يوم الصحفي المصري.. دعوات من أسر المعتقلين لإنهاء ملف حبس الصحفيين (شاهد)
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
في يوم الصحفي المصري، الذي يتزامن مع ذكرى انتفاضة الصحفيين ضد القانون رقم (93) لسنة 1995، المعروف بـ"قانون اغتيال الصحافة"، تجدد نقابة الصحفيين المصريين التزامها بالدفاع عن حرية الصحافة وحق التعبير وإطلاق سراح جميع المحبوسين.
في هذه المناسبة التاريخية، التي توافق الـ 10 من حزيران/ يونيو من كل عام، تتصاعد الدعوات بشكل أكثر إلحاحًا لإغلاق ملف حبس الصحفيين وإطلاق سراحهم، حيث يقبع العديد من الصحفيين في السجون منذ سنوات، وضرورة توفير بيئة إعلامية حرة ومستقلة تدعم الديمقراطية وتنهض بالمجتمع.
في مثل هذه الأيام انتفض المجتمع الصحفي في مصر ضد القانون رقم (93) لسنة 1995 الذي غلظ العقوبات في جرائم النشر وألغى ضمانة عدم حبس الصحفيين احتياطيًا في هذه الجرائم، في مواجهة امتدت لأكثر من عام، لكن مع استمرار حبس الصحفيين تتجدد الدعوات لإغلاق هذا الملف.
على هامش الاحتفال بيوم الصحفي، طالبت أسر وذوي صحفيين محبوسين، في تصريحات لـ"عربي21" بإطلاق سراح جميع الصحفيين في السجون، مشيرين إلى أن "الإفراج عنهم سيكون خطوة مهمة نحو تعزيز الديمقراطية وضمان حرية التعبير في مصر".
وأعربوا عن أملهم أن يعود الصحفيون إلى منازلهم مع حلول عيد الأضحى المبارك، واستغلال هذه المناسبة التاريخية في تاريخ الصحافة المصرية في التأكيد على ضرورة احترام حرية الصحافة وحماية حقوق الصحفيين.
واستحوذ ملف الصحفيين المحبوسين على جانب من المناقشات المتعلقة بأوضاع هؤلاء الصحفيين مع ذويهم. وكانت نقابة الصحفيين قد تقدمت بطلبات إخلاء سبيل 19 صحفيا محبوسا احتياطيا، والعفو عن 3 من الصحفيين الصادر بحقهم أحكام هم: أحمد الطنطاوى، ومحمد أكسجين، وعلياء نصر الدين.
من بين هؤلاء الصحفيين 7 من أعضاء النقابة، و12 من غير النقابيين، وضمت قائمة النقابيين كلًا من: كريم إبراهيم سيد أحمد، مصطفى أحمد عبد المحسن حسن الخطيب، حسين على أحمد كريم، أحمد محمد محمد على سبيع، بدر محمد بدر، محمود سعد كامل دياب، ياسر سيد أحمد أبو العلا.
كما ضمت قائمة الصحفيين غير النقابيين: حمدى مختار على (حمدى الزعيم)، توفيق عبد الواحد إبراهيم غانم، محمد سعيد فهمى، محمد أبو المعاطى، دنيا سمير فتحى، مصطفى محمد سعد، عبد الله سمير محمد إبراهيم مبارك، مدحت رمضان على برغوث، أحمد خالد محمد الطوخى، أحمد أبوزيد الطنوبى، وكريم أحمد محمد عمر كريم الشاعر.
حلم العودة وامتداد آثار معاناة ذوي الصحفيين
طالب حمزة نجل الصحفي محمد سعيد المحبوس منذ ست سنوات منذ عام 2018 على ذمة أكثر من قضية بإطلاق سراح والده، قائلا: "والدي محبوس منذ 6 سنوات. ولي شقيقي عمره 6 سنوات من عمر حبس والدي، لا نراه إلا في أوقات الزيارات مرة كل شهر أو شهرين".
