "تنمية نفط عُمان"

 

مسقط- الرؤية

بإشراف من وزارة التربية والتعليم -ممثلة بمركز التوجيه المهني والإرشاد الطلابي، انطلق برنامج "تعزيز" في المملكة المتحدة بمشاركة 25 طالبًا وطالبة من طلبة امتياز مناطق شركة تنمية نفط عمان، ويأتي البرنامج بتمويل من شركة تنمية نفط عمان وبتنفيذ من الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عمان، ويستمر لمدة 4 أسابيع.

ويهدف برنامج "تعزيز" إلى تطوير مستوى الطلبة في مجال اللغة الإنجليزية، وتنمية مهاراتهم الخاصة في مجالات التواصل الاجتماعي، والتواصل مع الثقافات الأخرى في أفضل المدارس المتخصصة في تعليم اللغة الإنجليزية.

وقال زهران بن ناصر المغدري مدير مساعد بدائرة التوجيه المهني للدراسات وريادة الأعمال بمركز التوجيه المهني والإرشاد الطلابي إن برنامج "تعزيز" يُعد أحد أبرز البرامج التي تُشرف عليها وزارة التربية والتعليم ممثلة في مركز التوجيه المهني والإرشاد الطلابي، وذلك بالتعاون مع شركة تنمية نفط عمان والجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عمان، إذ يهدف البرنامج المنفذ في المملكة المتحدة للسنة الثانية على التوالي إلى إكساب الطلبة مهارات اللغة الإنجليزية، وتعزيز قدراتهم العلمية والأكاديمية في هذا الجانب، وصولاً لتحقيق مستويات عالية من الفهم عن طريق أفضل الجامعات والمدارس العالمية المتخصصة في تعليم اللغة الإنجليزية الأم. ويتيح البرنامج للطلبة المشاركين فرصة لتطوير لغتهم والالتقاء بأقرانهم من مختلف دول العالم، والاطلاع على عدد من الثقافات الأخرى.

وقال سليمان بن ناصر الكندي رئيس فريق برامج المجتمع بشركة تنمية نفط عمان: "نسعى دائماً لتطوير مهارات طلبة امتياز شركة تنمية نفط عمان عن طريق عدد من البرامج المحلية والدولية؛ لتعزيز مهاراتهم الحياتية المعاصرة وصقل شخصياتهم العلمية وتمكينهم من الاستعداد للحياة الأكاديمية المستقبلية؛ إذ يعد برنامج "تعزيز" نافذة تعليمية مهمة لطلبة الصف الحادي عشر لتأهيلهم للحياة الجامعية".

من جانبه، قال يوسف الدرويشي مدير الإعلام والاتصال بالجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عمان والمشرف العام على برنامج "تعزيز" إن البرنامج فرصة تمكن الطلبة المشاركين من تطوير قدراتهم ومهاراتهم العلمية والشخصية، عن طريق مجموعة متنوعة من الأنشطة الأكاديمية والثقافية والترفيهية التي تساهم في توسيع آفاقهم الفكرية وتعزيز أهدافهم المستقبلية. وأضاف أن الجامعة الألمانية تمتلك الخبرة العلمية والأكاديمية لتحقيق أهداف البرنامج وفق نظام تعليمي وأكاديمي متخصص.

وتشرف وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع شركة تنمية نفط عمان على اختيار 70 طالبًا وطالبةً من طلبة امتياز شركة تنمية نفط عمان للالتحاق بالبرنامج الأكاديمي الصيفي "معرفة" في الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عمان، الذي يهدف لإكساب الطلبة ثلاثة مكونات أساسية وهي: المكون الأكاديمي، والكفايات التي تركز على المهارت الشخصية، ومجموعة من الأنشطة اللاصفية. وبعد استكمال الطلبة برنامج "معرفة" سوف يتم اختيار عدد 25 طالبا منهم للالتحاق ببرنامج "تعزيز" لدراسة اللغة الإنجليزية في المملكة المتحدة لمدة أربعة أسابيع،وهو برنامج مبني على الدورات المتخصصة في رفع مستوى الطلبة في مجال اللغة الإنجليزية.

مقالات مشابهة

  • المبعوث الاممي: اجواء ايجابية بمفاوضات مسقط
  • سلطنة عمان تحتفي بذكرى الهجرة النبوية الشريفة
  • فرنسا تسحب مشروبًا غازيًا؛ فماذا عن وضعه في سلطنة عمان؟
  • مناقشة جهود سلطنة عمان في تحقيق الاستدامة البيئية
  • الجمعية العمانية لتقنية المعلومات تعتمد مبادرة «المحافظات الذكية»
  • "تعزيز" يستقطب 25 من طلبة مناطق امتياز "تنمية نفط عُمان"
  • أول رد من سلطنة عمان حول حقيقة إيقاف التأشيرات السياحية للمصريين
  • سفارة سلطنة عمان بالقاهرة: لا صحة لإيقاف التأشيرات السياحية للمصريين
  • إيقاف التأشيرات السياحية للمصريين.. نفي رسمي من دولة خليجية
  • خبير اقتصادي: تحديث البنية التحتية التشريعية أحد أولويات الحكومة المرتقبة