مناسك الحج ونية الإحرام وفضل يوم عرفة
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
موسم الحج 2024.. تزامناً مع بدء موسم الحج يزداد بحث العديد من الراغبين في تأدية فريضة الحج هذا العام، عن معرفة كل ما يخص مناسك الحج، من حيث معرفة خطوات أداء مناسك الحج ونية الإحرام، وفضل يوم عرفة.
وتوفر «الأسبوع»، لمتابعيها، معرفة كل ما يخص مناسك الحج، ونية الإحرام، وفضل يوم عرفة، وذلك من خلال السطور التالية.
1- يوم التروية: يعتبر يوم الثامن من ذي الحجة، هو يوم التروية، والتي تبدأ فيه أعمال الحج، فيذهب الحاج المفرد والقارن إلى منى ضحى، وأيضاً المتمتع لكن بعد أن يحرم، لأنه قد تحلل من إحرامه بعد أداء العمرة.
ويستحب للذاهب إلى منى الاغتسال، ثم يلبس ملابس الإحرام، فإن كان متمتعا فليحرم بالحج كما ذكرنا، وليكثر الحاجّ من التلبية، ويصلي الحاج في منى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وله أن يقصر الرباعية، لكن بدون جمع، والذهاب إلى منى والمبيت بها في هذا اليوم سنة.
2- يوم عرفة: عند طلوع الشمس يوم التاسع، يستحب للحاج التبكير في الذهاب إلى عرفة، إن لم يكن قد ذهب إليها في اليوم الثامن كما سبق، وينبغي عليه أن يتأكد أنه داخل حدود عرفة، لأن الحج عرفة، بل هو ركن الحج الأعظم، ولا يصح الحج بدونه، ولا يقضى إن فات، ولا شيء يجبره من هدي أو صيام.
ويصلي هناك الظهر والعصر جمع تقديم مع القصر، وهذا من السنة، لكن إن صلاهما جمع تأخير أو صلى كل صلاة في وقتها فلا شيء عليه، وينتظر الحاج في عرفة إلى غروب الشمس، ويستحب له أن يكثر من الذكر والدعاء مستقبلاً القبلة.
والوقوف بعرفة ممتد إلى طلوع الفجر من يوم العاشر فمن أدرك عرفة في أي جزء من الليل قبل الفجر صح وقوفه بها ولا يشترط للوقوف الطهارة.
موسم الحج 20243-الوقوف بمزدلفة: ومن ثم يذهب الحاج بعد الغروب إلى المزدلفة، ومن السنة أن يصلي بها المغرب والعشاء والفجر، ثم يمكث فيها للدعاء والذكر إلى قرب طلوع الشمس من يوم العاشر.
والوقوف بمزدلفة عند الحنفية سنة مؤكدة، وعند الشافعية والحنابلة واجب، لكنهم رخصوا في الدفع بعد منتصف الليل، والمراد نصف الليل الشرعي وهو نصف ما بين غروب الشمس وطلوع الفجر، فيحسب الوقت ما بين الغروب والفجر، ثم يقسم على اثنين، ثم يضاف خارج القسمة من الساعات إلى وقت المغرب فيكون هذا هو وقت نصف الليل.
4- يوم النحر: هو اليوم الذي تتركز فيه أكثر أعمال الحج، ففيها رمي جمرة العقبة، وذبح الهدي، وحلق الرأس، وطواف الإفاضة، ولا يجب فيها الترتيب، وإن كان المستحب فعلها على الترتيب الذي ذكرناه، لأنه فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
موسم الحجنية الإحرامالإحرام لغةً هو: الدخول في الحُرمة ويقال: أحرم الرجل، إذا دخل في حرمة عهدٍ أو ميثاقٍ فيحرُم عليه ما كان حلالاً له، والإحرام اصطلاحاً: هو نية الدخول في النُّسك، وهذا مذهب الجمهور، فهو الركن الأول من أركان العمرة، فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، ووجه الدلالة أنه لا يصح العمل ولا يثبت إلا بوقوع النية.
من الإحرام تبدأ نية أداء النسك بالقلب، ويتلفظ بها باللسان: «لبيك اللهم عمرة»، ولا مانع بإتمامها بإضافة الاشتراط، فيقول: «فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني» عند الخوف من عدم التمكن من أداء النسك لمرضٍ أو ظرفٍ متوقع، ويجب على الرجل أن يتجرد من المخيط كله، ويرتدي إزاراً ورداءً، ولا يغطي رأسه بشيء، أما المرأة فتحرم في ملابسها العادية، غير أنها لا تلبس النقاب أو القفازين.
فضل يوم عرفةقالت دار الإفتاء، عبر صفحتها الرسمية «فيسبوك»: «يوم عرفة له فضل عظيم، وقد وردت أحاديث عدة تبيّن هذا الفضل، ففي «صحيح مسلم» عن أبي قتادة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ». ومعنى الحديث أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب السنة الماضية، ويَحُول بين صائمه وبين الذنوب في السنة الآتية بإذن الله.