وأعرب حمزة في حديثه لـ"عربي21" عن أمله في إطلاق سراح والده: "كل ما أريده هو والدي، وأريد رجوعه إلينا في أقرب فرصة، افتقده كثيرا كثيرا، وأريد عودته إلى المنزل بأسرع وقت ممكن، كلنا نفتقده ونرغب في وجوده معنا".
امتدت المعاناة إلى ذوي الصحفيين أنفسهم حيث يقبع الطالب مهاب نجل الصحفي ربيع سكر في السجن دون تهمة محدد، بحسب والدته هناء عادل قائلة: "ابني مهاب عمره 17 سنة في المرحلة الثانوية أخذ من المنزل في 11 فبراير الماضي فجرا، ليس له أي نشاط ومنذ ذلك التاريخ لم نستطع التواصل معه و ممنوع عنه الزيارات ولا نعرف طبيعة التهمة الموجهة له".
واشتكت في تصريحات لـ"عربي21": "من عدم القدرة على إدخال الكتب الدراسية له لاستكمال دراسته، وهو في الصف الثالث ثانوي علمي رياضيات، هذا اليوم هو أول أيام امتحانات الثانوية العامة وكنا نأمل أن نكون إلى جواره في هذه الأوقات العصيبة، آمل أن نراه وسط أهله ويعود لحضن والدته ووالده وأن يقضي العيد معنا".
الأمراض تنهش حلم العودة
اشتكت إحدى زوجات الصحفيين، التي طلبت عدم ذكر اسمها، من معاناة ذويهم من بعض الأمراض الجسدية والنفسية، وقالت: "زوجي معتقل منذ 4 سنوات في سجن أبو زعبل، هو مريض سكر وضغط وانزلاق غضروفي، بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها".
وأضافت لـ"عربي21": "زوجي محروم من أولاده، نتمنى أن يخرج من محبسه في العيد وأن يجتمع الشمل مجددا خاصة أن كل جرمه أنه صحفي، نأمل أن تساعدنا الدولة في إطلاق سراحه وتستجيب لنا، نعاني بشدة من غيابه، ومهما أقول عن حجم المعاناة لنا وله فهي لا توصف، ولا نريد شيء سوى إطلاق سراحه هو وباقي الصحفيين".
وفي هذه المناسبة طالبت بإطلاق سراحه: "تواجده في السجن أكثر من ذلك يزيد من متابعه النفسية والصحية، ولقد تم تجديد حبسه للأسف قبل أيام 45 يوما مجددا، نرجو من القائمين على الأمر أن ينتهي هذا الكابوس بعد هذه السنين الصعبة".
أمّا بخصوص دور النقابة في التواصل مع الأجهزة المعنية ومساندتهم، أوضحت زوجة الصحفي المحبوس أن "النقابة وعلى رأسها النقيب الحالي خالد البلشي، تبذل قصارى جهدها لدعم أسر الصحفيين، سواء بالطلبات أو المذكرات للجهات المعنية والمسؤولة، وهي أكبر داعم لنا في محنتنا حتى الآن ونرجو أن تستجب السلطات لتلك الطلبات".
من ناحية أخرى، تقدم البلشي بـ3 طلبات للنيابة العامة للسماح له، وعدد من أعضاء مجلس النقابة بزيارة الصحفيين المحبوسين في سجون بدر 1، وبدر 3، والعاشر من رمضان، فيما شملت طلبات الزيارة كل الزملاء من أعضاء النقابة وهم: كريم إبراهيم، مصطفى الخطيب، حسين كريم، أحمد سبيع، بدر محمد بدر، محمود سعد دياب، ياسر أبو العلا، وأحمد الطنطاوي.
المطالبة بحرية الصحافة
جدّدت نقابة الصحفيين مطالبها "بالإفراج عن كل الصحفيين المحبوسين، والعفو عن الصحفيين الصادر بحقهم أحكام وإطلاق سراح كل سجناء الرأي، والعمل على إغلاق هذا الملف المؤلم"، وشددت على مطالبها بالتالي:
أولًا: إطلاق سراح جميع الصحفيين المحبوسين، وإصدار قانون للعفو الشامل عن سجناء الرأي، كما يعلن المجلس انضمامه لكل المطالبات بإطلاق سراح كل المواطنين المحبوسين "بسبب دعمهم للقضية الفلسطينية"، خاصة طلاب الجامعات.
ثانيًا: رفع الحَجب عن المواقع، التي تم حجبها خلال السنوات الماضية، ومراجعة القوانين، التي تفتح الباب للحَجب.
ثالثًا: إصدار قانوني حرية تداول المعلومات، وإلغاء العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر والعلانية، إنفاذًا للمادتين (68)، و(71) من الدستور.
رابعًا: تعديل التشريعات المنظِّمة للصحافة والإعلام، وعلى رأسها "قانون تنظيم الصحافة والإعلام"، بما يرسخ استقلال المؤسسات الصحفية، ويسهّل أداء الصحفيين لواجبهم المهني، ويرفع القيود التي فرضتها بعض مواد تلك القوانين على حرية الرأي والتعبير، ويحسّن أجور العاملين في المهنة بما يتناسب مع طبيعة الواجب الملقى على عاتقهم، ومعدلات التضخم الأخيرة.
خامسًا: تعديل مواد الحبس الاحتياطي، التي حوّلت الإجراء الاحترازي إلى عقوبة تم تنفيذها على العديد من الصحفيين، وأصحاب الرأي خلال السنوات الماضية.
ووفقا لمنظمة مراسلون بلا حدود، تراجعت مصر 4 مراكز في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2024، حيث احتلت المرتبة 170. وتصنف مصر على أنها واحدة من بين الدول الأكثر خطورة ممارسة مهنة الصحافة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المصري الصحافة المصرية مصر الصحافة المصرية جرائم النشر حرية الصحافة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصحفیین المحبوسین حریة الصحافة حبس الصحفیین بإطلاق سراح الصحفیین ا إطلاق سراح فی هذه
إقرأ أيضاً:
عماد أديب يجري حوارا بـتل أبيب مع سياسي إسرائيلي.. كيف ردت نقابة الصحفيين؟ (شاهد)
أثار الإعلامي المصري عماد الدين أديب، المقرب من رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، الجدل من جديد، بعد زيارته إلى تل أبيب وإجراء حوار تلفزيوني مع دبلوماسي إسرائيلي سابق، لصالح قناة "سكاي نيوز عربية".
واشتهر أديب، الذي سافر إلى تل أبيب لإجراء حوار مع إيتمار رابينوفيتش، الباحث والمفاوض الصهيوني البارز، والسفير السابق للاحتلال الإسرائيلي في واشنطن، بكونه المفاوض الرئيسي مع الوفد السوري في الولايات المتحدة خلال فترة التسعينيات.
وجاء الحوار تحت عنوان "عماد الدين أديب يبحث في تل أبيب عن أسرار سقوط الأسد"، حيث أعلنت القناة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي عن انضمام أديب إليها لتقديم برنامج حواري حول أهم القضايا الراهنة.
وأثار الحوار الذي أجراه أديب في تل أبيب جدلاً واسعاً واتهامات له بالتطبيع، خاصةً في ظل حظر نقابة الصحفيين المصريين أي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1980.
ليست الزيارة الأولى
وزار عماد الدين أديب تل أبيب عدة مرات، وكانت أولى زياراته في عام 1996 عندما حاور رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعدها تعددت زياراته لتتجاوز الخمس مرات، وفقاً لما أكده بنفسه.
وحاول أديب تبرير لقائه مع نتنياهو قائلا: "كان حوارا مؤلما لأنني أحاور شخصا غير محبب لي وأكرهه. كما أنك تتحاور في غرفة مجلس الوزراء الإسرائيلي في القدس المحتلة، ووراء ظهرك صورة تيودور هيرتزل، صاحب فكرة الدولة اليهودية، وتم تفتيشك عشرات المرات".
ويواصل أديب حديثه عن كواليس زيارته قائلاً: "قبلها، عندما كنت أتجول في القدس ووجدت جنود الاحتلال وهم يضربون السيدات ويقومون بانتهاكات في المسجد الأقصى، كنت مشحونا عاطفيا.. هناك فرق بين أن تحكي عن احتلال وأن ترى وتعيش الاحتلال، ولكن مع ذلك، يوجد ما يسمى الاحتراف، فلا تظهر مشاعرك تجاه من أمامك سواء بالحب أو الكراهية، فهذا ضيف ومن حقه أن يأخذ حقه بالحوار".