اقرأ أيضاًثوابها عظيم.. أدعية مستحبة في الـ عشر الأوائل من ذي الحجة
أحكام التعجّل في الحج والخروج من مِنى.. «الإفتاء» توضح
هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة غير كاملة؟.. الإفتاء تجيب
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الحج مناسك الحج والعمرة مناسك الحج مناسك الحج بالترتيب مناسك الحج بالتفصيل الاحرام يوم عرفة فضل يوم عرفة موسم الحج 2024 شرح مناسك الحج والعمرة نية الإحرام مناسك الحج هذا العام مناسك الحج هي من مناسك الحج ما هي مناسك الحج مناسک الحج موسم الحج یوم عرفة
إقرأ أيضاً:
الإفتاء تكشف عن سيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
أوضحت دار الإفتاء المصرية، برئاسة الدكتور نظير عياد مفتي الديار، سيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، موضحاً أنها أعطرَ سيرة عرفَتْها البشريةُ في تعاليم التسامح والنُّبْل والعفو؛ فقد منحه الله سبحانه وتعالى مِن كمالات القِيَم ومحاسن الشِّيَم ما لم يمنحه غيره من العالمين قبله ولا بعده، وجعله مثالًا للكمال البشري؛ في التعايش، والتسامح، والرحمة، واللين، واللطف، والعطف.
سيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلمقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، وقال سبحانه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ» رواه الحاكم في "المستدرك".
ولم يكن خطابُه صلى الله عليه وآله وسلم موجهًا للمسلمين فقط، وإنَّما شَمِل كلَّ النَّاس في المدينة مسلمين وغير مسلمين، أهل الكتاب وغيرهم؛ بدليل أن راوي هذا الحديث هو سيدنا عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وكان وقتَها كبيرَ أحبارِ اليهود وعالمَهم الأول.
وعلى السماحة والتعايش واحترام الآخر تأسَّس المجتمعُ الإسلامي الأول؛ حيثُ أمر الشرع بإظهار البر والرحمة والعدل والإحسان في التعامل مع أهل الكتاب المخالفين في العقيدة؛ فقال تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]، فعاش اليهود في كنف الإسلام، يحترم المسلمون عاداتهم وأعرافهم.
واحترمت الشريعة الإسلامية الكتب السماوية السابقة، رغم ما نَعَتْه على أتباعها من تحريف الكلم عن مواضعه، وتكذيبهم للنبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، فبعد غزوة خيبر كان في أثناء الغنائم صحائف متعدِّدة من التوراة، فجاءت يهود تطلبها، فأمر النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم بدفعها إليهم، كما ذكره الإمام الدياربكري في "تاريخ الخميس في أحوال أنْفَسِ نَفِيس صلى الله عليه وآله وسلم" (2/ 55، ط. دار صادر)، والشيخ نور الدين الحلبي في السيرة الحلبية "إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون" (3/ 62، ط. دار الكتب العلمية).
وأضافت الإفتاء قائلة: وهذه غاية ما تكون الإنسانية في احترام الشعور الديني للمخالف رغم عداوة يهود خيبر ونقضهم للعهود وخيانتهم للدولة؛ حيث كانوا قد حزبوا الأحزاب، وأثاروا بني قريظة على الغدر والخيانة، واتصلوا بالمنافقين وغطفان وأعراب البادية، ووصلت بهم الخيانة العظمى إلى محاولتهم الآثمة لاغتيال النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وتابعت: وبلغ من تسامح النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن نهى المسلمين عن سب الأموات من المشركين بعد وفاتهم إكرامًا لأولادهم وجبرًا لخواطرهم؛ فعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال: "لَمَّا كان يوم فتح مكة هرب عكرمة بن أبي جهل وكانت امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام امرأةً عاقلةً أسلمت، ثم سألَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم الأمانَ لزوجها فأمرها بردِّه، فخرجت في طلبه وقالت له: جئتُك مِن عند أوصل الناس وأبر الناس وخير الناس، وقد استأمنتُ لك فأمَّنَك، فرجع معها، فلما دنا من مكة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه: «يَأْتِيَكُمْ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ مُؤْمِنًا مُهَاجِرًا، فَلَا تَسُبُّوا أَبَاهُ؛ فَإِنَّ سَبَّ الْمَيِّتِ يُؤْذِي الْحَيَّ وَلَا يَبْلُغُ الْمَيِّتَ» فلما بلغ باب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استبشر ووثب له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائمًا على رجليه فرحًا بقدومه" أخرجه الواقدي في "المغازي"، ومن طريقه الحاكم في "المستدرك".