يحضر احتفالات السفارة الإسرائيلية
وفي عام 2018، اتهم عماد الدين أديب بحضور احتفالية للاحتلال الإسرائيلي بمناسبة "عيد الاستقلال" الـ70 في فندق ريتز كارلتون بالقاهرة٬ بعد تلقيه دعوة من السفارة الإسرائيلية في مصر.
ولا يخفي أديب انبهاره بالاحتلال، وقد كتب في مقال بعنوان "سر إسرائيل الكبير" نشر في أيلول/ سبتمبر 2015: "ما الفارق الجوهري في العقلية الإسرائيلية والعقلية العربية في إدارة شؤون البلاد؟".
ويقول: "زرت إسرائيل في مهام عمل إعلامي خمس مرات، وفي كل مرة، كان هناك سؤال متكرر يلح على عقلي: كيف يمكن لدويلة من خمسة ملايين نسمة أن تتفوق عمليا وعلميا وتكنولوجيا على قرابة الـ300 مليون عربي؟".
وفي رد نقابة الصحفيين المصريين على هذه الزيارة٬ قال عضر نقابة الصحفيين محمد النجار٬ في صفحته على فيسبوك: "الناس التي تتعجب من زيارة عماد الدين أديب لإسرائيل لإجراء حوار حول الملف السوري لقناة سكاي نيوز عربية.. عماد زار إسرائيل من 20 سنة تقريبا والتقي شارون وعمل معاه حوارا لشبكة أوربت السعودية بعد المذابح اللي عملها شارون في لبنان وفلسطين عادي جدا جدا.. تاريخ هذا الرجل معروف".
نقابة الصحفيين: شطبت عُضويته
وقال مقرر لجنة الحريات في نقابة الصحفيين المصريين، محمود كامل، في صفحته على فيسبوك، إنه تلقى من العديد من الزملاء الصحفيين مقطع فيديو للإعلامي عماد الدين أديب يحاور فيه دبلوماسيا صهيونيا من داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف: "أديب ليس عضوا في نقابة الصحفيين المصريين منذ سنوات عدة، بعد صدور قرار من هيئة التأديب في النقابة بشطبه في واقعة فصل تعسفي، وإذا كان عضوا في النقابة في هذه اللحظة، لاستوجب شطبه فورا"، مؤكدا موقف الصحفيين الحاسم ضد التطبيع المهني والشخصي والنقابي.
خالد البلشي: موقفنا هو رفض التطبيع
وشدد نقيب الصحفيين المصريين، خالد البلشي، على موقف النقابة الدائم ضد التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن حظر التطبيع المهني والنقابي والشخصي سيظل مستمراً حتى تحرير الأراضي المحتلة وعودة حقوق الشعب الفلسطيني.
وبيّن البلشي، في كلمته خلال المؤتمر السادس للنقابة الذي عقد بداية الأسبوع الجاري، أن رفض النقابة لأي شكل من أشكال التطبيع ليس مجرد موقف سياسي، بل هو تعبير عن التضامن الإنساني العميق مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل حقوقه المشروعة. وأكد أن النقابة جزء من الحركة العالمية المناهضة للاحتلال.
وأعاد المؤتمر السادس لنقابة الصحفيين المصريين، الذي عقد يومي السبت والأحد الماضيين، التأكيد على "موقفها الحاسم ضد التطبيع المهني والشخصي والنقابي"، داعيا إلى بذل أقصى الجهود "من أجل ضمان تقديم مجرمي الحرب الصهاينة للمحاكمة".
وأصدرت جميع الجمعيات العمومية السابقة للنقابة قرارات بحظر جميع أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ويطبق اتحاد النقابات المهنية المصرية، منذ عام 1981، قراراً يحظر على أعضائه التعامل أو التطبيع بأي شكل مع "إسرائيل".